Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
واشنطن دي سي..امرأة مجروحة بأنوثتها بفعل الذكر الروسي .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | واشنطن دي سي..امرأة مجروحة بأنوثتها بفعل الذكر الروسي .. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس:

صارت الولايات المتحدة الأمريكية امرأة مجروحة الكبرياء بأنوثتها، تستشيط وتستشيط غضباً من الجنتل مان الروسي الصاعد بقوّة على عرش الساحة الدولية، لقد أهينت الأنوثة الأمريكية من الرجل الروسي على الساحة السورية والأيرانية، فكان الأنتقام الأمريكي في أوكرانيا التي تمّ اختطافها الى المربعات العسكرية الغربية، فتموضعت جلّ الأزمة الأوكرانية وتحوصلت كملف استنزاف مشترك للروسي والأمريكي معاً، وما العقوبات الأقتصادية على روسيّا بسبب كييف وأزمتها في شرقها وعلى الحدود مع الفدرالية الروسية، ما هي الاّ عمل عدائي بامتياز أحادي الجانب وخارج الشرعية الدولية، كون أي عقوبات على أي دولة عضو في الأمم المتحدة، يجب أن تكون من خلال الأخيرة وعبر مجلس الأمن الدولي.

ومع كل ذلك وجد الناتو في هذه العقوبات شباك وكباش اقتصادي لألحاق الأذى الكبير بروسيّا عبر سلّة هذه الأعمال العدائية الأقتصادية المسماة بالعقوبات من جانب الناتو.

لقد اعترف العندليب الأسمر باراك أوباما بأنّ بلاده لعبت دور الوسيط لتغيير الحكم في كييف، وأنّ سلّة العقوبات الأقتصادية على روسيّا هدفها اضعاف الأقتصاد الروسي، وقد تبعه نائبه جون بايدن حيث أكّد أنّه لن تسمح واشنطن دي سي لموسكو برسم خارطة أوروبا من جديد، فيما قالت الأنسه سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي صراحةً: يجب تدفيّع روسيّا ثمن تدخلها العسكري والسياسي في أوكرانيا.

انّ تصاريح الثلاثي السابق(أوباما، بايدن، والأنسه رايس) ما هو الاّ صدى جوهر مخطط البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية)ازاء الفدرالية الروسية ومجالها الحيوي ومفاصل امنها القومي المراد استهدافه.

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي من جهة ما باركت الجهود الروسية ازاء الملف السوري من فوق الطاولة، وفوّضت أطراف عربية اقليمية لأفشالها عبر مبادرات مماثلة من تحت ذات الطاولة، ومن جهة أخرى ترسل الرسائل العدائية لموسكو، والهدف من جلّ ذلك أنّ المباركة الأمريكية لموسكو في الملف السوري شيء ولا تعني تبخّر الخلافات على طول الخطوط الروسية الأمريكية، ولا تعني بذات الوقت أنّها بوّابة لتقارب ما مع روسيّا، بل هي تكريساً للقاعدة الأمريكية في فصل الملفات عن بعضها البعض، مباركة هنا من فوق الطاولة وفعل سلبي من تحت الطاولة لذات الملف عبر أدواتها من أطراف عربية اقليمية، مع فصل ذلك كله عن ملف عدائها وتنافسها مع الروسي على الساحة الأممية.

أروقة صنع القرار في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، تسعى الى كسب حروب الولايات المتحدة الأمريكية سواءً في سورية أو أوكرانيا، وفي صراعاتها مع الصين وروسيّا، وفي فنزويلا وجلّ أسيا وفي كوبا عبر عودة العلاقات، عبر مخططات هندسة توريط حلفائها وأدواتها، من خلال اجتراح هندسة أنواع جديدة من حروب وغزوات يخوضها الآخرون(الأدوات)، بالنيابة عنها وعن المجمّع الصناعي الحربي وبلدربيرغه في الداخل الأمريكي، فيما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالجلوس حول موقد نار حروبها، تلتقط الكستناء وبيض الحجل الطازج من بين ما أشعلته آيادي حلفائها وأدواتها وعملائها، بتوجيه وايعاز من نواة ادارتها(جنين الحكومة الأممية)، وعندّ الأزورار بالكستناء والبيض المشوي تحتسي النبيذ المعتّق حتّى لا تموت بازورارها.

أوكرانيا وتفاعلات ومفاعيل أزمتها الراهنة، ان لجهة الرأسي وان لجهة العرضي، ودور العامل الخارجي في تمفصلاتها وتحوصلاتها، جعلت منها(مكسر ومطحن)لعظام نتاجات الكباش الروسي الأمريكي في أكثر من ملف في الشرق الأوسط. الأمريكي قدّم تنازلات في الملف الأيراني والسوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه حتّى لا يجرح في كبريائه، فذهب الى فتح الملف الأوكراني لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي وصارت له أدواته الناعمة، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي، لذلك قد تكون المبادرة الفرنسية الألمانية لحل الأزمة الأوكرانية تأتي في سياقات ذلك، بل آخر فرصة أمام أوروبا قبل أن تصبح أوكرانيا دولة قويّة عسكرياً وآداة متقدمة لأمريكا عبر تسليحها أمريكيّاّ من جديد، كون أوكرانيا قويّة يعني زعزعة استقرار هياكل الأمن والأقتصاد الأوروبي، وخاصة الأقتصاد الألماني أقوى اقتصاديات الدول الأوروبية.

فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات الأنقلاب في كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات الأنقلابية مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها. الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة(الأنقلابيون النازيون الفاشست)، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي.

هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبر حلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهر الأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكان حشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة على طول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية. فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة الثانية للدي سي في الملف السوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وملف الصراع العربي "الأسرائيلي"، وملف تايوان، وفي ذلك رسالة مشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفات أخرى حتّى في تايوان، وأرسلت الجواب عبر اجتماعات متكررة لمجلس الأمن القومي الروسي واستدعاء الأحتياط من قبل الزعيم فلادمير بوتين، وزيارة الرئيس بوتين الى القرم وعبر العروض العسكرية والمناورات، وفي ذلك رسالة أيضاً لليمين الأوكراني المتطرف النازي الفاشستي وسلطات انقلابه في كييف.

هذا وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ "إسرائيل"، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك.

كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)في المجتمعات والدول.

انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو والأمريكان سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية، وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا الجنرال فيليب، والذي سبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغير معلنة ومنها بلادنا الأردن.

العملية العسكرية الجارية الآن على مناطق شرق وجنوب أوكرانيا من قبل الجيش الأوكراني، جاءت بضوء أخضر أمريكي بعد زيارة لجون برينان مدير السي اي ايه ومعه ثلّة من ضبّاط الموساد الإسرائيل، تهدف فيما تستهدفه لحشر الفدرالية الروسية أمام خيارين: الأول الأذعان لهجوم الجيش الأوكراني والتخلي عن الحلفاء، وبالتالي تخسر موسكو كل ما حقّقته حتّى اللحظة في أزمة القرم وتعود الى دولة رقم اثنين أو ثلاثة، وحتّى تخسر في ساحتها الأوراسية كمجال حيوي للأمن القومي الروسي، وفي هذه الحالة يكون الغرب قد رسم سقفاً لتنامي القوّة الروسية، وفرض معادلة جديدة ورسم سقفاً لقنوات ومظاهر التعبير عن القوّة الروسية المتصاعدة، وهذا يتطلب حسماً عسكريّاً سريعاً من قبل واشنطن والناتو والحلفاء والأدوات في الداخل الأوكراني.

الخيار الثاني يتموضع في التالي: أن تتورط روسيّا عسكريّاً لصد ومنع هجوم الجيش الأوكراني اذا ظهر تراخي من قبل أدوات الدولة الروسية الناعمة في الشرق الأوكراني، وبالتالي قد تتطور الأمور الى حرب اقليمية كبرى يكون الناتو ووجه المدني الأتحاد الأوروبي أحد أطرافها، والهدف هنا هو ضرب الأقتصاد الألماني كأقوى اقتصاديات أوروبا وهو يعتمد بشكل كلي على الغاز الروسي الطبيعي، كاقتصاد منتج من الدرجة الأولى وذو النظام الأداري النوعي والكمي في نفس الوقت.

وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجته موسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)، مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكون أمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً، حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدم استقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية.... انّها لعنة اقليم كوسوفو مرةً أخرى.

وما مسألة انخفاضات في أسعار النفط في العالم الآن، ما هي الاّ أحد مظاهر الأرتباط الوثيق بين الحرب المزعومة على الأرهاب وعروقه في المنطقة، وبين الأهداف الأقتصادية الأخرى لهذه الحرب المزعومة غير المقنعة الاّ لمن هو شريك بها.

وتعتقد أمريكا ومن يوحي لها بهذا الأعتقاد، أنّ تخفيض سعر النفط سوف يؤثر على ايران وروسيا وفنزويلا وبالتالي على سورية، وأنّه شكل آخر من أشكال العقوبات الأقتصادية، وقد يكون ذلك صحيحاً في أحد مآلاته وله تأثيرات محدودة الى حد ما، مع استفادات صينية عميقة مؤقتة لهذا التخفيض حيث الأخيرة أخطر أعداء واشنطن هكذا تصورها أمريكا، وحيث بكين أكبر دولة تستورد النفط لحاجاتها له ولنمو اقتصادها وصناعاتها، ثم ستعود واشنطن من جديد الى رفع أسعار النفط لضرب الأقتصاد الصيني من جديد، فتستفيد روسيّا وايران وحلفاء واشنطن وهكذا دواليك، هذه لعبة أمريكية مزدوجة بنتائج سلبية وايجابية على الجميع بما فيها أمريكا نفسها، للمحافظة على التوتر في العالم وجعل أمريكا ضرورة شيطانية لابدّ منها.

لكن بالمقابل تناسى من يقف وراء هذا الأنخفاض لسعر النفط، أنّ الكثير من الدول الحليفة لواشنطن تتكبد خسائر فادحة بما فيه الأقتصاد الأمريكي نفسه، حيث مشاريع الطاقة البديلة الكبرى في الداخل الأمريكي والتي تم الترويج لها سابقاً، ستصبح غير ذي جدوى بالمعنى الأقتصادي مع انخفاض سعر النفط، وبالنتيجة الخسائر ستلحق تباعاً بالأقتصاد الأمريكي الذي يعاني بعمق من ركود وحالات تضخم مالي كبيره، كما سيتضرر الجميع من الدول في منظومات العلاقات الدولية في الأمن والسياسة والدبلوماسية.

ومرةّ ثانيةً قامت أمريكا بلعبة تخفيض أسعار النفط رغم خسارتها من الصخر الزيتي، لغايات ضرب روسيّا وايران وفنزويلا بضربة واحدة مع دفع دول المشيخات العربية لمواصلة ضخ النفط لأغراق السوق، حيث للولايات المتحدة الأمريكية(استراتيجية صامته)تسعى لتجربتها في المنطقة العربية والعالم، بعد أن فقدت استراتيجياتها الحالية أقدامها بما فيها (استراتيجية الوقت)التي تراهن عليها الآن في حربها المزعومة على الأرهاب، بأنّ ينتج عن ضرب مجتمعات الدواعش منظومات صديقة لها.

انّ مضمون(استراتيجية الصمت الأمريكية)هي وقود بشري، ووسائل جاهلية، تستخدم الدين والمذهب، والقبيلة والأقتصاد والفقر، كقنابل في الحرب العالمية الثالثة أهم من النووي والكيميائي، عبر الصراعات الأثنية والعرقية والقوميات المختلفة في كل المنطقة الشرق الأوسطية لأنشاء دويلات اثنية وقومية متصارعة.

تحاول كل من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية العربية الى افلاس روسيّا، من خلال تخفيض سعر النفط، فنتائجها الأيجابية على واشنطن كما تعتقد في اطار السياسة والعسكر والأقتصاد والتأثير أكبر من السلبيات وممكن لها في الحد الأدنى وعبر لعبة الطاقة وأسعارها هذه، أن تجعل حياة الروس وايران صعبة دون التمكن من انهائها.

حيث الأهداف مزدوجة لكلا العاصمة السعودية والأمريكية، فالسعودية تدفع ايران الى حالة من الأحتضار والموت البطىء، بسبب خفض أسعار النفط ونوع من العقوبات لدفعها الى اتفاقات تسعى لها الرياض في جلّ الملفات السوريّة واليمنيّة والعراقية واللبنانية والفلسطينية بما يتفق ومصالحها، وهذا ما تعتقده السعودية ونخبة حكمها السياسية من العائلة المالكة بني أميّه العصر الحديث.

في حين تسعى واشنطن دي سي الى حالة من توتير العلاقات بين الرئيس فلادمير بوتين، مع النخبة الروسية السياسية الحاكمة والمؤسسات التجارية كركيزتين أساسيتين من ركائزه السياسية الداعمة له ولمنظومة الحكم الروسية، بالرغم من أنّ مفاعيل وتفاعلات هذه الضغوط لن تغير شيء يذكر من آليات استراتيجيات الصراع الروسي الأمريكي التي ينتهجها ويجيد عملها الرئيس فلادمير بوتين، وان كانت تدفعه الى الميل نحو المزيد من الهدوء والبراغماتية السياسية دون التراجع قيد أنملة في ما يجري في سورية والمنطقة، وعن دعم النسق السياسي السوري والى آخر نقطة ولحظة حياتية.

ولا ثمّة خطب ومفارقة في تفضيل موسكو وايران لسعر برميل النفط في أن يكون بحدود مائة $ أو أكثر، لغايات المحافظة على التوازن المالي في ميزانيتهما، حيث قد تضطر ايران مثلاً في حال استمر سعر النفط بالتراجع الى رفع أسعار النفط ومشتقاته في الداخل الأيراني، وهذا من شّأنه أن يقود الطبقة الوسطى هناك الى مزيد من الدفع المالي كأثمان اقتصادية ومالية مقابل برامج الحكومة الأقتصادية المختلفة والتي يستفيد منها الفقراء.

بعبارة أخرى التعويض عن الخسائر الأقتصادية، مقابل نتائج سياسية في الداخل الأيراني ربما لن تكون الى جانب حكومة السيد حسن روحاني، ان لم تتداركها الدولة الأيرانية بحكمة وذكاء وصبر كحياكة السجّادة الأيرانية المشهورة، والتي تتطلب صبر وحكمة وذكاء مع القدرة على تقطيع الزمن والذي هو نتاج مدرسة الوقت والزمن السورية.

من جهة أخرى، وفي ظل لعبة تخفيض أسعار النفط التي تلعبها واشنطن والبلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية)، فانّ الكثير من أمة اقرأ التي لم تعد تقرأ، وصارت في ذيل القوائم وتطالب بعنف وعبر ثقافة الموت بحق اللجوء الى العدم من جديد، بعدما أضحى موردها البشري(العرب)مجرد خردة بشرية في مستودعات الأمم وثقافاتهم، ثقافة الديناصورات وجمهورياتهم عرجاء وعمياء، حتّى مملكاتهم ذوات حمل رضيع بالمعنى الآخر، فانّ مستقبل الأقتصاد العالمي يا عرب مرهون بالتطورات في القطب الشمالي وليس هنا، فمع ذوبان الجليد هناك تتعزّز فرص الأستغلال الأقتصادي، حيث المعلومات تقول أنّه ومنذ عام 1979 م خسرت المنطقة أكثر من 45 % من جليدها القاري، والصراع بدأ هناك منذ بدايات التسعينيات من القرن الماضي، صراع ساخن على منطقة القطب الشمالي والتي تضم أطراف من أوراسيا وأميركا الشمالية بمساحات تزيد عن 27 مليون كم مربع، رغم صقوعة وبرودة الطقس، فمن يسيطر على أوراسيا يا عرب يسيطر على قلب العالم.

والجليد يذوب هناك نتيجة الأحتباس الحراري، وتضارب المصالح الأستراتيجية بين الدول المحيطة بالقطب الشمالي تتفاقم بين روسيّا وواشنطن وكندا والنرويج والدنمارك، وتجدر الأشارة الى أنّه وبتاريخ عام 1996 م قامت الدول الخمس بجانب كل من فلنندا وايسلندا والسويد بتشكيل مجلس المحيط المتجمّد الشمالي، وتقول المعلومات يا عرب، أنّ الصين سوف تنضم وخلال الشهور القادمة اليه كعضو مراقب. ويجري صراع عميق بين الدول الخمس وأخرى حول من يملك سلسلة لومونوسوف الجبلية المغمورة بالماء، وهي على طول مليون ونصف مترمربع، حيث أكّدت الدراسات الأوليّة الجيولوجية أنّ هذه السلسلة الجبلية هي تتمة تركيبيّة للقاعدة القارية السيبيريّة التابعة لروسيّا، امتداد هذه السلسلة الغنيّة بالمواد الأوليّة وبالموارد الطبيعية تقريباً 20 كم مربع في القطب الشمالي لوحده والصراع يجري حولها بين الدول المحيطه بالمنطقة.

الروس عزّزوا وجودهم هناك في استمرار، فهذه المنطقة بالنسبة لهم هي مفتاح المصالح الوطنية والأستراتيجية الروسيّة، ومسألة توسيع الوجود الروسي هناك مسألة أمن قومي روسي، كما أنّه وأبعد من مسألة المواد الأولية في هذه المنطقة، تسعى موسكو الى تأكيد سيطرة عسكرية لها هناك بصدى سياسي، وهذه تعد أحد أوجه الحرب الباردة الجديدة بفعل الحدث السوري والأزمة الأوكرانية، وتعد ضمانة للأمن القومي الروسي ومجالاته الحيوية.

الفدرالية الروسية بنت مواقعها وعزّزتها في المنطقة القطبية الشمالية خطوة خطوة على مدى عقود يا عرب، وانتم مشغولون(بفلان طويل وفلان قصير) وبتجذير وتبني فكر ابن تيميّة الأقصائي التكفيري، ومدرسة الوهّابية الدين التلمودي الجديد. والهدف يا عرب بالنسبة لروسيّا ليس استعادة تلك المنطقة فحسب، بل تقويتها بشكل نوعي عبر الوجود العسكري والنووي والأستخباراتي.

ومقابل هذا التفاعل الروسي مع مجالات الأمن القومي للفدرالية الروسية قابله نشر واشنطن يا عربان لأكثر من 30 ألف جندي أميركي في ألاسكا لتوسيع الفهم الولاياتي الأمريكي للبيئة القطبية الشمالية وتعزيز وجودها فيها.

وهل بدأت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، باعادة صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا؟ هل مسارات انتاجاتها المخابراتية بدأت في خلق وتخليق مومياءات حكم للعديد من دول العالم الثالث ما بعد مرحلة ما سميّ بالربيع العربي؟

في أي سياق سياسي وأمني وعسكري تجيء تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الأخيرة، بخصوص خطط ودراسات العسكريين الأمريكيين لجهة خيارات تفعيل خطة عمل لم يكن يتضمنها جدول الأعمال منذ حقبة الحرب الباردة، عبر تمركزالعسكريين ونشر خطوط الأتصال والأتصالات البحرية بالتنسيق والتشاور مع حلف شمال الأطلسي، بجانب افتتاح طاولة جلسلت العصف الذهني ومناقشة تقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة بصورة مكثفة؟ ولماذا أكّد وذكّر الجنرال مارتن ديمبسي على أنّ أساس وجود الناتو كحلف هو لتحقيق الأستقرار وقمع (العدوان السوفياتي) الفدرالية الروسية حالياً؟

هل نجحت واشنطن في جعل الأزمة الأوكرانية بمثابة طعنه نجلاء في خاصرة الروسي، رغم استقلال القرم عبر استفتاء شعبوي نزيه وعودتها الى الحضن الفدرالي الروسي من جديد؟ ولماذا كان الجنون الأمريكي والغربي مركباً ومتعدداً بعد عودة القرم الى الروسي؟ آلا يمكن اعتبار تسمية كييف رسمياً عضواً في الأتحاد الأوروبي الغربي بمثابة جنون مطبق لا متقطع، والأتحاد الأوروبي هو بمثابة الوجه المدني الناعم لحلف شمال الأطلسي؟ وآلا يمكن اعتبار بريطانيا العظمى ودورها بمثابة حصان طروادة الأمريكي والأسرائيلي في الداخل الأتحادي الأوروبي؟

وهل نحن أمام ريح عقيم هبّت لتحمل معها لفحات تنذر بحرب باردة، من شأنها ومآلاتها أن تجمّد كل التفاهمات والحلول في العديد من الساحات؟ آلا يمكن اعتبار سورية الصاعدة والعراق الساخن وغزّة النازفة وأوكرانيا غير المستقرة والصراع على ثروات أسيا الوسطى، والصراع على القطب المتجمّد الشمالي بمثابة السداسية القاتلة وستكون محور كل الحكاية الباردة؟ من سينتصر على من في النهاية، الجليد السيبيري أم ثلوج ولاية الآسكا؟ وهل لنا أن نكيّف تذكير الجنرال العجوز مارتن ديمبسي بالهدف الذي أنشىء من أجله حلف شمال الأطلسي بمثابة اعلان عداء لنواة الأتحاد الروسي؟ ما هي مديات عدم سماح الأمريكي للروسي بالتمدد في العديد من الساحات؟

هل ستستثمر واشنطن وبلدربيرغها ومجتمع استخباراتها، وبالتعاون مع مجتمعات المخابرات الغربية والأسرائيلية وبعض مجتمعات مومياءات الأستخبار العربي، في استغلال الجمهوريات الأسلامية أو التي يتواجد بها مسلمون لأثارة القلاقل والمشاكل حول روسيّا؟. في المحصّلة ستلجأ الولايات المتحدة الأمريكية وجلّ حلفائها من بعض غرب وبعض مومياءات الحكم العربي باسناد اسرائيلي لدعم مكثف ومتعدد لكييف عسكرياً وسياسياً ولوجستياً واقتصادياً ودبلوماسياً واعلامياً، وسوف تزداد العقوبات على موسكو وستجهد أوروبا بالبحث عن مصدر آخر للغاز ان أمكن، وستحسم بقوّة بعض الملفات داخل نواة الأدارة الأمريكية وداخل المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، كونه أي تباطؤ هنا أو تلكؤ هناك سيعني ويشي تقدماً وانطلاقاً روسياً الى الأمام خاصةً في سورية والعراق وأوكرانيا وان شئت الصراع العربي الأسرائيلي حالياً الى حد ما ولاحقاً بعمق.

www.roussanlegal.0pi.com

mohd_ahamd2003@yahoo.com

الوسوم (Tags)

روسيا   ,   واشنطن   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz