Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مدير تربية ريف دمشق يتحدث لدام برس عن عن الواقع التدريسي في الغوطة الشرقية بعد سنوات من فرض إيديولوجية معينة على الأطفال
دام برس : دام برس | مدير تربية ريف دمشق يتحدث لدام برس عن عن الواقع التدريسي في الغوطة الشرقية بعد سنوات من فرض إيديولوجية معينة على الأطفال

دام برس - نور قاسم :

بعد الانتصارات الأخيرة للجيش العربي السوري في الغوطة الشرقية وخروج كافة الإرهابيين منها أصبح هنالك الكثير من الأمور التي تقع على عاتق الحكومة في المنطقة سواء من الناحية الخدَمية بعد تدمير المسلحين للبنية التحتية أو النفسية أو التعليمية وغيرها..
ومن هذا المنطلق دام برس كانت بلقاء مع الأستاذ ماهر فرج مدير مديرية التربية في ريف دمشق للحديث عن الواقع التدريسي في المنطقة  وخاصةً أنها كانت لعدة سنوات محاطة بإرهابيين عملوا على فرض إيديولوجياتهم وتعصّبهم وتلقين الأطفال أمور مشوّهة، فالجانب التعليمي وخاصةً للأطفال خطير ولا بدَّ من تكثيف الجهود تجاهه.
فالطفل مسؤولية المجتمع وكافة الجهات المعنية وليس فقط جهة محددة بعينها.
في بداية اللقاء مع السيد ماهر فرج تمّ سؤاله حول التحضيرات المبدأية في المديرية بما يخصّ الناحية التعليمية للغوطة الشرقية وعن عدد الطلاب الذين كانوا داخل الغوطة إلى حين تحريرها؟
اليوم هنالك جهود حكومية كبيرة في الغوطة الشرقية، وكان هنالك توجيه من وزير التربية ومحافظ ريف دمشق للاهتمام بالطلاب في سنّ التعليم، فأمس كنا مع وزير التربية بمدارس حرستا وتم توزيع حقائب مدرسية تتضمن كتب ودفاتر وقرطاسية وأرسلنا أيضا أدوات رياضية لهم فهنالك الكثير من الأطفال خلال فترة الإرهاب حُرموا من أن يكون لهم أنشطتهم الرياضية.
وضمن خطتنا مجموعة من الأنشطة التي تُعنى بالحالة النفسية من خلال القيام بأنشطة متوسطة المدى تحتاج وقتاً طويلاً لتنعكس إيجاباً على الأطفال.
ومن خلال الإحصاءات وجدنا أن أعداد الأطفال في سنّ التعليم وصل إلى 15ألف في مراكز الإقامة والعدد قابل للزيادة، وفوجئنا أكثر أن عدد كبير منهم طيلة وجودهم في المنطقة لم يلتحقوا بأي مدرسة ولم ينالوا فرصة التعلّم.

كيف يمكنكم أن تردموا هذا الشرخ الذي تعرّض له أبناء الغوطة الشرقية من الناحية التدريسية والنفسية؟
إن الطلاب الذين لم يلتحقوا بالمدارس أو ذهبت عليهم عدة سنوات سنطبّق معهم مناهج فئة (ب)، وهذه المناهج أنتهجتها وزارة التربية لتعويض ما فاتهم، وتعتمد هذه الخطة على أن يجتاز التلميذ صفين في عام دراسي واحد وذلك لمساعدتهم خلال فترة وجيزة بالاندماج مع أقرانهم ضمن فئتهم العلمية، وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها من خلال عملنا عليها في السنوات السابقة.
وبالنسبة للموضوع النفسي هنالك فريق من المرشدين النفسيين يقوم بزيارة المدارس ويقدّمون أنشطة ترفيهية تعزز الحالة النفسية للطلاب.
وهنالك شريحة ثانية من التلاميذ في الغوطة الشرقية وهم من كانوا يدرسون في مدارسنا العاملة في الغوطة الشرقية، والآن خرجوا إلى مراكز الإقامة، فهؤلاء الطلاب بطبيعة الحال سيلتحقون بالمدارس النظامية.

ما عدد المدارس النظامية المفعّلة في الغوطة الشرقية آنذاك، وهل كان الطلاب الملتحقين فيها يأخذون مناهج نظامية؟ وما هو عدد الطلاب فيها؟
كان لدينا مدارس نظامية في الغوطة الشرقية وتعطي دروس مناهج وزارة التربية في بعض المناطق الخاضعة للإرهاب ويقدّر عددها ب 54 في كلٍّ من سقبا، حمورية، عربين، عين ترما، جسرين ومسرابا ويقدّر عددهم حوالي 21ألف طالب وطالبة.
وقد استمرت هذه المدارس بالتعليم داخل الغوطة الشرقية بالرغم من كل شيء بفضل صمود الجهاز الإداري والتدريسي وأيضاً بفضل أهالينا الشرفاء الموجودين في الغوطة الذين كانوا يتحدون الإرهاب ويصرّون على إرسال أبناءهم إلى مدارسنا الحكومية، وكان هنالك جهود حكومية للجانب الإنساني بإدخال الكتب المدرسية لهؤلاء الطلاب، وكان المعلمين يخرجون بشكل شهري لاستلام رواتبهم والمتابعة معهم.

