Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا تفعل إيران في الكاريبي ؟ بقلم : جعفر البراك
دام برس : دام برس | ماذا تفعل إيران في الكاريبي ؟ بقلم : جعفر البراك

دام برس :
تتوالى الأخبار سريعاً بشأن الناقلات الإيرانية الخمس المحمّلة بالنفط، والمتوجّهة نحو سواحل فنزويلا، حليف طهران في أميركا اللاتينية، منبئة بأزمة جديدة بين إيران وفنزويلا من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، لتضاف إلى سجلّ الأزمات التي تختلقها إدارة الرئيس الأميركي ترامب تجاه النظامين في كلٍّ من البلدين.

شحنت إيران الناقلات (Faxon، Clavel، Petunia، Forest، Fortune) بالوقود، إضافة إلى مجموعة من المعدات والكوادر الهندسية الإيرانية، من ميناء "بندر عباس"، "بحسب شركة "Tanker Trackers" المتخصّصة بمراقبة الناقلات النفطية"، إلى فنزويلا التي تعاني من أزمة وقود خانقة، نتيجة حزمة العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي ضد الحكومة.

الناقلات محملة بـ1.53 مليون ليتر من النفط، وتكفي هذه الكمية فنزويلا لمدة شهر، بحسب معدلات الاستهلاك الحالية.

ومع عبور الناقلات الإيرانية قناة السويس، دانت المعارضة الفنزويلية، بزعامة جوان كويدو، والمدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، ما اعتبرته تدخلاً إيرانياً، ودعت إلى ضرورة إيقاف الناقلات أو اعتراضها.

إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتن، في حسابه على "تويتر": "إن شحنات الغاز والوقود الإيرانية لإنقاذ مادورو تشكل خطراً على الولايات المتحدة وجميع دول أميركا الجنوبية"، فيما وصف مجلس الأمن القومي الأميركي محاولات إيران لمساعدة مادورو "بالعمل اليائس". وتابع: "لن يوقف نقص الوقود المزمن أو يخفّف من المعاناة التي سببها مادورو لبلاده".

وكانت تقارير قد ذكرت أن سفناً حربية تابعة للبحرية الأميركية اتجهت إلى منطقة الكاريبي، الأمر الذي فسّره مراقبون بأنها قد تستهدف الناقلات الإيرانية، لكن المتحدث باسم البنتاغون، جونثان هوفمان، قال: "لا توجد أي عمليات تتعلق بالشحنات الإيرانية، لكننا واصلنا القول إن إيران وفنزويلا متطرفتان في النظام الدولي".

وفي وقت سابق، قالت وكالة "مهر" للأنباء الرسمية إن الرئيس الإيراني حسن روحاني قال لأمير قطر في محادثة هاتفية: "إذا واجهت ناقلاتنا في منطقة البحر الكاريبي أو أي مكان في العالم مشاكل سببها الأميركيون، فإنهم سيواجهون مشاكل أيضاً".

ويعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى الزيارة الشهيرة للزعيم الفنزويلي الراحل، هوغو تشافيز، إلى طهران في العام 2006، وهي الزيارة التي أعلن فيها تأسيس بنك "إيران – فنزويلا" المشترك، الذي منحت الحكومة الفنزويلية الشركات الإيرانية من خلاله رخصاً لبناء مصانع الإسمنت والسيارات وإنشاء المجمّعات السكنيّة.

وتدير شركة "بتروليوس دي فنزويلا" (PDVSA) الحكومية قطاع النفط الفنزويلي بالكامل، ومن ضمنه شركات التكرير في البلاد، وكانت هذه الشركات تنتج ما مقداره 950 ألف برميل من المنتجات النفطية، من ضمنها 170 ألف برميل من البنزين، لكن ومع تشديد العقوبات الأميركية على فنزويلا، في إطار حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطرد نيكولاس مادورو من الحكم، عانت هذه المنشآت من مشاكل كبيرة في توفر قطع الغيار وتأجيل الصيانات الدورية لها لفترات طويلة، ما أدى إلى انخفاض الطاقة التكريرية إلى 10% فقط.

 ونتيجة لذلك، تم إغلاق 1800 محطة وقود في عموم الدولة، وتحاول شركة "PDVSA"، بمساعدة وزارة النفط الإيرانية، توفير العامل المحفز لمصفاتي "EL Palito" بطاقة 146,000 برميل و"Cardo" بطاقة 310,000 برميل، في خطوة وصفتها الهيئات العمالية في فنزويلا بالطموحة جداً.

وكانت شركة الطيران الإيرانية "ماهان أير" سيّرت 17 رحلة جوية إلى فنزويلا، حاملة على متنها قطع غيار ومعدات وكوادر هندسية إيرانية، من أجل إعادة الحياة إلى قطاع التكرير فيها.

الذهب الفنزويلي
تمتلك فنزويلا احتياطي ذهب كبيراً جداً يقدر بـ90 طناً، تحتفظ بـ70 طناً منه في بنك إنجلترا، لكنها مُنعت من سحب هذه الودائع أو التصرف بها بسبب العقوبات، إذ نجح المسؤولون الأميركيون في الضغط على نظرائهم البريطانيين لمنع سحب 1.2 مليار دولار من الذهب في بنك إنجلترا.

وذكرت صحيفة "بلومبرغ" أن البنك المركزي الفنزويلي كان قد رفع مذكرة قضائية ضد البنك البريطاني، متهماً إياه بعرقلة سحب الذهب الذي تحتاجه السلطات في تمويل القطاع الصحي والخدماتي لمواجهة فيروس كورونا. ويقدر مراقبون أن إيران كانت قد استلمت إلى الآن 9 أطنان من الذهب الفنزويلي، لقاء ما تقدمه من مساعدات في عدة قطاعات لفنزويلا.

تنتج إيران من البنزين يومياً ما يقارب مئة مليون ليتر، منها 36 مليون ليتر من مصفاة "النجمة" في منشأة تكرير "عبادان"، التي تبعد 25 كم عن ميناء "بدر عباس"، وهي واحدة من أكبر المصافي في العالم، ويعود تاريخ إنشائها إلى حقبة الشاه.

وانخفض الطلب المحلي على البنزين في إيران من 457,000 برميل يومياً إلى 280,000 برميل، بسبب الإجراءات المشددة التي اتبعتها حكومة الرئيس حسن روحاني في مواجهة تفشي كورونا في البلاد. واستدعى الانخفاض الكبير في الطلب قيام الجهات ذات العلاقة في وزارة النفط الإيرانية باستخدام خزانات النفط الخام لتخزين الفائض من البنزين.
الخلاصة

يمثل البنزين الآن سلعة حيوية ترتبط ارتباطاً مباشراً بحياة الناس، وأضحى الآن أحد الأسلحة أو المقومات المميزة التي تمتلكها الحكومات، وبات يتصدر لوائح العقوبات الدولية التي تفرضها الأنظمة العالمية على غيرها، ناهيك بأن هذا المنتج، وبسبب تكاليف إنتاجه وتخزينه، ومن ثم شحنه، بات يمثل ثقلاً كبيراً ومرهقاً على ميزانيات الدول المستوردة، وأرقام العراق في هذا المجال خير دليل على ذلك.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz