Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الخارطة القتالية في سورية وتفاصيل مشهد الجبهات العسكرية المعقدة

دام برس :

لم تمض أكثر من ستة أشهر على بدء العدوان  على سوريا، حتى بدأت ملامح التحول إلى العمل العسكري والرهان على إستهداف السوريين بقوة السلاح، فظهر ما يسمى بـ«الجيش الحر»، ثم تتالت التشكيلات القتالية لتغرق سوريا في سلسلة حروب وجبهات بين المجموعات المسلحة  وبين السوريين ، فيما تبدو الخريطة الميدانية متباينة من منطقة لأخرى وتتباين معها السيطرة بين طرفي الصراع.

الخريطة القتالية في البلاد

بالرغم من امتداد المواجهات إلى مختلف المناطق السورية، إلا أن توزع القوى ما زال يميل لصالح القيادة السورية، ومع أن المعارضة المسلحة باتت تسيطر على مساحات واسعة، إلا أن الجيش السوري لا يتردد في استهدافها بأكثر من وسيلة.

هكذا تنتشر الفصائل في معظم أرجاء الرقة وجزء كبير من ريف دير الزور وإدلب والحسكة، وبنسبة أقل في ريف حلب ودرعا وريف دمشق واللاذقية، بينما لا يزال النظام يحكم قبضته على مراكز المدن في كل المحافظات، عدا الرقة، ويتحكم معها بالمطارات المدنية والعسكرية كافة، باستثناء مطار منغ العسكري، كما أعاد العمل بمطار حلب الدولي مؤخراً.

في المقابل، تمكن الجيش العربي السوري من حسم عشرات المعارك في حمص وريفها، لتعود تدريجياً إلى قبضة الدولة، بداية من أحياء المدينة مثل باب السباع وبابا عمرو ثم الريف الغربي في تلكلخ ومحيطها، والجنوبي في القصير، ليبقى الجزء الواقع في شمال المدينة والأحياء القديمة، وهي مناطق تفرض عليها وحدات الجيش العربي السوري حصاراً خانقاً في مشهد يشبه إلى حد كبير جبهة ريف دمشق، حيث حصار محكم حول الغوطة الشرقية معقل الكتائب والألوية المسلحة.

وكذلك في جنوب العاصمة، وتقدم للجيش في الشتاء الماضي أدى إلى استعادة بلدات حجيرة وبويضة وسبينة الصغرى والكبرى، فيما أعلنت المعضمية وببيلا وبيت سحم الهدنة، وتمكنت من توقيع اتفاق تهدئة قبل بضعة أسابيع.

وفي الشمال، يبدو الوضع أكثر تعقيداً. فبالرغم من سيطرة المسلحين على أجزاء كبيرة في محاذاة الشريط الحدودي، إلا أن تقدم «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق والشام) على الأرض، أعاد خلط الأوراق وفرضها كقوة نجحت في التمسك بمعاقلها والتقدم إلى مواقع جديدة، حيث أعادت سيطرتها على مدن في الريف الشرقي لحلب مثل الباب ومنبج وامتدت إلى أحياء في المدينة كحي الهلك، بينما تمكنت القيادة السورية من استرجاع الريف الجنوبي حيث مواقع إستراتيجية تفتح طرق الإمداد إلى المدينة وتعيد قلب المعادلة العسكرية كما حصل في السفيرة وخناصر ومن ثم في منطقة الشيخ نجار، بينما يبدو الوضع أفضل بقليل في إدلب بعد انسحاب التنظيم المتشدد من مواقعه.

أما في الساحل السوري، فتتمسك القيادة السورية بسيطرة مطلقة على كافة المناطق باستثناء جزء في جبل الأكراد والتركمان حيث لقيت محاولة المعارضة لفتح جبهة هناك فشلاً كبيراً.

في جنوب البلاد، وتحديداً في درعا، لا تزال القيادة السورية تتحكم بالطريق الرئيسي الواصل بين سهل حوران ودمشق وإلى الحدود الأردنية ومعه عدة بلدات مهمة جغرافياً، مثل الصنمين ونوى وازرع وتل الجابية، وكذلك درعا المحطة وخربة غزالة، بالإضافة إلى أكثر من خمسة مواقع عسكرية تنطلق منها الهجمات على كافة مناطق سيطرة المسلحين في الريف الحوراني وامتداده إلى هضبة الجولان، حيث تقول الفصائل وناشطون إنها تسيطر على 80 في المئة من ريف القنيطرة.

ولعل القاسم المشترك بين كافة المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة  أنها غير خاضعة  بشكل تام، إذ يمكن للطيران الحربي أن يستهدفها بالإضافة إلى القصف المدفعي والصواريخ الأرضية من دون إمكانية التصدي لهذه العمليات، إما لغياب مضادات الطائرات أو تواجدها بيد فصائل لا تسمح باستعمالها.

تحالفات القوى والفصائل

مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع، أعادت التطورات العسكرية ترتيب الفصائل المسلحة، فأصبح ما يسمى «الجيش الحر» بمثابة الحلقة الأضعف، وتقدمت مجموعات جديدة وأخرى تشكلت بقرار استخباراتي غربي أو إقليمي.

ولعل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قد حجز لنفسه موقعاً أساسياً في المشهد العسكري، على اعتباره الأكثر إثارة للجدل بعدما هادنته عشرات الكتائب والألوية، وانضمت إلى صفوفه ودافعت عن ديكتاتوريته المطلقة، قبل أن تنقلب عليه تدريجياً، ويشن هو في المقابل حروباً ضد كافة الكتائب والألوية، عزز من خلالها مواقعه في الرقة، ويتمدد إلى ريف دير الزور وجنوب الحسكة، بالإضافة إلى ريف حلب، مستعملاً سلاحه الأبرز، وهو السيارات المفخخة والانتحاريين.

من جهة ثانية، شكل إعلان «الجبهة الإسلامية» حدثاً بارزاً باندماج «جيش الإسلام» و«لواء التوحيد» و«أحرار الشام» و«لواء الحق» و«صقور الشام» و«الجبهة الإسلامية الكردية»، حيث أصبحت أكبر المجموعات لناحية العدد والقوة العسكرية.

وبالرغم من التوقعات بانقلاب كبير على مستوى المعارك مع الجيش السوري، إلا أنها تلقت ضربات موجعة على يد «داعش»، كاغتيال العشرات من كوادرها بمن فيهم أبو خالد السوري مؤسس «أحرار الشام»، والطبيب حسين سليمان مدير معبر تل أبيض، من دون أن تتمكن من الرد لاعتبارات شرعية، ومحاولتها استقطاب أكبر عدد من مقاتلي «الدولة»، يضاف إلى ذلك إخفاقها في التقدم على أكثر من جبهة كحال معركة الغوطة الشرقية في الشتاء الماضي، ومعارك القلمون وريف حلب الجنوبي.

ويبقى تشكيل «جبهة ثوار سوريا» مسألة أثارت بدورها تساؤلات كبيرة، وخصوصاً مع المواجهة التي دارت بعد أيام من إعلانها مع «صقور الشام»، أحد أركان «الجبهة الإسلامية»، وبعدها مع «هيئة أركان الجيش الحر»، حيث كشفت مخازن أسلحة عند الحدود التركية.

وكان لافتاً مؤخراً، زيارة رئيس ما يسمى «الائتلاف الوطني» المعارض أحمد الجربا إلى ريف إدلب ولقاؤه بجمال معروف قائد «الجبهة»، ما يطرح إشارات حول دعم عسكري سيتلقاه معروف، وهو ما تعزز بتعيين مقربين منه في «هيئة الأركان» بعد عزل سليم إدريس وتعيين عبد الإله البشير بديلاً منه.

انسحابات تكتيكية وتخزين سلاح وتخبط إعلامي

تتسم معظم المواجهات بين المجموعات المسلحة والجيش العربي السوري بالانسحابات المفاجئة، والتي تعلل بنقص الذخيرة غالباً، بالرغم من التقدم النوعي في البداية، والذي يعتمد عنصر المباغتة كما حصل في معركة الغوطة.

إلا أنه وفي كل مرة يحدث انسحاب، تسقط على أثره مواقع الاشتباكات كالقصير أو دير عطية والنبك والسفيرة وخناصر في ريف حلب، وسبينة وبويضة في ريف دمشق، وتتبادل الفصائل بعد ذلك الاتهامات بالتقصير أو التخاذل في فتح مخازن الأسلحة وإرسال الدعم والإمدادات أو حتى المقاتلين.

إلا أن ما يثير الاستغراب هو اقتران الحديث عن نقص الأسلحة بمقاطع مصورة تظهر استعراضات عسكرية تضم أسلحة ومعدات كالدبابات، أو بعد الاستيلاء على مخازن أسلحة مثل مهين والقسطل في ريف حمص والقلمون.

والى جانب أزمة الثقة بين الفصائل المسلحة، تبدو الاختراقات مسألة تنسحب على مجموعات مسلحة عدة، وهو ما دفع النظام للإيقاع بالمسلحين بكمائن، من العتيبة إلى مدرسة المشاة حيث اغتيل قائد «لواء التوحيد» عبد القادر صالح.

إلا أن الكارثة الأكبر في عمل المجموعات المسلحة  تبرز في تصريحات قادة الجبهات والمتحدثين الإعلاميين باسم الفصائل، حيث لا يتردد كثير منهم في إهداء الجيش السوري معلومات عبر الفضائيات أو مواقع التواصل عن أسماء القادة وتحركاتهم، بالإضافة إلى تهويل في حجم التقدم أو التصدي للقوات الحكومية، كحال المعارك في يبرود وقبلها القصير، يضاف إلى ذلك الحديث من قبل المعارضة السياسية عن معارك وجبهات ليس لها أساس أو إمكانية، ما انعكس سلباً على وضع المجموعات المسلحة على الأرض، كالحشد الكلامي لمعركة دمشق الكبرى والاعتقاد بأن العاصمة ستسقط في غضون أيام، متجاهلين حجم التحصينات العسكرية التي تتمتع بها المطارات حول المدينة وكذلك المداخل والمخارج.

 

السفير

الوسوم (Tags)

الجيش   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz