دام برس - بلال سليطين :
أقل من ٤٨ ساعة احتاجت منطقة كسب لاستعادتها من يد المجموعات المسلحة، في معركة اعتبرت الأسهل من بين معارك ريف اللاذقية والتي اندلعت أولى المعارك فيه خلال شهر حزيران لعام ٢٠١١.
تكتيك ناجح ذاك الذي استخدمه الجيش في هذه المعركة، نتج عنه تقدم سريع وغير متوقع من حيث الزمن القياسب، مقابل انهيار تحصينات المجموعات المسلحة وانسحاب أفرادها بسرعة تاركين خلفهم أسلحتهم وذخيرتهم، وفي تعليق لأحد الجنود قال "لقد فروا بلا أحذيتهم لتخفيف الوزن وزيادة السرعة أثناء الهرب".
في لغة الأرقام فإن هذه المعركة تعتبر الأقل خسارة من الناحية البشرية، مقارنة ببقية المعارك التي ارتقى فيها عشرات الشهداء والجرحى بدءاً من معركة الحفة وانتهاءً بالتصدي لمعركة الأنفال، فلغة الأرقام تقول أن الجيش قدم في معركة كسب "١١" شهيدا، وقرابة "٣٠” جريحا وفق ماصرح مصدر طبي.
المباغتة والانقضاض السريع كانا العنصر الأهم لتحقيق هذا الانتصار الهام جدا، حيث لم تشعر المجموعات المسلحة إلا وبنادق الجيش ترميهم بوابل من النيران التي كانت كفيلة بقتل العشرات منهم بينهم قائد كتيبة ورائد منشق، فيما هرب الباقي الى خارج الحدود باتجاه تركيا التي ظل جنودها هذه المرة يتفرجون على المعركة ونتائجها دون أي تدخل بعكس الحال التي كانوا عليها يوم هجمت المجموعات المسلحة على كسب قبل أكثر من شهرين، وكأن الرئيس الإيراني وجه لهم رسالة بهذا الخصوص خيار زيارته الأخيرة لتركيا بحسب مايرى مراقبون.
الجنود المتحمسون بعد انتصارهم في كسب، وجوههم لا توحي بأن معركتهم ستنتهي هنا، فقد بدت وكأنها خطوة أولى على طريق تحرير كامل الريف الشمالي وصولا إلى إدلب، وكأن الأيام القادمة ستحمل لنا المزيد من الأخبار عن تقدم جديد لوحدات الجديد.
درس كسب والهجوم عليها في ٢١ آذار ٢٠١٤ من قبل مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج كان درسا قاسيا، والهجوم المعاكس للجيش السوري ونتائجه أثبتا أن ثمن الدفاع أكبر من الهجوم، وليس من المنطقي العودة إلى مرحلة الهدوء على هذه الجبهة قبل اخمادها بالكامل.
يقول قائد إحدى المجموعات الرديفة للجيش السوري في كسب "يجب ألا يشعر هؤلاء المجرمين بالراحة لكي لا يفكروا يوما بالهجوم على القرى الأمنة كما فعلوا سابقا، علينا أن نبقيهم في حالة دفاع، ونحرر سلمى وكل الريف الشمالي بأسرع وقت ممكن.
يشعر الجنود اليوم بالانتصار لقادتهم الذين ارتقوا في كسب وحولها، وهم يرون أن أرواح هؤلاء القادة ارتاحت الآن في عليائها، بعد هذا الانتصار العام معنويا واستراتجيا وسياسيا وقبل كل ذلك عسكريا.