خاص دام برس – بهاء نصار خير- كنان محمد محمد
صاحب كلام ينتظره الكثيرون لما يثيره من حماس وتلبية لما يريد الشعب سماعه, صادق بكلامه وفيّ بوعده, أبى البقاء مرفهاً خارج وطنه فعاد إليه مدافعاً عن حياضه, فكان كلامه سهاماً تصيب قلوب المتآمرين. ضيفنا هذه المرة شيخ عشيرة البوسرايا الشيخ أحمد شلاش والذي خصنا بهذا اللقاء الشيّق.
- بداية شيخ أحمد منذ أيام شهدنا نحن السوريين كما شهد العالم بأسره ما حدث في مجلس الأمن برفع الفيتو المزدوج في وجه القرار الظالم ضد سورية. ماهي قرائتك لهذا الموقف؟
أولا أريد أن أصف جمهورية الصين الشعبية بأنها الدولة العظمى الآن في العالم ولكن ما زالت في قيلولة كما يُقال. وسياستها لم تختلف عن روسيا لذلك لا يمكننا أن نفصل موقف روسيا عن الصين فالموقفين ثابتين دائماً فما إن نرى الروسي يرفع يده حتى نشاهد وبشكل أوتوماتيكي اليد الصينية ترتفع لتساند اليد الروسية في دعم المواقف. والصينيون يبحثون على دور عالمي يُظهر قوتهم وموقفهم تجاه القضية السورية لبى طموحاتهم. والروس طبعاً لهم نفس المعطيات التي يسعى لها الصينيون. والموقف الروسي - الصيني لم يأتي عن عبث فهذه الشعوب تؤمن بالأفعال لا بالأقوال. فلو لم يجدوا كل هذا التأييد في الشارع للقيادة السورية لما اتخذوا هذه المواقف الصامدة. لذلك عندما يروا الشعب المؤيد للقيادة وبالملايين تزداد ثقتهم بمواقفهم المتمسكة بالحق في سورية. وتزداد قوة رأيهم المناهض لمشاريع الهيمنة الأوروبية الأمريكية المُتصهينة. وهنا أريد أن أقول كلمة لهذا الشعب بأنه من الصحيح أن هناك أشخاص قد شعروا بالملل من النزول المتواصل إلى الساحات وأنا أعذرهم في هذا ولكن نحن الآن أمام موقف مصيري والنصر ثبات ساعة لذلك علينا الصمود أكثر وأنا أعلم بأنه لا ينقصكم من الصمود شيء أبداً وأكبر دليل صمودكم منذ أكثر الأحد عشر شهراً. والقيادة السورية تقوى بكم أنتم. وجيشنا العربي السوري الباسل يستمد العزيمة منكم. وأُكرر بأنه ورغم المصالح التي تُمثلها سورية سواءً للصين أو روسيا. وموطئ القدم الذي تُشكله سورية لهم في منطقة الشرق الأوسط. ولكن فليتأكد الجميع بأنهم لم يتخذوا هذا الموقف الكبير ويتَحدوا العالم بأسره ويرفعو الفيتو المزدوج للمرة الثانية. لو لم يروا مدى التأييد الشعبي للسيد الرئيس بشار الأسد ولمسيرة الإصلاح. ومع احترامي كما قلت لهذا الموقف الذي نُجله ونقدره لكن ومن وجهة نظري الشخصية فليكن اعتمادنا على شبابنا وشعبنا العربي السوري العظيم. وقدراتنا الذاتية فهي التي تبقى لنا بالنهاية. فهذا الشعب هو البوصلة التي تحدد الإتجاه.
- برأيك ماهو رأيك بالدبلوماسية السورية التي وقفت في وجه العالم الذي يضمر لنا شراً؟
علينا جميعاً أن نرفع القبعة احتراماً لكل رجالات سورية ولكن أُخص بالذكر رجال الدبلوماسية السورية وخاصة الدكتور بشار الجعفري وهذا الكلام الرائع الذي نرفع جميعنا رؤوسنا به. فأثبت من خلال كلامه وصلابته مدى قوة سورية وقدرتها على الوقوف في وجه دول تسمى دول القرار في العالم. فأسكت الجميع بالكلام الحق. وقد حاولت دول الخليج أو من يقف ورائها شراء بعض رجال السياسة في سورية ظناً منهم أنهم أمام دولة كباقي الدول العربية الأخرى. ساعين لتسجيل نقاط ضد سورية. لكن رجال سورية أحبطوا ما حلموا به أو ما سعوا له. فالوطن بالنسبة لهم أغلى من أموال الدنيا بأسرها. والحقيقة يجب أن تقال بأن رجال السياسة في سورية لهم أكبر فخر لهذا الوطن الكبير.
- هل تعتقد بأن قرار الحسم قد تم اتخاذه ودخل حيز التنفيذ بعد رفع الفيتو الروسي – الصيني؟
موضوع الحسم قد بدء منذ فترة بناءً على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم ولكن ليس بالشكل الذي نطالب به. والبعض من المواطنين قد يلوم القيادة على التأخير ولكن قرار القيادة له معطيات والتأخير هو قرار استراتيجي وليس ضعفاً أو تخاذل. ولكن أريد أن أقول بأن العمليات في السابق كانت محدودة أما الآن قد اتسع نطاقها والدليل على ذلك عمليات التطهير التي جرت في ريف دمشق.
- كيف تقرأ زيارة وزير الخارجية الروسي ورئيس الإستخبارات الخارجية إلى سورية. وما الرسالة التي يريدون إيصالها؟
أنا أعتقد وهذا طبعاً من وجهة نظري الشخصية. أن الرسالة مفادها يجب تنظيف البلاد من المخربين بأسرع وقت ممكن. ووجود رئيس الإستخبارات الخارجية في الزيارة ربما وحسب رأيي الشخصي ليكي يرى الواقع كما هو وليلتقي ببعض الشخصيات ويزودها بمعطيات إستخباراتية حول المجموعات المسلحة.
- هل تعتقد بأن الضغط العربي سيتوقف عند حدود مجلس الأمن ويستسلم أمام الموقف الروسي – الصيني. أم أن هناك خطوات أخرى من الممكن أن يقوموا بها. وماهي هذه الخطوات؟
العرب لم يُفلسوا بعد ولن يستسلموا بهذه السهولة. فربما يشكلون لوبي (جماعة) للضغط المالي وتقديم الإغراءات المالية لروسيا لتغيير موقفها تجاه سورية. ونحن الآن مُقبلين على المؤتمر الإسلامي, ولربما يحشدون دعماً معيناً ضد سورية. ونحن لا ننكر وجود الجماعات المسلحة التي يقومون بتدريبها وتزويدها بالسلاح والعتاد. سواءً على الحدود الأردنية أو اللبنانية والتركية, وربما يعمدون للضغط بشكل أكبر عبر هذه الجماعات من خلال زيادة العدد والعتاد. لكن نحن متفائلين نوعاً ما بالنسبة للحدود اللبنانية التي قام الجيش اللبناني بعمليات نوعية لصد الإرهابيين الذي يحاولون التسلل إلى الداخل السوري. لذلك بإمكاني أن أقول بأن خاصرتنا اليسارية أصبحن آمنة بنسبة جيدة.
- بعد الفشل الذريع للدول الإستعمارية في مجلس الأمن. هل تعتقد بأن يقوم العرب بفتح جبهة قتال حقيقية منظمة تكون فيها الأردن هي رأس الحربة لتبرير تدخل قوات عربية في سورية؟
في الحقيقة لدي معلومات مؤكدة تُفيد بوجود عناصر أمريكية وقطرية وسعودية وإسرائيلية تقوم بتدريب العناصر المسلحة الإرهابية في الأردن إستعداداً لإرسالها لسورية. أما أن يتطور التدخل ليتخذج شكلاً آخر كما ورد في سؤالك ويتحولون من دعم وتدريب للمسلحين إلى الإستعداد لشن حرب نظامية من خلال الأردن. فهذا برأيي أمر مستبعد, فالجيش الأردني لا يستطيع وليس له القدرة على التدخل في سورية. ويجب أن يتأكد الجميع بأن القيادة السورية واعية تمام الوعي لحجم ما يُحاك ضدها. حتى هذه الأمور والسيناريوهات ليست خافية عليها. وأنا شخصياً قمت بإطلاع القيادة السورية على مجموعة من المعلومات التي وصلتني من الأردن والتي تُفيد بالخطوات التي من الممكن أن يقوم بها من يُشرف على تدريب المسلحين وتسليحهم.
- أريد أن أنتقل معك شيخ أحمد إلى الكلام عن مُلتقى العشائر السورية الذي تم في محافظة الرقة منذ أيام. وماهو الدور المرتقب للعشائر السورية خاصة بعد الخلاف العشائري الذي حصل في حلب وتم استغلاله على أنه إنشقاق وتناحر. مع العلم بأن هناك بعض الأشخاص الذين يقولون بأن العشائر لا يقومون سوى بالإجتماعات فقط؟
أولاً العشائر السورية موقفها واضح تمام الوضوح بوقوفها إلى جانب القيادة السورية. وهذا الموقف لن يتغير أبداً. وهم على أتم الإستعداد للقيام بواجبهم المناط بهم إن طلبت منهم الدولة التحرك. لكن حتى هذه اللحظة لم تطلب الدولة السورية من العشائر القيام بأي خطوات تصعيدية. وفي حال طُلب منها أي شيء فتأكدوا بأنهم سيكونوا في الصفوف الأولى للدفاع عن الوطن. والإجتماعات التي حصلت كانت للتأكيد على وحدة الصف ورسالة إلى كل من يُشكك بدور العشائر وموقفها من الوطن والقيادة. والتأكيد على موضوع الإصلاح.
- طوال فترة الأزمة رأينا الصوت الأكبر ورأس الحربة في التجييش والتحريض كانت تركيا متمثلة برئيس وزرائها أردوغان ووزير خارجيتها أوغلو. لماذا أنكفئ الصوت التركي جانباً بهذا الشكل؟
أولاً لدينا عدة معطيات لهذا الموضوع. بداية الجميع يعلم قضية ضباط الإستخبارات الأتراك المعتقلين في سورية وعددهم 49 ضابط كانوا يقومون بعمليات دالخل الأراضي السورية. فهذا الموضوع يشكل ضغطاً على الحكومة التركية ويجعلها في حالة خجل من نفسها. بعد انكشاف أوراقها وفضح دورها. الموضوع الثاني هو دور إيران وموقفها من سورية, والرسائل التي قامت بإرسالها للحكومة التركية والتي أكدت من خلالها على موقف إيران من سورية الذي لم ولن يتغير مهما كانت الظروف وأمن إيران من أمن سورية, والذي يؤكد على ذلك اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة مابين إيران وسورية. والإيرانيين شعب وفيّ لم ينسى وقفة سورية إلى جانبه في محنته. وهذا هو وقت رد الجميل بالنسبة لإيران إن استثنينا المصالح الإستراتيجية لإيران في سورية. وإن أضفنا فوق هذا وذاك أزمة الدرع الصاروخية التي خُلقت عندما قررت أمريكا نشر الدرع الصاروخية في الأراضي التركية. وما حمله ذلك من تهديدات روسية سواءً لتركية أم للولايات المتحدة. فهذا الكلام والمواقف يجعل تركية تبطئ من عجلتها الهجومية لتعيد التفكير من جديد إلى أين هي ذاهبة من خلال هذه المواجهة التي تتعدى طاقتها. والمشكلة بأن تركيا وبكل غباء لم تفهم حتى الآن بأنها مهما قدمت تنازلات وخدمات سواءً لأوروبا أو للولايات المتحدة الأمريكية فلن يسمحوا لها بالدخول في الإتحاد الأوروبي كما تطمح. وأنا برأيي بأنه آن الأوان لتركيا أن تؤمن بأن أوروبا لن تقبل بدولة إسلامية بحجم تركيا عضواً في الإتحاد مهما فعلت.
- منذ أكثر من ثمانية أشهر ونحن نشهد ثورات على الأنظمة الملكية والأميرية في دول الخليج. لكن لم نشهد لها امتداداً أو زخماً كبيراً على الرغم من القمع الكبير الممارس ضدها. فبرأيك متى سنشهد ثورات حقيقية في دول الخليج تتقوض بها العروش؟
برأيي وخذها مني, بأن العالم العربي سيشهد ثورة حقيقية في دول الخليج, وهذا الأمر بات قريباً جداً. على الرغم من التحركات الكبيرة ولكن المحدودة في بعض تلك الدول ولكن التعتيم الإعلامي عليها يجعلها بعيدة عن دائرة الضوء. ولكن مع الوقت ستتسع الدائرة كما قلت قريباً رغماً عنهم وعن إعلامهم الذي مهما حاول التغطية فسيصل لمرحلة لا يستطيع بها الإختباء وراء إصبعه. ودخول كل من المملكة الأردنية والمملكة المغربية لمجلس التعاون هو دليل على خوفهم من سقوط أي مملكة. فبالنسبة لهم سقوط أي مملكة سيؤدي إلى سقوط ممالك أخرى.
- ماهو رأيك بسحب المراقبين الخليجيين ووقف عمليات لجنة المراقبين في سورية وماهو تأثيرها على موقفنا؟
بصراحة تواجد لجنة المراقبين وهذا من وجهة نظري الشخصية كان سلاحاً ذو حدين. فقد زادت العمليات الإرهابية في سورية مع مجيء المراقبين. وهذا الشيء قد أدمى قلوبنا جميعاً. ولكن بالمقابل وجودهم وتقريرهم عزز موقفنا أمام العالم بأسره وعزز الموقف الروسي والصيني المدافع عن سورية حيث أن المراقبين لمسوا على أرض الواقع وجود المسلحين الذين يعيثون في الأرض فساداً وقتلاً وتنكيلاً. أما من ناحية سحبهم فلا ضير في ذلك فقد أعطونا أو قدموا لنا مانريد أن نحصل عليه مشكورين. فمن قال ووصف المراقبين وسحبهم على أساس أنه لا يقبل بأن يكونوا شهود زور. فالمضحك بأنهم قاموا بسحبهم لأنهم شكلوا شهود زور عليهم وليس علينا كما قالوا. وتقريرهم وضع دول الخليج في الزاوية الضيقة.
- هل تتوقع أن تكون الخطوة القادمة من قبل دول الخليج بعد خطوتهم بسحب سفرائهم من سورية بأن يقوموا بالإعتراف بمجلس اسطنبول؟
ممكن أن يقوموا بهكذا خطوة. وإن قاموا بها لهي أكبر دليل على غبائهم. لأن هذا لإعتراف لن يقدم ولا يؤخر شيئاً ولن يكون له أي تأثير يُذكر. ولسبب بسيط على ماذا يعتمد هذا المجلس داخل الأراضي السورية؟ لاشيء. وهذا الأمر سيؤثر على المواطنين السوريين الموجودين في الخليج من ناحية تسيير أعمالهم فقط, وهذه الأعمال بإمكان القائم بأعمال السفارة القيام بها. ومن المتوقع أن يقوموا بهكذا خطوات فهم سيظلوا يرفعوا من الوتيرة لأنهم فقدوا كل الأوراق من أيديهم, ووصلوا لمرحلة كبيرة من الجنون والهيستيريا. ولم يبقى في جعبتهم سوى هذه الطلقة وهي الطلقة الأخيرة بعد فشلهم في مجلس الأمن. ومن يظن بأن إجراء سحب السفراء يشكل ضغط كبير على سورية فهو مجرد كلام فقط. ولكن من الممكن أن يؤثر ولكن ليس كمقدار الضغط الذي سيولده هذا الأمر عليهم سواءً من ناحية الترانزيت أو المعاملات التجارية فموقع سورية المحوري الإستراتيجي يساعدها في هذا الأمر.
- شيخ أحمد قبل الختام, الجميع استهجن وبصراحة أكثر تفاجئ بموقف حركة حماس وخالد مشعل ما هي قرائتك لهذا الموقف؟
لا أريد أن أتكلم عن هذا الموضوع كثيراً ولكن ما أود قوله هو توجيه كلمة للسيد خالد مشعل وأقول له: يا ناكر المعروف.
- في الختام برأيك شيخ أحمد بعد كل هذه الأحداث الدولية المتسارعة والحراك الدبلوماسي الكبير. ماهو المتوقع للمرحلة القادمة علينا؟
أريد أن أقول لمن سيقرأ أو يسمع كلامي بأن العشرة أيام المقبلة ستشهد تغييراً كبيراً وسنشهد راحة نفسية وإن كانت ليست كبيرة ولكن نوعاً ما ستشعرنا وتشعر شعبنا السوري الكبير بالطمأنينة والراحة. وموقفنا الآن قوي أكثر من قبل وخاصة بعد زيارة وزير الخارجية الروسي ورئيس الإستخبارات الخارجية لدولة روسيا الإتحادية. وتأكدوا بأن بكرا أحلى, فأوراق القوة التي تملكها سورية لم تستخدمها حتى الآن. وأود أن أوجه رسالة للمخربين في الداخل ومن يدعمهم في الخارج بأننا حتى الآن لم نستخدم القوة المفرطة. واتقوا شر الحليم إذا غضب.
بهاء نصار خير
bahaa@dampress.net
facebook.com/bahaa.khair