دام برس:
ها نحن اليوم نقف على أعتاب عامنا القادم حيث باتت الدقات الأخيرة في عامنا تنذر برحيل ضيفٍ واستقبال آخر يقرع أبوابنا حاملاً لنا في جعبته الكثير، ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية عامٍ بكلِّ ما حدث فيه من لحظاتٍ سعيدة كانت أم حزينة، لحظات أصبحت ذكرى في طيات عقولنا وقلوبنا، ولن ترحل من تاريخ ذكرياتنا.
اليوم نودع العام الفائت ونستقبل الأمل الجديد القادم بأمنياتٍ ترسمُ الفرحَ على جدرانِ حياتنا، ونتوجها عنواناً لعام جديد... كثيرة هي الأمنيات التي تشرئب لها القلوب وهي تستقبل العام الجديد، وأهمها تلك التي تتعلق بالواقع السوري الراهن، وما يكتنفه من مخاطر واختلافات.. فقد وصل الحال في بلدي في الأعوام الثلاثة الماضية إلى درجة غير مسبوقة، إذلال، تهديدات، ابتزاز...، ولا خلاص من هذا الواقع الأليم إلا بالحوار ونبذ كافة أشكال العنف، ونسيان ما خلفته الاختلافات الموجودة من ردود فعل أتاحت المجال للمنتفعين من العبث في أمننا والمتاجرة بعيشنا، لذلك فلتكن أولى أمنياتنا في العام الجديد أن نبدأ عهداً جديداً من التضامن والتماسك لعبور الفجوة وردم الهوة التي صارت تفصل بين السوريين وأحلامهم في مستقبل كريم وآمن.
فعلى الرغم من ألم العام المنصرم على سورية نأمل أن يكون الضيف القادم أنيساً وأيامه أفضل من سابقتها ننعم فيها بالحب والفرح، فترسل أشعة السعادة خيوطها الرقيقة لتلامس حياتنا وتضع الابتسامة الدائمة على وجوهنا، مانحة الهناء لأطفال سورية، ساعية لمد يد الحنان لليتامى لتمسح من عيونهم دموع الحزن والفراق..
عام نأمل أن يختفي الجياع فيه من حدائقنا ويغيب العراة من طرقاتنا، نريده عاماً سعيداً بعيداً كل البعد عن الشقاء والدمار والبؤس والدماء، عاماً يعم الفرح فيه وتهاجر الأحزان.. عاماً لك فيه أيتها الجريحة يا جلق الشآم السلام.
فأحلامنا كثيرة لكن آمالنا بسيطة لا تتجاوز الأمن والاستقرار، هي أمنيات وآمال بسلام يعمُّ بلدَ السلام سورية وخيراً يحل على أهل بلد الشمس، وحباً يملأ القلوب ويفرّحها ويغدق عليها النشوة والسعادة حاملاً معه المسرات التي تلوح ببريق الأمل.
فكل عام وبلدي بخير، وكل عام ورائحة الياسمين تعشش بين جنبات أزقة وطني، وكل عام وأطفال وشباب بلادي بخير، وكل عام وأنتم أصدقائي، وكل عام والفرح يتراقص حبُّاً على صفحات حياتكم.

علاء أوسي