دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الأربعاء 28 - 9 - 2016 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك ... حلب : العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري على أكثر من محور تتسم بالبطئ والحذر الشديد نتيجة نقل الفصائل المسلحة مقراتها الى داخل الاحياء السكنية الأكثر كثافة ما قد يؤدي إلى امكانية زيادة الاصابات في صفوف المدنيين كنوع من اتخاذهم كدروع بشرية.
24 ساعة ساخنة في سورية والجيش السوري يتصدر المشهد في حلب القديمة
تشهد الحرب السورية تصاعدا في وتيرة الاشتباكات خلال الـ24 ساعة الأخيرة عبر أكثر من جبهة فيما اعتبرت جبهتا حلب وحماه الأكثر سخونة وسط تغيرات هامة في خريطة السيطرة لصالح الجيش السوري.
البداية من عاصمة الشمال السوري حلب، حيث نجح الجيش السوري الثلاثاء بإحداث خرق هو الأول من نوعه في المدينة القديمة بالسيطرة على حي الفرافرة شمال غرب قلعة حلب في الجهة الشرقية من المدينة.
وحسب مصدر عسكري متابع للعمليات في حلب، فإن "معركة تحرير الفرافرة اتسمت بالسرعة والمباغتة وتم حسمها مبكرا وسط ارتباك المجموعات المسلحة التي كانت تتمركز في الحي".
ويضيف المصدر في تصريح لـ RT أن "تعاون أهالي الأحياء المجاورة ومدهم الجيش والقوى الأمنية بالمعلومات المتعلقة بأعداد وتحركات المسلحين، أسهم في نجاح العملية المذكورة".
ويعتبر الحي الأول منذ سنوات في المدينة القديمة الذي يشهد عملية عسكرية للجيش السوري يعني تغيير الوضع الثابت (الاستاتيكو) السائد لفترة طويلة في المدينة.
ويرى الخبير العسكري من حلب الدكتور كمال الجفا أن "الجيش عازم على اتباع الاستراتيجية ذاتها التي أثبتت فاعليتها في مناطق أخرى من سورية عبر تقسيم الأحياء الشرقية المحاصرة إلى مربعات، وبالتالي فرض الاستسلام على المسلحين كما حصل في داريا والوعر".
وأضاف "يبدو أن قرار الحسم العسكري للمسلحين الرافضين لأي تسوية تم اتخاذه وسط قناعة الجيش السوري بإمكانية انهاء ملف حلب عسكريا في ظل استمرار تعنت المسلحين وعدم الاستجابة لنداءات التسوية التي أطلقتها اللجنة الأمنية في حلب مؤخرا".
ويضيف الجفا أن "العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري على أكثر من محور في حلب يتسم بالبطئ والحذر الشديد نتيجة نقل الفصائل المسلحة مقراتها الى داخل الاحياء السكنية الاكثر كثافة، ما قد يؤدي إلى امكانية زيادة الاصابات في صفوف المدنيين كنوع من اتخاذهم كدروع بشرية".
وشهدت جبهة مخيم حندارات شمال حلب اشتباكات عنيفة بين مسلحي النصرة والفصائل الموالية لها والجيش السوري الذي استهدفت مدفعيته تحصينات المسلحين وتحركاتهم داخل المخيم وفي محيطه.
واستمرت الاشتباكات جنوبا عبر محوري الشيخ سعيد والعامرية ومشروع الـ 1070 شقة في الجنوب الغربي من المدينة.
كما واصل سلاح الجو السوري استهداف مراكز المسلحين على كامل الجبهة الشمالية والشمالية الغربية للريف الحلبي في بلدات كفر حمرا وحيان وقبتان الجبل ودارة عزة، إضافة إلى مناطق بعيدين والحيدرية وبستان القصر داخل المدينة.
وفي حماه شهدت الجبهة الشمالية تصاعداً في حدة الاشتباكات أجبرت الجيش على الانسحاب من قرية الشعثة في الريف الشمالي الشرقي ليعود ويتمركز بداخلها لاحقاً بعد صد هجمات مسلحي "جند الأقصى" المبايع لـ"داعش" والفصائل الحليفة عبر محور الطليسية والزغبة.
كما استهدف الطيران رتلا للمسلحين على محور الكبارية بالقرب من معان في الريف الشمالي.
أما العاصمة دمشق، فقد شهدت اشتباكات على أطراف حي برزة الخاضع لاتفاقية مصالحة شمالا، إثر هجوم للمسلحين على مبنى الوسائل التعليمية استمرت لعدة ساعات لتعود الأمور إلى وضعها الطبيعي لاحقا بعد تدخل لجان المصالحة.
أما غربا فقد شهدت قدسيا "تقدما للجيش السوري عبر محور معمل أدوية الديماس بعد انهيار المصالحة في البلدة نتيجة اعتداء المسلحين على نقاط للجيش قرب منطقة الخياطين"، حسبما قال مصدر عسكري لـ أر تي، مضيفا أن "الهدف من العملية توسيع نطاق الامان بالنسبة للمناطق المجاورة دون اقتحام الحي".
أما في الريف، فقد نجح الجيش في توسيع نطاق سيطرته في محيط رحبة الاشارة بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي جيش الاسلام في غوطة دمشق الشرقية والتقدم في منطقة المزارع الواقعة بين الريحان وتل كردي مقتربا أكثر من مدينة دوما معقل الفصيل المذكور.
خطوة رد عليها المسلحون باستهداف ضاحية الأسد السكنية شمال دمشق بقذائف الهاون.
سركيس قصارجيان
حماة : سلاح الجو في الجيش السوري يشن عدة غارات مركزة على تجمعات و أرتال المجموعات المسلحة في كل من قرى وبلدات اللطامنة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي و القاهرة معان وأطراف الطليسية في ريف حماة الشمالي الشرقي
كما استهدف الجيش بواسطة سلاح المدفعية والرشاشات تجمعات المجموعات المسلحة في قرية حربنفسه في ريف حماة الجنوبي محققا اصابات مؤكدة في صفوفهم
حماة : الجيش السوري يتقدم داخل بلدة الشعثة بريف حماة الشمالي ويسيطر على اجزاء كبيرة من القرية وسط اشتباكات عنيفة
حلب : مقتل وجرح عدد من المسلحين في مشروع 1070 شقة جنوب غرب حلب اثر استهداف الجيش السوري 3 آليات من نوع بيك اب كانت تقلهم
صحيفة تركية: معركة الرقة منتصف الشهر المقبل
على حين حذر وزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو واشنطن، من دون أن يسميها، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني بوريس جونسون، من أن التعاون مع «وحدات حماية الشعب» في عملية الرقة من شأنه أن يعرض مستقبل سورية للخطر، اعتبرت صحيفة «حرييت» التركية أن «موعد دخول الرقة والموصل أصبح معلوماً»، مبينًة أن الولايات المتحدة أصرت على (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان أن تبدأ عملية التحرير في منتصف شهر تشرين الأول المقبل.
في الغضون نقلت قناة «الميادين» عن مصادر خاصة: أن جنوداً أميركيين دخلوا مدينتي مارع وإعزاز برفقة لواء المهام الخاصة في فرقة الحمزة التابعة لميليشيا «الحر»، وذلك تمهيداً لشن هجوم على داعش في ريف حلب الشمالي.
مهندس سوري يبتكر أول هاتف ذكي مصنوع من مادة الكربون الأنحف و الأحدث في العالم
أبهر المهندس السوري فراس خليفة العالم كله بإطلاقه أول هاتف ذكي مصنوع من مادة الكربون في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
ويعتبر جهاز كاربون أرق هاتف ذكي في العالم حيث تبلغ سماكته ٤،٦ مم ، الذي تم ابتكاره في شركة carbon_works المتخصصة في البحث والتطوير وتسويق الالكترونيات التجارية، والتي أسسها المهندسان فراس خليفة وجورج رايس ماريتنز.
كما نال هاتف كاربون دعم حكومة دبي والذي سيتم إطلاقه رسمياً في أسبوع جيتكس للتقنية 2016 في السادس عشر من أكتوبر القادم والذي سيعلن فيه عن مزايا الهاتف بشكل كامل ليتم طرحه للبيع في السوق الإماراتية وبعدها العالمية.