ولكن المعلومات تقول أنه داخل الغوطة الشرقية كان يوجد وسائل تعليمية مختلفة تماماً عن نظام مدارسنا، فكيف كانت الأمور تسير بالداخل من ناحية التدريس؟
نعم بالطبع كان للإرهابيين مؤسساتهم التعليمية وخاصةً تلك التي ترسّخ إيدولوجياتهم وفكرهم المتطرف، وكان هنالك موالين لهم ومؤيدين لسياستهم فكانوا يرسلون أبنائهم إلى تلك المؤسسات التعليمية التي أحدثتها المجموعات المسلحة، ولكن في المقابل مدارسنا كانت موجودة بفضل الكثير من الجهود التي بُذلت للتنسيق بهذا الخصوص.

ما هي أهم المصاعب التي كان يتعرض لها الجهاز التدريسي في تلك المناطق آنذاك؟ وما هي المصاعب التي واجهتكم لكي تستطيعوا الإبقاء على تلك المدارس مفعّلة؟
من أهم المصاعب أن المسلحين كانوا يضغطون على المدرّسين التابعين لنا في المنطقة من حيث منعهم من الخروج لعدة أشهر إلينا لاستلام أجورهم، وكذلك من خلال تدّخلهم ببعض مفردات المنهاج ولاسيما المفردات التي تعزز الجانب الوطني للطلاب وأيضاً منع رفع العلم السوري في مدارسنا، ولكن العلم السوري عاد وارتفع في سماء هذه المدارس الآن، وقد منع المسلحين تدريس مادة الوطنية.
بالإضافة إلى أن المجموعات المسلحة كانت تصرُّ بشكلٍ دائم على منع طلاب الشهادات سواء الثانوي أو الأساسي للخروج من المنطقة للتقدّم للامتحانات، وخاصةً بعد أن أثبتت هذه التجربة نجاحها في عام 2014 عندما قمنا بإخراج حوالي 1500 طالب من الغوطة الشرقية لمرحلتي التاسع والبكلوريا بحيث تقدّموا بامتحاناتهم وتمّ تأمين مراكز إقامة لهم من طعام وشراب ودواء وكافة الخدمات من قِبل محافظ ريف دمشق ووزارة التربية والمجتمع المحلي في مراكز الإقامة ونجحت حينها التجربة.

ما عدد المدارس التي تفعّلت منذ التحرير إلى الآن وهل هي مخدّمة بالكامل؟
عدد المدارس التي تفعّلت منذ التحرير إلى الآن 12 مدرسة والعدد قابل للزيادة.
أما بالنسبة للأمور الخدمية فستأتي أيضاً مع الأيام، فالأهم الآن هو تأمين المقاعد الدراسية وبالتوازي هناك أعمال صيانة وتركيب بلور وأبواب وصيانة المياه والحمامات وغيرها..، ولكن الآن هنالك ضغط لأن هنالك خطة درسية يجب أن تنتهي بفترة معينة فكان لا بدّ من أن تكون الأولية بأن يجلس الطالب على مقعد الدراسة برفقة الكادر التدريسي وكتبه ودفاتره معه، وأيضاً يوجد تعاون مع منظمة الأغذية العالمية لتأمين برنامج غذائي لهذه المدارس بتقديم الحليب والبسكوت للأطفال.
فالأهم لدينا الآن هو إنهاء العام الدراسي في العام الحالي وسنذهب إلى العام المقبل بكافة الإمكانيات.

وماذا عن الامتحانات سواء في الصفوف الانتقالية أو الشهادات الثانوية هل هنالك تغيير فيها بالنسبة لطلاب الغوطة الشرقية؟
بالنسبة للصفوف الانتقالية فإن وزارة التربية قامت بتمديد العام الدراسي لأبناء الغوطة الشرقية لمدة شهرين إضافيين مراعاةً للظروف التي تعرضوا لها.
فيما يتعلق بطلاب الشهادتين فسيكون ضمن ما أُعلن عنه من وزارة التربية في الموعد الثابت، فنحن اليوم عندما نتحدث عن شهادات فيوجد خطة درسية معينة وخطة امتحانات تشمل كافة المحافظات وليس فقط منطقة بعينها فلذلك لا بدّ من التقيّد بالجدول الزمني.
وقد بدأنا في بعض المراكز بإقامة دورات مكثفة لهم بهدف إعدادهم وتهيئتهم للامتحانات العامة التي أعلنت عنها وزارة التربية في موعدها المحدد.

في الختام ما هي الرسالة التي تودُّ إيصالها عبر مؤسسة دام برس الإعلامية؟
شكرا لدام برس في البداية على الاهتمام.
ونحن اليوم ضمن خطة مديرية التربية وبتوجيهات مباشرة من وزير التربية والمحافظ بأن تكون أهم رسالة ببناء الإنسان ولاسيما أن هذا الإنسان الذي اختطفته وحاصرته المجموعات المسلحة بقوة السلاح، ونحن لسنوات سنعمل على الاهتمام بالجانب التعليمي والجانب القيمي والأخلاقي والجانب والوطني، فنحن أهم رسالة نعمل على تأديتها بإنشاء جيل واعي منتمي لوطنه.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz