دام برس :
للأسف الشديد وبعد مرور مايقارب الخمس سنوات على ما سمي بـ " الربيع العربي " ، الذي يعصف بالأمة العربية والمنطقة من المحيط إلى الخليج ، فإننا لازلنا نسمع نفس الأسطوانة المشروخة عن تشكيل تلك التنظيمات الإرهابية التي أسسها واستعملها التحالف الصهيوأمريكي وهابي لإقامة حروبه الجديدة من الجيل الرابع أو ما يسمى إصطلاحاً " بالبروكسي وار " أي الحروب بالوكالة ، والتي تتلخص بالتدمير الذاتي للبلدان الهدف و تدميرها داخلياً بأيدي أبنائها والمجموعات الإرهابية لإشاعة الفوضى الخلاقة وإدارة هذه الفوضى وفق نظرية " العماه ".
ولكن تأبى جوقة إعلام البترودولار المنغمس تماماً بتلك الدماء إلا أن تكرار تلك الأسطوانة التي تسمعنا إياها كل يوم عن أن هذه التنظيمات الإرهابية تارةً شكلها النظام السوري ليقول للعالم إما أنا أو أن ينتشر ذلك الإرهاب في المنطقة والعالم ، وتارةً أخرى بأنها صنعية إيران حليفة النظام السوري لإيجاد مبرر لتشكيل القوات الشيعية ونشرها في المنطقة بحجة الدفاع عن أمنها القومي ، وهنا لا نجد وصفاً لهذا الإعلام أفضل مما قاله الأمريكي " ديفيد ورامرز " المستشار والمسؤول عن ملف الشرق الأوسط في فريق ديك تشيني النائب السابق للرئيس الأمريكي " جورج دبليو بوش " إذ قال:
" من ضمن خطتنا في المنطقة لا بد من أن ننتبه للإعلام ، فالإعلاميون العرب كلهم أعداء ، وكلهم ضد السامية ، وكلهم يمكن أن يشكلوا معسكر الخصم ، فلذلك لابد لنا من أن نجد إسطبلاً من الإعلاميين العرب يشبه سفينة نوح ، الأحصنة في هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائماً : إن سوريا وإيران هما المشكلة ، أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديموقراطية ، وأما حظيرة الخنازير فهم الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا : أين هي المؤامرة ؟؟".
أيها السادة يوجد في القانون والقضاء والأعراف والحياة العامة نصٌ معروف للجميع ألا وهو " بأن الاعتراف هو سيد الأدلة " ، وهنا نسرد هذين الاعترافين الأول لهيلاري كلينتون عن تشكيل تنظيم داعش ، والثاني لثعلب السياسة الخارجية الأمريكية هنري كيسينجر الذي يتحدث عن مخطط احتلال سبع دول في المنطقة وتدميرها وتشكيل " السوبر باور ":
وتابعت تقول: "کنت قد زرت 112 دولة في العالم.. وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـ"الدولة الإسلامية" حال إعلانها فوراً وفجأة تحطم کل شيء". وقالت: "کل شيء کسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث في مصر!!.
وبعد أن فشل مشروعنا في مصر بعد سقوط الإخوان المسلمين ، کان التوجه لدول الخليج، وکانت أول دولة مهيأة هي الکويت عن طريق أعواننا هناك ، ثم السعودية ثم الإمارات والبحرين وعُمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالکامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي وتصبح السيطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا کان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير"!!.
كيسنجرأضاففيحديثأجراهمعصحيفة «ديليسكيب»الأميركية: " لقدأبلغناالجيشالأميركيأننامضطرونلاحتلالسبعدولفيالشرقالأوسطنظرًالأهميتهاالاستراتيجيةلناخصوصًاأنهاتحتويعلىالبترولوموارداقتصاديةأخرىولميبقإلاخطوةواحدة،وهيضربإيرانوعندماتتحركالصينوروسيامنغفوتهماسيكون «الانفجارالكبير»والحربالكبرىالتيلنتنتصرفيهاسوىقوةواحدةهيإسرائيلوأمريكاوسيكونعلىإسرائيلالقتالبكلماأوتيتمنقوةوسلاحلقتلأكبرعددممكنمنالعربواحتلالنصفالشرقالأوسط ".
وأضاف: " إنطبولالحربتدقالآنفيالشرقالأوسطوبقوة، ومنلايسمعهافهوبكلتأكيد «أصم»،مشيراًإلىأنهإذاسارتالأموركماينبغي،فسيكوننصفالشرقالأوسطلإسرائيلوقال «لقدتلقىشبابنافيأمريكاوالغربتدريباًجيداًفيالقتالخلالالعقدالماضيوعندمايتلقونالأوامرللخروجإلىالشوارعومحاربةتلك «الذقونالمجنونة»فسوفيطيعونالأوامرويحولونهمإلىرماد،موضحاًأنإيرانستكونالمسمارالأخيرفيالنعشالذيتجهزهأمريكاوإسرائيللكلمنإيرانوروسيابعدأنتممنحهماالفرصةللتعافيوالإحساسالزائفبالقوةوبعدهاسيسقطانوللأبدلنبنيمجتمعاًعالمياًجديداًيكونلقوةواحدةوحكومةواحدةهيالحكومةالعالمية «السوبرباور»وقدحلمتكثيراًبهذهاللحظةالتاريخية".
وعودًا على بدء سنذكر بأن طريقة تشكيل " داعش " هي كما بداية تشكيل الكيان الصهيوني ، الذي أتى إلى فلسطين على ظهر البريطانيين ، وكان عبارة عن مجموعة من عصابات اليهود "الشيترن" و "الهاغانا" ، الذين قاموا بأبشع الجرائم والتقتيل والذبح والمجازر العنصرية والتي تقوم على مبدأ " ديني " ، وتلك العصابات التي تشكلت من شتات اليهود الصهاينة ، كما داعش اليوم التي تجمعت وتركبت بصناعة المخابرات الأمريكية من كل أرهابيي العالم ومن جنسيات مختلفة لا يجمعها إلا التكفير والقتل والإجرام وعقيدة وهابية فاسدة مجرمة تكفر وتقتل كل من يخالف فكرها من المسيحيين والمسلمين ما عدا اليهود الصهاينة.
و"داعش" أصلاً هي فصيل منشق عن "القاعدة" ، التي ركبت ودعمت ومولت بتنسيق سعودي أمريكي باكستاني بحجة محاربة الجيش السوفيتي الشيوعي آنذاك في أفغانستان ، ثم انتقل هذاالتنظيم إلى العراق والذي كان قائده في العراق المقبور " أبو مصعب الزرقاوي ".
وحتى لا نغوص في تفاصيل التشكيل ، وبملاحظة بسيطة جداً ، إلى كل من أضاع البوصلة ، وتاه بالمسميات الجانبية ، من كل الجماعات المتأسلمة التي شكلت برعاية جهازي المخابرات البريطانية من الإخوان المسلمين ومملكة آل سعود ، والمخابرات الأمريكية "القاعدة" ومفرداتها العفنة ، من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام و جيش الفتح ... إلخ. والكيان الصهيوني على رأس كل هذه المكونات المأفونة ، نجد وبيقين لا يشوبه شك أن الذي يحاربنا في فلسطين المحتلة هو نفسه الذي يقوم بارتكاب المجازر في العراق وسورية ومصر وليبيا وتونس و لبنان ومؤخرًا في الكويت وقبلها المنطقة الشرقية في مملكة آل سعود ، ولكن الفارق فقط في الشكل المتزيي بالإسلام واللحى الطويلة واستعمال السيوف والحكم كما يدعون بحكم دين " محمد " ، وهذا الخلط في الأسماء مقصود ومتعمد بين دين سيدنا " محمد بن عبدالله " نبي الرحمة ، وبين دين "محمد بن عبد الوهاب" ، مؤسس المذهب الوهابي التكفيري المجرم المعادي للإسلام وللإنسانية وكل الشرائع السماوية الحقة، والذي يشبه بتعنته وإجرامه عقائد التلموديين الصهاينة المجرمين العنصريين.
نعم أيها السادة أنه نفس العدو ، إنه الصهيوني بأسماء وأشكال وأدوات متعددة برعاية الصهاينة الجدد في العالم الغربي ، وصهاينة إسرائيل ، وعملائهم من صهاينة الأعراب ، ولهذا علينا جميعاً كشعوب حرة أن نتوحد في مواجهة هذا الإرهاب الذي لا يفرق بين أي دين وطائفة ومذهب لا تتبع هواه ، خلف القيادات الحكيمة والشريفة والسيدة والحرة في المنطقة من طهران إلى دمشق والضاحية الجنوبية ، ولتكن مقاومتنا عابرة للحدود لنحمي الأرض والعرض ، ولنحافظ على وحدة الأمة وكرامتها.
طاهر محي الدين