Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل من فوائد لفيروس كورونا ؟ بقلم : د.م. محمد رقية
دام برس : دام برس | هل من فوائد لفيروس كورونا ؟ بقلم : د.م. محمد رقية

دام برس :

بالرغم من الأضرار الكبيرة لفيروس الكورونا (كوفيد-19 ) على المجتمع البشري , إلا أنه أظهر فوائد عدة لسكان الأرض أهمها:

1-  وحد العالم كله بالمصيبة وجعل دول العالم كبيرها وصغيرها تعاني من مصاب متشابه
2- ساوى بين الفقير والغني والمسؤول واللامسؤول وجعل الجميع  يتعرض لنفس شعور الخوف , الذي يشعر به الناس العاديين .
3-جعل العالم المتحضر بكل تقنياته وحضارته يقف عاجزا" أمام  كائن مجهري لاحياة فيه
4-  أظهر أن كل هذا الركض وراء المادة وتجميع الأموال في العالم الاستعماري الغربي لايفيده شيئا" عندما تحين ساعة الغفلة
5- وأظهر أنه يجب الاهتمام بصحة الانسان وتركيز التخطيط على تنمية الموارد البشرية بما يحسن من حياة الناس وتحسين صحتهم ومعيشتهم وليس التركيز على صناعة الأسلحة وخلق الصراعات وشن الحروب , التي تؤدي فقط إلى المزيد من الكوارث على البشرية
6-أصبح البشر يقدرون النعمة الإلهية , التي وهبها الله لهم ودمرها الشر في دوائر الحكم الاستعماري الجشع والحاقد على البشرية , والذي لايقيم وزنا" للإنسان وقد وصلهم الخطر وهم في أبراجهم المشيدة
7- لقد عرت أزمة الكورونا النظام الرأسمالي الغربي بكل هياكله ومؤسساته وحكوماته وتبين أنها نمر من ورق , وقد ظهر أن بلدا" صغيرا" محاصرا" منذ 60 عاما" مثل كوبا ,  أنه أفضل بكثير من كل هذه الهياكل المتعجرفة

8- إلا أن أهم فائدة من انتشار هذا الفيروس هو الانخفاض الكبير في تلوث الهواء وخاصة في المناطق والدول الصناعية الكبيرة  والذي انعكس ايجابا" على الطبيعة وصحة الناس وحياة البشرية .

فقد نشر خبير الموارد البيئية بجامعة ستانفورد "مارشال بورك" بتاريخ 8  مارس/آذار تقريرا" على المدونة العالمية للأغذية والبيئة وديناميكيات الاقتصاد (G-FEED)، بين  فيه بعض الحسابات حول معدل الانخفاض الأخير في تلوث الهواء على أجزاء من الصين., وقدر بورك عدد الأرواح التي نجت نتيجة لذلك ، خلال شهرين من الحد من التلوث، ب 4000 طفل دون سن الخامسة و73 ألف بالغ فوق سن الـ 70 في الصين, وهذا العدد أكبر بكثير من عدد الوفيات العالمي الحالي من الفيروس نفسه . وبهذا خلص بورك إلى أن هذا الانخفاض في معدل تلوث الهواء سينقذ حياة أشخاص بمقدار يعادل 20 ضعفا من عدد الوفيات نتيجة كورونا هناك.


 بتاريخ 3  آذار من العام الجاري نشرت دورية كارديوفاسكولار ريسيرش Research) دراسة Cardiovascular تمت من خلال تعاون دولي ما بين جامعات من ألمانيا ولندنوالسعودية تفيد بأن تلوث الهواء يسلب من عمر الإنسان ما يقدر بثلاث سنوات من متوسط العمر المتوقع العالمي. ويؤدي إلى 8,8 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا

وقدر بعض الباحثين أن عدد الوفيات والخسارة المتوقعة في العمر نتيجة تلوث الهواء تنافس تأثير العديد من أسباب الوفاة الأخرى، حيث يتجاوز تلوث الهواء الملاريا كسبب عالمي للوفاة المبكرة بـ19 ضعفا، والعنف بـ 16 ضعفا، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بـ9 أضعاف، والكحول بـ 45 ضعفا، وتعاطي المخدرات بـ60 ضعفا.

هذا وأظهرت الصور التي التقطها القمر الصناعي "كوبرنيكوس سنشينل-5B خلال الفترة الممتدة ما بين 1 يناير/كانون الثاني إلى 11 مارس/آذار 2020 في شمال إيطاليا انخفاضا كبيرا في تلوث الهواء، على وجه التحديد ثاني أكسيد النتروجين، وهو غاز ينبعث بشكل رئيسي من السيارات والشاحنات ومحطات الطاقة وبعض المنشآت الصناعية , والأهم من ذلك هو أن هذه الأرقام الأولية تثبت أن هذه الكارثة الصحية العالمية هي فرصة للتقييم لتحديد وترتيب جوانب الحياة الحديثة الأكثر ضرورة لضمان الاستمرار الآمن للنوع البشري، ومعرفة التغييرات الإيجابية التي قد تكون ممكنة إذا قمنا بتغيير عاداتنا على نطاق عالمي.

وعلى الرغم من التداعيات السلبية لانتشار كورونا، فقد كشفت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن جانب إيجابي لانتشار المرض في الصين، وقالت إن صورا التقطتها الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الإغلاق الذي تسبب به تفشي فيروس كورونا الجديد ساهم في تراجع حدة التلوث في الصين بصورة كبيرة وانخفاض مستوياته بشكل هائل. وأوضحت صور "ناسا" أن القيود المفروضة على السفر وإغلاق الشركات الصينية ساهم في انخفاض ثاني أكسيد النيتروجين بشكل كبير  وخاصة بالقرب من مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، حيث بدأ تفشي الفيروس القاتل.

قالت سارة دي ماتيس من جامعة كالياري بإيطاليا، إن خفض مستويات التلوث على المدى الطويل سيساعد أيضًا في تقليل عدد الوفيات في أي وباء مستقبلي، لإن المرضى الذين يعانون من أمراض الرئة والقلب المزمنة التي يسببها التعرض الطويل الأجل لتلوث الهواء هم أقل قدرة على محاربة التهابات الرئة والفيروسات مثل كورونا وأكثر عرضة للوفاة. وأكدت أنه، "من خلال خفض مستويات تلوث الهواء ، يمكننا مساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً في مكافحتهم لهذه الأوبئة المحتملة في المستقبل".

ووفقا لوكالة البيئة الأوروبية، يؤدي تلوث الهواء إلى حوالى 400 ألف حالة وفاة مبكرة في أنحاء القارة سنويا، رغم توجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن جودة الهواء. وأظهرت
الخرائط أيضا تراجعا حادا في مستويات ثاني أوكسيد النيتروجين في شمال إيطاليا ومدريد وباريس والمناطق شديدة الاكتظاظ في غرب ألمانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ مقارنة بنفس شهرشباط  من العام الماضي.

لماذا لانستخلص العبروالدروس من وباء الكورونا ؟
1-      قد يهدد التغير المناخي حياتنا يوماً ما، كما يحصل اليوم، غير أنّنا نعرف الأسباب فلماذا لا نكون مهيّئين ونواجهها قبل وقوع الكارثة؟
2-       إنّ إيقاف المصانع عن العمل وحركة النقل ليوم واحد أو يومين تحدّده السلطات شهريًّا أمر ممكن تحقيقه ولن يكلّفنا سوى بعض النقود لكنّه بالمقابل سيساهم بتخفيف عبء التلوث وتغير المناخ ، فهل الطمع أهم من حياتنا وحياة أحبّائنا؟

3-      تحمّلنا مسؤوليّتنا الاجتماعيّة أمر بالغ الأهميّة في جميع المجالات وليس فقط الكورونا، فلماذا لا نمارسها يوميا" لنمنع هذا التلوث قبل أن تصبح حياة البشرية كلها على المحك؟

4-      إن أخذ المبادرات الفرديّة أمر مهم للغاية ويساهم بنشر الوعي، وعلى عكس ما يظن البعض فالأفراد، لهم تأثير إيجابي وكبير على المجتمع.
 هذا وفي حال لم تتخّذ سلطات العالم مثل هذه الإجراءات وتنتبه إلى حياة الناس فإن حياة قاسية وصعبة تنتظر المجتمع البشري ونصل إلى مرحلة اللاعودة

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz