دام برس - خاص :
بالحديث عن الفقه الإسلامي و تشوهاته : ماذا تقول عن برنامجك ( ا ل م ) و ما مدى علاقتك بالشيخ صلاح الدين ؟
برنامج ( ا ل م ) برنامج سياسي قدمت فيه لقاءات خاصة لكن راجعت مسيرتي المهنية وجدت أنني ما أضفت ، و بالمقابل استطعت إيجاد اللبنات الأساسية للتلاقي فاكتشفت عدم وجود رؤية فكرية واحدة للعرب و المسلمين و الدين هو الأساس في توحيد الرؤى و الأفكار ، كما أن الغربي استخدم الدين لتحطيمنا و المصيبة أن بعض المفكرين ( دمرّوا الإسلام بالإسلام ) .
و يضيف : " الدين يصبح خطيراً إن استخدم في الاتجاه السلبي لأن الذي يقتلك يتصوّر أنه داخل إلى الجنة مباشرة ، و فهناك تشابه بين الفكر التكفيري و الفكر الصهيوني ."
و أشار إلى شخصية شكسبير رجل الأمن العالم بجغرافيا الأفكار و تضاريس البنية العقبية درّب محمد بن عبد الوهاب فظهرت فكرتان : الوهابية و الصهيونية ، واحدة سرقت مكة و الأخرى سرقت القدس و بذلك ظلً المسلمون بلا مقدسات ، و الفكر اليهودي يرى في بعض الأمكنة تأثير روحاني .
و عندما سقطت العراق كان قد دخل عليها نخبة من الموساد الإسرائيلي منهم من لهم علاقة بالأرقام ، و لذلك قلت سورية منتصرة فمجموع 2014 يدل على الرقم ( 7) ،و هذا الرقم علامة من علامات النصر في علم الأرقام .
فالدين سلاح فتّاك استخدمه اليهود و أنتجوا القرضاوي الذي أنتج لنا الفتنة المذهبية ، لا بدّ من إعادة تصحيح الموروث الإسلامي ، و المسلمون ما لم يصححوا موروثهم الإسلامي سوف يدمّرون أنفسهم .
و صرّح " أبو زكريا " بأنّه تمً تأسيس المرصد الدولي لمحاربة التكفير في الإعلام الإسلامي برئاسة الدكتور يحيى أبو زكريا مع نخبة كبيرة من العالم الإسلامي أمثال عدنان إبراهيم و الشيخ فرحان المالكي السعودي بالإضافة لرئيس القبائل و العوائل العربية الدكتور معن الجربا و الشيخ أحمد القبيسي و مجموعة من الأزهريين و المعتدلين .
و نوّه إلى الغرض من تأسيسه فقد وجدوا العالم الإسلامي كلما نجا من منحدر يعود ، لذلك كان هذا المرصد لتنقية الموروث الإسلامي من كل القنابل الموقوتة ، من النصوص التي تحمل الكراهية و البغضاء و التحريض ، بالإضافة إلى طهر الموروث الإسلامي لنسلّح الأجيال بفكر إسلامي قائم على التفكير والحب .
و يتابع " أبو زكريا " كان ( ا ل م ) الاسم الكودي للقرآن الكريم ، فالله لا يتكلّم عبثاً كل حرف له مدلوله الخاص .
و جاء البرنامج في إطار إعادة تصحيح الرؤية الفكرية و خلق مرجعيات إسلامية بالوحدة والتلاقي ، لذلك قدمت الشيخ صلاح الدين ابن أبو عرفة و هو من العلماء الأجلاء لأنه يملك فكراً توحيديا ، ضد الفتن و الطائفية و الدماء و ضد أن يتصادم المسلمون .
و أشار إلى أن بروزه أطفأ شعلة القرضاوي ، و عبر عن أسبابه التي جعلته يرفع الصوت في التاريخ العربي و الإسلامي أنه لم يجد أصواتاً ضد فكر التكفير ، وضد الجماعات التي تسمى بجبهة النصرة و داعش حتى ظنّ البعض أن التكفير إسلام ، فالإسلام الحقيقي ليس هنا .
وقال : " المرحلة المقبلة في سورية أخطر من المرحلة السابقة ، و من الآن علينا أن نعدّ لما يسمّى ثقافة البناء في سورية ، فلا يمكننا الذهاب لانتصار دون رؤية ثقافية جاهزة لتواكب النصر و إلا سيكون الضياع ."
كما تعرّض لملف الشهداء و تمنى أن تنشأ وزارة خاصة بالشهداء بالإضافة إلى وجود تقصير في الإعلام السوري المرئي ، فالأمة التي تتعرض للأزمات عليها أن تستحضر ماضيها و موروثها .
و قد عقّب أنه لم نرً الشيخ صالح العلي و إبراهيم هنانو في برامجنا ، فإلى جانب الموروث الفكري يوجد موروث الشهداء من الجيش العربي السوري .
ماذا يعني لكم علم الجمهورية العربية السورية ؟
يقول يحيى أبو زكريا : أحب سورية من أعماق قلبي فسورية تعني لي الكثير ؛ في وجداني ذاكرتي ، ثقافتي و لا أكون مغاليا إذا قلت أني آتي لسورية باستمرار و بمجرد أن أغادرها الحنين ينبض بداخلي إليها و لا ينطفئ حتى أعود .
فالظلم و الدمار الذي حاق بالبنى التحتية في سورية ، فسورية ليست غنية بثرواتها النفطية و إنما تملك كرامة بحجم السماء ، بحجم القارات الخمس " حسب تعبيره " و بالمقابل يسمع الأعراب يقولون هذا جهاد ... نضال مما أثر عليه .
و يضيف : " ما تعرضت له سورية حرّك ذاكرته فسورية الشعر العربي ، القومية العربية ، الأصالة الحضارية .
الدنيا عابرة مهما عبر الإنسان في دنياه فهو زائل ، فإمًا يختار العظمة و يقول العظمة مقرونة بسورية العظيمة وانتصار الشعب الذي وضع حاجزا بين الخيط الأبيض و الخيط الأسود .
سر ارتداءكم للزي العسكري ... ماذا تخبرنا عنه ؟
يصرح : " و لأن حماة الديار يحبوني و يتابعوني بأفكاري و برامجي و لقاءاتي تلقيت اتصالا من أحد الضباط أخبرني فيه بأن الجيش العربي السوري يريد إهدائي بدلة ( زي الشرف ) فلبيت الدعوة و أخذتها ، و عند وصولي للفندق ارتديت البدلة على الفور و التقطت لي الصور و نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي ، لكن بالمقابل هوجمت من قبل بعض المقاومين المقاولين فقد قال لي أحدهم : قد ذهبت بعيداً يا أبا زكريا دع طريقاً لخط الرجعة ، فهذا اللباس زي الرجال الأحرار .
بعد فوز السيسي - كيف تصف المشهد السوري المصري لهذه المرحلة بالنسبة لسورية ؟
يرى أبو زكريا في السيسي إنسانا عربيا ذات بنية سياسية عروبية و وطني بلا شك لكن مضغوط عليه سعودياً ، و قد كان على ثقة بأنه سيكون رئيساً لمصر و يطيح بالإخوان .
فالسيسي عائد بقوة إلى التيار العروبي الوطني و فتح قناة مع حزب الله ، مصر إلى خير .
و يتابع : أمام الدول العربية مجهودات حضارية جبارة في عملية إعادة البناء على الصعيد الفكري و الثقافي في ظل وجود موقف دولي غربي القائل بتخلف العرب .
فاختيار الشعب السوري للدكتور بشار الأسد رسالة قوية لأنهم اختاروا الخط الوطني القومي ، العروبة و العنفوان ، المجد و الرفعة .
و يضيف : " عربيا نحن ذاهبون إلى تأسيس نقد عربي جديد و فكر إسلامي حضاري في المرحلة المقبلة ."
هل تتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة في سورية توقفاً للتصعيد الإرهابي ؟
الإرهاب انكشف في سورية و الدول الغربية تمدّ خطوات مع سورية دولة المؤسسات و تشير بعض الاتصالات إلى مرحلة جديدة بالكامل .
ومرجع قانون الغرب يقول أن الغرب ذكي و الشرق غبي و على الذكي أن يحتل الغبي ، فهم يملكون أساليب تجعلهم يترصدون الشخص المراد مباشرة بحيث إن غادر يعرف بالأقمار الصناعية لأنه يملك في جوازه نقطة ممغنطة .
و تابع : أن الغرب أرادوا أن يتخلّصوا من بعض العملاء عندهم فزجوا بهم إلى سورية ظناً منهم أن سورية ستنهار بالكامل .
و اليوم سنشهد الإسراع لإقامة علاقات مع سورية لأنها تملك معلومات دقيقة ، فقد وقع انقلاب في الغرب بعد أن رأوا تلك الشرعية ، و الإيرانيون بلغوا من قبل الأوربيين أنهم يريدون فتح صفحة جديدة مع سورية و لذلك عقّب على أن من يريد المجيء لسورية ليس عن طريق الإيرانيين بل عليه أن يأتي مباشرة ، و نحن نحترم الإرادات الأخرى لكننا دولة ذات سيادة .
ما توقعاتك للحكومة الجديدة المقبلة .. هل سيكون للمرشح السابق حسان النوري منصباً في هذه الحكومة ؟
أولا وجه الشكر لكل من ساهم في الانتخابات و طرح برنامجه و يقول : " بعد القسم سيفاجئ السوريون كثيراً " .
فالدكتور بشار الأسد على علم بكل الملفات في سورية و على اطلاع بكل دقائق الأمور لكن ملف الفساد مؤجل ، و نحن اليوم أمام مرحلة خطيرة لاسترجاع الأمن .
ويشير أبو زكريا إلى قول أحدهم "قرأت كل الحضارات لا يوجد حضارة بنيت في ظل الاستقرار و الاستقرار ضرورة تعيد البلد و الأمن .
كما ينوّه إلى أنه التقى بالمرشح حسان الذي تحدّث عن مشروعه السياسي و إكمال المرحلة المقبلة عبر إطار معارض أو قد يتحول إلى تيار سياسي ، لكن سورية الجديدة تقبل الجميع و حسب تصوره " أبو زكريا " يقول : مادام قد ترشح للرئاسة سيكون للنوري شيئا معيناً في إطار النقد و النقد الذاتي و مراقبة العملية السياسية .
لكن رجالات الدولة على وجه التحديد في المرحلة المقبلة سيكونوا شدادا من النوع الفريد و الدكتور بشار الأسد لديه رؤية كاملة في هذا السياق ، و هناك ملفات لمعارضين كبار قدَموا طلبات عفو للعودة للوطن لأنهم يتحسّرون بعد كشفهم اللعبة والخيانة .