دام برس - بلال سليطين :

احتفلت دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشروق للروم الأرثوذكس بمرور عام على إطلاق برنامجها "بناء القدرات المجتمعية"، حيث تضمن الاحتفال تخريج الدفعة الأولى وتوزيع الشهادات على المستفيدين والبالغ عددهم 324 متدرباً في المنطقة الساحلية.

الحفل الذي أقيم في مطعم "الجغنون" مكان انعقاد الدورات سابقاً، تخلله أنشطة مسرحية فكاهية أعدها المتدربون أنفسهم، بالإضافة لتقطيع قالب الحلوى احتفالاً بمرور عام على انطلاق البرنامج، كما ألقى كل من مديرة المنطقة الساحلية ومدير البرنامج كلمة مقتضبة شرحوا من خلالها عن الدائرة وأهمية بناء القدرات ودورها في المجتمع.

"رشا الصايغ" مديرة المنطقة الساحلية شكرت المتدربين وقالت مخاطبة إياهم: أنتم الأساس، لقد كنتم مهتمون جدا وحريصون على تلقى المعلومة وتنمية قدراتكم، وكلنا أمل بأن تحولوا ما تعلمتموه إلى واقع ملموس.

وأضافت "الصايغ" في حديث خاص لدام برس: نحن في الدائرة ندرك أن الإنسان هو جوهر الوجود لذلك نتوجه له في برامجنا ونعمل على بناء قدرته ليكون أكثر فاعلية في مجتمعه، خصوصا في ظل الظرف الذي تمر به سورية.

المستفيدون من البرنامج ينتمون لمختلف منظمات المجتمع المدني في المنطقة الساحلية، إضافة لمتطوعين مستقلين، وراغبين في العمل التطوعي لكن لم يكونوا يمتلكون الخبرة للدخول في غماره.

المتدربون على البرنامج في محافظة اللاذقية طرحوا بعد انتهائهم من التدريب مجموعة من المشاريع لكي تنفذها الدائرة حيث تم اختيار أكثر المشاريع خدمة للمجتمع والمتمثل بتأهيل مركز إيواء في قرية "الشير" يكون قادراً على الاستجابة السريعة لأي حالة نزوح قد تشهدها المحافظة، وهو مركز تم تجهيزه لكي يكون أشبه بالبيت الذي يحتضن الأخوة المتضررين في وقت الضرورة وهو في جاهزية تامة الآن، إضافة إلى ذلك تم تأهيل فريق استجابة لكي يكون مستعداً للقيام بدور نوعي في حال حدوث أي طارئ.

ويقول "نور" وهو من المتدربين:بفضل برنامج بناء القدرات فإن اللاذقية الآن مستعدة لأي طارئ، حيث يوجد فيها مكان مجهز، ومتطوعون مدربون ومؤهلون على مستوى عالٍ، وهذا ماكانت بأمس الحاجة له، ونحن اليوم سعداء جداً بأننا قادرون على توظيف إمكانياتنا التطوعية في المكان الصحيح.

والمنطقة الساحلية ليست الوحيدة المستفيدة من البرنامج المذكور حيث تم تعميمه على 9 محافظات سورية ويقول الدكتور "فادي جريج" مدير البرنامج أن هناك فوائد عديدة للبرنامج من خلال المحتوى التدريبي المقدم فيه والذي يساعد على الاستجابة للحالات الطارئة وتزويد المتطوعين بالمعرفة حول التعامل مع حالات النزوح المفاجئ والإسعاف النفسي، إضافة لآليات التسجيل والتوزيع والإصحاح ومعايير الحماية وفق ماجاء في دليل "اسفير" العالمي.

ولا يغفل المحتوى العلمي للبرنامج الأعمال المتعلقة بتدريب المتطوعين على تقييم الاحتياج، والبحث السريع بالمشاركة الذي يقوم على مشاركة المتطوعين لمجتمع النزوح في تقييم احتياجاتهم الأساسية ووووو .. إلخ.

هذا وقد نفذ البرنامج على مستوى سورية 26 مشروعاً يخدم المجتمع ويلبي الاحتياجات الأساسية للعائلات المتضررة، ومن أهم المشاريع كان تأمين مياه الشرب للأهالي في محافظة حلب، حيث جاء ذلك فور انقطاع المياه عن المحافظة، ومشروع إزالة الأنقاض من مدينة حمص القديمة ورش المبيدات للحشرات والقوارض حتى يصبح المكان صالحا للسكن، ومشروع تأهيل الصرف الصحي وإزالة القمامة التي كانت تشكل مأزقاً كبيراً للأهالي في بعض الأحياء بالحسكة.

يضاف إلى ذلك مشاريع الصادات المعدنية لحماية الأطفال المهجرين في محافظة درعا، وتأهيل مركز الإيواء في العقارية بطرطوس، وتأمين الإنارة للمدينة الصناعية بالسويداء حيث تسكن 250 عائلة نازحة.

وغير ذلك العديد من المشاريع الهامة منها تجهيز المدينة الجامعية في دمشق والتي تحتضن 23 آلف طالب وطالبة لتكون قادرة على مواجهة الحرائق، وتأهيل المعلمين والمعلمات في المدارس التي تتعرض لقذائف بين الحين والآخر في محافظة دمشق ليكونوا قادرين على اتباع السلوك الصحيح في حال حدوث هكذا طارئ.

يذكر أن دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية الروم الأرثوذكس لديها العديد من البرامج التي تخدم العائلات المتضررة في سورية على صعيدي الإغاثة والتنمية، وهي تنشط في مختلف المحافظات السورية ويعمل معها مئات المتطوعين في سبيل خدمة المجتمع السوري وتأمين حياة كريمة لآلاف العائلات المتضررة نتيجة الظرف الراهن الذي تمر به سورية.