الجدير أن يذكر، أن فراس خليفة هو مهندس معلوماتية خريج الجامعة العربية الدولية في سورية، ونالت مشاريعه العديد من الجوائز العالمية, حيث حصل مؤخراً على جائزة افضل مشروع في مجال التجارة الالكترونية خلال المؤتمر العالمي Mobile World Congress 2016 المقام في برشلونة و اسبانيا، لجائزة كانت لمشروع المول الافتراضي، وكان الاول من نوعه في العالم, و تم اطلاقه في دبي، و هو حالياً في مرحلة الانتشار في الشرق الأوسط و اوروبا
وفد اعلامي وصل الى مدينة حلب برئاسة عماد سارة رئيس هيئة الاذاعة و التلفزيون و ذلك للتضامن مع اهالي مدينة حلب ...
واليوم يوم بث مباشر عبر الاخبارية مخصص لمدينة حلب فقط
مسلحوها رفضوا تسليم جثامين شهداء الجيش … التوتر يعود من جديد إلى قدسيا.. وتهدئة «هشة» أوقفته
سامر ضاحي
نجحت جهود خيرية أمس بالتوصل إلى تهدئة «هشة» في مدينة قدسيا بريف العاصمة الشمالي الغربي عصر أمس بعد اشتباكات شهدتها المدينة ارتقى خلالها شهداء في صفوف الجيش.
وصباح أمس اندلعت اشتباكات بين الجيش العربي السوري ومسلحي المدينة من جهة منطقة الخياطين، بالتزامن مع قيام مسلحي الهامة المجاورة بإطلاق ست قذائف باتجاه جبل الورد. وقام الجيش بالرد واسترجع الحاجز ونقطة أخرى سيطر عليها المسلحون أيضاً، وفق مصدر في لجنة المصالحة يقطن قرب المدينة، أكد لـ«الوطن» تعرض عدد من جنود الجيش لإصابات نتيجة الخرق.
وفي تشرين الثاني الماضي، تم توقيع اتفاق مصالحة في قدسيا برعاية مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني. وبموجب الاتفاق غادر في نيسان الماضي أربعون مسلحاً من أهالي قدسيا برفقة عائلاتهم ومن دون أسلحتهم إلى إدلب عبر لبنان، بوساطة سيارات أمنتها الدولة والهلال الأحمر العربي السوري.
ونص الاتفاق على أن يتم فتح الطرق المؤدية إلى قدسيا والهامة المغلقة منذ منتصف تموز العام الماضي أمام المواطنين وسياراتهم بالترافق مع مغادرة المسلحين.
ورغم مغادرة مجموعة من المسلحين إلى إدلب إلا أن فتح الطريق لم يحصل حتى الآن، وزار وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر الحي الغربي من مدينة قدسيا بريف دمشق، والخاضع لسيطرة الجيش العربي السوري في أيار الماضي ووعد بفتح الطريق.
وفيما يقطن قدسيا حالياً قرابة 30 ألف مواطن ويسيطر عليها نحو 300 مسلح، فإن مدينة الهامة يقطنها 15 ألف مواطن ويسيطر عليها قرابة 200 مسلح، وفق تقديرات أحد مصادر «الوطن».
وبعد اشتباك أمس الذي استمر نحو الساعة شوهدت سحابة دخان سوداء تتصاعد فوق المدينة من جهة طريق الربوة الديماس في المنطقة القريبة من مدينة الهامة، وسط أنباء عن تمكن الجيش من محاصرة مجموعة من المسلحين في تلك المنطقة.
وأضاف المصدر في لجنة المصالحة لـ«الوطن»: اتصلنا مع أعضاء لجنة المصالحة في الطرف الثاني وتمكنا من التوصل لتهدئة لكن ما لبثت الاشتباكات أن تجددت بعد قرابة 3 ساعات، وتقدم الجيش باتجاه قدسيا عبر محور معمل أدوية الديماس، وذلك لتطهير المنطقة من المسلحين فيها.
ووفقاً للمصدر هدأت الاشتباكات من جديد نحو الرابعة عصراً بعد وصول مفتي دمشق وريفها الشيخ محمد عدنان الأفيوني إلى بلدة ضاحية قدسيا المجاورة واجتماعه بوجهاء مدينة قدسيا، الذي استمر حتى إعداد هذه المادة.
ولفت المصدر إلى أن أعضاء لجنة المصالحة داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة المسلحين لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه، مشيراً إلى وجود أشخاص مستفيدين من الوضع الحالي للمدينة، من المسلحين ومن بعض أعضاء لجنة المصالحة على السواء.
وفي وقت لاحق مساء أمس قال مصدر آخر في لجنة المصالحة لـ«الوطن»: إن الاشتباكات أمس انتهت بارتقاء عدد من الشهداء في صفوف الجيش وبقيت جثامينهم بحوزة مجموعة مسلحة تطلق على نفسها اسم «مجموعة أبو شاهر عباس»، على حين عاد الجيش إلى مواقعه قبل الاشتباك.
وأضاف: تم التوصل إلى هدنة هشة، متوقعاً أن تعود الاشتباكات في أي لحظة، مشيراً إلى أن مجموعة «أبو شاهر عباس» رفضت تسليم جثامين الشهداء حتى إعداد هذه المادة رغم مساعي الأفيوني، مؤكداً أن شروط التهدئة الجديدة مشابهة لتلك التي حصلت في مناطق أخرى ومن ضمنها تسليم المسلحين لسلاحهم ممن يرغب بتسوية وضعه، ونقل المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم إلى مناطق خارج قدسيا.
من جهتهم أكد نشطاء على صفحاتهم في موقع «فيسبوك» أن الجيش وخلال تقدمه على أطراف المدينة تمكن من محاصرة مجموعة كاملة من المسلحين في بناء حليمة وبرزاوي وأنباء عن إصابة عدد من المسلحين.
وأوضح النشطاء أن دبابات الجيش المتمركزة قرب ضاحية قدسيا استهدفت المدينة التي تعرضت لقرابة 65 قذيفة.
الوطن
حلب: الجيش نحو الأحياء الشرقيّة عبر الأبواب التاريخيّة
دشّن الجيش السوري عملياته داخل الأحياء الشرقيّة لمدينة حلب ببسط سيطرته أمس على كامل حي الفرافرة التاريخي، أحد أكبر أحياء المدينة القديمة. ومن المرجح أن تحافظ العمليات العسكرية للجيش وحلفائه في «عاصمة الشمال» على أسلوب «تشتيت الجبهات» مع انتقاء النقاط الأضعف وقضمها، بالتزامن مع السعي إلى توسيع «هامش الأمان» على المحاور الجنوبيّة
صهيب عنجريني
لا يُمكن عدّ تقدّم القوات السوريّة نحو أحياء المدينة القديمة في حلب مفاجئاً. على العكس من ذلك، يُشكّل هذا المحور واحداً من «أفضل الخيارات» للتقدّم عبره، نظراً إلى وضع المجموعات المسلّحة فيه، وفي جواره.
وتبدو فرص نجاح المجموعات في شنّ عمليات معاكسة على هذا المحور شبه معدومة خلافاً لما هو الحال على جبهات أخرى مثل حيّ الشيخ سعيد (جنوب المدينة) أو مخيم حندرات (شمالها). التقدّم البرّي نحو أحياء المدينة القديمة كان جزءاً من تحرّك واسع النطاق على أربعة محاور متوزّعة على جهات مختلفة: محور مشروع الـ1070 (شقّة) في الجهة الجنوبيّة للمدينة، محور مخيّم حندرات شمالاً، محور حيّ الشيخ سعيد (البوّابة الجنوبيّة للأحياء الشرقيّة)، ومحور المدينة القديمة. واختارت غرفة العمليّات العسكرية السوريّة العمل في المرحلة الراهنة وفق أسلوب «تشتيت الجبهات» مع التركيز على النقاط الهشّة والتقدّم عبرها. ويمنح هذا التكتيك أفضليّةً للجيش وحلفائه في ظلّ غياب التنسيق العسكري الفاعل بين المجموعات المسلّحة التي تتقاسم السيطرة على المحاور والأحياء، ولا سيّما في ظلّ التحوّلات التي جعلت عديد الجيش وحلفائه في حلب متفوّقاً على عديد المجموعات المسلّحة في الفترة الأخيرة. عوامل عدّة أسهمت في هذا التفوّق العددي، كان من بينها الاستنزاف الكبير الذي طاول المسلّحين في معارك «الكليّات»، فضلاً عن نجاح الجيش في إحكام طوق حول مناطق سيطرة المسلّحين، وحرمانهم فُرص استقدام أي إمدادات بالعديد أو العتاد. كذلك لعب انسحاب أرتال مقاتلي «حركة أحرار الشام الإسلاميّة» و«حركة نور الدين زنكي» وسواهما للقتال تحت راية الجيش التركي الغازي للشمال السوري دوراً في خفض عديد مقاتلي المعارضة في حلب.
تكثيف القصف الجوي للأحياء الشرقيّة الكبرى (مثل الشعار، الصاخور) التي تُشكّل عادةً نقاط إسناد خلفيّة لخطوط التماس أسهم أيضاً في تسهيل العمليّة على محور المدينة القديمة. في المقابل، كانت معسكرات الجيش وحلفائه قد استقبلت خلال الأسبوعين الأخيرين مزيداً من الإمدادات البشريّة الحليفة.
كذلك أنجزت غرف العمليّات «تقويماً دقيقاً وشاملاً لكل محاور القتال المحتملة» وفقاً لما أكّدته مصادر ميدانيّة لـ«الأخبار». ولا ينطبق هذا الكلام على محاور هجوم أمس الأربعة فحسب، بل يتعدّاها إلى محاور أخرى «سيجري التحرّك نحوها في الوقت المناسب»، حسب المصادر ذاتها. وتتباين قوّة المسلّحين الموزّعين على أحياء المدينة الشرقيّة تبعاً لعوامل عدّة، مثل حجم المجموعات المسيطرة وخبرتها، وقرب بعض المناطق من خطوط التماس، ما جعلها عرضةً لعمليات استنزاف مستمرّة (في مقابل بعدها عن العمق الحيوي للمسلّحين). ففيما تحضر مجموعات قويّة في بعض المناطق (مثل بستان الباشا، والشيخ سعيد وسواهما) تقتصر السيطرة في أحياء أخرى على مجموعات محليّة صغيرة، مدعومة بأعداد قليلة من بعض المجموعات الكبيرة. وكان الجيش السوري حتى وقت قريب يتمركز على أطراف حيّ الفرافرة، قبل أن يتقدّم نحوه لتتراجع أمامه بقايا بعض «الألوية» المحليّة (مثل «أحرار باب الحديد»، و«كتائب» محسوبة على «لواء أحرار سوريا»)، فضلاً عن مجموعات تابعة لـ«كتائب الصفوة الإسلاميّة»، و«حركة نور الدين زنكي». ورغم أن الحال يبدو مشابهاً في بعض الأحياء المتاخمة مثل العقبة، والجلّوم، والقصيلة، غيرَ أنّ ارتباط هذه الأحياء بعضها ببعض، واتّصالها بأحياء أخرى خارج المدينة القديمة (مثل الكلّاسة عبر باب قنسرين، أو الفردوس عبر قلعة شريف، والصّالحين عبر باب المقام) قد يلعب دوراً في إبطاء تقدّم القوات السوريّة وحلفائها. إلا أنّ المؤكد أنّ المدينة القديمة ليست مؤهّلة للتحوّل إلى نقطة تجمّع أخيرة للمجموعات في تكرار لسيناريو حمص. وعلى العكس من ذلك، تبدو فرص المجموعات في التمركز الطويل الأجل فيها شبه معدومة. وبالعموم، لا يبدو سيناريو الحصار الطويل حاضراً في خطط الجيش للأحياء الشرقيّة، بفعل تضافر مجموعة من العوامل يتصدّرها تكثيف الضغوط السياسيّة والإعلاميّة الدوليّة، التي تجعل من حلب موضوعاً مرشّحاً لمزيد من الحضور على طاولة مجلس الأمن الدولي. وتشير المعطيات المتوافرة إلى أنّ الخيار قد حُسم في معسكر الجيش وحلفائه لمصلحة العمل على استعادة كامل مدينة حلب قبل وصول إدارة أميركيّة جديدة إلى البيت الأبيض. في المقابل، تبدو المجموعات المسلّحة الكبرى («جبهة فتح الشام/ النصرة» وحلفاؤها في «الحزب الإسلامي التركستاني» وبعض مكوّنات «جيش الفتح») عازمةً على خوض محاولة جديدة لإحداث «تغيّر نوعي» على جبهات حلب يتيح التقاط الأنفاس، في مسعى لتكرار سيناريو الراموسة. ومن جديد، تحتلّ جبهات الريف الجنوبي واجهة خطط «فتح الشام» وحلفائها. ورغم تبدّل الموازين كثيراً منذ نجاح المسلّحين في فتح «ثغرة الراموسة» قبل شهر ونصف شهر، غيرَ أنّ المعلومات المتوافرة تشير إلى تحضيرات مكثّفة في معسكرات المجموعات تمهيداً لفتح عمليات تستهدف تمركزات الجيش وحلفائه على المحاور البعيدة في الريف الجنوبي. وتحظى بلدة الحاضر بأهميّة خاصّة في حسابات «فتح الشام» وحلفائها، ويرى هؤلاء أنّ استمرار سيطرة القوّات السوريّة وحلفائها على البلدة الاستراتيجيّة شكّل العقبة الأكبر في وجه مخططات الإمساك بزمام الأمور بشكل كلي في الريف الجنوبي. ويعوّل أي هجوم من هذا النوع على دفع الجيش وحلفائه إلى توجيه إمدادات نحو النقاط البعيدة، أملاً في تخفيف الضغط على الأحياء الشرقيّة داخل المدينة.
الأخبار
كيري يريد مواصلة العمل مع موسكو.. وحديث عن مقترح روسي مشروط لحظر الطيران
فيما كانت الدبلوماسية الروسية تؤكد أن روسيا «لن» تسمح باستنساخ السيناريوهين الليبي والعراقي في سورية وتنبه إلى وجود مخطط أميركي لاستنزاف جميع الأطراف على الأرض السورية، سربت مصادر روسية أنباء عن اقتراح روسي مضاد بخصوص فرض حظر طيران في بعض مناطق سورية، مؤكدةً أن روسيا لن تتخذ إجراءات من جانب واحد ما لم تجبر إدارة الرئيس باراك أوباما جميع المؤسسات الأميركية على تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي.
وبالرغم من تصاعد حدة التوتر الأميركي الروسي، وتلويح مسؤولين أميركيين بترك دول الخليج تزود المسلحين بصواريخ محمولة على الكتف مضادة للجو من طراز «مانباد» في تكرار لتجربة «المجاهدين» في أفغانستان في مواجهة الجيش السوفييتي، إلا أن وزارتي الدفاع الأميركية والروسية واصلتا العمل وراء الكواليس من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين أن بلاده لن تسمح بتكرار عدوان أميركا وبعض الدول الأوروبية في سورية كما حصل في ليبيا والعراق. وفي مقابلة متلفزة نقلت وكالة «سانا» مقتطفات منها، قال زاسبكين: «هم لديهم حتى الآن نفس الفكرة والهدف هو إسقاط الدولة السورية ونحن لدينا نهج آخر هو إيجاد التسوية من خلال الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة»، لافتاً إلى أن الأميركيين لم يتمكنوا إلى الآن من الإيفاء بتعهداتهم والفصل بين الإرهابيين ومن يسمونهم «معارضة معتدلة».
وإذ أشار زاسبكين إلى أن العدوان الأميركي على موقع للجيش السوري في دير الزور شكل دعماً لإرهابيي داعش وبين أن الأميركيين لا يريدون التقدم في مجال تنفيذ بنود الاتفاق الروسي الأميركي بل يريدون استمرار المعارك لاستنزاف جميع الأطراف. ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية استغلت اتفاق وقف الأعمال القتالية لزيادة التسليح وتجميع قواتها وهي من قامت بانتهاكه، مؤكداً أنه لا بد من توجيه الضربات ضدهم وبالدرجة الأولى تنظيما داعش وجبهة النصرة.
وكشفت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» عن الأسباب الحقيقية التي دفعت الغرب إلى طلب انعقاد مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في مدينة حلب قبل أيام، في محاولة دورية يائسة للضغط على موسكو. وكشفت أن إخفاق المجموعة الدولية لدعم سورية مؤخراً في التوصل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اتفاق بشأن «خريطة طريق» لتسوية الأزمة حول مدينة حلب، حرك اتصالات دبلوماسية مكثفة بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
واعتبرت الصحيفة أن واشنطن أفسدت الخطة الروسية الأميركية حول سورية، بمطالبتها بتنفيذ الجزء «الروسي» منها والمماطلة بتنفيذ التزاماتها هي، وهو ما دفع البيت الأبيض إلى رفض نشر محتوى الاتفاق، على الرغم من أن كيري وافق خلال لقاءاته لافروف على نشرها. وأوضحت أن إخفاق الهدنة، دفع كيري خلال اجتماع لمجموعة دعم سورية إلى اقتراح تحديد موعد جديد للهدنة، مطالباً أيضاً بفرض حظر على طيران القوة الجوية السورية فوق المناطق التي تمر فيها قوافل المساعدات الإنسانية؛ وأشارت إلى أن الحديث في البداية «كان يدور حول وقف طيران الطائرات الروسية»، مبينةً أن موسكو «رفضت مناقشة مثل هذه الأمور».
