دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الأحد 28 - 9 - 2014 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك .. إدلب: وحدة من الجيش والقوات المسلحة تقضي على عدد من الارهابيين وتصيب آخرين باستهداف تجمعهم في محيط بلدة نحلة بريف ادلب.
القنيطرة : وحدات من الجيش والقوات المسلحة توقع ارهابيين قتلى ومصابين في قرية الهبارية وما بين عقربا وتل المال وتدمر عدة اليات للارهابيين على طريقي بريقة/بئر العجم وام باطنة/جبا بريف القنيطرة.
درعا: وحدة من الجيش والقوات المسلحة توقع ارهابيين قتلى ومصابين على طريق عتمان/طفس بريف درعا وتدمر لهم عربة مصفحة بمن فيها.
حمص: وحدات من الجيش العربي السوري تقضي على عدد من الإرهابيين باستهداف تجمعاتهم واوكارهم فى القرية النموذجية على اتجاه تدمر وفى وادى السمرمر جنوب غرب حسياء وفي الفاوشاويش.
دير الزور: وحدات من الجيش والقوات المسلحة تستهدف تجمعات لإرهابيى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي في أحياء الحميدية والشيخ ياسين والحويقة والصناعة وكنامات وتقضى على أعداد منهم بعضهم من جنسيات غير سورية.
حمص: تسوية أوضاع 86 مسلحاً بعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة من مدينة حمص وريفها.
حماة : تسوية أوضاع 25 مسلحاً فى حماة بعد ان سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة.
حلب: الوحدات الكردية تستعيد السيطرة على قرية كومليكي جنوب عين العرب بعد اشتباكات عنيفة مع داعش
رسالة إلى ماخوس.. نداء استغاثة لمساعدة عشرات السوريين المحتجزين في قبرص
وجه ناشطون سوريون نداء استغاثه من خلال "زمان الوصل" إلى المعارضة السورية خصوصاً سفير "الائتلاف الوطني" في فرنسا منذر ماخوس والهيئات والمنظمات الدولية الإنسانية، بخصوص احتجاز 345 سورياً في قبرص كانوا على متن قارب متوجهين إلى أوروبا بهدف اللجوء.
جامعة الاتحاد من آخر ضحايا غارات "التحالف" في سوريا
قصف طيران "التحالف" ليل الجمعة جامعة الاتحاد الخاصة الواقع في مدينة منبج، ما أدى لاشتعال النيران فيها، وقال ناشطون إن مبنى الجامعة كان مقرا لتنظيم "الدولة"، وإن "التحالف" قصفه بغرض استهداف التنظيم.
"المالية الأمريكية" تتهم قطريين بتمويل تنظيمات متطرفة بسوريا
اتهمت وزارة المالية الأمريكية المواطنين القطريين بتمويل التنظيمات المتطرفة داخل سوريا وعلى رأسها تنظيم "داعش"، لتوفر لأحد قادة التنظيم ٢ مليون دولار (ما يقارب ١٤ مليون جنيه مصري) وفقاً لما نشره موقع التليجراف، متهمةً مواطنين قطريين بالعمل كوسطاء بين المتطرفين في باكستان وأفغانستان وسوريا، وبين الممولين في دول الخليج، تأتى هذه الاتهامات في الوقت الذى تشارك فيه قطر في التحالف الذى تقوده أمريكا لتوجيه ضربات جوية لتنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى داخل سوريا، مشيراً إلى تغاضى السلطات القطرية عن هؤلاء الممولين .
ريف دمشق : الجـيـش العربي السوري يسيطر على الدخانية بشكل كـامل ويتقدم في عين ترما.
مصادر: الأمين العام للأمم المتحدة يعقد اجتماعات مع وفدي الحكومة السوري والإئتلاف المعارض في نيويورك.
إغتيالات في صفوف “داعش”، والمنفذ “مجموعات تتقن الحرب السرية”
أفادت مصادر إعلامية أنّ أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، شهدت في اليومين الأخيرين، تحرّكات ضدّ عناصر التنظيم، من قبل بعض المدنيين، وملثّمين مجهولين. حيث اقدم مجهولون على استخدام مسدّسات كاتمة للصوت، في محاولة اغتيال عناصر للتنظيم في حيّ الحميدية قبل أيام، أعقبها اشتباكات بين الطرفين.
كما شهدت أحياء المدينة، خروج مظاهرتين نسائيتين، إحداهما أمام أحد مقرّات التنظيم “الهيئة الشرعية سابقاً”، وطالبن فيها عناصر التنظيم بإطلاق سراح المعتقلين لديهم من أبناء المدينة، والأخرى في شارع التكايا، هتفن فيها ضدّ ممارسات التنظيم، وردّدن شعارات “دير الزور حرّة وداعش تطلع برا”.
معلومات صحافية أخرى افادت ان “خلايا بعثية” في المدينة باتت تنشط في عمليات الإغتيال، وهي تنتقي اهدافها بعناية وبسرية تامة، وتتقن الحرب السرية.
ديلي تلغراف": "داعش" يجند أطفال الرقة ويعدّهم لعمليات انتحارية
قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، أقام معسكرات تدريب للأطفال تحت سن 16 عاما في مدينة الرقة شمال سوريا ليصبحوا مفجرين انتحاريين.
وأشارت الصحيفة ،وفقا لمراسلتها روث شيرلوك إلى أنه بحسب شهود عيان وسكان محليين في المدينة يقوم تنظيم "داعش" بتدريب الأطفال ليصبحوا انتحاريين ومنفذي إعدامات في معسكر تدريبي أقيم في الرقة بعد غسل أدمغتهم حتى يتبنوا أيديولوجية التنظيم إلى جانب تلقيهم التدريبات العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الشهود و يدعى ابراهيم الرقاوي قوله نعتقد أن هناك بين 200 و 300 طفل في المعسكر حيث يتم تصوير تلك المعسكرات على أنها نواد كشفية للصبية ويتم أخبار أهالي الأطفال بأن أبنائهم سيتلقون تعليمات عن الإسلام ودراسة القرآن الكريم .
ولفت إلى أنه بمجرد وصول الأطفال إلى المعسكر الذي يطلق عليه اسم "الشريعة" وبعضهم من أبناء المقاتلين الأجانب الذين انتقلوا إلى الرقة يتم تعليمهم أساليب القتال بما في ذلك التفجيرات الانتحارية وغسل أدمغتهم لدعم أيديولوجية التنظيم.
وأشار الرقاوي إلى أن "داعش" يقوم في بعض الحالات بخطف الأطفال وتجنيدهم في المعسكر دون علم أو موافقة الوالدين حيث يتم في بداية الأمر تدريبهم على استخدام بنادق كلاشينكوف والقذائف الصاروخية ومن ثم يتم تقسيمهم إلى مجموعات منفصلة يتم تدريب بعضها على العمليات الانتحارية وغيرها.
وقال الرقاوي أنه وقبل السماح بمغادرة الأطفال هذا المعسكر يتم إجبارهم على تجربة المهارات الجديدة التي اكتسبوها أثناء تدريبهم في ارتكاب أعمال تعذيب أو قتل لسجين محتجز على يد التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرقاوي دعم تقاريره بإظهار صور لأطفال يحملون البنادق وإجراء التدريبات العسكرية والتي قال إنها تسربت إليه من قبل أحد "الدواعش" من داخل المعسكر ،مضيفة أن شهادته تطابق المعلومات المقدمة للصحيفة من قبل سكان محليين من محافظة الرقة ولقطات فيديو نشرت على موقع "اليوتيوب" تظهر إرهابيين من "داعش" وهم يلقنون الأطفال الصغار تعاليم عقيدتهم.
وكانت تقارير إعلامية غربية كشفت الشهر الماضي عن قيام تنظيم "داعش" بتجنيد الأطفال وإجبارهم على الانضمام إلى معسكرات إرهابية وحضور جرائم قطع الرؤوس ورجم النساء بغرض إنشاء جيل جديد يتغذى على العنف والإرهاب ،لا سيما بعد اعترافات متأخرة بحقيقة ما يجري في سوريا التي عملت أميركا ودول أوروبا ودول إقليمية برعايتها ودعمها مادياً ومعنوياً ،وتعمل الآن على ضربها جوا وفق "تحالف دولي" ضم عشرات الدول الغربية والعربية.
السلطات في بنغلادش تكتشف خلية يتزعمها رجل بريطاني لتجنيد عناصر جدد للانضمام لتنظيم داعش الارهابي في سورية
اكتشفت السلطات في بنغلادش خلية ارهابية يتزعمها رجل بريطاني لتجنيد عناصر جدد للانضمام لتنظيم داعش الارهابي في سورية.
واوضحت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تقرير اعده الكاتب "دين نيلسون" ان محققين من قسم مكافحة الارهاب في بنغلادش اكتشفوا خلية تعمل على تجنيد شبانا بنغاليين للانضمام الى تنظيم داعش الارهابي ويتزعم هذه الخلية رجل بريطاني ينشط في العاصمة البنغالية /دكا/
وتجري السلطات البنغالية عمليات بحث عن الرجل المعروف باسم "أبو حمدان" وهو متطرف بريطاني من اصول بنغالية فيما القي القبض على مسلحين اثنين يعتقد بانه تم تجنيدهما من قبل "ابو حمدان" للقتال الى جانب التنظيمات الارهابية في سورية.
هل تعرف تكلفة الحرب الاميركية على "داعش" شهريا؟
يتوقع ان تصل كلفة الحرب التي تشنها اميركا وحلفاؤها على جماعة "داعش" في العراق وسوريا بالنسبة الى واشنطن الى اكثر من مليار دولار شهريا وان كان هذا الرقم لا يقارن بكلفة الحرب في افغانستان.
وكان البنتاغون قدر الشهر الماضي كلفة العملية التي تجري في العراق منذ 8 اب/اغسطس الماضي على الولايات المتحدة بنحو 7.5 ملايين دولار يوميا في المتوسط. الا ان مسؤولي الدفاع يعترفون بان هذا التقدير يبقى في الحد الادنى لا سيما وانه اجري قبل ان يامر الرئيس باراك اوباما بتوسيع حملة الضربات الجوية الى سوريا.
ومع اخذ الضربات في سوريا في الاعتبار فان كلفة استخدام معدات فائقة التطور ونشر وحدة عسكرية اميركية ولو قليلة العدد في العراق يمكن ان تصل الى اكثر من 10 مليارات دولار في السنة.
وقال جيم هاسليك الباحث في مركز اتلانتيك كاونسل للدراسات "اعتقد اننا نستطيع الحديث عن عدد مليارات من رقمين".
مع ذلك فان هذه الكلفة لا تقارن بالتمويلات الضخمة التي انفقتها الولايات المتحدة على حملاتها في العراق وافغانستان خلال العقد الماضي.
ولا تزال فاتورة الحرب في افغانستان تصل اليوم الى مليار دولار اسبوعيا. اما غزو العراق عام 2003 ثم احتلاله بعد ذلك حتى 2011 فقد كلف اجمالا اكثر من الف مليار دولار بحسب تقديرات مستقلة.
وفي الحرب الجديدة على الدولة الاسلامية ورغم ان اوباما وعد بعدم ارسال جنود الى الميدان يوجد حاليا نحو 1600 جندي في العراق. ويتوقع معظم المحللين ان يرتفع عدد هؤلاء الجنود مع استمرار الحرب ما يؤدي بالتالي الى زيادة الكلفة.
ويقول غوردون ادمز الاستاذ في الجامعة الاميركية والمسؤول السابق عن الميزانية في عهد الرئيس بيل كلينتون "ارى ان ذلك سيكلفنا من 15 الى 20 مليار دولار سنويا او من 1,25 الى 1,75 مليار شهريا".
واستنادا الى تود هاريسون فان الكلفة الاغلى ستكون كلفة العدد الكبير من طلعات المراقبة الجوية اللازمة لمواكبة الطائرات القاذفة موضحا ان "الامر يتعلق بمنطقة شاسعة نسعى الى مراقبتها بصورة دائمة".
واعلن البنتاغون انه يجري 60 طلعة مراقبة يوميا في العراق في عملية يمكن ان تستمر، بحسب البيت الابيض، 3 سنوات.
كاتب تونسي:من دعم الإرهاب في سورية عليه الاعتذار
قال الكاتب التونسي عبد الحميد الرياحي رئيس التحرير الأول لصحيفة الشروق التونسية أنه بعد أكثر من ثلاث سنوات من التدمير والتقتيل والتخريب في الجسد السوري استعاد المجتمع الدولي وعيه وأصدر قراراً يقضي بوقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق داعياً الدول التي تلطخت أيدي قادتها بالدم السوري إلى الاعتذار من سورية قيادة وجيشاً وشعباً.
وقال الرياحي في مقال له نشرته صحيفة الشروق: “مضى زمن طويل والقيادة السورية تصرخ وتستصرخ ضمير العالم وتنبه إلى خطر هذه المؤامرة الدولية الكبرى التي جعلت جماعة السوء من الإقليم ومن كل بقاع الدنيا تلتقي على تدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية وعلى ضخ مليارات الدولارات وأكوام من السلاح” مذكراً أن سورية ومنذ سنوات تقول إن حرباً عالمية غير معلنة تدور على أرضها تشترك فيها أكثر من 80 دولة ولا من سامع ولا من مجيب ومنذ سنوات وسورية تنبه صناع السحر إلى أن السحر سينقلب على الساحر.
وأشار الرياحي إلى أن الإرهاب الذي أشعلوا ناره بغية إضعاف الحكومة السورية في أقل الحالات حتى يهنأ الكيان الصهيوني ويتخلص من دولة الممانعة ومن الداعم الأكبر والأوحد للمقاومة سواء في لبنان أو في فلسطين المحتلة سيكتوون بنيرانه لافتاً إلى أن تجار السلاح وخدم الصهيونية وأعداء العروبة لم ينصتوا ولم يعيروا اهتماماً للتحذيرات السورية المتكررة.
وأضاف الكاتب التونسي: “حتى حكومة الترويكا التي حكمت تونس أدلت بدلوها في ذبح سورية فقد هرول الرئيس التونسي المؤقت المرزوقي إلى قطع العلاقات واحتضان مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية وهي حركة التقطها سماسرة الدين والحروب فبعثوا الشبكات لاستقطاب الشباب المهمش وغسل أدمغتهم وحشوها بتحريض أعمى على جهاد في غير محله لينتقلوا بالآلاف إلى سورية ويسهموا في الحريق الكبير بل وليشتد عودهم هناك شأنهم في ذلك شأن باقي الإرهابيين القادمين من كل بقاع الدنيا”.
وأشار الرياحي إلى أن هؤلاء الإرهابيين تجذروا في التطرف وبرعوا في استعمال أدوات التقتيل والتخريب في سورية وتنظموا في جماعات إرهابية متمرسة سرعان ما خرجت من قمقمها كالمارد لتحصد الأخضر واليابس في طريقها ولتتوسع وتصبح تهديداً خطيراً وحقيقياً حتى للدول والجهات التي صنعتها وأمدتها بمقومات البقاء والقوة والتمدد.
ولفت الكاتب التونسي إلى أنه عند هذه النقطة أفاق كبار قادة العالم على حقيقة وحجم الخطر الداهم وتداعوا لإغلاق حنفيات الدعم بالمال وبالعنصر البشري وبالسلاح.
وأضاف الكاتب متسائلاً: “ألا يعد قرار مجلس الأمن الذي اتخذ بحضور أوباما بنفسه وكبار قادة العالم دليل إدانة للدول الضالعة في تأجيج الحريق السوري؟ أليس هذا اعترافاً صريحاً بأن الدول التي يعنيها القرار مسؤولة عن انتشار الحريق في الجسد السوري؟ “.
