دام برس - خاص :
للمغترب السوري دور هام في إحياء و إعمار سورية ، فلا يمكننا أن ننكر أعمالهم و مشاريعم التي تدفع بالبلد و الاقتصاد و الإعمار ، فسورية بلد العزّ و الصمود ، ومهما تغرّب عنها أبناؤها إلاّ أنها تبقى صامدة لأنهم و مع غيابهم لن يتخلّوا عنها ، وسيقدمون لها الدعم لتنهض من جديد
دام برس التقت بالمغترب السوري " تامر يوسف بلبيسي " رجل الأعمال السوري المقيم في الكويت الذي حدّثنا عن تجربته و مشاريعه ، التي من خلالها يرى أن قدّم شيئا لوطنه الذي احتضنه و قدم له الكثير سنين طوال ، و آن الأوان ليردّ الجميل .
المغترب السوري رديف للجيش العربي السوري ، يتعرض لبعض الضغوط و خاصة في دول الخليج ليغير مواقفه الوطنية ، و انتمائه لوطنه ، ماذا تحدثنا عن هذا الواقع ؟
يقول : المبادرات التي يقوم بها المغترب تمثل رسالة لأبناء الشعب ، ليكونوا على اتصال و تواصل مع هموم المواطن ، وبهذا الخصوص يتكلم عن مبادرة مهمة كانت في فترة الانتخابات الرئاسية حيث قدموا طائرات سورية على حسابهم الخاص ، و المبادرة ضمت ثلاثة أشخاص ، كما يتحدث عن مدى شعوره بالفخر كونه كان مشاركا و قدّم و لو جزء بسيط لبلده ، على الرغم من الضغوط و التهديدات التي تلقوها بإلغاء الإقامة للأشخاص الراغبين في المشاركة بالاستحقاق الرئاسي مشيرا إلى انسحاب البعض خوفا و قلقا مما ادعاه بعضهم بسحب الإقامات إلاّ أن ذلك لم يثنيه عن مواصلة و متابعة مشواره الذي بدأ به لأن كلامهم يبقى حبرا على ورق و لن تغير أساليبهم من واقع التعايش السوري .
في ظل غياب السفارات ، كيف تتم رعاية المغتربين و إبراز دورهم كرجال أعمال ؟
و بهذا الصدد يشير إلى وجود مجلس جالية و هو بدوره يمثل رئيس لجنة تجار الأعمال في الجالية ، حيث يتحدث عن الكثير من الأعمال التي قاموا بها على مستوى الكويت
مثلا المنتخبات السورية التي قصدت الكويت ، و حصلوا على البطولة قامت تلك الجالية بدورها بتقديم التكريم لهم مما شكل حافزا و دافعا للمثابرة، و شعورهم بوجود مهتمين بهم .
كما تم تكريم المتفوقين السوريين بالشهادات ، و لا ينسى الحملة التي قام بها و كان لها ثمارها و دورها الإيجابي " حملة دعم الليرة السورية " و التي استمرت لمدة ثلاثة أشهر ، مؤكّداً على التواصل بين أبناء الجالية في إطار تقديم المساعدات للشعب السوري .
إعادة الإعمار هي من أولويات المرحلة المقبلة حسب توجيهات السيد الرئيس للحكومة ، ما المطلوب من رجال الأعمال في هذه المرحلة ؟
يلفت إلى اجتماع مع السيد محافظ دمشق تحدثا خلاله عن التكليف الذي توجّه به السيد الرئيس للحكومة ، و ينوّه إلى أن سورية كانت بلد الإعمار و الإنشاء إلا أنها في لحظة غدر فقدت معظم مبانيها و منشآتها ، إما دماراً و تخريباً أو حرقا ، فالمطلوب اليوم هو إعادة ما تهدّم و تأهيله من جديد ، فنحن أمام مرحلة صعبة نريد من خلالها إعادة سورية أجمل مما كانت عليه .
لذلك يقول بوجود كوادر من المغتربين على مستوى الكويت سواء كانوا سوريين أو غير سوريين ، فإنهم جميعهم على استعداد للقيام بأعمال كبيرة إلا أنهم بانتظار بعض القرارات التي من المفترض أن تصدر عند مطلع العام القادم .
مشيرا إلى وجود الكثير من الناس الشرفاء الذين همهم تطوير و تقدم البلد و إعادة إعماره و بنائه إضافة إلى التنظيم و الارتقاء إلى الأفضل .
كيف ترى التجاوب الحكومي فيما يتعلق بهذا الموضوع ، خاصة في ظل التخوف من منح امتيازات لأشخاص دون آخرين ؟
يأمل أن تكون هذه الحكومة فعّالة و تقوم بدورها كما هي في مخيلة المواطن ، الذي يبدي دائما ثقته و تجاوبه ، متمنيا الدور الإيجابي الذي ستؤديه الحكومة و ما يعود بالفائدة على المواطن السوري ، بما في ذلك تقديم التسهيلات للمغتربين ، حيث يرى بأن الوقت الحالي وقت حسّاس جدا ، يتطلب التعاون و التنسيق .
كما يشير إلى اجتماع أجراه يوم أمس لامس من خلال قراءته لما دار من حوارات وجودَ تسهيلات في المرحلة المقبلة .
رجل أعمال كحضرتك ، ماذا قدم من مشاريع و ماذا سيقدم من مشاريع اقتصادية ؟
يقول : قمنا بتكريم 150 شخص من أبناء الشهداء ضمن حفلٍ ، و تقديم بعثات لطلاب من الجامعة السورية و التي منحت لخمسة طلاب ، إضافة إلى المول الخاص به في درعا المتضمن كافة الاختصاصات ، و حفل تكريم للأمهات ، كما أفصح عن مبادرات جديدة في درعا و هي تقديم خزانات من المياه في ظل الظروف التي تعيشها البلد من قلة في الموارد المائية ، إضافة إلى تأهيل مدارس في مدينتي درعا و دمشق ، كما سيتم تقديم مساعدات و مستلزمات مدرسية .
أما المحاربين القدامى الذين مازالوا على قيد الحياة و شاركوا في حرب تشرين التحريرية لهم حصة في مشاريعه ، حيث سيتم تكريمهم في السادس من تشرين الأول .
هل لك اتصالات و تواصل مع رجال أعمال سوريين قائمين في الخارج ، ماذا تقول لهم ؟
قبل أي كلمة يبقى الواجب الوطني فوق كل واجب ، و من كان لديه إلى اليوم بعض الشكوك و الظنون ، فلا بد أن ما يجري على أرض الواقع قد أزال الغمامة ، فهناك الكثير ممن أصبح على علم و دراية بما يجري ، فالبلد سورية تعرض لمؤامرة معروفة الأطراف المشاركة بها ، و التي همها تدمير سورية و تحطيمها .
و قد توضحت الصورة بأن السيد الرئيس هو الرجل المقاوم الوحيد في الدول العربية كافة .
ما رؤيتك للاقتصاد السوري ؟
بالرغم من الضغوط الخارجية التي يتعرض لها الاقتصاد و الذي يهدد في كثير من الأحيان الليرة السورية ، إلا انه و بفضل القيادات السياسية و الاقتصادية الحكيمة و التي لعبت دورا هاما في الحفاظ على الاقتصاد ، فالكثير ظنّ بهبوط قيمة الليرة لسورية ، إلاّ أن ذلك لم يحصل ، على العكس تماما ظلّت محافظة على قيمتها ودعمها للاقتصاد .
مشيرا إلى وجود رجال أعمال حاولوا استغلال الأزمة بتدمير البنى التحتية و الاقتصاد مما كان له تأثير كبير ، لذلك نحن قمنا بالوقوف في وجههم و محاربتهم ، في ظل التأثير على أعمالنا .
رسالتك للمواطن السوري الصامد؟
كما يقال ترفع القبعة للجيش العربي السوري كذلك المواطن السوري الذي أثبت قوته و جرأته ، أثبت مواطنته وطنيته و حبه لسوريته و هويته ، آملا الفرح بالنصر عما قريب ، و عودة الأمن و الأمان لكافة مناطق سورية ، فكرامة المواطن السوري غالية و لا يستحق ما يجري له .
تصوير : تغريد محمد