دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم السبت 9 - 1- 2016 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك ... ريف دمشق: وحدات الجيش العربي السوري تواصل تقدمها في الجهة الشمالية الغربية من بلدة مرج السلطان بعد عمليات مكثفة أسفرت عن السيطرة على عدد من المزارع وكتل الأبنية باتجاه حوش خرابو ومقتل 4 إرهابيين منهم يوسف بكداش ومحسن بلو
درعا: الجيش العربي السوري يواصل تقدمه في الشيخ مسكين ويسيطر على عشرين كتلة سكنية .. ومقتل إرهابيين وتدمير أسلحتهم وآلياتهم باستهداف الجيش لتجمعات التنظيمات الإرهابية ومحور تحركهم في الطرف الجنوبي الغربي لحي المنشية بمنطقة درعا البلد
ريف دمشق: تدمير مدفع هاون ومقرات لإرهابيي جبهة النصرة وجيش الإسلام قرب دوار قرية البلالية شرق مرج السلطان والقضاء على 8 ارهابيين من بينهم زياد عبد اللطيف الدالى وفراس عرنوس وفؤاد سقرق
ريف دمشق: الجيش العربي السوري يقضي على 26 إرهابياً جراء الاشتباكات مع الجماعات التكفيرية بالغوطة الشرقية وتتابع الوحدات تقدمها باتجاه حوش خرابو
ناشطون سوريون في لبنان :يمكن للسوري الذي يملك إقامة في تركيا تقديم طلب دعوة لاستقدام أي سوري راغب بالدخول إلى تركيا .. شرط الحصول على فيزا حجز طيران وامتلاك 2500 دولار كرصيد مصرفي وحجز فندقي ومبلغ 60 دولاراً ويتم البت بالطلب المقدم خلال 15 إلى 20 يوماً.
حماة :الجيش العربي السوري يتصدى لمحاولة هجوم ارهابيي الجبهة الاسلامية الى محيط زور السوس غرب السلمية شرق حماة حيث دارت اشتباكات اسفرت عن مقتل إرهابيين اثنين دون تغيير في خارطة السيطرة.
حمص : قوات الجيش العربي السوري والفصائل التي تؤازرها تصد هجموماً لتنظيم داعش الإرهابي باتجاه منطقة الدوة الزراعية غرب تدمر
السويداء : وحدة من الجيش العربي السوري تستهدف أوكار وتحصينات إرهابيي داعش جنوب غرب قرية القصر شمال شرق مدينة السويداء بنحو 40 كم وبين المصدر أنه تم ايقاع العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة
حلب: سقوط عدد من القذائف المتفجرة على سوق الخضار بحي الاشرفية بحلب مصدرها المجموعات المسلحة في حي بني زيد
حمص :مقتل عدد من المسلحين خلال اشتباكات مع الجيش العربي السوري في محيط تير معلة شمال حمص
مصادر: الاتفاق على بدء دخول المساعدات الإنسانية إلى بدة مضايا بريف دمشق وقريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الاثنين القادم
اللاذقية: وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تواصل تقدمها في الريف الشمالي الشرقي للاذقية وتفرض سيطرتها على رويسة بن جازى ورويسة القاموع وقرية كدين
حلب : إصابات في صفوف المدنيين جراء قصف المجموعات المسلحة بالقذائف مدينتي نبّل والزهراء بريف حلب الشمالي
اللاذقية : وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تفرض سيطرتها على تلال رويسة القاموع وقرية المغيرية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي
ريف حمص: مسلحون مجهولون يطلقون النار باتجاه أحد قادة حركة احرار الشام في الحولة الإرهابي طاهر جوخدار أمام منزله في كفرلاها في محاولة منهم لتصفيته ما أدى إلى إصابته.
معارك الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي
تداعت المجموعات المسلحة في ريف درعا الى اجتماع امس للبحث في أسباب فشل آخر هجوم لها على مواقع الجيش العربي السوري في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي خلال محاولاتها استرجاع ما خسرته من مواقع.
الاجتماع الذي حضره مسؤولو هذه المجموعات، قرر وقف الهجومات في الشيخ مسكين لأنها استنزفت قدراتهم وكبدتهم خسائر كبيرة.
وجاء هذا القرار نتيجة الهزيمة الواضحة التي لحقت بهذه المجموعات، وهو ما تؤكده الأرقام والوقائع الميدانية، فالجيش السوري تمكن من السيطرة على 60% من المدينة قبل 10 ايام، وباغت المسلحين في مواقعهم وطردهم منها بعد السيطرة عليها.
وقد نفذ المسلحون 6 هجومات في محاولات متكررة لاستعادة هذه المواقع ولكن دون جدوى بالرغم من الامكانات الكبيرة التي رصدت لهذه المعركة من اسلحة وعتاد وذخيرة، لكن النتيجة كانت مقتل وجرح اعداد كبيرة من المسلحين.
وبلغ عدد قتلى المسلحين في الشيخ مسكين خلال الساعات الثمانية الأربعين الماضية 23 قتيلاً وأكثر من 87 جريحاً غالبيتهم جراحهم خطيرة، فيما دُمرت دبابتين، واُعطبت ثالثة، ودُمرت عربة "بي ام بي" و 9 آليات، اثنتين منهم تحملان رشاشات ثقيلة، فضلاً عن تدمير منصتين لاطلاق الصواريخ المضادة للدروع، و 4 مدافع هاون ومدفع ميدان من عيار 122 ملم قرب مدينة نوى في ريف درعا.
الأرصاد الجوية: هطل كميات من المطر في معظم المحافظات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغ أغزرها 70مم في مصياف بمحافظة حماة و 60مم في عين العرب بمحافظة السويداء و55مم في كل من مدينة درعا وحضر بالقنيطرة و32مم في الناصرة بمحافظة حمص و25مم في اعزاز بحلب و 20مم في سرغايا بريف دمشق
درجات الحرارة حول معدلاتها أو أعلى بقليل والجو بين الصحو والغائم جزئيا بشكل عام ️ مع بقاء فرصة لهطل أمطار محلية متفرقة على المناطق الشرقية والجزيرة ويحذر من حدوث الصقيع على المرتفعات الجبلية وتشكل الضباب في بعض المناطق الداخلية
حمص: وحدات من الجيش العربي السوري تستهدف تجمعات إرهابيي داعش في محيط قرية شاعر وشمال قرية مرهطان غرب مدينة تدمر بنحو 10 كم أسفرت عن القضاء على عدد من الارهابيين التكفيريين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم
حماة : وحدات من الجيش تدمر 7 آليات لإرهابيي “جيش الفتح” وتوقع 30 قتيلا على الأقل بين صفوفهم في ريف حماة الشمالي الغربي
وفي ريف حماة الشمالي الغربي أكد مصدر عسكري سقوط 30 قتيلا على الأقل بين صفوف إرهابيي “جيش الفتح” المرتبط بنظامي أردوغان وآل سعود خلال عمليات الجيش والقوات المسلحة العاملة.
وذكر المصدر في تصريح لـ سانا أن وحدات من الجيش “نفذت عمليات دقيقة ومركزة على تجمعات ومحاور التنظيمات الإرهابية في قرى وبلدات تل واسط والمنصورة والقاهرة والزيارة” في أقصى الشمال الغربي لمحافظة حماة.
وبين المصدر أن العمليات أسفرت عن “تدمير 7 سيارات ومقتل 30 إرهابيا بينهم أحد متزعمي إرهابيي “جيش الفتح” العراقي الملقب أبو بكر الأسدي”.
ويضم ما يسمى “جيش الفتح” مئات المرتزقة الذين يتسللون عبر الحدود التركية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية التكفيرية ومنها “جبهة النصرة” وما يسمى “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”صقور الشام” و”جند الأقصى” و”فيلق الشام” و”لواء الحق” و”جيش السنة” و”أجناد الشام”.
وكانت عمليات الجيش في ريفي حماة وإدلب أسفرت أمس عن مقتل 43 إرهابيا من بينهم متزعم ما يسمى “حركة أحرار الشام الاسلامية” الملقب محمد أبو فيصل وتدمير مقري قيادة وسيارتين للتنظيمات الإرهابية.
الغوطة ورياح التسويات
محمد حميّة
يبدو أنّ المصالحات والتسويات على الساحة السورية آخذة بالتوسُّع والتعميم على أكثر من منطقة كانت حتى الأمس القريب تشكل جبهات اشتباك ساخنة بين الجيش السوري والفصائل والتنظيمات المسلحة المختلفة، وتمثل رهانات دول إقليمية وغربية للنفاذ عبرها لتحقيق مشاريعها الاستعمارية والتوسّعية وتضييق الخناق على النظام في سورية تمهيداً لإسقاطه، إلا أنّ الرياح لم تَسِر كما تشتهي سفن تلك الدول بل كانت رياح التسويات وصفقات التبادل هي الأقوى، وما يؤكد ذلك لجوء المجموعات المسلحة إلى عقد اتفاقات وتسويات عديدة مع الدولة السورية، لا سيما في العامين المنصرمين، كتسوية حمص القديمة وحي الوعر وصفقة تبادل العسكريين اللبنانيين مع «النصرة» وغيرها، فبعد تنفيذ المرحلة الثانية من تسوية الزبداني كفريا والفوعا منذ أسبوعين، يبدو أنّ الغوطة الشرقية في ريف دمشق ستشهد خلال وقتٍ قريب تسوية شاملة بين الجيش السوري و»جيش الإسلام» على أن يعلنها الجيش السوري منطقة آمنة.
وتحدثت مصادر عسكرية مطلعة لـ»البناء» «أنّ تسوية قريبة في الغوطة الشرقية يجري العمل عليها مع ما يسمّى «جيش الإسلام» والاتفاق يتضمّن تسعة بنود هي: الإفراج عن المخطوفين في دوما من عسكريين ونساء وأطفال، الإفراج عن 1500 من المسلحين في سجون الدولة السورية، إدخال مساعدات إنسانية إلى الغوطة، السماح لـ 1200 شخص من مدنيين مسنّين ومرضى الخروج من الغوطة، فتح طريقين آمنين للمسلحين باتجاهين، الأول باتجاه إدلب ومنه إلى تركيا والثاني باتجاه الأردن ومنه إلى السعودية».
وكشفت المصادر أنّ «عدد المسلحين في الغوطة يبلغ نحو 15000 على أن يخرج 1500 منهم إلى تركيا والسعودية والآخرين يطلبون تسوية أوضاعهم مع السلطات السورية»، وتوقعت المصادر أن «تعلن هذه التسوية في غضون الشهر الحالي».
وتتحدّث المصادر عن «طلب واحد يتمّ درسه ولم توافق عليه السلطات السورية بعد، وهو طلب من قيادة المسلحين إبقاء التنظيم الإداري للغوطة كما هو حالياً واندماجها مع الدولة من بلديات وغيرها، وخاصة المحكمة الشرعية التي أصرّ قادة المسلحين على اندماجها مع الدولة، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض المطلق من الدولة السورية، ويتمّ الآن درس صيغة لدمج الأمور الخدمية فقط».
ويبدو أنّ منطقة جوبر ستحذو حذو الغوطة الشرقية، لكن من دون تسوية، فتنقل المصادر معلومات عن فرار عددٍ كبير من المسلحين في جوبر بعد تفجير الجيش السوري سلسلة أنفاق لهم، وتؤكد أنّ المسلحين في جوبر يريدون تسليم أنفسهم للجيش السوري وتسوية أوضاعهم، لكن قادتهم الموجودين حالياً في دوما يرفضون ذلك ويسارعون إلى تصفية أيّ مسلح يحاول تسليم نفسه أو يحاول عقد صلحٍ مع الدولة.
وتكشف المصادر عن ضبط كميات كبيرة من الدولارات المزوّرة في جوبر في أحد المقار وتمّت طباعة تحذير عليها من قبل قيادات المسلحين تهدّدهم بالقتل وإعادة رميها على مراكزهم المسلحين الذين يعيشون حالة اقتتال بينهم حالياً.
ماذا عن تسوية اليرموك والحجر الأسود والقدم؟
وتعزو المصادر تعطل تسوية مخيم اليرموك والحجر الأسود والعسالي والقدم إلى رفض «جيش الإسلام» تأمين ممرّ آمن لمسلحي «داعش» في المناطق الخاضعة له بسبب مقتل مسؤول «جيش الإسلام» زهران علوش، ولأنّ «جيش الإسلام» لا يريد منطقة جنوب دمشق آمنة، وتتضمّن التسوية، بحسب المصادر نفسها، طلب «داعش» تأمين طريق آمن إلى الرقة عن طريق منطقة السبع بيار بالغوطة. لكن سيُصار إلى فتح طريق آخر لمسلحي «داعش» من طريق الضمير إلى تدمر ومنها إلى الرقة وإنجاز هذه التسوية في وقت قريب.
أما على جبهة إدلب، فتتحدّث المصادر أنّ الطوق اكتمل على المدينة بشكلٍ كامل وأن العقيد سهيل الحسن الملقب بـ»النمر» انتقل في الآونة الأخيرة إلى أطراف مدينة باب الهوى باتجاه الحدود التركية ـ السورية مع حالات فرار كبيرة للمسلحين باتجاه تركيا.
وتنقل المصادر أنّ «تركيا بدأت بتطبيق قانون الفيزا على السوريين بسبب جوازات السفر المزوّرة التي يحملها المسلحون الفارّون وخاصة الأجانب المنظمون من قبل السعودية وتركيا ويتجهون إلى أوروبا».
يبقى السؤال، هل إنجازات الجيش السوري وحلفائه الأخيرة والوقائع الميدانية والعسكرية الجديدة التي فرضها على التنظيمات المسلحة، لا سيما في إدلب، ستدفع المدينة إلى تسوية مع مسلحي «جيش الفتح» أيضاً؟ وبالتالي تكرّ السبحة لتصل رياح التسويات إلى جسر الشغور؟ وهل سقطت أوراق تركيا والسعودية في سورية مع اقتراب تحرير ريف حلب؟
تفاصيل ما جرى في حلب
أوضح مصدر في وزارة الكهرباء أن الجهود التي بذلت لإعادة التيار الكهربائي لمدينة حلب التي تعاني من انقطاع منذ أكثر من 3 أشهر قوبلت باستهداف لخطوط التغذية ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بعد عدة ساعات من عودة الكهرباء.
وقال المصدر لتلفزيون الخبر " منذ ثلاثة أشهر تعرض الخط الوحيد المغذي لمحافظة حلب إلى اعتداءات من قبل الجماعات المسلحة كون هذا الخط يمر ضمن مناطق تواجدهم".
وتابع "منذ ذلك التاريخ ووزارة الكهرباء بذلت جهود كبيرة وقدمت أكثر من شهيد وتكبدت خسائر مالية ضخمة لاصلاح هذا الخط واعادة التغذية في مدينة حلب وذلك بالتنسيق مع الجهات الامنية والمبادرة الامنية لمحافظة حلب ".
وأضاف "نجحت هذه الجهود اخيرا بإعادة التغذية لمدينة حلب بتاريخ 4 – 1 -2016 عند الساعة التاسعة ليلا واستمرت هذه التغذية حتى الساعة 8 صباحا من صباح 5 -1 -2016 الا ان المجموعات المسلحة أبت إلا ان تعكر فرح اهلنا في مدينة حلب بعودة التغذية الكهربائية فقامت مجددا بالاعتداء على هذا الخط".
وأوضح المصدر ان الوزارة مازالت تتابع بكامل كوادرها تتابع هذا الواقع مع الجهات المعنية للسماح لورشات الوزارة للدخول الى أماكن العطل واصلاحه الا ان هذه المجموعات مازالت تمانع دخول هذه الورشات .
بويضاني يقدّم أوراق اعتماده: لا تغيير بعد مقتل زهران
عامر نعيم الياس
عشرة شهداء وعشرات الجرحى الحصيلة النهائية لقصف شارعَي بغداد والعابد في قلب دمشق، وفق الحصيلة الحقيقية لما جرى منذ يومين في العاصمة السورية.
القصف الذي استهدف المنطقتين الحيويتين المكتظتين بالمدنيين وسط العاصمة، أتى من المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية، وفق التوجيه الذي نطق به الإعلام الرسمي السوري، وحتى سار عليه الإعلام الصديق والحليف لمحور المقاومة، ثم بالتفاصيل تمّت الإشارة إلى حي جوبر وقواعد «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية.
أبو همام البويضاني، عيّن على عجل خليفةً لزهران علوش، الذي استُهدِف الشهر الماضي بعملية نوعية للجيش السوري في «أوتايا» القريبة من مدينة دوما مسقط رأس قائدي «جيش الإسلام» القتيل والذي خلفه اليوم، ومن الواضح أن بويضاني الذي سرت إشاعات عن «اعتداله ومرونته» في مقابل «تزمّت» زهران، يحاول إثبات العكس اليوم، فقصف العاصمة دمشق بهذا العنف غير المسبوق والذي لم يجرِ في عهد زهران سوى مراتٍ قليلة يؤشر إلى جملة أمور أهمها:
ـ الارتباط الحيوي لـ«جيش الإسلام» بالسعودية ومصالحها وتوجهاتها التي تنحو اليوم نحو مزيد من التصعيد في المواجهة الإقليمية مع إيران، على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر وما تبعه من قطع للعلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وتوتر العلاقات بين الخليج وبعض الدول العربية وإيران.
ـ مع موت زهران فإن البويضاني يتجه إلى مزيد من العنف الدموي لإثبات وجوده أولاً، وقدرته ثانياً على القيام بالمهام الموكلة إليه، فضلاً عن توجيه رسائل إلى من يهمه الأمر في داخل دوما أولاً، وحتى الدولة السورية ثانياً، بأن ما كان سائداً أيام علوش سيُرسّخ في أيامه أكثر وسيكون أكثر دموية.
ـ التهديد الذي يطاول العاصمة السورية لا يزال قائماً، لكنه تهديد يهدف إلى الإرباك لا إلى خلط الأوراق، فالعاصمة تخرج خارج معادلة القوى الدولية والإقليمية في ما يتعلق بمعركتها وساعات الصفر التي خصصت لها على مدى سنوات الحرب على سورية، والفصائل الأكثر قوةً من فصيل دوما الملقب «جيش الإسلام» تسلّم بضرورة تركها لجبهات القتال في ريف دمشق والتحاقها بمناطق ترى فيها أن للمعركة واستمرارها جدوى وهدف. ومن الواضح أن الهدف الرئيس للرياض من وراء ما جرى في دمشق وما سيجري، يتمثل في الإيحاء بقدرة المجموعات المرتبطة بآل سعود على إرباك المشهد الميداني في العاصمة وبالتالي الضغط على الرعاة الدوليين للتفاوض لوضع القدرات السعودية في سورية بالحسبان.
ـ الإصرار الروسي على اعتبار «جيش الإسلام» تنظيماً يجب وضعه على لائحة التنظيمات الإرهابية يرسم ملامح المعركة المقبلة حول هذا الفصيل الإرهابي المرابط على بعد 800 متر في حي جوبر قرب ساحة العباسيين شرق العاصمة السورية. فالبويضاني نفسه نجا بأعجوبة من غارة جوية استهدفته، والتشديد على عبارة «تنظيمات إرهابية» في الغوطة الشرقية يستهدف بالأساس توجيه رسالة إلى القوى الدولية بحتمية وضع «جيش الإسلام» خارج أي حساب للاعتدال.
تتقدّم القوات السورية والرديفة في محاور عدة في الغوطتين الشرقية والغربية، وفيما عملية القضم تجري ببطئ، يبقى تهديد الهاون الصواريخ محلية الصنع ماثلاً أمام سكان العاصمة دمشق، وحتى العاصمة الاقتصادية حلب التي تعاني من إرهاب بني زيد، كما تعاني دمشق من حي جوبر، وهو ما يفرض الانتقال إلى اعتماد مقاربة مختلفة للتعامل مع توازن ردع بات محطّ تساؤلات عدّة حول الجدوى من تكريسه في ظل عدم تغيير الاستراتيجية العسكرية في المحيط القريب من العاصمة السورية.
ماالذي يجمع رنا قباني مع عبد الله المحيسني؟ الغازي والسبيّة
نارام سرجون
اذا لم تكن الأحلام بذورا للضوء مطمورة كالحنطة في لحم القلب وأعماق الأحداق وعلى ضفاف الجرح فانها لاتستحق الا أن تكون نوعا من الحصى لايخرج منها شيء مهما رواها ماء المعرفة .. بذور الضوء في القلب والعقل كلما سقاها دم المعرفة وحبر القلم أورقت ضياء ونورا وشموسا وأقمارا ..
وأما من يزرع الحصى في قلبه وعقله فانه لن يكون له الا قلب حجري .. وهو لن يكون الا صنما لايتحرك ينقله صاحبه من ركن الى ركن ومن ناصية شارع الى ناصية شارع آخر .. ولو شققتم قلوب كثير من الناس في هذا العالم لرأيتم انها مملوءة بالحصى والحجارة وليس فيها بذرة من ضوء .. ولو فتحتم الجماجم لتناثرت منها الحصى وتدفق الرمل ..
فمنذ عدة أيام داهمنا العالم فجأة بقصة جديدة من قصص ألف ليلة وليلة العربية .. وهذه المرة كانت قصة الف ليلة وليلة من مضايا المدينة الريفية السورية .. حيث تحدث العالم عن الضحية وعن القاتل كالعادة .. ولكني كعادتي بحثت عن بذور الضوء في حكايات العالم فلم أجد فيها الا الرمل والحصى ..
لانريد هنا أن نتدخل في تفاصيل الرواية التي تتحدث عن مضايا المحاصرة ولانريد تفنيد رأي أحد أو دحض وجهة نظر بل نريد أن نمعن التدقيق في هذه الظاهرة التي يجب على العاقل أن يتأملها وهي كيف أن العالم كله استفاق فجأة على محنة مضايا كالممسوس .. وفي خلال ثلاثة ايام صار العالم كله يسمع بمضايا كما يسمع عن نيويورك .. تفتح الانترنت .. الايميل .. الغوغل .. الفضائيات .. الوكالات .. تصريحات السياسيين .. الكتاب .. الخ .. العالم كله صار يتحدث عن مضايا .. وهذا يذكرنا بالمرحلة الاولى لما سمي الثورة السورية التي كانت أحداثها اليومية تعزف مثل الاوركسترا الموحدة في العالم كله تبدأ صباحا بلحن جنائزي حزين ثم ينتقل عند الظهر الى لحن غاضب ليترجم في المساء في نشرات الاخبار الى تصريحات من نوعية الأيام المعدودة والفصل السابع التي سمعناها .. والغاية من هذا هو تصنيع المزاج العام لقبول فكرة شريرة هي تحطيم الدولة السورية بأي ثمن ..
أنا وكثيرون لم ندخل مضايا ولكننا نعلم علم اليقين أن بها كميات كبيرة من السلاح والذخائر والارهابيين .. والرهائن المدنيين .. والدروع البشرية .. وكذلك الحواضن الارهابية الوهابية .. ومع هذا فان الجيش فضل تحييدها بالحصار .. وهو قرار مفهوم بكل المقاييس في معركة مفروضة على الجيش الذي ان لم يطوق المسلحين طوقوه وطعنوه في الخاصرة .. ولكن الجيش لم يمنع أحدا من المدنيين غير المسلحين من مغادرتها حتى ولو كانوا من بيئة حاضنة وهو الذي ترك المدنيين يغادرون كل المدن التي حوصر فيها المسلحون عندما تركهم المسلحون يغادرون فلماذا سيغير الجيش نهجه في مضايا؟؟ .. وهذا الحصار أدى الى منع المسلحين من التدخل في معركة الزبداني لصالح المقاتلين المحاصرين .. وجعل معنوياتهم متراجعة وهم يرون الزبداني تتركهم عاجزين عن عمل شيء ولم يبق امامهم الا الاستسلام خاصة أمام تذمر الأهالي من وجودهم الذي صار عبئا عليهم .. ولكن الأوامر من الرياض جاءت بعدم الاستسلام ..
الا أن حكاية مضايا تم الاقلاع بها دون أن يسأل أحد عن دور المسلحين في المحنة وابتزازهم للمدنيين ولم يسأل أحد عن سبب استعمالهم دروعا بشرية ..
لكن هذا التداعي المنسق والمتناسق والبكائيات العالمية يجب أن تلفت الانظار لأنها لايمكن ان تكون بريئة وعفوية .. وهي تأتي مباشرة بعد تنفيذ السعودية حكم الاعدام بالشيخ نمر النمر والذي سلط الضوء على سلوك السعوديين المخجل الذي يدعم الثوار الديمقراطيين في سورية وليبيا والعراق ولكنه في المملكة يقطع الرؤوس لمجرد المعارضة دون سلاح .. كما أنه يأتي بعد قرار المملكة التصعيد الدموي العنيف ضد الشعب اليمني والقيام بعمليات ابادة منهجية للسكان في بعض القطاعات يقال انه بدأ فيها باستخدام أسلحة محرمة دوليا وقنابل عنقودية لنشرها في مناطق واسعة لخلق حالة شلل في النشاط السكاني .. وكان الغطاء الذي يحتاجه الهجوم السعودي هو محنة سكانية في مكان ما يغطيها باسم أعدائه ويستأنف من خلالها عملية التحريض على الشيعة (ويقصد حزب الله) الذين يحاصرون مضايا مع النظام السوري على حد زعمه .. والغرفة الاعلامية السوداء استجابت بسرعة للنداء السعودي وهي تتحرك وفق آراء خبراء يهود موالين لاسرائيل التي وجدت في اختلاق محنة مضايا طريقة لتشتيت الانتباه عما تفعله اسرائيل في الضفة الغربية أيضا من اعدامات ميدانية على الأرصفة لأطفال ومراهقين وشبان فلسطينيين .. أي أن مضايا صنعت منها حكاية كبيرة ووجبة اعلامية سريعة من أجل أن تبرر السعودية جرائمها وحربها الطائفية الموجهة ضد حلفاء ايران والشيعة واعدام رجل دين شيعي .. وبنفس الوقت ينسى العالم الفتك الاسرائيلي لمئات الفلسطينيين الذين قضوا أو جرحوا في بضعة أسابيع وقتلوا على الأرصفة كالأغنام وبعضهم اختطف بوحشية من سريره في المشفى حيث يتلقى العلاج من جراحه .. أوليقتل لاحقا ..
وهذا التنسيق الاعلامي يذكرنا بكل مجزرة فعلتها المجموعات المسلحة سابقا ونسبتها الى النظام السوري من مجزرة الحولة الى مجزرة الغوطة ورددت التهمة كل وسائل الاعلام في العالم في تنسيق غريب حتى كأن كاتب الخبر واحد كتبه بمئة لغة .. وهي تذكرنا أيضا بحكاية الطفل السوري الغريق "ايلان" الذي تم استعماله كجسر لنقل آلاف المهاجرين الى أوروبا وتحول جسده الى صندوق تبرعات لتركيا بيد أردوغان كي تنفق منه على اللاجئين والتي خصصت جزءا من المليارات الثلاثة التي ستمنحها لها أوروبا لدعم المسلحين ومعسكرات التدريب ..
المشكلة هي أن هذه التجارب المتكررة تجعلنا أمام حالة تحتاج الى تحليل لأن كم الناس المنخرطين والمتبرعين بحماس في الحرب السوداء الاعلامية ونوعياتهم المتناقضة تحرضنا على أن نسأل ان كان الامر مجرد صدفة أم أن أزمة عقلية هائلة تلم بالعالم العربي .. وتجعلنا نسأل ان كان هذا العالم شديد الغباء ولم يتعلم من كل أكاذيب الماضي من كذبة مجاهدي الحرية الأفغان الى كذبة أسلحة الدمار الشامل العراقية وخدعة السلاح الكيماوي في الغوطة .. وخدعة مضايا واضح في أنها مصممة لانقاذ السعودية من ورطة اخلاقية وتشتيت للانتباه عن سلوك الجيش الاسرائيلي تجاه المنتفضين الفلسطينيي .. ولكن هذا الوقوع في الفخ من جديد يجعلنا نسأل ان كان العقل العربي هو عقل يصلح للفئران أم للأغنام في مختبرات التجارب .. لأن الفئران تتعلم في التجربة بعض حيل الباحثين وتحاول تفاديها .. أما عقولنا فلاتتعلم ولاتتردد في الوقوع في نفس الحفرة ..
ولأننا نبحث الأمر كظاهرة على فشل العقل العربي في تفسير الحادثة فان علينا أن نجد فيه فرصة لدراسة الوقائع التي تفسر الظاهرة ولتسجيل ملاحظات علمية بحتة وحالة اللاشعور الاجتماعي.. أي مايتحكم في عقل المجتمع في لاوعيه .. وهنا اسمحوا لي أن ألتقط فأرين من العينة العشوائية وأسجل ملاحظتي عليهما .. فمثلا تجد من بين المحرضين المذهبيين على الشيعة وايران بحجة محنة مضايا شخصين متناقضين كليا ولايمكن أن يجتمعا الا في حالة واحدة هي حالة "الغازي والسبية" .. وهما الارهابي الوهابي التكفيري السعودي عبدالله المحيسني .. والسيدة رنا قباني .. ولو قرأ أحدنا ماكتبه المحيسني من حقد وتهديد وشتائم بحق الكفار الروافض الذين يفتكون بأهل "السنة" في مضايا وكيف أن على المسلمين ابادة الفوعة "الشيعية" من أجل مضايا .. لاعتقد أن الأمر مصدره عقيدة وهابية مهاجرة الى الجهاد .. ولكن لو قرأ أحدنا فحيح رنا قباني من حقد مذهبي مبطن ومقنّع على حزب الله الذي تراه يحاصر أهل مضايا لما وجدنا أن هناك فارقا أو خطا شفافا بين الخطابين .. حتى أن ماكتبته رنا قباني عن "النظام السوري" وماتوزعه وتوافق عليه وتتبناه على تويتر من تحريض مذهبي يكاد يتجاوز ماكتبه المحيسني في كراهيته وتكفيريته ..
ولكن العقل يصاب هنا بالحيرة .. فماالذي يجمع المحيسني برنا قباني فكريا وايديولوجيا؟؟ أرجو ألا تقولوا لي بأنه الوجع الانساني المشترك على مضايا لأن الانسان في اليمن والعراق وياللأقدار والصدفة لايلاحظه اي منهما .. كما أن الانسان الفلسطيني لم تجذب رائحة دمه على الرصيف انف أي منهما الا ببرود لرفع العتب وبشكل عابر كمن يتحدث عن خناقة في المكسيك ..
مالذي يجمع بينهما اذا؟؟ الأول وهابي .. تكفيري .. سعودي .. لايؤمن بالحرية ولابحقوق المرأة الا كسبية أو ماملكت الايمان .. أما رنا قباني فهي سيدة تعيش في الغرب وكانت متزوجة من صحفي غربي شهير وهي ابنة عائلة عريقة دمشقية .. ومع هذا فانها مهووسة بتشجيع حرب المذاهب والفحيح الطائفي وتجريم حزب الله وهي التي رفضت يوما وغضبت أن يقوم ممثل سوري من الساحل بتمثيل شخصية دمشقية تاريخية .. ورنا المثقفة الناطقة بالانكليزية لا تقول رأيها فيما تفعله السعودية من ابادة لليمنيين الفقراء رغم أن مافعلته السعودية في البمن يفوق مئات المرات مايحدث في مضايا .. ورنا لايهمها انتشار الوهابية عدوة الانثى وقاتلة الحريات في مضايا والزبداني وفي كل مفاصل سورية .. بل همها أن حزب الله وايران هما عدو السوريين والعرب .. في تطابق تام مع وجهة نظر المحيسني وبندر بن سلطان .. وبنيامبن نتنياهو ..
هذا التلاقي الفكري والايديولوجي بين المحيسني ورنا قباني هو مثال عن الانشقاق بين العقل والضوء في الشرق حيث أن العقلين (عقل الفأر السعودي وعقل الفأرة السورية) ليس فيهما الا بذور الحصى والرمل .. وعلاقة الغازي بالسبية .. وكل مااعتقدنا أنه يقظة ونهضة وبذور للنور والنجوم ماهو الا هراء .. فهذه حالة عربية شاملة وتعبر عن هزيمة ثقافية شاملة وتحد حضاري لنا في الشرق .. وعلينا أن نعترف أمام هذه الهزيمة التي تتجلى بلقاء عقل المحيسني الوهابي المظلم وعقل رنا قباني المغترب الغارق في النور.. لقائهما في نقطة الدين والمذهب مع السعودية واندماجهما اللامتناهي اننا لسنا امام مشكلة عادية .. بل نحن أمام كارثة أخلاقية ومعرفية نتحمل مسؤوليتها جميعا ولانستثني منها أحدا .. ويجب أن نملك الشجاعة للاعتراف بأننا ونحن في هذه الحالة من الاستلاب الديني لانملك الوسائل الكافية لمواجهة اسرائيل والصهيونية ناهيك عن عملية تحدي الحضارة الغربية التي عاشت فيها رنا قباني وامتصتها ولكن عقلها الديني عجزت عنه الحضارة الغربية لأن البذور الحجرية التي نثرت في تراب قلبها وعقلها أورقت فحيحا طائفيا وسما زعافا .. ولم نقطف الضوء من أشجار عينيها .. بل قطفنا عبدالله المحيسني الذي يتدلى ممسكا بها من شعرها الغجري المجنون .. والذي اختلط شعر لحيته بأهداب عينيها .. ويصيبني الرعب احيانا أن هذه نموذج للمرأة المتحررة العربية التي تعيش في الغرب وتنتمي الى عائلة نزار قباني مفجر ثورة الحرية والجسد وطليقة الشاعر الفلسطيني الثائر محمود درويش وأرملة صحفي بريطاني .. تنهمك في خدعة اعلامية سعودية اسرائيلية من أجل التغطية على مغامرات مملكة آل سعود وسلوكها الطائش الدموي بدل توجيه اللوم للمال السعودي والجهادية الوهابية في هذه المحن .. فلماذا ألوم المسلحين الذين يذبحون الناس في مضايا والرقة وحلب وحمص؟؟ولماذا ألوم الهمجيين والبرابرة من المجاهدين العرب على نكاج الجهاد وسبي السبايا؟؟
هذه حالة تعيدنا الى مقولة صائبة جدا لمحمد عابد الجابري في كتاب نقد العقل العربي بأن المجتمع العربي لاتزال علاقاته الاجتماعية ذات طابع عشائري وقبلي وطائفي وهي لاتزال تحتل موقعا متينا وصريحا في حياتنا السياسية .. وهذا ماتسبب في أن العقل السياسي (أو اللاشعور السياسي الجماعي) العربي يوجهه من الخلف التعصب القبلي والتمذهب الديني كما توجه دفة السفينة كل جسد السفينة ..
يكاد هذا العالم العربي المشلول بأثقال المذاهب يجسد حكاية الأمير السعيد والسنونو .. فهو تمثال هائل من الحجر تسكنه ملايين الأرواح الطائفية التي ترى كل شيء في هذا الزمن الاسلامي الرديء ولاتقدر الا على الندم الذي يتلوه استسلام للبكاء .. فالعالم العربي تمثال مصفح بالذهب زرعت ساقاه الحجريتان في الزمن السحيق ولاتقدران على التقدم خطوة واحدة .. عيناه من الزمرد وسيفه الحجري القديم مرصع بالياقوت الأحمر وحبات اللؤلؤ .. ولكن الفقراء حوله في مكان .. والمشردون حوله في كل مكان .. والموت في كل مكان .. والأوطان الفارغة من السكان في كل مكان والمدن مقفرة وشوارعها مهجورة والناس سكنوا قوافل اللجوء وتحولوا الى بضائع في شاحنات البشائع الرخيصة .. وجثث الغرقى ملأت حلق البحر حتى اختنق بها وملت أسماكه مذاق اللحم العربي .. وسيوف الحجر العربية مرصعة بالياقوت الأحمر وحبات اللؤلؤ .. ولكن هل يجعل الياقوت حواف السيف أكثر حدة؟؟ .. وهل يحيل الياقوت سيف الحجر الى سيف كالفولاذ؟؟
منذ سبعين عاما تنقل أسراب السنونو كل صور الشقاء الى التمثال الحجري ثم تبات لياليها بين قدميه على نية الرحيل فجرا الى بلاد دافئة .. وتستيقظ منذ سبعين عاما على دموع تنهمر من عيني التمثال العاجز فتؤجل رحلتها الى المستقبل الدافئ ..
بكى التمثال الحجري على شعب فلسطين ولم يفعل شيئا ولم تفعل طيور السنونو شيئا .. ثم بكى على شعب العراق ولم يفعل التمثال شيئا ولم تفعل طيور السنونو شيئا .. ثم بكى على شعب ليبيا .. ثم على شعب سورية وشعب اليمن .. وتنتظر شعوب كثيرة شرقية بكاءه .. وبكى التمثال على اهانة النبي ولم يفعل شيئا .. وعلى سرقة الكعبة ولم يفعل شيئا .. فالاسلام كله مسروق لعائلة وهابية توزعه كالهدايا والسبايا على الأمراء والمجاهدين .. والنبي وأصحابه موظفون عند رئيس اتحاد علماء المسلمين يرسلهم كل يوم في مهمة غزو .. مرة لمصافحة الناتو ومرة لشرب دم الزعماء في الأنخاب حتى انتفاخ الأعناق .. والنبي الموظف أيضا مكلف بتبرير المذابح والنكاح والسبايا ومضاجعة الموتى وبيع حكاية الاسراء والمعراج لروتانا ..
كل أسراب السنونو لم تكن قادرة على عمل شيء لتمثال عملاق أقدم من أبي الهول مصبوب من الاسمنت .. اسمنته الجهل .. واسمنته الدين .. واسمنته التناقض الأخلاقي .. واسمنته الانبهار بالغرب والفشل في تحديه عقليا أو مبارزته فكريا وعلميا .. والتمثال لم يتحرك منذ قرن رغم أن الجبال حوله تحركت وتململت من الهيمالايا والالب الى جبال الآنديز ..
هذا التمثال العاجز الصخري الذي لم تحركه كل توسلات طيور السنونو اقترب منه طائر غريب اللون والصوت اسمه برنار هنري ليفي الذي همس له بالسحر المذهبي فحركه وجعله يترك منصته فجأة على غير توقع ولحق بتمثال صدام حسين الذي اقتلع من منصته في ساحة الفردوس عام 2003 وترك ساقيه معلقتين وخرج هائما على وجهه .. ولكن خرجت من حذاء تمثال صدام حسين الطوائف والمذابح واللحى والمجاهدون والوهابيون والاخوان المسلمون والجواسيس والعملاء الشيعة والعملاء السنة .. ومن حذائه الأيمن خرج نموذج عبد الله المحيسني .. ومن حذائه الأيسر خرج نموذج رنا قباني ..
التمثال المجنون .. مرّ على كل المدن وسحقها بقبضتيه وحطم بيوتها كعلب الكبريت ونام على وسائد حمراء محشوة بلحوم آلاف البشر .. وغسل وجهه الحجري كل صباح بدموع ملايين الآباء والأمهات والصبايا .. وأخذ دوشا بالدم الساخن الفوار كل مساء ..
من يعيد التمثال الى منصته؟؟ ومن يعيده الى ساقيه المعلقتين على المنصة ؟؟ تقول كتب العرافين أن هذا العالم العربي المجنون لن يعود الى ماكان عليه الا اذا عاد تمثال صدام حسين الى منصته في ساحة الفردوس في بغداد ليس بما يعنيه صدام حسين بل بما يمثله من نهاية مرحلة وزمن ولحظة فاصلة مضت كان سادتها من أمثال عباس محمود العقاد وطه حسين وأنطون سعادة وزكي الارسوزي وعبد الناصر ونزار قباني والسياب ودرويش والفيتوري وأحمد شوقي ونازك الملائكة وابراهيم طوقان ..
التمثال لن يعود ولن تعود الى حذائه الطوائف والفئران التي خرجت منه الا عندما ننثر النجوم والمجرات مثل البذور في عقولنا وقلوبنا المظلمة وعندما ننثر بذور الضوء في الصحراء بين الرمال لتنهض واحات النور والضوء .. حيث سينتهي عصر سلالات النفط ..
فما أبهى النور الذي يطلع من بذور الضوء المنثورة على ضفاف الجراح والذي يتسلق الروح كعريشة عناقيدها مجرات وشموس ونجوم ..
فلنتابع قطف النجوم من المجرات .. ولننثرها مثل الحنطة في كل مكان .. حتى نعيد أسراب السنونو التي هاجرت على الأقل .. .. فلايهمنا أن يعود التمثال ولكن يهمنا أن تعود أسراب السنونو التي هاجرت وحتى نرد الغزاة ونوقف استعباد السبايا ونطلق سراح السبايا .. طيور السنونو هي مجموعة القيم والشعارات الوطنية التي حكمت المنطقة والتي تقول لنا ان العدو الأول هو اسرائيل وأن صديق عدونا الأول هو السعودية وأن صديق صديق عدونا هو تركيا ..
ولنقل لتمثال الجهل والطوائف والمذاهب:
أيها الأمير .. ان الجبل لو رأى ماترى فانه سيتزحزح .. فمابالك بتمثال من حجر لايتزحزح منذ ألف سنة؟؟ ..