Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
استراتيجية أميركية وسيادة سورية .. بقلم: د. فؤاد شربجي
دام برس : دام برس | استراتيجية أميركية وسيادة سورية .. بقلم: د. فؤاد شربجي

دام برس:
جاء إعلان الاستراتيجية الأميركية للأمن القومي، متزامناً مع تسلّم سلمان الحكم في السعودية، ومع إعلان الأردن لاستراتيجيته للانتقام للكساسبة بمسح داعش وسحقها، ومع أن هذا التزامن لم يكن مقصوداً، إلا أنه طبيعي ومترابط ويحمل معاني التوجهات الأميركية - الخليجية.

الاستراتيجية الأميركية للأمن القومي ركّزت على العمل كي يكون لأميركا الدور الأساس في صياغة العالم. أي إنها تريد ترتيب العالم وفق مصالحها وأهوائها، لذلك فإن محاربة روسيا هدف رئيس لها لأنها أعاقت الترتيب الأميركي للعالم، كما شددت الاستراتيجية الجديدة (غير الجديدة) على حفظ أمن ومصالح أميركا أولاً، وأمن ومصالح حلفائها وشركائها ثانياً (وطالما خدموا مصالحها). وكان أكثر ما كررته فيما يخص الشرق الأوسط محاربة الإرهاب وتفكيك الشبكات الإرهابية، (متجاهلة دورها ودور حلفائها في إنشاء وتغذية وتمويل الإرهاب)، وبكل وضوح أعلنت الإدارة الأميركية أنها ستعتمد في المنطقة على (الاستثمار في قدرات «إسرائيل» والأردن وشركائها في الخليج). نعم «إسرائيل» مع الأردن مع الخليج، هي المعتمدة في تنفيذ سياسات أميركا في المنطقة وتحقيق مصالحها وهيمنتها، هل من وضوح أكثر من ذلك؟؟!
قبل صدور الاستراتيجية الأميركية للأمن القومي هذه، وبعد زيارة أوباما والوفد الأميركي الجمهوري والديمقراطي إلى السعودية، وبعد التباحث مع الملك الجديد – القديم، كتب أحد المعبّرين عن السياسة السعودية (جمال خاشقجي) متحدثاً عن سياسة خارجية جديدة (متجددة) للمملكة، تقوم على تجاوز أخطاء الماضي، باستعادة التحالف الفعّال بين السعودية وتركيا وأميركا، لمنع الانهيار الذي يتعرّض له الشرق العربي (والمقصود انهيار السياسات الغربية - الخليجية التي حاولت وتحاول إخضاع سورية وإسقاط دولتها).
الأردن الذي استضاف المخابرات المركزية الأميركية لتدريب المعارضة وتأهيلها لمحاربة الدولة السورية، والأردن الذي كان ومازال مقراً لغرفة العمليات الخليجية - الأميركية - الإسرائيلية ضد سورية، الأردن هذا صدم بمدى وحشية داعش، وبمدى تأثر الشعب الأردني بحرق ابنه الطيار الكساسبة.
وبينما اندفعت القيادة الأردنية لمداواة مصاب الشعب الأردني بابنه الطيار، عبر تكثيف الأعمال الأردنية العسكرية ضد داعش، وبينما الأردن مندفع لكل ذلك، سارعت دوائر عديدة لتحقيق ما جاء في استراتيجية الأمن القومي الأميركي من (استثمار القدرات الأردنية) وبدأ الحديث عن تدخّل أردني برّي ضد داعش، وهناك من رأى أن هذا التدخّل يجب أن يمر فوق الدولة السورية، متجاهلين قوة الجيش العربي السوري.
ولشحن هذا الاندفاع الأردني واستثمار طاقاته، بدأ الخليج يظهّر طرحه القديم بتشكيل (قوة عربية إسلامية) للتدخل البري في سورية، ووزير خارجية قطر خالد العطية أوضح بعد اجتماعات مجلس التعاون أن (الخليج يسعى لإقامة حلف عسكري خليجي مشابه للحلف الأطلسي) وهذا ما عادت (راغدة درغام) للترويج له في الحياة (الجمعة الماضية) تحت اسم (حلف أطلسي - عربي) أي بإضافة دول عربية أخرى إلى الخليج مثل الأردن وربما مصر.... وطبعاً قيام العرب بالتدخّل البري، المدعوم والمسيّر من أميركا، يحافظ شكلاً على وعد أوباما لشعبه بعدم زج جنود أميركيين في حرب برية في سورية أو العراق..
الأردن يريد مسح داعش، والخليج وأميركا يستغلان هذا النزق الأردني لتوظيفه ضد سورية أيضاً، وأحد المعبّرين عن السياسة السعودية طرح حلاً في سورية، يقوم على وصاية الأردن على المرحلة الانتقالية، مع تأمين متطلبات أمن «إسرائيل»، والتأكيد على أمن «إسرائيل» جاء واضحاً جداً (ولم نسمع أي تعليق من المعارضة على تأمين أمن «إسرائيل»، ولا على الوصاية!!).

سورية ومنذ اليوم الأول أدانت حرق الكساسبة، وهي منذ بدء الأزمة نبهت العالم إلى أن الإرهاب يريد خلق بيئة لإرهابه في سورية، لكن السياسة الأميركية - الخليجية - التركية ظلّت تدفع بالإرهابيين إلى سورية، وظلّت تموّلهم وتسلّحهم حتى خرج فرنكشتاين الإرهاب ضد من صنعه.
وفور حادثة إحراق الكساسبة، دعت سورية الأردن إلى التعاون مع الجيش العربي السوري، ومع الدولة السورية، لمحاربة داعش وأمثالها. لكن الأردن بدلاً من ذلك، غرق أكثر في دوائر الاستخبارات الأميركية والخليجية، ناسياً أن الجيش العربي السوري وفور نشر فيديو إحراق الكساسبة قام بقصف كثيف ومؤلم لمقرات داعش، أي إن سورية بدأت الانتقام للكساسبة حتى قبل الأردن، وسورية تحارب الإرهاب منذ أربع سنوات.
تجاه استراتيجية أميركا وتوجهات الخليج ودور الأردن، سورية لديها استراتيجيتها لمحاربة الإرهاب وصانعيه وداعميه ومستثمريه. أما عن طروحات الوصاية من ضمن الحل السياسي، فهذا يدل على أن المعبرين عن السياسة السعودية والخليجية لا يعرفون أن سورية لا تتنازل عن شعرة من سيادتها... وإذا كانوا مدمنين على الوصاية، ويعملون تحتها، بخضوعهم للاستثمار الأميركي - الصهيوني... فإن سورية سيدة، واسمها مستمد من سيادتها... وفعلها وفعاليتها سيادة واستقلال وإبداع إنساني مستمر عبر التاريخ.

تشرين
Fouad.sherbaji@gmail.com

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الأمريكية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz