دام برس- تغريد سامي يازجي :

التقت دام برس مع الفنان وسيم الرحبي في مقهى هيشون في مدينة اللاذقية , مع أسرته أثناء افتتاح معرض رسم لوالده الرسام الكبير أنور الرحبي , وسيم الرحبي من مواليد 1981 كبر مع أسرة تعشق الفن والأدب , وتوارثه أيضا ليغطي هذه الروح مع أسرته الجديدة فهو متزوج من فتاة ترسم معه تقاسيم حياته التي اعتاد عليها , وسيم الرحبي الذي يوحي بالهدوء والعنفوان إلا إن في شخصيته الفنية طاقات كبيرة تستقطبه نحو النجاح , كان معه اللقاء التالي:
كيف دخلت التمثيل ؟ وما هي أولى الأعمال التي شاركت بها ؟
تخرجت من معهد عالي للفنون المسرحية قسم التمثيل في عام 2003 – 2004 في الأساس كنت متابع لمهنة التمثيل وبعدها أصبحت اهتم وأتابع المسرح , وزاد اهتمامي بالسينما , عملت دورات تدريبية قبل دخولي للمعهد بسنة أو سنتين علي يد الأستاذ مانويل جيجي والفنان المرحوم نضال سيجري ثم تقدمت إلى المعهد وتم قبولي , وبعدها باشرت بالمسرح وبدأت العمل الدرامي , لدي في المسرح خمس عروض احترافية منها حكاية علاء الدين – رحلة سفر – جثة على الرصيف – الزير سالم والأمير هاملت . ثم بدأت بالأعمال الدرامية كانت بدايتي مع حاتم علي التغريبة الفلسطينية , مرايا مع ياسر العظمة , أهل المدينة و مجموعة أعمال كانت هي البدايات .
ما هو العمل الذي حققت منه تجربة فنية ناجحة مهدت لك الطريق الفني ؟ وما أهم أعمالك التي قدمتها ؟
تجربتي بالتغريبة الفلسطينية كانت استثنائية مع المخرج حاتم علي, كان عمل مهم مع موكبة كبيرة من الفنانين والنجوم السوريين على صعيدي كممثل , لان دائما أي خريج أو أي مبتدأ في هذه المهنة يفكر بنفس الطريقة أن يترك بصمة في العمل , ومسلسل يا صديقي اعتبره من الأعمال المهمة في حياتي وهو عمل مصري سوري لبناني  خليجي وكان من بطولتي للأسف عرض العمل ولكن لم يأخذ حقه كعمل درامي , ولكنها كانت تجربة تستحق التوقف عندها , ومن أهم أعمالي أيضا  تحت المداس , رياح الخماسين , بيت جدي , طاحون الشرق , بالإضافة إلى الأعمال التي قدمتها من خلال شهر رمضان ليالي شامية , قمر شام , روزناما .
شاهدنا لك أعمال في السينما , وكانت لك مشاركات في دبلجة المسلسلات التركية هل تحدثنا عن هذه التجربتين وما رأيك بهما ؟
من ناحية السينما أنا اعشق السينما كثيرا, و لدي أربع أعمال سينمائية , وأخر عمل قدمته هو فيلم (النفق ) الذي حاز على جائزة برلين في ألمانيا ويتكلم الفيلم عن القضية الفلسطينية من إخراج وعمل إيراني لكن الممثلين كانوا من العرب .
أما الدبلجة فهي عبارة عن أمزجة من الآراء هناك من تقبل موضوع الدبلجة وهناك من لم يتقبلها , بالنهاية إذا لم يكن هناك تقييم يظهر دائما الصح لا تستطيعين أن ترين الخطأ والعكس صحيح , وبالمقابل الجمال وأنواع الفن وأشكال الدراما يجب أن نتعرف إليها كممثلين لان الأيام كفيلة أن تبرز الأعمال الجيدة , ولست ضد أي تجربة قمت بها سواء كان بالدوبلاج أو الدراما .
لم لا نرك كثيرا في الأعمال الكوميدية ؟
عملت عمل كوميدي خلال هذه السنة واعتقد أني لن أكررها , لان مفهوم الدراما عند المتلقي قاصر مثلا إذا شاهد المتلقي ممثل ما في عمل كوميدي لا يستطيع تقبله في عمل جدي أو تراجيدي أو درامي , هذه المشكلة موجودة لأنه لا توجد ثقافة الدراما عند السوريين , مثلا الدراما تدرس في المدارس خارج سوريا مثلها مثل مادة الرسم والرياضة , وطالما لا توجد هذه الثقافة اعتقد أني سأنتهي وسيحصر عملي بالكوميديا فقط .
من هو الفنان العربي أو الأجنبي الذي تتأثر به ؟ والى أين تريد أن تصل ؟
لست متأثر بأي فنان ولكن أحب طريقة أعمالهم , مثلا في سوريا أحب طريقة عمل أو تكنيك ممثل معين , ومن الممثلين الأجانب أتعلم طريقة تمثيل معين , ولكن بالنهاية هي مهنة لا يجوز أن أقول أحب الفنان كذا أو أتمنى أن أكون مثله ارفض هذه الطريقة ولا استطيع أن أكون إلا أنا .
أريد أن  أقدم نفسي لأصل إلى نتيجة أرضى عنها أولا لأرضي الجمهور , وأسعى لعمل ثلاث شخصيات على الأقل في حياتي  تبقى مذكورة عند الناس , وأنا بصدد ادوار أولى ولدي مشاركات جيدة بالنسبة لعمري الفني فأنا اعمل بالفن حوالي تسع سنوات وهذا هو العمر الطبيعي للفنان مقارنة بالأعمال التي قدمتها  .
ما هي الصعوبات التي تواجهك في مهنة التمثيل ؟
مهنة التمثيل تحديدا فيها الشللية والأوساط والعلاقات , وفيها أكاديميين وغير أكاديميين , وهناك طريقة تفكير معينة , وهناك أشخاص أمزجتها تدخل بالمادة وهذه ضريبتها تلف في الأعصاب والضغط  النفسي , ويبدو أن الوسط الفني في سوريا لديه هذه الحالة بشكل كبير أكثر من الدول العربية الأخرى لان هذه المشاكل موجودة بأي وسط درامي في العالم  بالإضافة إلى ذلك لا تستطيعين أن تنظمي حياتك كأي إنسان عادي .
رأينا من خلال الأزمة في سوريا حدة من بعض الفنانين في مواقفهم السياسية ما رأيك بهذا الموضوع ؟
الفنان ليس استثنائي هو إنسان ثم أصبح فنان , كونه إنسان من الطبيعي أن يتأثر بالمحيط الذي حوله فهو مؤثر ومتأثر ,وهو بالنهاية لديه آراؤه السياسية المختلفة , ولكن انزعج من موقف معين ربما يكون رأيه السياسي عدائي أو يكون رأيه السياسي اكبر من مستواه الفني وفي حالات أخرى يكون رأيه السياسي هجومي بطريقة أو بأخرى سواء كان موالي أو معارض هذا الشيء الذي انتقده ,أفضل أن يكون له رأي يكتفي به ولا يمارسها , هناك بعض الفنانين المعارضين وصلوا إلى مرحلة حمل السلاح وهناك ممثلين بالمقابل من الطرف الثاني وهم من الموالاة أيضا حملوا سلاح برأي الطرفين على خطأ , بالنهاية هو فنان لديه رسالة ولديه فكرة يريد أن يقولها فقط .
يقولون إن ممثل المسرح في التلفزيون أنجح من ممثل التلفزيون في المسرح ما تعليقك على هذه العبارة ؟
الممثل المتمرس بالمسرح بمعنى من يبدأ بالمسرح أو من يتعلم التكنيك المسرحي قادر أن يتعلم التكنيك التلفزيوني وبالتالي يكون انجح ,ولكن الممثل التلفزيوني الذي يجيد تكنيك التلفزيون ليس بالضرورة أن يكون قادر على إيجاد تكنيك المسرح لان هذه حقيقة , وبالتالي هناك الكثير من الممثلين في التلفزيون مهمين ولم يعملوا بالمسرح كالمرحوم خالد تاجا صحيح انه عمل بالمسرح والسينما لكن كونه لم يتابع في المسرح , لا نستطيع أن نقول فايز قزق وغسان مسعود الأهم لأنهم التزموا في المسرح لا أظن أن هناك دقة في هذه المعادلة .
والدك الفنان التشكيلي المبدع أنور الرحبي ما هي الخبرة والصفات التي اكتسبتها منه ؟
الحقيقة ليس والدي فقط ووالدتي أيضا كان لها الدور الأكبر , لكن والدي أنور الرحبي اصدر الوحي بلحظة من اللحظات رغم انه لم يكن متعاطف مع خياراتي , فقد كان شخص جدي في خياراتي , اكتسبت منه طريقة تفكيره و أخذت منه الإحساس العالي والمزاج,و أخذت منه مسالة الدراما حتى في لوحاته لذا كان لدي الدافع في  حب الدراما وحب الرسم وحب الموسيقى , وترك في داخلي اثر جدا قوي .
لم يقتصر الفنان وسيم الرحبي فقط على مهنة التمثيل وإنما يتقن الفن الموسيقي فهو يعزف إيقاع و أورغ , وله لوحات عديدة وكان بصدد فكرة فتح معرض رسم لولا انشغاله بالتمثيل  ,إضافة إلى ذلك فهو يكتب مجموعة شعرية باللهجة المحكية   .