دام برس - دينا محمود :
إن المعارض أو ما يسمى بصناعة المعارض تشكل دخل اقتصادي هام للدولة و المدينة المستضيفة لتلك المعارض. من اجل إنجاح إقامة المعرض فانه يتطلب فن إعلامي عالي، قوة علاقات عامة، إمكانية إدارية ذو تقنية كفوءة، قدرة مدروسة على الترويج الإعلامي و مرونة لكل من العرض و الزائر. عادة تكون المعارض مع توفر ما ذكر أعلاه ناجحة في الدول المستقرة اقتصادياً و سياسيـاً.
وقد أصبحت صناعة المعارض في سورية موردا هاما لرفد الاقتصاد الوطني ومن أجل الإضاءة على آلية وأنشطة عمل المؤسسة العامة للمعارض كان لنا اللقاء التالي مع السيد مدير عام المؤسسة الدكتور محمد سامر الخليل.
هل لك أن تقدم لنا لمحة عن عمل المؤسسة العامة للمعارض ؟
تشكل المعارض ظاهرة اقتصادية ايجابية كونها تسهم بشكل فاعل بالنمو الاقتصادي للاقتصاد الوطني ، فضلاً عن كونها تسهم بالتعريف بالمنتجات الوطنية وتتيح المجال أكثر لالتقاء المستثمرين ورجال الأعمال , من هنا فالمعارض تمثل دخلاً سياحياً وفرص عمل دائمة ومؤقتة بالإضافة إلى كونها تشكل مصدر دخل للإيرادات المرتفعة للمنظمين والدول المحتضنة لتلك الفعاليات. و يمكن إجمال الأهداف التي تسعى المعارض لتحقيقها فيما يلي : نشر وتبادل المعلومات. والتعريف بالمنتج سواء للتسويق أو خلق انطباع معين لدى الجمهور.واكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها.وإبراز نشاطات المؤسسات والشركات وعرض نشاطاتها وإذكاء التنافس لتحقيق الأفضل.ودراسة الموضوعات المختلفة عن طريق المعروضات التي تمثلها.
وتعتبر وزارة الاقتصاد أن المعارض الداخلية تنعش الطلب المحلي على المنتجات الوطنية من جهة ، كما تنشط جميع القطاعات الأخرى سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة من جهة أخرى ، مثل الطلب المؤقت للعمالة والعمل طوال فترة المعرض، وإيجاد المطاعم التي تقوم بتقديم الوجبات، وشركات الدعاية والإعلان للترويج للمعرض.وانتقال التكنولوجيا من الشركات الكبيرة إلى الصغيرة ؛ حيث يتعرف العارضون على ما وصلت إليه التكنولوجيا والوسائل الحديثة للإنتاج، فيقومون بتطوير مصانعهم بما يتماشى مع هذا التطور .
ما هي المشاركات السورية في المعارض الدولية ؟
آخر معرض شاركنا به هو في طهران 8000 متر مربع شارك به العديد من الفعاليات في القطاع العام والخاص وكان هناك تسهيلات كبيرة من الجانب الإيراني، كما شاركنا في معرض الجزائر الدولي وكانت مشاركتنا متميزة.
هل لكم أن تخبرونا حول المعارض التي تقام في الداخل ؟
المعارض المتخصصة تنظمها الشركات الخاصة المرخصة وذلك عبر التنسيق مع المؤسسة ونحن نقوم بتسهيل منح الموافقات إضافة للمساهمة بتنظيم هذه المعارض .
وهذه المعارض تكون قائمة على مشتركين أجانب وعرب وشركات خاصة محلية إضافة لزوار أجانب مثال ذلك معرض موتكس وهو معرض متخصص بالألبسة وصناعتها وكان يقام مرتين بالعام وفي عام 2010 أقيم ثلاث مرات وكل زواره هم من الدول المجاورة واليوم العديد من الزوار اعتذروا عن الحضور وقد أقيم في عمان والعام القادم سيقام في القاهرة.
ما هي نشاطات المؤسسة لهذا العام ؟
أولا على صعيد اليانصيب بلغ عدد إصدارات يانصيب معرض دمشق الدولي لعام 2012، /42/ إصدارا بإجمالي قيمة مبيعات بلغت أكثر من مليار وستمائة مليون ليرة سورية . وتتضمن خطة عام 2013 ... / 48/ إصدار بقيمة إجمالية مليارين وثلاثمائة وثمانين ألف ليرة سورية . أما بالنسبة لليانصيب الفوري ( امسح واربح ) فقد بلغت قيمة مبيعاته لعام 2012 مبلغ خمسة وسبعون مليون ليرة سورية توزعت على إصدارين تم بيعهما في الأسواق حتى تاريخه . وتتضمن خطة عام 2013 ستة إصدارات لليانصيب الفوري ( امسح واربح ) بقيمة إجمالية تبلغ مائتي مليون ليرة سورية .
أما على صعدي المعارض الداخلية أقامت مؤسسة المعارض هذا المعرض خلال الفترة 7/10 ولغاية 10/10/2012 في قلعة دمشق حيث تم تخصيص مساحة لعرض صور للمعرض منذ عام 1954 ولغاية 2012 ومساحة لعرض الدروع التذكارية التي كانت توزع في المعرض خلال دوراته المتتالية وشاشات فيديو عرض فيها صور للمعرض وأوراق اليانصيب خلال الأعوام السابقة والطوابع التذكارية التي كانت تنشر أيام المعرض والحفلات التي كانت تقام على هامش المعرض منذ عام 1954 وكذلك أدلة المعارض بكافة دوراته وتم عرض ورقة اليانصيب التي صدرت عام 1936 الأولى التي كانت تطبع أيام المعرض منذ أول معرض وقد نال المعرض إعجاب الزوار .
على صعيد المعارض الخارجية :
وقد بلغ عدد المعارض الخارجية الواردة في الخطة التي تنفذها المؤسسة لعام 2012، /16/ معرضا . ومنحت المؤسسة /17/ موافقة / لشركات المعارض السورية الخاصة المرخصة لإقامة وتنظيم معارض ومشاركات سورية في الخارج عام 2012 . وصدر عن السيد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية بناء على مقترح اللجنة التنظيمية برئاسة مدير عام مؤسسة المعارض قرارا بالمعارض التي ستنظمها المؤسسة في عام2013 والتي بلغ عددها /21/ معرضا خارجيا موزعة في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية . هذا وتدرس المؤسسة حاليا العديد من طلبات شركات المعارض الخارجية الخاصة لإقامة معارض خارجية للأعوام القادمة.
ما هو تأثير الأزمة السورية على إقامة المعارض الخارجية؟
تقيم الهيئة كل المعارض و معظمها رابح وهذا يتعلق بحجم المشاركة وتحدث فيها صفقات وعقود بيع، والمؤسسة تجري استبيان بعد كل معرض ونطرح سؤالاً فيه حول قيمة الصفقات التي تم توقيعها ومبالغها وبالمحصلة فإن معظم معارضنا رابحة بالمفهوم الاقتصادي.
في هذا العام لم تقدم الهيئة جديداً بشأن المعارض مقارنة مع ما كانت تقوم به المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، حيث انخفض نشاط الهيئة في إقامة المعارض إلى 7٪ فقط من نشاطات الهيئة وهو ليس نشاطاً أساسياً وفي برنامج الترويج هناك نشاطات عديدة غير المعارض، كما أن المعارض التي تقيمها الهيئة هي معارض متخصصة يتم التنسيق فيها بين جهات عديدة ودور الهيئة بتحمل جزء من التكاليف المترتبة على المشاركة بالمعارض وهذا يختلف عن أسلوب المعارض التي تقيمها المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية.
تصوير : تغريد محمد