Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إلى السيد محافظ حماة.. ريف الغاب الغربي .. صراع مع الفقر وأمل بعودة الحياة !

دام برس: سومر إبراهيم :

ترزح قرى ريف الغاب الغربي التابع لمحافظة حماة على سفح جبال اللاذقية المقلب الشرقي ، بامتداد حوالي 65 كم شمال جنوب بدءً من قرية جورين مروراً بقرى عين الكروم وصولاً إلى سلحب وقراها .

العابر لهذا الشريط نهاراً تجتاحه حالة من الدهشة وخاصةً إن كان قد مرّ بها قبل الأزمة بسنوات ، هذه الدهشة نابعة من مشاهدات كثيرة منها ضعف الحيوية والحركة الشبابية التي كانت تنبض المنطقة بها مسبقاً ، بالإضافة إلى علائم البؤس والحزن التي يقرؤها على وجوه من يصادفهم والذين يغلب عليهم كبار السن والنسوة والأطفال كون 80% من شباب هذه المنطقة يقاتلون في جميع الجبهات على امتداد الأراضي السورية من متطوعين ومجندين ودفاع وطني ولجان حماية شعبية بمختلف مستوياتهم وكفاءاتهم العلمية  ؛ ومن حالة الحزن التي تنقلها وجوه الناس إلى حالة مشابهة تجتاحك من كثرة صور الشهداء المعلقة على أعمدة الكهرباء وجدران المنازل لشبابٍ بمقتبل العمر تفخر بهم قراهم وأهاليهم .

فلا يكاد يوجد بيت إلا وطالته الأزمة والحرب بسوء وخلّفت فيه من آثارها الحمقاء ....

ما يلفت نظرك أيضاً تردي الواقع الخدمي والإهمال الواضح لهذه القرى ، يقول أحد السكان : الطريق الرئيسي الواصل من جسر الشغور إلى نهر البارد صار ممراً رئيسياً بين محافظات الداخل والساحل وخاصة بين حماة وإدلب وحلب إلى الساحل تمرّ عليه كافة وسائط النقل الثقيلة والخفيفة بكافة الحمولات منذ بداية الأزمة حتى الآن وهو طريق ضيق وغير معد للحمولات الثقيلة الأمر الذي سبب تدهوراً في حالته ومعاناة للمارة عليه فهو يحتاج إلى توسيع وصيانة .

ويضيف أما الطرق الفرعية داخل القرى فهي منسية منذ عشرات السنوات .

وعن حال الكهرباء يقول آخرون لا نريد الحديث عنها فقط انتظر الليل وانظر من بعيد إلى المنطقة ستظن أنها أرض قفراء موحشة فالكهرباء لاتزورنا إلا ساعة أو ساعتين في اليوم وأحيانا كثيرة تبقى مقطوعة أيام ، ونحن على هذه الحالة منذ سنوات دون أي تغيير أو تحسن حتى أننا اعتدنا العتمة ، ولكن من يعتمد عمله ومعيشته على الكهرباء فقد تركه وراح يبحث عن مصادر عيش أخرى على قلتها مما سبب تدهوراً في الواقع المعيشي وتدنٍ ملحوظ في الدخل وخاصةً أن الزراعة التي كانت مصدر عيش لأغلبية أبناء المنطقة لم تعد تجدي نفعاً نتيجة قلة مياه السقاية وضعف الإنتاج وخدمات الأرض وغلاء مستلزمات الإنتاج والمحروقات والأيدي العاملة على ندرتها .

في الشتاء لم يعد أحد يستخدم المازوت للتدفئة .. الحطب هو السبيل ، يقول سامي : " الله يخليلنا هالجبل ممكن يكفينا لسة سنتين بلكي بتكون الأزمة خلصت .. لولا الحطب كنا متنا من البرد .. حاج ما فيه كهربا ولا مازوت أصلاً ما حدا فيه يشتري مازوت " فالدراجات النارية تنقل الأحطاب المقطوعة طوال الشتاء وبشكل يومي .

لكن ما لوحظ تعرض الأحراج هذا العام لحرق عشوائي أكلت النيران آلاف الهكتارات حتى خيّم عليها السواد بعد أن كانت خضرتها تسحر العقول  .

يقول أبو أحمد وهو رجل ثمانيني :لم تمر هذه الأوضاع على المنطقة من قبل فعلى الرغم من كثرة الملمات والفقر الذي عانيناه سابقاً كنا نعيش بأمان ومحبة ، أما الآن وفوق كل ما يحدث وما نعانيه انعدمت المحبة بين الناس وتعبت النفوس وأوشك البشر أن يأكلوا بعضهم فلا نشعر بالأمان داخل قرانا الآمنة من الإرهاب الخارجي فلا أحد يجرؤ أن يخرج من بيته بعد الساعة التاسعة مساءً إلى حارة أو قرية مجاورة إلا المضطر والمتهور ، وذلك بسبب انتشار عصابات التشليح والسلب والقتل في كل مكان ؛ هم طبعاً من أبناء المنطقة يتسترون بالبدلة العسكرية ويحملون السلاح ويتوزعون على الطرقات في الليل وقد سجلت حالات تشليح وسرقة واغتصاب وقتل كثيرة حتى صارت يومية وكل ذلك بسبب غياب القانون .

أم لأحد الشهداء رفضت ذكر اسمها قالت : قدمت ولدي الأوسط فداءً للوطن وعندي اثنين غيره في الجيش أنتظر خبر استشهادهم  كل يوم وأنا لم أعد أريد شيئاً من هذه الحياة .. ولكن لي طلب عندكم أن المساعدات التي ترسلها الدولة لذوي الشهداء والفقراء توزع أغلبها على معارف وأقارب المشرفين على توزيعها الغير محتاجين ولا يصل إلى مستحقيه إلا ما نذر .

ما يلفت النظر في المنطقة انعدام وجود البنزين والمازوت في الكازيات على امتداد القرى بالرغم من توفره بكثرة في المحلات التجارية والسوق السوداء بسعر مضاعف وعندما سألنا عن السبب قيل أن أصحاب الكازيات يبيعون ربع المخصصات للمواطن والباقي يبيعونه لتجار السوداء بأسعار أعلى ولسماسرة التهريب الذين يبيعونه للمسلحين في نقاط التماس وخاصةً في قرية البارد التي صارت تسمى بمعبر العريضة فهي صلة الوصل بين تجار المناطق الآمنة والمسلحين .

وتعتبر قرى هذا الريف خط تماس مع القرى الساخنة على طول الشريط الشرقي في قلعة المضيق والكريم والتمانعة والحويز التي تطال صواريخ إرهابهم قرى العزيزية والجيد وتصل إلى شطحة وجورين وكذلك القرى الساخنة المحيطة بسلحب أم الشهداء التي تتلقى كل يوم نصيبها من قذائف وصواريخ الحقد  ، والقرى الساخنة المحيطة بمدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية والتي تعد مركزاً وتجمعاً للدوائر الخدمية وعصباً للحياة في المنطقة والتي عانت هي الأخرى من قذائف الحقد والإرهاب وقدمت الكثير من الشهداء .

وكانت الضربة  الكبرى آخر تفجير إرهابي حدث في قرية الحرة سبب هدماً لأغلب منازل القرية على رؤوس أصحابها وخلّف حوالي مئة شهيد من الأطفال والنساء ومئات الجرحى .

حالة من الفقر واللامبالاة السلبية و الرضوخ والاستسلام للواقع المرير السيئ يعيشه سكان هذه القرى البسطاء ، هي حالة تحولت إلى مرض إجتماعي ينتقل بالعدوى  نتيجة الإهمال الكبير بعد مطالباتهم الكثيرة وشكاويهم التي لم تجد أذناً صاغية ، حتى أن مسؤولاً حكومياً واحداً لم يسأل أو يزور هذه القرى ويطلع على أحوال سكانها ، وإن حدث وزارها أحد يُتّبع معه البروتوكول المتعارف عليه من قبل مافيات ومسؤولي المنطقة بإظهار الصورة الجميلة والممكيجة الخالية من الشوائب والسلبيات وفهمكم كافٍ .

الوسوم (Tags)

حماة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz