Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الإعلام المجتمعي...بقلم: سامر يحيى

دام برس :

اضطرت سيّدة على مشارف الولادة الاستعانة بجارهم لينقلها إلى المشفى، وليضمن وصوله بالوقت المناسب اضطّر أن يضاعف سرعته، ليفاجئ بوصول مخالفة تجاوز سرعة رغم عدم وجود كاميرات مراقبة في الشارع، لتخبره جارته بأنّها بلّغت عنه وستدفع كامل الغرامة، ولكن يجب احترام القانون حتى لا تسود الفوضى.. من ناحيةٍ أخرى أمٌ تراقب طفلها ليرمي القمامة في الحاوية للحفاظ على نظافة الحي، بالمقابل أمّ توبّخ ابنها بأن المنزل ليس الشارع لكي ترمي فيه الأوراق أو الألعاب وحتى الملابس دون أن يرتّبها ويضعها في المكان المخصص لها..
قصصٌ كثيرةٌ تدعونا للتفكير وتعزيز الانتماء الوطني واستنهاض "الوعي المجتمعي" والتشاركية بين المجتمع ومؤسساته، لأنّ الجميع مسؤولٌ كلٌ ضمن مكانته وإمكانياته وموقعه، وعلى المؤسسة الإعلامية الاستفادة من كل الروافد والمنابر المتاحة لها بتعدّد وسائلها وتنوّعها، فلم يسمّ الإعلام السلطة الرابعة للتسلّط على السلطات الأخرى، وتسليط الضوء على خطأٍ أو هفواتٍ ولا التركيز على النجاحات والإطراء، إنّما الحلقة التي تجمع بين السلطات الثلاث بكامل مؤسساتها وتفرّعاتها وصولاً للمواطن العادي، فهي صلة الوصل بين المجتمع ومؤسساته، وبين المجتمع وأبنائه، وبين المؤسسات كلٌ ضمن تخصّصه واختصاصه، لأنّ العاملين في المجال الإعلامي لديهم القدرة على التخصّص بكل تفاصيل الحياة فنرى الإعلام الاقتصادي والسياسي والفكري إلى ما هنالك، وبالتالي دور الاعلام الوطني الاستفادة من كل المنابر المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية، والدراما والمسرح والأغاني الهادفة، والمنابر غير المباشرة كخطب الجمعة وعظات الأحد ولقاءات واجتماعات الطلبة في الصباح، والتجمّعات المهنية والنقابات والأحزاب ولقاءات المدراء مع العاملين كلٌ في مؤسسته، لإيصال الصورة الواضحة، وفتح باب النقاش والحوار لتحقيق الفائدة القصوى القابلة للتطبيق على أرض الواقع.
إنّ كل الأزمات التي نعيشها، بدون شكّ هي نتاج خطط أعداء الوطن للتغلغل بين أبنائه واستغلال عواطفه وتقصير بعضهم، لخلق فجواتٍ بين الوطن ومواطنيه، وتتلاعب بالأفكار وتنشر الشائعات وتشتيت الجهود وتحويل التركيز عن الحل الحقيقي القابل للتطبيق على أرض الواقع، رغم أن سوريتنا استطاعت بحكمةٍ وحنكة التغلّب على الكثير من المؤامرات والوقوف بوجه التحدّيات، وبالتالي نحن نستطيع التغلّب عليها كلّها وتحويلها لمنجزاتٍ حقيقية، وهذه مسؤولية سلطة التواصل مع السلطات الثلاث وهي السلطة الإعلامية، عبر استغلال كافّة المنابر بحكمة وحنكة وطنية وحوارٍ بنّاء وتجميع الرؤى والأفكار للخروج بفكرةٍ شاملةٍ قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وتعزّز الانتماء الوطني والولاء ولا تُتْرك الساحة للعابثين ومن يستغلّون منابر التواصل الاجتماعي، إنّما استثمار جهود أصحاب القلم والرؤى والفكر ومستثمري صفحات التواصل الاجتماعي الذين يسعون لإيصال صوت المجتمع ورؤاه وأفكاره الحقيقية البنّاءة، وبالتالي نعمل جميعاً بخطة تنموية استراتيجية مستدامة لتعالج جذور المشكلات وتزيح عظائم التحدّيات، وتستنهض الروح الوطنية والإنسانية والولاء المتجذّر لدى أبناء سوريتنا داخل وخارج القطر .
إنّ واجب مؤسساتنا افتراض أن المواطن في هذه الفترة ليس مدركاً لما يحصل، فدورنا توجيهه وتنبيهه على الأقل في فترة مائة يومٍ مثلاً نكتفي بتوجيه التنبيه والإنذار والتوعية، وبالتالي سنجد التزاماً مجتمعياً رائعاً، فمن يلتزم بالدور ولا يوجد استثناءً لأحدٍ ستتم تلبية طلبات الجميع بالوقت المحدد بعدالةٍ، لأن الجندي على جبهات القتال لن يكون موجوداً على طابور الخبز أو جرّة الغاز في الحي، والعديد من المؤسسات الوطنية لديها جمعية استهلاكية تلبّي متطلّبات أبنائها، وعدا حالات الإسعاف والإطفاء والطوارئ الحقيقية، بإمكان الجميع الخروج قبيل وقتٍ كافٍ لالتزامهم بموعد الوصول بغض النظر عن مهامهم ومناصبهم لأنّ احترام الوقت والقانون يجب أن يبدأ بهم، كما أنّ البعض لا سيّما أطفال المدارس يظنّ أن سيارات الجوار والشارع مرتعاً للتسلية وإفراغ التوتّر النفسي، دون أن يدرك أنّه أثّر سلباً على السيارة أو الجدار أو رمي الأوراق أو كتابة اسم صديقته أو عبارات معيّنة وصراخٍ ومزاحٍ غير مقبول مع زملائه في الشارع والحدائق العامة، إنّما إشراك الجميع ليكون عنصراً وطنياً فعالاً، فمن صمد في وجه كل محاولات الأعداء لزرع الفتن بين أبناء الوطن، قادرٌ على أن يلتزم بالقانون واحترام قدسية الشارع والمدرسة والحديقة، ودورنا لفت انتباهه عبر تنبيهه وتوعيته وإرشاده وإفهامه بأنّ هذه نقيصة وتلوّث بصري وإيذاء الآخر، وأنّ تراب الوطن مقدّس، فالقمامة لها مكانها، والبصق في المنديل، ونظافة الحي من نظافة أبنائه وأناقتهم، حتى الجمال البصري للحي بكلّ تفاصيله، ونعمل للفت الشركات والمعامل لممارسة إعادة التدوير وتوزيع حاويات متخصّصة لذلك، وإشعار من يظنّ بأنّه قادرٌ على دفع فاتورة الكهرباء والماء وتأمين موارد الطاقة، أنّ المشكلة ليست ماديّة فقط، بل هناك فاتورةٌ وطنية وجهود وطرقٌ عدّة تقوم بها المؤسسات الوطنية لتأمين تلك الموارد في ظل الحصار الظالم على سوريتنا....
إن وسائل الإعلام قادرةٌ بتفاعل كوادرها واستثمار منابرها، على تعزيز الولاء والانتماء، لتؤكّد أنّنا جميعاً شركاء في هذا الوطن واحترام مشاعر وجهد ودم وعرق الجندي في كل الجبهات، ووفاءً لقائد الوطن والتزاماً برؤاه وتوجيهاته وممارساته على أرض الواقع، لأنّ حب الوطن مقدّس، وهو المنزل الكبير الذي يحتضننا جميعاً، سواءً كنا على ترابه المقدّس، أم في بلاد الاغتراب وله حقٌ على كلٍ منا حسب قدرته ومكانته وإمكانيته وقدراته.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz