مراسل دام بريس – علي فارس رستم
سؤال تردد كثيراً عند زيارتنا لذوي الشهداء واللقاءات الكثيرة مع أهالي منطقة الغاب الجغرافي وليس الإداري ، فكانت هناك مطالب كثيرة بإيصال الواقع الخدمي والزراعي للسيد رئيس مجلس الوزراء ومن يهمه الأمر , وهذا جزء من هذه المنطقة والذي يتمثل بالقرى التي تعتبر بمثابة القلب من الجسد لتوسطها سهل الغاب وهي (العبر – الشجر- الخندق – البارد – القاهرة .
وأيضاً القرى التي تمتد من ( نهر البارد إلى جورين ) :
أولاً - الواقع الخدمي :
1 – الإهمال الخدمي بالطرق : نذكر منها
– طريق ( البارد - الخندق – الحرة) وهذه الطريق غير مخدمة بخط سرافيس حتى الآن .
- طريق ( حورات عمورين – الفرن الألي السقيلبية)
- طريق ( نهر البارد – مرداش ) . فقد وصفت لنا هذه الطرق بأنها شبيهة بتموجات البحر ورقعات الثوب البالي .
2- الصرف الصحي ومكبات النفاية : البعض من هذه القرى حتى الآن لا يمتلك شبكة صرف صحي ، نذكر منها قرية القاهرة الواقعة على طريق مرداش ، الكريم ، حيث يتم تصريف مياه مجارير القرية إلى قنوات الرّي الزراعية وإلقاء نفايات القرية فيها أيضا ، وهذا يؤدي إلى تلوث مياه ري مايقارب 15000دونم من الأراضي الزراعية أما مكبات النفاية في القرى الأخرة فهي بالقرب من الطرق وقنوات الري الزراعية فأين المسؤولين ؟
3 – القرى النموذجية : منذ التسعينات تم إنشاء أربع قرى نموذجية في الشريط الجبلي في كل من ( نهر البارد ، عين الكروم ، مرداش ، شطحة ) . لمنع الإمتداد العمراني على حساب الأراضي الزراعية ، وقد نظمت هذه القرى إلى مقاسم وفتحت الشوارع الترابية فيها ، لكن لم توزع حتى الآن فأضطر الأهالي بالتوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية .
ثانيا – الواقع الأهم ونبض المنطقة الواقع الزراعي وسوء التخطيط :
– سوء التخطيط من قبل هيئة استثمار وتطوير الغاب ، وهذا خلق فجوة كبيرة مع الفلاحين فمثلاً يضعون خطة زراعية للعام الزراعي على فرض المثال أربعة ألاف هكتار للشوندر السكري مع علمهم أن الكمية التي ستزرع ستة ألاف هكتار ، وخمسة ألالاف قطن و الكمية المزروعة تكون ثمانية الالاف هكتار قطن ، والفلاح الذي يتجاوز الخطة يكون ذنبه على جنبه . فلماذا لايتم تطوير عمل المعامل بدل من تخفيض الخطة الزراعية .
فيضطر الفلاح في كل دورة زراعية لزراعة نفس المحصول (القمح) مما يضعف من خصوبة الأرض ويقلل من إنتاجها.
كما يتم منع الفلاحين من زراعة الأرض في فصل الصيف أي ما يسمى (بالتحميلة ) والأعذار المقدمة غير مقنعة بنظر الفلاح وكل فلاح يقدم على ذلك يتعرض لعقوبة قضائية .
أما واقع الأسمدة والبذار : أحاديث كيثرة حول تواجدها في الأسواق بأسعار عالية وعدم تواجدها في المصرف الزراعي والجمعيات الفلاحية إلا بعد أن يتم شراء الفلاح حاجته من السوق . ونهاية هذه الأحاديث أصبح الفلاح على قناعة أن الأرض لم تعد تطعمه فتكاليفها أكبر من إنتاجها ، لذلك ترك القسم الأكبر من أبناء الفلاحين العمل بالزراعة وهاجر للعمل في لبنان .
وهناك عتب شديد على السيد وزير الزراعة الذي لم يغب عن شاشات التلفاز من قبل الكثير ويقول له أهل قرية الخندق (نحن بانتظارك بزيارة لتعرف أين الغاب الحقيقي ) .
- ويندرج تحت سوء التخطيط سؤال لدى الكثير من أهل منطقة الغاب :
( لماذا لم يتم إنشاء المديريات الخاصة بالزراعة ( هيئة استثمار وتطوير الغاب ، المصرف الزراعي ، رابطة الفلاحين ...الخ) في قلب سهل الغاب أسوةً بمركز بحوث الغاب رغم توفر أراضي كافية تعود ملكيتها للدولة لتكون هذه المديريات على تماس مباشر مع الفلاحين ؟ ) . فمثلاً مزارع جورين يقطع مسافة 25كم لمراجعة هذه المديريات بينما مزارع السقيلبية يقطع بضعة أمتار وقس على هذا المنوال بالنسبة للمديريات الحيوية الأخرى بهذه المنطقة . قيل خير الأمور أوسطها .
ثالثاً – الواقع المائي وسوء التخطيط :
- سوء التخطيط في توزيع مياه الرّي :فقد حرم قسم كبير من القرى المذكورة من زراعة القطن لعدد من السنوات لعدم توفر المياه ، في حين أنه بنفس الوقت جيران هذه القرى ببعد أمتار معدودة لم يحرموا من زراعة القطن فأين العدالة بذلك ؟
- مياه الشرب : هناك بعض القرى لاتتوفر فيها مياه الشرب في فصل الصيف بشكل كافٍ رغم قربها من مصادر الماء الدائمة كالخندق ، الحرة ، مرداش .....الخ
- مياه الرّي الزراعية : الحمد الله أمطار كثيرة في فصل الشتاء قيل لنا تكفي سهل الغاب لعامين في حال وجود سدود لتخزين هذه الأمطار ، لكن للأسف تذهب هباء منثور لعدم توفر السدود الكافية فيعاني الفلاحون من الجفاف في فصل الصيف فلماذا لا تنشأ السدود الكافية ؟
رابعاً – الواقع التعليمي والتربوي :
بإختصار إن الرغبة بالتعلم النابعة لدى الفلاحين في هذه المنطقة ليس فقط من منطلق مواكبة الحضارة بل أيضاً لتامين المستقبل بعيداً عن الأرض التي لاتطعم ولا تعيّش كما يقول الفلاحون لكن الإهمال التربوي في هذه القرى جعلته عملية كمالية وليست تنموية ، فهناك بعض المدارس فيها خمس مدرسين وكلاء للغة العربية نصاب كل مدرس 8 ساعات فقط لتبيض الوجه إضافة لتفريغ بعض المدرسين كمعاونين وموجهين وأمناء مكاتب رغم الشهادات الجامعية التخصصية وترك المهمة التدريسية للوكلاء قليلي الخبرة . فضلاً عن انتشار الأوساخ في المدارس لأن المستخدمين من الطبقة المخملية التي لا تنزل لمستوى العمل الجاد .
خامساً – الواقع الصحي :
- هناك دعوة موجه للسيد وزير الصحة للقيام بزيارة مفاجئة للمشفى الوطني بالسقيلبية وتفقد الأطباء والعاملين بالمشفى ، ووضع الزائرين والإهمال الطبي وسير العمل .
كما أن المستوصفات والمراكز الصحية ببعض هذه القرى عملة نادرة رغم الكثافة السكانية فيها .
سادساً – المنشأت الحيوية و الصناعية :
- هناك قلة بصوامع الحبوب بمنطقة الغاب عموماً فتشاهد ازدحام غير طبيعي في موسم الحصاد وقد وصف لنا بأن رتل الجرارات في موسم الحصاد ببعض الصوامع في المنطقة يصل إلى 3كم.
- كما أن هناك قلة بمحالج الأقطان حيث لاتوجد محالج الأقطان سوى في حماه ومحردة فيضطر الفلاح بنقل إنتاجه من الأقطان مسافة 50كم فضلاً عن أجور الشحن المرتفعة لذلك . فلماذا لايتم إنشاء محالج للأقطان في قلب المنطقة لإستلام الإنتاج ومايوفر ذلك على الفلاحين .
- هناك قلة بمعامل السكر لإستلام الإنتاج من الشوندر السكري حيث لا يوجد سوى معملين هما معمل سكر سلحب ومعمل سكر جسر الشغور فيبقى الجرار الزراعي ثلاث أيام لتفريغ الإنتاج .
إن ما نقلنا لكم غيض من فيض نتمنى أن تتوج ثمرة عملنا هذه بإلتفاتتكم الكريمة سيما أنك زرت هذه المنطقة من قبل ورأيتها عن قرب بصفة وزير الزراعة .