Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا تريد إيران في المنطقة ؟؟ وهل سقطت الثورة في فخ الهمبرغر؟؟ .. بقلم طاهر محي الدين

 

 

عندما كانت إيران صفوية وتحت حكم الشاه البائد " بهلوي " ، كانت توصف بأنها شرطي الخليج بالرغم من أنها كانت شيعية أيضاً ، وكان تهافت الأنظمة العربية الإمبريالية في شبه الجزيرة العربية وإبرازهم لشروط الطاعة والوفاء لها ، وهذا ما ينفي لنا تماماً إدعاءهم بأن حربهم مع إيران هي صراع مذهبي أو تمددي ، ويقتضي التنويه أنه يرجع تاريخ البرنامج النووي الإيراني إلى أواخر خمسينات القرن الماضي ، وفي الستينات من القرن الماضي أمدت الولايات المتحدة الإيرانيين بمفاعل بحثي صغير، ثم كانت خطة الشاه بإنشاء ثلاثة وعشرين مفاعلاً للطاقة النووية، وتم إبرام عقود التوريد الأولية مع شركات من ألمانيا الغربية وفرنسا، وعندما وقّعت إيران على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية في 1968 وصدقت عليها في 1970 صارت جميع نشاطاتها النووية معرضة للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، كما أنه يرجع تاريخ أول عمل لإيران على تخصيب اليورانيوم إلى السبعينات عندما حصلت على نظام التخصيب بالليزر من الولايات المتحدة وألمانيا.

أي أنه هذا المشروع النووي الإيراني كانت بدايته قبل نجاح الثورة الإسلامية في إيران والإطاحة بنظام الشاه الحليف الأكبر للكيان الصهيوني في المنطقة ورجل الإنكليز والأمريكان الذي أوكلت إليه كل ملفات الخليج أيام حكمه ، ووقتها لم تكن تنظر هذ الأنظمة العميلة الإمبريالية في شبه جزيرة العرب لإيران على أنها خطر شيعي وخطر نووي ، فما الذي تغير بعد الثورة ؟؟

كان أبرز تغير فور نجاح الثورة في قبع نظام الشاه العميل هو إنزال علم الكيان الصهيوني ورفع علم فلسطين بدلاً عنه وهنا كانت نقطة التحول الكبرى وبداية سقوط الأقنعة عن الأنظمة الخليجية ، ودفعت العراق للحرب على إيران لمدة ثمانية سنوات بتهمة التمدد الإيراني الشيعي والتهام الخليج العربي وسعرت الحرب وأشعلت نيرانها وأنفقت عليها مليارات الدولارات ، وانتهت الحرب استنزافاً لكلا القوتين العراقية والإيرانية التي يمكنها بشكل ما تهديد أمن الكيان الصهيوني ووجوده لو توحدت قواهما بدلاً من استنزافها  ، وبعدها تآمرت دول الخليج على العراق وخفضت أسعار النفط لتدمير العراق بشكل كامل اقتصادياً مما دفع نظام " صدام الحسين " للهجوم عليها  ، تم استجراراه لحرب الخليج الثانية ليصار إلى تدميره كاملاً ولإيجاد غطاء شرعي لتواجد القوات الأمريكية في مياه الخليج العربي قبالة إيران التي تصدح ساحاتها كل ساعة بشعارات الموت " لأمريكا " " الموت لإسرائيل ".

وبالتالي نجد أن السبب الرئيسي لمعاداة إيران لهذه الدرجة المسعورة ومحاولة شيطنتها من قبل أنظمة العمالة العربية في عيون شعوب المنطقة وجعلها بعبعاً وفزاعة لأمن المنطقة ، وإطلاق الكلام عن تصدير الثورة الشيعية وخطورة إيران النووية هما المشروعان التي طرحتهما إيران بما تريده من المنطقة ، فما هما هذان المشروعان؟؟

طرحت إيران الثورة مشروعين مهمين وهما المبادئ التي قامت عليهما الثورة :

  1. قدسية فلسطين العربية ووجوب تحريرها كاملة من الكيان السرطاني الإسرائيلي ، ووجوب إزالة هذا الكيان السرطاني نهائياً من جسد الأمتين العربية والإسلامية وهو السبب الأهم الأكبر والأخطر الذي أعلن عِداء الأنظمة الرجعية العربية  ومشغليهم الغربيين للثورة الإسلامية ومحاولات وأد الثورة في مهدها وعندها أصبحت إيران شيعية وتشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين ولابد من القضاء عليها.
  2. أما المشروع الثاني الذي تريده إيران في المنطقة تشكيل منظومة من الأمن القومي لهذه المنطقة وإخراجها من التبعية للغرب وأمريكا ، وتشكيل منظومة اقتصادية عالمية كبرى جديدة تجعل من دول المنطقة بأمكانياتها الاقتصادية والبشرية والموارد الطبيعية قوة عالمية لا يستهان بها جامعةً لإيران وتركيا والعراق وسوريا و لبنان وفلسطين ومصر ودول الخليج العربي ، وإنشاء محموعة " تشبيك " اقتصادي أمني عسكري يضمن سيادتها ، ولكن خشية الأنظمة العربية الرجعية من فقدانها دورها بالعمالة ونتيجة لتبعيتها للغرب الاستعماري وشعورها بخطرها الوجودي إذا خرجت عن طوع من أوجدها وأتى بها لكرسي الحكم ، ولارتباط وجودها ومصالحها بوجود وأمن الكيان الصهيوني دفعها إلى الزج بكل طاقاتها وإمكانياتها لمحاولة تدمير إيران الثورة ، وذلك بكافة الوسائل الاقتصادية ودعم حصار إيران الجارة بكل الجهات واستجلاب الجيش الأمريكي للعراق بما يقارب 150 ألف جندي على الأرض عدا عن البوارج والقواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها لتهديد وتحجيم إيران الثورة ومحاولة عزلها عن جوراها و إفقادها عمقها الحيوي والجغرافي في العراق وسوريا لقطع الطريق الواصل إلى فلسطين الهدف الأسمى والأغلى للثورة.

واستخدمت هذه الأنظمة العميلة كل المُحرّمات لشيطنة الثورة الإسلامية ولم تألُ جهداً لتغيير بوصلة العِداء من تل أبيب إلى طهران ، وتم تدمير وتصفية القضية الفلسطينية وتناسى الأعراب الأراضي المحتلة السورية في الجولان وجنوب لبنان وسكت السعوديون عن جزرهم المحتلة في البحر الأحمر ،هاتانالجزيرتانهماصنافيروتيران.

جزيرةتيرانمساحتها 80 كممربع، وجزيرةصنافيرمساحتها33 كممربع ، وهذه الجزرلهاموقعاستراتيجيمهمللغايةبالنسبةلإسرائيللأنهاتحرسمنفذهاالوحيدإلىالبحرالأحمر وتقيمإسرائيل في هاتينالجزيرتينفيالوقتالحاليمحطةكبيرةللإنذارالمبكر ، أماعنالمياهالإقليميةفيهذهالمنطقةفحدثولاحرج، فالجزيرةالكبرىهيتيرانوالصغرىهيصنافيرولووضعتأيدولةفيهامعداتعسكرية لاستطاعتأنتشلحركةالسفنالإسرائيليةعبرميناءإيلاتوخليجالعقبةتماماً، لأنأهميتهماكبيرةًجداًبسببالموقعالاستراتيجيالحساسحيثتقعانفيبوابةمضيقتيران، وبهذافموقعهميُسيطرعلىبوابةخليجالعقبةوإيلاتالإسرائيليةوهمايُعادلانفيالأهميةبالنسبةللموقعكجزرحنيشالتياسترجعتهااليمنمنأرتيرياعبرالتحكيمالدولي ، والسكوت عن هاتين الجزيرتين يؤكد الترابط العضوي والوجودي بين هذين الكيانين " الوهابي " و " الصهيوني " ، وكيف أن نمو وتصاعد قوة إيران الثورة يعد مصيبة المصائب لهما.

وهذا ما أكده السيد نصر الله في خطابه الأخير في يوم القدس العالمي حيث قال : أن إيران هي الدولة الوحيدة والقادرة في المنطقة على تدمير وإزالة الكيان الصهيوني وأكده خطاب سماحة الإمام القائد المرشد للثورة الإسلامية في إيران في خطاب العيد بثبات إيران على مبادئها التي قامت عليها بدعم الأنظمة والشعوب المقاومة في المنطقة من أجل تحقيق هذا الهدف ، وأن إيران الثورة لا يثنيها عن هذه المبادئ لا اتفاق نووي ولا غيره وبأنها لا تخرج عن روح الإمام الخميني قدس سره ، وأسقط كل الشائعات والأقاويل عن أن ثمن إيران النووية هي لحومنا ودمائنا في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق ، وبأن إيران باعت الثورة بمفاعلات نووية وسندويشات همبرغر كما تروج له صحف ومحطات الدولة البائسة و المهزومة والمذعورة في رمال شبه جزيرة العرب وأذنابها ، وهم يدركون ربما أكثر مما يدركه المحبون لإيران والداعمون لها بأن ثورة إيران وحصارها الطويل على مدى ما يقارب الـ 36 عاماً جعل منها قوة علمية كبرى وازداد خلالها الناتج القومي الإيراني 150 مليار دولار حسب البنك الدولي ، وبأنها متقدمة جداً على كل دول الجوار الغنية بالموارد والنفط والتي تصدر يومياً ما يقارب الـ 15 مليون برميل من النفط مجتمعة ، وفيها سكان يعيشون تحت خط الفقر بكثير ، وبأن معظم سكان تلك البلدان وبغالبية عظمى يسكنون في بيوت مستأجرة وكثير من هؤلاء يسكنون ببيوت لا يطيق البشر العيش فيها على الرغم من الغنى الفاحش لتلك الدول والعائلات الحاكمة فيها التي تنفق أموالاً طائلة على موائد القمار والمنتجعات الغربية للترفيه والمتعة ، فضلاً عن المليارات التي تدفع فيها لتدمير الدول التي تمس بأمن الكيان الصهيوني ولشراء ذمم وضمائر المحطات الإعلامية من فضائيات وصحف ، ومن ثم تفشل في كل ملفاتها وتثبت عجزها وفشلها الكبير في كل الملفات ، فلا أكلوا عنب الشام ، ولا حصدوا سدر اليمن ، ولا أحرقوا بلح بغداد.

بينما إيران كانت تبني نفسها على مبادئ ، واستراتيجيات ، وسياسات أفشلت كل محاولاتهم و أصبحت نووية ونانووية ظلت سائرة بثبات على مبادئ الثورة الإسلامية لتحرير فلسطين وطرد الكيان الصهيوني وتكوين إيران الحرة المستقلة باتباعها استراتيجات في بناء هذه الدولة على مبادئ الثورة الإسلامية وتحويلها لدولة متقدمة متطورة ، وكانت الثورة هي الدافع والمحرك لبناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحرة الديمواقراطية ولعل أكبر برهان على هذا هو أن إيران تقوم على مبدأ حكم التيارين الإصلاحي والمحافظ وأن نظام الحكم في إيران هو نظام مؤسساتي دقيق يقوم على انتخابات حرة ونزيهة ، وعابر للطوائف يضم الفسيفساء الإيرانية الشيعية والسنية واليهودية والمسيحية إضافة إلى القوميات الموجودة فيه من عرب وفرس وأكراد وبلوشيين وغيرهم وكل هذه الطوائف والأديان والملل والقوميات ممثلين عنهم في مجلس الشورى الإيراني ، وأضرب مثالاً واحداً و بيراً و هماً عن أهم المناصب في تركيبة النظام الإيراني و و الجنرال علي شامخاني الذي يرأس مجلس الأمن القومي الإيراني والذي ينضوي تحته الكثير من الوزارات من الدفاع والحرس الثوري والاقتصاد والتعليم والتخطيط وهيئة الطاقة الذرية الاستخبارت والتنمية الإدارية وغيرها ، فالجنرال علي شامخاني هو ابن مدينةالأحواز في محافظة خوزستانمن أسرة عربية.

ومن هنا ننطلق للرد على كل من يمنّي نفسه بسقوط إيران بعد الاتفاق النووي وأنه سيكون بوابة الحرب الناعمة التي ستفتك به من الداخل عبر اختراق التركيبة الداخلية الإيرانية وتفتيتها من الداخل كما عمل في الاتحاد السوفياتي سابقاً ، نرد عليه بأنه واهمًا ومشتبه وأنه أخطأ ويخطئ للمرة الألف بقراءته للجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها وتركيبتها وعقيدتها، وما هي إلا أمانٍ يمنّي بها نفسه ويضلل بها تابعيه من الواهميين وذلك أنه لو لن يستطيع اختراق هذا البنيان إلا من ثلاث مداخل وهي:

  • أشعال نار القومية بين العرب والفرس في الأهواز مثلاً وسيفشل بها بناءً على ما ضربناه مثلاً من الجنرال شامخاني ولأنه غالبية سكان هذا الإقليم هم من الشيعية المواليين للثورة برغم من كونهم عرباً فعقيدتهم تطغوا على قوميتهم.
  • إشعال الفتنة بين التيارين الإصلاحي والمحافظ ، وهذا سيفشل أيضاً وبفشل ذريع بسبب تركيبة النظام المتين والتمازج  الكبير بين التيارين وبأن هدفهما الأعلى و المشترك هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية أولاً ، وأكبر مثال على ذلك هو توحدهما في الموقف تجاه القضايا المبدئية للثورة في فلسطين والمنطقة ، والصورة الأوضح كانت في النووي التفاوضي فرأس الوفد المقرر كان من اثنين الوزير جواد ظريف الإصلاحي ومعه على حد سواء السيد علي أكبر صالحي رئيس وكالة الطاقة الإيرانية وهو من الرؤوس الكبرى في التيار المحافظ ، ولمن تابع كلمة السيد ظريف عقب التصويت على الاتفاق النووي في مجلس الأمن لا يستطيع إلا أن يصفه بأنه خطاب حرب وليس خطب تناول عن الثوابت وأكد سيادة إيران وخطوطها الحمراء في سيادتها وقرارها بشأن تسليحها وقوتها والحفاظ على كرامتها وسيادتها بمنع تفتيش منشآتها.
  • اللعب على الفتنة السنية الشيعية وهي ساقطة أصلاً وأكثر ما يؤيد كلامنا هي أن إيران استطاعت أن تئد هذه الفتنة في المنطقة والإقليم ، وبالتالي واهمٌ من يعتقد على قدرته بإشعالها داخل إيران التي تحترم  وتحافظ على الأقليات في الداخل الإيراني ، وأبرز ما يؤيد قولنا هو ما أعلنه السيد آية الله تسخيري المبعوث الخاص للإمام المرشد الخامنئي في عزاء الكويت حيث قال : " في بلادي يوجد أكثر من 17 ألف مسجد لأبنائنا وإخوتنا السنة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية " ، وهنا نرد ببساطة على أولئك السذج الذي يدّعون بأن إيران تريد نشر التشيع في المنطقة بأنه : أليس من الأجدر بها أن تشييع السنة الموجودين في داخلها أولاً؟!!

وفي الختام نطرح أسئلةً للواهمين ، أما كان من الأجدر والأولى لهم تحقيق التفتيت لإيران عندما كانت أضعف في بدايتها وهي تحت الحصار الخانق وقلب الداخل على الثورة وإغرائهم وتحريضيهم ؟؟ ولو كانوا قاردين عن ضربها ، أما كان هذا أسهل عندما كانت سوريا والعراق أضعف وعندما كان هناك 150 ألف من الجنود الأمريكيين على تخوم إيران أبان حرب العراق ؟؟

وبالتالي نقول للواهمين بالهمبرغر والجينز وبيع الملفات طالما أنكم تقرؤون إيران على قدر تفكيركم وتقيسونها على مدى تبعيتكم وعمالتكم فإنكم لن تستطيعوا إسقاطها وستبقى الثورة هي الرابحة لقرون عديدة بمبادئها وثباتها وحريتها رفضها للتبعيات.

وأخيراً لا بد لي من توجيه رسالة لأهلي الصامدين الثابتين في سوريا الحبيبة التي ينهكها التدمير الإرهابي بأن " لا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " وأذكرهم بأن أيران خرجت من الحرب العراقية وطهران والعديد من المدن الإيرانية شبه مدمرة ، وحوصرت في شعب أبي طالب من الأغراب والأعراب ووحدها سوريا من وقفت معها وساعدتها وأيدتها ، وأزالت إيران الدمار والخراب بصمود شعبها وقيادتها وثباتها ، وهي اليوم أقوى مما كانت عليه وقطباً عالمياً ، وكنتم أنتم بصمودكم ودمائكم من صانعي هذا الحدث وهذا ما ستؤول إليه سوريا بقوتكم وعزتكم وثباتكم وصبركم ، فاصبروا وصابروا فما نصرنا إلا صبر ساعة والآخرة والنصر للصابرين.

طاهر محي الدين

 

الوسوم (Tags)

ايران   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz