Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 06 كانون أول 2024   الساعة 04:11:54
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مخطط أوباما لتقسيم سورية نجاح أم فشل ؟ بقلم : الدكتور خيام الزعبي- كاتب أكاديمي
دام برس : دام برس | مخطط أوباما لتقسيم سورية نجاح أم فشل ؟ بقلم : الدكتور خيام الزعبي- كاتب أكاديمي

دام برس:

مارست الولايات المتحدة الأمريكية مع سورية سياسة مبهمة، وتعمدت إستخدام الإزدواجية وخلط الأوراق السياسية،  فمرة نرى الرئيس أوباما يدعو لمواجهة تنظيم داعش فى سورية، وفي الوقت نفسه يستمر الدعم وتتدفق المعونات لداعش، وتتم معالجة قياداته فى تركيا، الحليف الغربي، ومرة أخرى نجده داعم للعملية السياسية لخروج البلاد من الأزمة وتعقيداتها، وبالمقابل يقف بالضد منها وينفرد بشخصيات متهمة بدعم الإرهاب، ليترك علامات إستفهام محيرة لدى معظم السوريين؟!
اليوم تنشط على الساحة السورية العديد من الإتجاهات الدولية نتيجة التدخلات الخارجية، ويظهر إن ليس أمريكا لوحدها تريد سورية، فالعديد من الدول تنصب شباك لها لصيد وإفتراس سورية، فبريطانيا لا تزال تحس بقدرتها عندما كانت بريطانيا العظمى وهي تحن الآن لعودة بعض أيامها وتجرب حضها مع سورية خصوصاً وأن هناك من يتهمها بأن لها أصابع في صناعة داعش لأغراض العودة المؤثرة الى الشرق الأوسط، وروسيا التي تحن بدورها الى لأيام السوفيت الذين كانوا يبسطون سيطرتهم على العالم وينافسون الأمريكان فيها، وتركيا التي تطمح الى أن تعيد مجد الإمبراطورية العثمانية عن طريق مدخل سورية ولهذا فهي تختلف في  تقديم التسهيلات للدواعش حيث أنها تقوم بذلك على المكشوف وفي وضح النهار، لذلك جاءت محاولة أمريكا وحلفاؤها في تفكيك الدولة السورية ونظامها وإبداله لأسباب تتعلق بحجمها وأهمية دورها في معادلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، علاوة على ضرب ومحاصرة فكر وثقافة المقاومة، ناهيك عن إرادة أمريكا في إستراتيجيتها الإقتصادية الهادفة إلى تطويق منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط، لتحريك عجلة التنمية والإقتصاد المتدهور لنظامها وأنظمة الدول الغربية الحليفة لها، وهذا ما ساهم في دفع بعض الدول لإنتهاز الفرصة وعزز طموحاتها الإستعمارية في سورية والمنطقة، ليؤدي بالتالي تحول سورية والدول المجاورة إلى مركز صراع إقليمي بات يهدد السلم الإقليمي والعالمي.
ثم أعقبتها بخطوات أخرى تمثلت بإستقطاب الإرهاب من كل دول العالم وحصره في سورية، حيث جعلت من سورية ساحة ليس فقط للقضاء على الإرهاب بل وجعل سورية ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الإقليمية والدولية، ومن ثم جاءت أمريكا بالخطوة الأكثر رعباً وخطراً وهي إثارة النزعات الطائفية بين السوريين حتى وصلنا الى هذه الحال من الفوضى والخراب، بعد ذلك  جاءت بعصابات داعش الإرهابية وهي صناعة أمريكية بريطانية إسرائيلية بأمتياز، والتي تحتل الآن أجزاء من سورية، إذ تخوض حرباً شرسة من أجل القضاء على هذا التنظيم الإرهابي الدولي المدعوم بالخبرات العسكرية والمخابراتية والعملية واللوجستية الأمريكية، حيث لم يعد أمرعصابات داعش خافياً على أحد من كونها آخر ما أنتجته عقول المخابرات الأمريكية لتخويف وترهيب العالم كله، وكم من مرة شوهدت الطائرات الأمريكية وهي تلقي بالمساعدات العسكرية من سلاح وذخيرة وعتاد وسلات من الأغذية تجاه المناطق التي تحتلها داعش، وعلى الرغم مما أشارت إليه بعض الصحف والمواقع الإلكترونية الغربية، وكذلك إعتراف بعض المنتمين الى داعش الذين تم ألقاء القبض عليهم بحجم تلك المساعدات، إلا أن الأمريكان ينفون ذلك، وفي إطار ذلك فإن سياسة أمريكا مستمرة لتدمير سورية وتهديد أمنها وكيانها ونهب آثارها وسرقة ثرواتها النفطية وتمزيقها إجتماعياً وطائفياً بخلقها لتنظيم داعش لإستنزاف طاقات سورية وشعبها، وإنطلاقاً من ذلك يمكنني القول إن ما جرى ويجري ولربما هناك أمور وقضايا أخرى أكثر خطراً يجري التخطيط لها بالخفاء، كلها تؤكد سوء النوايا الأمريكية والغربية تجاه سورية وشعبها والتي تصب في النهاية لخدمة إسرائيل ومن يسير بركابهم، والسؤال الذي يثير إهتمامي هنا هو: متى نستطيع أن نقف بوجه أمريكا ونقول لها كفى ما جرى بسورية من نهب وموت ودمار؟ وهنا يمكنني القول بأن أمريكا لم تقدر على فعل كل الذي فعلته بسورية لولا خيانة بعض الدول الذين أرتضوا أن يخونوا أمتهم وأن يبيعوا ضمائرهم من أجل مصالحهم الشخصية وتنفيذا لأجندات إقليمية ودولية.

في سياق متصل إن التوقعات التي خططت لها أمريكا وحلفاؤها جاءت في غير صالحها،  لو تابعنا المسار الذي رسمته أمريكا في سورية منذ أحداث الربيع العربي، والتي وضعت به كل إمكاناتها من أجل تأجيج الأزمة السورية وتفكيك الدول السورية وإسقاط نظامها، فضلاً عن تدمير مؤسساتها العسكرية والأمنية، التي تميزت بأنها المؤسسات الوحيدة التي وحدت البلاد وحفظت سيادة سورية، وأن سياسة أمريكا  المبنية على إستخدام القوة والدسائس وعرض العضلات بإستخدام تكنلوجيا السلاح الحديث،هي سياسة لم تنفع لإسقاط سورية بل فشلت وسقطت كل أقنعتها ورهاناتها.

في إطار ذلك إنهارت المؤامرة الغربية وإنكشف الإرهاب المصنوع، وظهرت عمالة الواجهات السياسية العربية، وبانت الحقيقة جلية بأن سورية تتعرض لحرب كونية إرهابية تستهدف تدمير الوطن السوري وتفكيكه وتجزئته لمجموعات طائفية، سنية وشيعية وعلوية، علاوة على ضرب محور المقاومة، لقد صمدت سورية، بوجه هذه الحرب وسطرت ملاحم بطولية أسطورية في تصديها لعصابات وجماعات الإرهاب، وحقق الجيش السوري إنتصارات عظيمة في الميدان، وإستعاد الكثير من المواقع التي كانت قد إستولت عليها هذه الجماعات الجهادية المتطرفة، بذلك يتضح يوماً بعد يوم الدور الوظيفي الذي تؤديه هذه المجموعات في خدمة المخططات الإستعمارية في المنطقة لزعزعة إستقرار دولها وتفكيك شعوبها، وتحقيق الأهداف والمآرب الإمبريالية، ولا ريب أن فشل المؤامرة على سورية بات أمراً محققاً ومؤكداً، وسيكون لهذا الإنتصار أثره الإستراتيجي لإنحسار نفوذ وتغلغل أمريكا في المنطقة والعالم .
مجملاً... إن المؤامرة التي تتعرض لها سورية لم يعد خبراً يحتاج إلى نشر، والكلام عن مؤامرة دولية تستهدف المنطقة أصبح واضحاً، نعيشه ونعايشه على مدار الساعة، وأن من حقنا أن ندافع عن الوطن السوري في معركة البقاء بالشكل والأسلوب الذي يناسبنا، لذلك لا أستبعد  إنتفاضة  قادمة  ضد الوجود والتدخل الأمريكي بشؤون المنطقة نتيجة الإحتقان الشعبي،  والغباء والتخبط الامريكي في التعامل مع شعوب المنطقة بتحريض دول إقليمية وتخطيط  صهيوني، في إطار ذلك يمكنني التساؤل، هل ستسقط الولايات المتحدة بشرها المسطير أم تجر ذيول الهزيمة والإنكسار؟ وهو الثمن الذي ستدفعه نتيجة أخطاءها في سورية وسعيها الفاشل لتقسيمها تجزئتها.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz