دام برس - لجين اسماعيل :
شابة موهوبة ، جمعت بين الفن والذوق والحس الفني .. فكانت فنانة متميّزة ومتألّقة ... كانت الريشة أداتها .... والألوان والخطوط ملاذها للسفر عبر الخيال ... واللوحة تعبير عمّا يفيض في قلبها ويصدر عن إحساسها .... تبنّت الأنثى في موضوعاتها فأبدعت .... سعت لحلمها فكان الفن التشكيلي الحاضن لموهبتها .... الفنانة التشكيلية فيفيان الصائغ في لقاء خاص مع دام برس ...لنتابع :
الفنانة التشكيلية فيفيان الصائغ ... بداية لنتعرّف أكثر على شخصية فيفيان .. والبدايات في هذا الفن ؟
أشارت في هذه السياق إلى أنها خريجة أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية عام 2001 ، لافتةً إلى أن بداياتها كانت في تصميم الأزياء والمطبوعات على الألبسة ثم توجهت لرسم اللوحات ... وعن هذه التجربة والنقلة النوعية من مجال التصميم إلى الرسم تحدّثت عن أنه ضمن عملها في تصميم الأزياء بدأت تتقن فن اللوحة الذي لاقى الكثير من الإعجاب فتفرّغت له وأعطته حقّه ،فتقول : " لذلك اخترت اللوحة واتجهت باتجاهها لأني وجدت نفسي بها " .
هل كان الرسم بالنسبة لك مجرد موهبة ...و كيف عملتي على تطويره ؟
منذ الصغر أهوى كل ما يتعلّق بالجمال .. وكنت أميل للرسم ، كانت أمنيتي أن أنضمّ إلى كلية الفنون الجميلة إلا أن الظروف لم تساعدني ... وهذا أعطاني إصرار لأعمل على موهبتي وأدعمها بنفسي ، فوجدت نفسي في مركز أدهم اسماعيل لأكون طالبة مثابرة بشهادة أساتذتي الذين كنت دوماً آخذ بنصائحهم ، موضحة أن التخرّج لوحده غير كافٍ ليكوّن فناناً ... فالاستمرارية والتجريب هي التي توصل الفنان لتقنية يكون راضياً عنها ، كما تعبّر عن أسلوب وشخصية الفنان .
كيف يمكن أن تصف لنا الفنانة فيفيان الفن التشكيلي في كلمات ؟
-الفن التشكيلي هو أحد الفنون السبعه ؛ العمارة والموسيقا والرسم والنحت والرقص والشعر وأخيراً السينما أما الفن التشكيلي فهو بمثابة تجسيد للواقع على اللوحة الفنية بطريقة الفنان وأحاسيسه .
هل تعتقدي أن الفن مهنة .. ومتى يمكن أن يصبح الفنان مبدعاً ؟
ليصل الإنسان إلى مرحلة الإبداع فهو بالتأكيد فنان ... لكن تبقى درجة الإبداع من الاختلاف والتميّز عندما يعمل الفنان بتقنية عالية ويضع لمساته وروحه في االوحة ... وبالتالي ستجد إعجاباً وتقديراً من الناس .. فالفنان هو الذي يفرض اللوحة على المتلقي فلا ينساق وراء أذواق الناس ... والفن ليس بمهنة أبداً .
إلامً ترمز فيفيان في لوحاتها ؟
-ترمز إلى المرأة بشكل عام .... المرأة في حياتها .. وأحاسيسها ... حزنها ... وعنفوانها .
لم اختارت فيفيان موضوع المرأة في لوحاتها ؟ وما رسالتها من خلالها ؟
توضح فيفيان أنها اختارت المرأة في مواضيعها لأنها أنثى ، وتعايش همومها ومشاكلها... والتجارب التي تمر بها الأنثى هي التي تخلق مثل هذا الإبداع والتعبير ، وأضافت : وجدت نفسي وبقناعتي أني قادرة على التعبير عنها بالطريقة المثلى والصحيحة ... فالقناعة مهمة في حياتي لأكون قادرة على إقناع الجمهور ... كما أكدّت على أنّ الصدق في العمل مهم بقدر القناعة لتشكيل لوحة مهمّة ، فالرسالة الواضحة من خلال هذه اللوحات أن نفهم ما ورائيات المرأة .
على من تقع مسؤولية فهم اللوحة .... ومادور الفنان والمتلقي فيها ؟
بداية ً نوّهت إلى أن اللوحة الفنية ( موضوع ، شكل ، مادة ، لون ) يأتي الموضوع ضمن هذه السلسلة بالدرجة الأولى ثم تكتمل بالتكوين والألوان والعناصر الأخرى .
فالفنان ليس ريشة وألوان ، إنما كتلة أحاسيس ومشاعر عليها أن تلاقي الاهتمام المطلوب لتثمر ، أمّا بالنسبة لفهم اللوحة فقد أوضحت أن الفنان عليه أن يرسم بتجرد وبطريقته وأسلوبه وأفكاره ... وعلى المتلقي أن يستوعب ويقرأ هذه اللوحة تبعاً لقناعاته ... لكن تبقى نقطة وهي الأهم في فهم اللوحة حيث تشير إلى أن اللوحة إن أُتقن فنّ رسمها ... وصلت بشكل صحيح .
وذكرت في سياق الحديث عن اللوحة أن اللوحة التجريدية هي إحساس فقط ... ومجموعة ألوان تنسجم مع تكوين سليم .. لن يستطيع الفرد تفسيرها ... فقط باستطاعته أن يبدي مدى ارتياحه لها إلا أن هذا لا يمنع الفنان من تقديم شرح بسيط
معرض باريس ... التجربة الأولى للفنانة فيفيان .... وما الأثر الذي تركه في شخصية وحضور فيفيان ؟
فرنسا بلد الفن إلا أنه يمثّل حضارة وعالماً آخر .... وعندما تسنح لي الفرصة لأقوم بالمشاركة في هذا المعرض ضمن تجمع للفنانين وأجد هذا التقدير والاحسان فهذا يعني لي الكثير ويشكّلمحطة مهمة في حياتي .
وبالاسترسال في الحديث عن معرض باريس قالت أنه محطة مهمة ، مميّزة ، وبصمة في حياتي الفنية ولّد عندي الخصوصيّة وجعلني أتمسّك بعملي أكثر دون أن أتأثر بالآخرين رغم اطّلاعي على أعمالهم .
ماذا تخبرينا عن تجربة المشاركات الجماعية ؟
ترى فيفيان أن المعارض الجماعية بمثابة إثبات وجود بين الأصدقاء ، ورؤية وجوه جديدة وأفكار متنوعة ، ومعاينة صدى هذه الأفكار المتبادلة فيما بيننا وإمكانية الاستمرار فيها ، فالمشاركات الجماعية تولّد حس المنافسة بين الأصدقاء من الفنانين والسّعي لاكتشاف تقنيات وآلية عمل جديدة .
مؤخراً أقيم معرض فردي لك " صدى " ماذا يمثل هذا المعرض بالنسبة لك وما سبب انطلاقه ؟
معرض صدى يمثّل مرحلة التحول المهمّة في حياتي ، جسّدتها من خلال 22 لوحةً قدمتها ، اللوحات التي ترمز إلى المرأة الصامتة والتي بالرغم من صمتها قادرة على أن توصل صدى صوتها لأبعد ما يكون .... صدى هو المرأة الحنونة والقاسية ، الضعيفة والقوية ، المتأملة والحالمة ، فالأنثى في مختلف حالاتها .. في ضعفها وقوّتها هي بحالة تأمل دائم ... والدوّامة التي تبدو في اللوحات تمثل الصراع الذي تعيشه المرأة في داخلها .... تبدو بقمة أنوثتها وجمالها في الوقت الذي لا تستطيع أن تتحرر من القيود التي تعيشها .
ما مدى تأثير ما تمر به سورية في لوحاتك وأفكارك الفنية ؟
أنا ابنة هذا البلد ، وبالتأكيد ما يجري ويحصل فيه يؤثر بي .. ولست بقادرة على تجاهله وتجاوزه ... إلا أنني لم أنحو لعمل شيء خاص بالأزمة ... ، ولفتت إلى أن شخصيتها من النوع الهادئ مما جعلها تعبّر عنها بالألوان الترابية إلا أن هذا لا يلغي التوتر والقلق الدائم الذي عبرت عنه بالألوان النارية .
فالفنان بطبيعته حساسيته عالية ... لذلك فضّلت أن أكون بعيدة عن السياسة والحرب ... وأبقى منشغلة بهموم المرأة .
هل ترى الفنانة التشكيلية فيفيان أن الفن التشكيلي مهضوم حقّه ؟
قبل الأزمة والحرب التي نعيشها بدأ الفن يأخذ مسار جديد ويتطوّر بشكل ملحوظ ، حتى أن الفنان السوري كان قادراً على إثبات وجوده خارج البلد ، لكن يبقى موضوع الشللية والاحتكار الذي كان يصيب الفن والفنانين ... فبعض الصالات تبرم عقوداً مع فنانين محددين ظنا منهم أنهم قادرون على التسويق .. في حين تهمل تجارب الأخرين والسبب في ذلك ماديّ بحت ... لكن اليوم ما نشهده خرج عمّا ذكر سابقاً فهجرة الفنانين أثّرت في الفن ... تأمل أن تعود الأحوال كما كانت .
من خلال لوحاتك ما دور النقد في مسيرة حياتك المهنية .؟
أنا بالطبع أرى نفسي رحبة الصدر .. وأتقبّل النقد السلبي والإيجابي ... ومهما كان هذا النقد فإنه يحفّزني على العمل والسفر بخيالي أكثر .. فأنا أحب الرسم ... وأظن في بعض الأوقات أنّي خُلقت لأرسم .. فالرسم يجعلني هادئة بعيدة عن التوتر، أفرّغ طاقاتي من خلالها ... فاللوحة إحساس .
ما جديد الفنانة التشكيلية فيفيان ... ؟
تجربة صدى كانت تجربة غنية وناجحة ... و ردود الأفعال كانت قيّمة من قبل العامة والمختصين ، وهذا الأمر يشجعني أكثر لأحضّر لأعمال جديدة ... فكلّ له وقته .
ما رسالتك عبر مؤسستنا الإعلامية ؟
بدايةً أتوجّه لمؤسستكم الإعلامية بالشكر والتقدير لأنها أتاحت للشباب فرصاً للتعريف بمواهبهم والحديث عن تجاربهم ... وفي رسالة أخرى أوّد الحديث عن أمنيتي في أن يتم الاهتمام بالفن التشكيلي أكثر ... وعدم ممارسة الاحتكار إن كان للفن أو الفنانين ... بالتأكيد هذه المرحلة صعبة إلا أننا يجب أن نكون يداً واحدة لنعمر بلدنا من جديد.
الإبداع والتألّق رمزا سورية القوية وعنفوانها ..... وهذا الجيل يثبت وفي كلّ يوم أنه أهلٌ ليحمل هذا الإبداع ليجوب به البلاد
2016-08-25 13:22:36 | لقاء واعٍ |
لقاء فيه معرفة وقدرة على ادراك القيمة المعرفية للفن .. هذا مهم للفنان لادراك اللحظة الفنية أثناء التعبير الجمالي | |
فيصل الزعبي |