وتابع: “ألا يعني هذا القرار أن الدول المعنية بوقف تدفق الإرهابيين إلى سورية والعراق كانت متساهلة وضالعة في عملية تدفقهم إلى الداخل السوري؟! ألا يستوجب هذا القرار تبعات وتتبعات على كل الدول التي ساهمت بشكل أو بآخر في إرسال هؤلاء القتلة والإرهابيين ليعيثوا فساداً في الداخل السوري وليتحولوا إلى قنبلة تهدد سورية والإقليم والعالم” , مضيفاً: “ألا يستوجب هذا القرار تعويضات لسورية عن كل الدمار الذي لحقها بفعل دول معروفة دعاها هذا القرار إلى غلق حدودها ووقف تدفق الارهابيين.”
وختم الكاتب مقالته بأن هذه أسئلة يفترض أن تهز ضمائر كل الدول التي تلطخت أيدي قادتها بالدم السوري إن كانت لهم ضمائر أصلاً ويفترض أن تدفعهم للاعتذار من سورية قيادة وجيشاً وشعباً إن كان ينفع الاعتذار.
حرب المفاجآت , استنزاف القواعد الرئيسية و ضرب الأنساق الأمامية ..
ماذا بعد عدرا , إلى أين سيصل الجيش السوري بمفاجئاته , حرب الاستنزاف الحديثة دخلت مرحلة الحصار المطبق على القاعدة الرئيسية , الحدود المعلومة لجبهات المعركة في الغوطة الشرقية " متغيرة " مع سقوط النسق الأمامي لمراكز الثقل الدفاعية عن القلعة الدومانية , حرب المفاجئات , الجيش السوري بعتاده البري و قواعد إسناده الناري يحطم الأنساق الأمامية و يتقدم في العمق بتمهيد المقاتلات الحربية فما هي المفاجئة المقبلة ؟
حيدر مصطفى
كيف يجابه الجيش المنظم جيشا من العصابات المتمردة ؟
مجابهة جيش من العصابات متواجد على مساحات جغرافية واسعة يستخدم أسلوب شبكة الخلايا المنفصلة مكانيا المرتبطة عموما بالجغرافية التي تسيطر عليها بانتشارها و بالاهداف الجيوسياسية و بالتكتيك العسكري , الأمر يفرض واقعا حتميا باتباع الاسلوب ذاته , أسلوب حرب العصابات , بمجموعات منتشرة تعتمد في عملها على التقدم المدروس و التطويق المحكم , الغزارة النارية , و التمهيد من قواعد الإسناد و الدعم الناري كسلاحي المدفعية و الطيران ما يحتم من عملية تحقيق الانتصار و يقوض من إمكانية صمود العدو المحاصر ناريا ضمن خليته خصوصا و أن تلك العصابات لا تمتلك ما يمتلكه الجيش المنظم من سلاح ثقيل و متطور , هذا ما اتبعه الجيش السوري في حربه ضد العصابات المسلحة و ما بدا واضحا في معارك الغوطة الشرقية , في العلم العسكري , الجيش النظامي الذي سيتبع اسلوب حرب العصابات سيعمل من جهة على مهاجمة قدرة الصمود للعدو بخلق وضع لا يطاق لفترات زمنية طويلة بواسطة النيران أو الاستنزاف الميداني بالموازاة مع توزيع القوة العسكرية و عدم الدخول بمعركة رئيسية كبرى وهو ما طبقه العقل العسكري للجيش السوري فعليا ..
تسارع انتشار العصابات المسلحة في مدن وبلدات الغوطة الشرقية مطلع عام 2012 احتلوا مناطق المدنيين و طردوا الآلاف منهم من منازلهم , تحصنوا في الشوارع الرئيسية و المزارع المحيطة للبلدات , حفروا الأنفاق و الخنادق , فخخوا المداخل , نشروا عتادهم , كثفوا من أسلحة الغزارة النارية و اعتمدوا على القنص في عملية استهدف أكبر عدد ممكن من عناصر الجيش السوري و القوات الرديفة , قاموا بتحصين مناطق تمركز خلاياهم في محيط الغوطة , قاموا بربط بلداتها الاستراتيجية بطرق الإمداد الواصلة جغرافيا من الأردن و البادية السورية , تعاظم خطرهم ليصبح وجودهم تهديدا على مطار دمشق الدولي و طريقه حتى وصلوا أطراف العاصمة فكان الرد بعملية درع العاصمة مطلع العام الماضي 2013 .
خاض الجيش السوري معارك عنيفة لتأمين مطار دمشق الدولي و نجح بإعادة السيطرة على العديد من القرى و البلدات في محيطه حتى وصل إلى "العتيبة" القاعدة الكبرى لمسلحي الغوطة , سيطر عليها قاطعا العديد من طرق الإمداد التي كانت تصل إلى القاعدة الدومانية وباقي المناطق , تقدم منها واصلا إلى ميدعا حيث ثبت كمائنه التي نجحت باصطياد عدة ارتال للمسلحين أعظمها عندما قُتل منهم نحو 175 مسلحاً , ثم انتقل في عملية تأمين طريق المطار , فكانت شبعا بداية و بعدها حتيتة التركمان حتى وصل إلى المليحة بعد شهور من العمليات محطما أبرز قواعد ثقل المسلحين في الخط الدفاعي الأول عن دوما , مع بدء صيف 2013 استطاعت العمليات العسكرية أن تلجم إلى حد كبير خطر التمدد المسلح في أطراف العاصمة الشرقية حيث جوبر و زملكا , أعلنت سيطرتها بنسبة 70 بالمئة على حرستا بالتزامن مع إعادة السيطرة على بلدات الغوطة الغربية التي كانت تصل منها أيضا الإمدادات إلى الغوطة الشرقية .
العمل العسكري كان و مازال يهدف إلى تطويق الغوطة الشرقية , وفرض طوقا من نار في محيطها و نجح بذلك بعدما وصل طوقه من حتيتة التركمان إلى ميدعا و تقدم في عمق الغوطة حيث بلدات " الجربا و القرية الشامية "إلا أن خرق المسلحين بدخولهم إلى عدرا العمالية و عدرا البلد منذ تسعة أشهر أعاد وصل دوما بطرق الإمداد القادمة من الأردن إلى الضمير ومنها إلى عدرا , تسعة اشهر من سيطرة المسلحين على عدرا جعلوا منها حصنا آخر يشبه حصن المليحة الساقطة جغرافيا من أيديهم منذ أشهر , حققوا خرق الدخانية ففاجئهم الجيش السوري بعمل عسكري واسع باتجاه عدرا شمال دوما , اسبوع لا أكثر و أعيدت السيطرة على عدرا العمالية ما أمن للجيش السوري إمكانية توسيع حدود انتشاره إلى مشارف دوما تقريبا .
معارك الجيش السوري البرية كشفت له مراكز الثقل الاستراتيجية , فتقدم باتجاهها واحدة تلو الأخرى كي يفرض معركة رئيسية كبرى وفقا لشروطة , و بما يمكنه من حشد لقواته و تثبيتِ تكتيكٍ مدروسٍ لاستخدام القوة النارية بنجاعة ضد العدو , جميع المعارك التي خاضها بتكتيك عسكري لم يشهد العالم مثله لم ينتهى حتى اللحظة بفتح معركة رئيسية بل دخل بحرب استنزاف طويلة , لا يمكن الإنكار بأن قدرة الصمود للعدو المتمثل بمسلحي الغوطة كبيرة جدا نظرا لما استقدموه من دعم عسكري خلال شهور راحتهم في الغوطة و ما امتلكوه من عتاد بشري و عسكري إذا يقدر عدد المسلحين في الغوطة بالآلاف و لديهم ما يكفيهم من الذخيرة الوفيرة و مستودعات الطعام و الدواء و مصانع المفخخات و القذائف يمكنهم من خوض معارك طويلة الأمد .
ضرب مراكز ثقل خلاياهم المنفصلة ذاتيا لم يسقط قدرة جسدهم على الصمود , فكل خلية تعمل بشكل منفصل لكن خسارتها كانت تشكل أثرا كبيرا لا شك بذلك , مع العلم بأن العلم العسكري يقول " إن مبنى شبكة الخلايا يستلزم حربا ضد كل خلية متمركزة في مجال الهجوم بشكل منفصل " فضرب خلايا مراكز الثقل المحيطة بأنساق دفاعية حول مركز الثقل الرئيسي و هو فيما نتحدث عنه "دوما" لم ينهي عمل تلك الخلايا لكن أثر و يؤثر عليه , وهنا تكمن صعوبة المعركة بإمكانية الوصول إلى مركز الثقل الرئيسي و تحقيق الإنجاز الكبير و المرتقب بالقضاء عليه .
سيناريوهات معركة دوما :
قد لا يتفق معي العديد من زملاء العمل الميداني أو قراءه المتابعين بدقة , لكن هنالك العديد من المؤشرات تفيد بأن معركة دوما قد اقتربت نظرا لتسارع الأحداث الميدانية في محيطها , الجيش السوري ضرب الأنساق الأمامية الدفاعية عن الغوطة الشرقية عموما و دوما خصوصا , سيطر على المليحة في الخاصرة الجنوبية الغربية تقدم في وادي عين ترما , انهك مسلحي جوبر , سيطر على عدرا شمالا , قطع طرق الإمداد , اكمل طوقه الخانق حول الغوطة , يتقدم في عمقها شرقا من الزمانية و البلالية , كل ما ذكر هو مؤشرات على ذلك , و ما تبقى في محيط حصن دوما من بلدت النشابية و مسرابا هي تحصيل حاصل في وقت تتناقل فيه مصادر مختلفة أن قائد ما يسمى بجيش الإسلام زهران علوش الذي يسيطر على دوما و ما تبقى من الغوطة الشرقية قد يقوم بسحب عناصره من جوبر لتعزيز جبهات أخرى في محيط دوما كزملكا و سقبا خصوصا و أن لقمته من خرق الدخانية لم تصل إلى فمه .
هل يفاجئنا الجيش السوري بعملية و اسعة جدا باتجاه دوما أمر لا يمكن استبعاده لضرب مركز الثقل الرئيسي و تحطيم جسد الخلايا المنفصلة لكنه في الواقع المنطقي أمر بعيد جدا و لربما مستحيل نظرا للتالي ..
في دوما مئات الأسرى بيد علوش من مدنيين و عسكريين , و حياتهم رهينة لأوامره , وجود نحو 5000 آلاف مسلح فقط في دوما المدينة حسب ما تؤكده مصادر مطلعة , بالإضافة إلى وجود نحو 10 آلاف مدني كحاضنة شعبية بغالبيتهم , امتلاك عاصبة علوش المقدرة على تصفيح المدرعات و عربات الدفع الرباعي بشكل متطور بالإضافة إلى مئات القطع من عتاد الغزارة النارية , تفخيخ عصاباته للمدينة بشكل كبير .
فلا بد من معركة دوما أن تكون معركة تضحية كبرى في سبيل خلاص دمشق و مواطنيها من إرهاب مسلحي الغوطة كونها قد تكلف الجيش السوري عددا كبيرا من الشهداء و الخسائر المادية إلا إذا كان هجومه اتجاهها مترافقا مع تمهيد ناري من سلاحي المدفعية و الطيران و سلاح الصواريخ بشكل عنيف جدا و منقطع النظير , سقوط عدرا هو رسالة واضحة لقادة ما يسمى بجيش الإسلام المتخبط حاليا و الذي يعمل لإعادة رسم حدود النيران حول دوما إلا أن الزخم العسكري و الناري للجيش في محيط مناطق وجود عناصره ينهك عتاده و يمنعه من التحرك بحرية , فما هي المفاجآت القادمة التي سيقدمها الجيش السوري و قواته الرديفة , تكثر الفرضيات و السيناريوهات و الكاتب الوحيد للوقائع هو قلم الميدان و متغيراته .