دام برس- سومر إبراهيم :

لم يعد موسم الحصاد وجني المحصول موعداً للفرح والتفاؤل وتحصيل تعب وعناء عامٍ كاملٍ يعوض فيه فلاحو الغاب ما تكلفوه على المحصول مع تحقيق بعض الأرباح  ؛ وخاصةً في هذا الموسم الزراعي ؛ بل جلّ همّهم جني محصولهم والخلاص أياً كانت النتائج .

فلاحون من الغاب يقولون : زراعة الأرض لم تعد تجدي نفعاً وخاصةًّ هذا العام حيث انحبست الأمطار وساد الجفاف وقلت أو انعدمت الموارد المائية البديلة الأمر الذي سبب عطشاً للمحصول في وقتٍ مبكرٍ وهذا سيؤدي بدوره إلى تدنٍّ كبير في الإنتاج  ، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الزراعة بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج والمحروقات وقلة توفر المبيدات الجيدة وغلاء أسعارها فضلاً عن أن حصاد دونم القمح أو الشعير ( 1000 ) ليرة وتكاليف نقل المحصول زادت أضعافاً ؛ كل هذا يسبب لنا خسارات كبيرة لا نعرف كيف سنغطيها .

وبحسب مصدر في هيئة تطوير الغاب إن الهيئة بدأت تحضيراتها الكاملة  لموسم حصاد 2014 حيث تم إصدار التعليمات الخاصة لذلك واحتساب كمية المحروقات اللازمة للحصاد والنقل وتوزيع شهادات المنشأ للقمح على الأقسام الحقلية وافتتاح جميع المراكز التي ستبدأ باستلام محصول القمح في 1/6/2014 ، و فرز سيارات الإطفاء للتعامل مع أي حريق طارئ بالسرعة المناسبة وإعداد رسائل إرشادية لمنع انتشار الحرائق وعدم حرق بقايا المحصول .

ويوضح المصدر أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في تقديرات الإنتاج يصل إلى نسبة ( 50% ) عن الأعوام السابقة وذلك نتيجة ً للظروف الجوية التي سادت المنطقة من جفافٍ وصقيع خلال الموسم الحالي فالمساحة المزروعة  ( 51235) هكتاراً وتقديرات الإنتاج ( 90104) طن بمردود ( 1.7) طن للهكتار الواحد ، بينما في عام 2013 كانت المساحة المزروعة ( 54875) هكتاراً بإنتاج ( 196398) طن بمردود ( 3.5) طن للهكتار ، وفي عام 2012 بلغت المساحة المزروعة ( 54288) هكتاراً بإنتاج ( 206018 ) طن بمردود ( 3.7 ) طن للهكتار.

ومما نلاحظه تراجع إنتاج القمح في الغاب إلى أقل من النصف الأمر الذي سيؤثر سلباً على دخل الفلاح أولاً وعلى الناتج المحلي والأمن الغذائي ثانياً ؛ وهذا أيضاً سيخفِّض الاحتياطي الوطني من القمح ، ولا سيما إذا تشابهت بقية المناطق الزراعية مع الغاب في إنتاجها ، وخاصة أن الكثير من القمح الاحتياطي المخزّن تعرض للنهب والسرقة في العام الماضي من قبل العصابات الإرهابية .

ويدعو فلاحو الغاب إلى دق ناقوس الخطر و بذل الجهود الكبيرة والتعاون بين جميع الفعاليات للحفاظ على الإنتاج وتخزينه في مناطق آمنة وإحداث مراكز تخزينية بديلة للتي تم تخريبها على أن تكون قريبة من مصادر الإنتاج مثل منطقة عين الكروم ونهر البارد لأن الفلاحون فيها  يضطرون لنقل محصولهم إلى أماكن بعيدة ودفع تكاليف إضافية وهما منطقتان آمنتان بامتياز .

وكذلك يجب أن تتنبه الجهات المعنية للظروف التي أثرت على هذا المحصول   ليتم تفاديها في الأعوام المقبلة والسعي لإيجاد أصناف بذار بديلة مقاومة للجفاف والصقيع وذات إنتاجيّة أعلى ومحاولة تأمين بدائل مائية وخاصةً أن المنطقة تفتقر للسدود وبالتحديد التجميعية منها   .

يذكر أن سهل الغاب من المناطق الخصبة و الغنية بمنتجاتها الزراعية وخاصةً المحاصيل الإستراتيجية منها ولعب خلال الأزمة دوراً مهماً في دعم الاقتصاد الوطني لكنه يحتاج للمشاريع الحيوية الحديثة التي تنهض بالواقع الزراعي والمعيشي للمواطنين .