وحسب «روسيسكايا غازيتا»، فقد عرض لافروف خلال لقائه كيري «خطة مضادة لمقترح (الوزير الأميركي)، تتضمن مبدئياً عدم اعتراض روسيا على تحديد منطقة حظر جوي فوق مناطق معينة من سورية» لكنه وضع ثلاثة شروط. أولها ألا يشمل الحظر الطائرات الروسية، ثانيها أن يتفق العسكريون الروس والأميركيون قبل الإعلان عن تحديد تلك المناطق، «على تفاصيل مواقع المعارضة المعتدلة المدعومة من واشنطن على الخريطة، وكذلك مواقع المجموعات الإرهابية التي يمكن الإغارة عليها. وأخيراً اشترط لافروف أن يضغط البيت الأبيض بنفسه على «حلفائه في سورية لكي يتخلوا عن تنسيق عملياتهم مع الإرهابيين». وذكرت الصحيفة أن موسكو ترى أن قوات الحكومة السورية «يحق لها القيام بالعمليات العسكرية التي تراها ضرورية ما دامت هذه الشروط لم تنفذ»، مبينةً أن الوفد الروسي «لم يتعهد بمنع دمشق من القيام بأي عمل عسكري».
وشددت الصحيفة على أن انتصارات الجيش السوري «التكتيكية» في حلب تسمح له بـ«السيطرة التامة على هذه المدينة المهمة إستراتيجياً»، ولذلك، أشارت إلى أن «تطور الأوضاع بهذا الشكل لا يرضي واشنطن»، وهو ما دفعها إلى الدعوة لعقد جلسة مجلس الأمن الطارئة كمحاولة منها لـ«عرقلة» عمليات الجيش السوري.
ووصفت الصحيفة الدعوة المشتركة التي وجهها كيري ومفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إلى المعارضة السورية بوقف تعاونها مع «جبهة النصرة» بأنها «ليست حاسمة.. وليست مدعومة بعقوبات عسكرية»، وختمت قائلةً: «إلى أن تقوم إدارة أوباما بإجبار المؤسسات الأميركية كافة، بدءاً بالبنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية وانتهاء بوزارة الخارجية، على تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي، فإن موسكو من جانبها لن تتخذ أي إجراءات من جانب واحد في سورية».
جاء ذلك في حين نقلت صحيفة «إيزفيستيا» الروسية عن مصدر مطلع في الدوائر الدبلوماسية العسكرية أن «وزارتي الدفاع الروسية والأميركية جاهزتان خلال الأيام القريبة المقبلة لتنسيق برنامج مؤقت للتعاون في سورية»، مبيناً أن «البرنامج يحدد الآليات الأساسية لتبادل المعلومات عن عمل طائرات كل طرف، إضافة إلى تحديد ترتيب عمل كل طرف في الحالات الاستثنائية».
وبيّن المصدر أن العمل على إعداد الوثيقة بلغ مرحلته النهائية، وقد يُنجز خلال الأيام القريبة المقبلة.
وعلى الجانب الآخر، حمل كيري أمس موسكو ودمشق المسؤولية عن انهيار الهدنة والجهود الدبلوماسية، متهماً إياهما بمواصلة الهجوم العسكري والبحث عن تحقيق انتصار ميداني عوض التوجه صوب الحل السياسي عن طريق المفاوضات الفعالة. واعتبر من كولومبيا، أن التطورات في مدينة حلب تؤكد أن روسيا والنظام ينويان السيطرة على المدينة عسكرياً وتدميرها ضمن هذه العملية العسكرية القائمة.
وعلى الرغم من الاتهامات، وعد كيري أنه لن يستسلم وسيواصل مساعيه مع روسيا لإعادة تفعيل وقف النار في سورية.
وبعد أن تحدث مسؤولون روس عن تعويل أجنحة في واشنطن على المماطلة بانتظار إطلاق «الخطة ب» في سورية بعد خروج أوباما من البيت الأبيض، نفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، وجود «خطة ب» لدى واشنطن لحل أزمة سورية، مؤكداً أن الحل الدبلوماسي يبقى الخيار الأوحد. وكان كيري هو أول من تحدث عن وجود خطة بديلة إذا ما انهارت الجهود الدبلوماسية مع روسيا حول سورية.