Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
زوجة معتقل وأم جندي وجريح ... من تناقضات الحرب السورية

دام برس - بلال سليطين :

كما يبدع السوريون مواجهة أزمة بلادهم، فإن هذه الأزمة ترد عليهم بأن تبدع هي أيضا في إنتاج حالات إنسانية أسرية يمكن وصفها بالجنونية في ظل حرب مجنونة على سورية، هذا الجنون هو جنون التناقض، جنون الحزن، جنون الحرب، وهو أيضا جنون المضحك المبكي.

(أم . ع) سيدة سورية من محافظة ساحلية، مع  اندلاع الأحداث في سورية انتفض زوجها مع الآلاف في مظاهرات أدت فيما بعد لإحداث أزمة يمكن وصفها بالأخطر في تاريخ البلاد، وقد نتج عن ذلك اعتقال زوجها الذي مازال قابعا في زنزانته منذ فترة ليست بقصيرة.

الأم التي اعتقل زوجها في خضم الحرب وجدت نفسها بعد أيام تودع نجلها الأكبر الذي التحق بالخدمة الإلزامية في صفوف الجيش العربي السوري، وهو الآن يشارك في معارك على عدة جبهات، وتقول الأم أنه يبلي بلاء حسنا في المعركة ويريد طرد كل الإرهابيين من البلاد خصوصا من أسمتهم بإرهابيي "داعش".

قلب الأم المجروح على ولدها المحارب وزوجها المعتقل، كان يخفق بسرعة قياسية في إحدى ليالي شهر آذار، حيث اتصلت بنجلها الآخر ودعته للعودة مسرعا إلى البيت بعد أن سمعت دوي صواريخ سقطت على المدينة الساحلية الآمنة.

الابن الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره هرع مسرعا إلى البيت تحسبا لسقوط أي صاروخ جديد، لكن الصاروخ الذي هرب منه تبعه إلى حيث هو وسقط بجانبه لكنه نجا من الموت بأعجوبة إلا أنه تعرض لإصابات حادة في الساق واليد اليمنى، نتج عنها حاجة ماسة لإجراء عمل جراحي فوري له، حيث نقل للمستشفى وخضع حتى الآن لست عمليات جراحية لكي يعود للمشي بشكل طبيعي.

المضحك المبكي أيضا أن الصاروخ الذي أصيب به الشاب كان مصدره المسلحون في منطقة سلمى بريف اللاذقية، وهي المنطقة ذاتها الذي انطلق منها الشاب إلى الحياة طفلا صغيرا، فهو ينحدر من ناحية سلمى التي اشتهرت قبل الأزمة السورية باستقطابها للسياح من مختلف دول العالم.

تناقضات غريبة في مصيبة هذه العائلة التي تضررت من كل الأطراف، وباتت الأم مسؤولة عن المنزل وعليها تأمين مستلزمات الزوج المعتقل والابن المحارب وكذلك الابن الجريح، وتحولت في ليلة وضحاها من أم تخدم من قبل زوجها وأبنائها إلى أم عليها الخدمة في بيوت الناس لكي تؤمن دخلا تعين به عائلتها المنكوبة.

وهي في كل يوم تمر بعشرات الحالات فهي تارة تدعو على الدولة لأنها تعتقل زوجها، وتارة أخرى تدعو للدولة التي يقاتل ابنها البكر دفاعا عنها، وتارة ثالثة تدعو على المسلحين الذي كانوا السبب بإصابة نجلها بصاروخ أعمى أبعده عن المدرسة وأجلسه طريح الفراش قرابة الستة أشهر.

هذه العائلة التي لم ترحمها الحرب لم يرحمها المجتمع أيضا، فالموالون ينظرون لها على أنها زوجة معتقل، والمعارضون ينظرون لها على أنها أم مقاتل في الجيش العربي السوري، لكن الحرب لا تهتم للنظرتين والصواريخ العمياء لم تراعي اصطفاف الأب ولا اصطفاف الابن، وأصابت الابن الآخر الذي مازال قاصرا لا يعرف غير أنه كان يعمل ليساعد أمه في مصروف المنزل.

عائلة "أم . ع" ليست إلا صورة من صور الوجع السوري وتناقضاته الرهيبة التي باتت موجودة في داخل كل شخص وليس فقط في داخل كل عائلة،  وما وجع هذه الأسرة التي تتحفظ على نشر اسمها إلا وجع السوريين جميعا وان اختلف شكل هذا الوجع، فالأوجاع مختلفة لكن سببها واحد، إنه الحرب.

الوسوم (Tags)

الشهيد   ,   السورية   ,   الأزمة   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-04 03:42:09   بلد العجائب
بلد فيه من التناقضات ما يجعل الأعمي يرى!
حسنين  
  2014-12-03 17:12:27   الله يفرجها
الله بيبلي وبيعين
سارة  
  2014-12-03 17:11:47   هكذا هو قدرنا
هكذا هو قدرنا انشالله ننجح باختبار الرب النا
وليم  
  2014-12-03 17:10:43   يبكي ويضحك
صار المواطن السوري عبارة عن كتلة من التناقضات لان مابقى فيه يحمل اكتر ويشيل عقلبو
برهوم  
  2014-12-03 17:09:14   T︵T
الله يعينا ويعين كل الشعب السوري بهالازمة
نهلة عيسى  
  2014-12-03 17:08:09   !!!!
هاد اسمو سخرية القدر
سلمى علي  
  2014-12-03 17:07:29   ليييييش
لييييش الدنيا وسخة لهالدرجة
سالم محمد  
  2014-12-03 17:06:50   اااااه ياوطني
ااااه ياوطني شو صار فيك وبولادك
زهير  
  2014-12-03 17:06:06   ياحرااام
ياحرام والله تقطع قلبي عليه واكيد حالها حال كي نساء سوريات''''الله يساعد الجميع
سليمان  
  2014-12-03 17:05:05   عجايب
والله عجايب وللاسف كلها اوجاع
محمود نهلة  
  2014-12-03 17:04:13   آخ ياوطني
آه ياوطني صرت حكايات الف ليلة وليلة
علي احمد  
  2014-12-03 10:37:10   الشعب السوري
(تارة تدعو على الدولة لأنها تعتقل زوجها، وتارة أخرى تدعو للدولة التي يقاتل ابنها البكر دفاعا عنها، وتارة ثالثة تدعو على المسلحين) وهذا حال 90% من الشعب السوري
1818  
  2014-12-03 04:58:58   لا حول ولا قوة الا بالله!
ما يعانيه الإنسان السوري والشعب السوري بكل أصنافه من أطقال ونساء وعمال وعسكريين لا يمكن أن يتحمله شعب آخر نهائياً.. الله يلهمنا الصبر أحسن شي
ضياء  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz