Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
العام الجديد كيف نستقبله ؟ بقلم: فوزي بن يونس بن حديد
دام برس : دام برس | العام الجديد كيف نستقبله ؟ بقلم: فوزي بن يونس بن حديد

دام برس:

ونحن نستقبل أول أيام العام الميلادي الجديد2015م  نسأل الله عز وجل أن يجعله عام سلم وسلام وأمن وأمان، وأن يبعد عنا كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، نسأله أن يجعل العام الجديد بإذن الله عاما نتخلص فيها من كل درن، ونبتعد فيها عن كل وسن، ويبعد عنّا المولى عز وجل كل المحن والإحن، نستقبل عاما جديدا وكلنا أمل أن نبدأ حياة جديدة ونطوي صفحات البؤس والشقاء التي عمّت بلادنا العربية بعد ما يسمى الثورات العربية، نستشرف آفاقا جديدة وكلنا عزيمة وإصرار وبصبر جميل على تخطي هذه الصعاب والخروج من فوهات المدافع ولغة الرصاص إلى أفق جديد سمته العلم والمعرفة وإعادة بناء الإنسان على أسس التسامح والتكافل والتعاون.

أمتنا هوت تحت القنابل والصواريخ، وصارت غابة مليئة بالوحوش والذئاب المفترسة التي تقتلع الإنسان من جذوره وتذبحه من الوريد إلى الوريد دون مراعاة لأدنى حقوق البشر والإنسان، وكأن الذي يذبح مجرّد من إنسانية الإنسان فصار كالحيوان المفترس الذي إذا جاع لا يعرف شيئا سوى إشباع غريزته وإطفاء لوعة الجوع الذي تنهش أمعاءه، فيطمس بذلك ثقافته وحضارته ويدنّس تاريخه ويطأ بقدميه كل فضيلة ليظهر بشعا في لباسه وفي شكله وفي ثقافته، ثقافة لم نعهدها، ثقافة التكفير والتهجّم والاعتداء على الآخر حتى لو كان طفلا بريئا جاء إلى هذه الدنيا حديثا يريد الحرية والتنعم بالحياة ولو قليلا، يستنشق فيها رائحة الأمل والطموح فتصدمه آلة الذبح وتغتاله وتغتال كل أمنية  كانت تراوده.

أمّتنا قربت من نهاية الحدث بعد أن مزّقتها الحروب شمالها وجنوبها، سمّها ما شئت مؤامرة، أو فتنا، أو صراعات مذهبية، أو غيرها من المسميات التي ظهرت بعد أن كنا نعتقد أن الشعوب بدأت تشرب الديمقراطية من معينها،  وتفهم معنى الحياة الجميلة لا الأليمة، وإذا بآلة الحرب تدكّ معاقلنا من كل جانب، مرّة بدعوى نشر الإسلام من جديد ومرة أخرى بدعوى مجابهة الظلم والطغيان، وفي كلتا الحالتين ابتلي الشعب العربي بنار تلظّى، تساوى فيها الأتقى والأشقى، نار أكلت كل شيء أمامها ولم تترك أثرا إلا ودنّسته، مئات القتلى كل يوم في فلسطين وليبيا والصومال والعراق وسوريا ولبنان والقائمة تطول بأي ذنب قتلوا؟ بأي ذنب يحرمون من الحياة الكريمة؟ بأي لغة يفهم هؤلاء المسلحون؟ ومن يمدّهم بالسلاح والعتاد؟

مجرمون أولئك الذين يمدّون هؤلاء بالمال والسلاح والعتاد لا شك مهما كانت مبرّراتهم، لا نقبل إلا أن نسميهم مجرمين، والإسلام بريء منهم إلى يوم الدين، لا نريد منهم إسلامهم هذا الذي يدعو إلى قتل الآخر والاعتداء عليه بهذا الشكل البشع والمشين، والأغرب من ذلك كله أن الأمم المتحدة تدعو الأطراف المتنازعة في كل بلد  إلى ضبط النفس والتوقف الفوري لإطلاق النار دون أن تكلّف نفسها البحث في أسباب الصراع ومعالجتها، ودون البحث فيمن يمد هذه الفرق المتشظية بالسلاح والمال وكأن الأمر لا يعنيها كمنظمة عالمية ترعى حقوق الإنسان، فبئس  هذه المنظمات التي لا تبحث إلا عن نفسها من خلال الإعلام الذي ينافق أعمالها، وما خفي من أخبارها كان أعظم، وإلا فالنار ملتهبة في كل مكان وهي تتفرج وتنتظر ماذا؟ ترى البؤس في وجوه الأطفال والنساء، وقد حرموا من أبسط أساسيات الحياة، كيف يعيش هؤلاء؟ ومن أجبرهم على اللجوء إلى المخيمات يقاسون البرد والحر والجوع وكل أنواع الذل والمهانة، والأثرياء في بيوتهم ينعمون ولا يدرون أن النار ربما تلحقهم يوما بما كسبت أيديهم.

عظم الإجرام في العالم وصار القتل يوميا وكأنه مألوف، لا تحرك الأنفس سوى بعض التأوهات التي تظهر هنا وهناك وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يعنينا، نبحث عن الحل وإذا المشكلة تتعقد بتعقد وتعارض مصالح الدول ولا نرى من إعلامنا سوى مظاهر القتل والعنف والإجهاز على كل جميل، ألا يظن أولئك أنهم محاسبون ويشجعون على امتداد  هذه المشاهد المرعبة ما السبيل يا الله ؟ ومتى النصر المبين على النفس الأمارة بالسوء؟ متى يتحقق الأمن والأمان؟ ونحن بدأنا عاما جديدا وودّعنا عاما مأساويا على كل المستويات، بل ومؤلما من جميع الجهات، عاما مليئا بسوداوية المكان والزمان فصار كالشبح الذي يتردد في كل مكان ويبحث عن فريسة ينهشها بدم بارد ولا يبالي، بل يظهر كالزعيم أمام وسائل الإعلام،  أين العقلاء من هذه الأمة؟ أين العلماء والمفكرون؟ أين محبو السلام؟ أين الشعوب الثائرة على الدمار والقتل والعنف والإذلال؟ أين الإعلام الصادق الذي يبحث عن الحقيقة لا الذي يؤجج الصراع بين الأطراف؟ كلنا مسؤول عن هذه الأحداث، وليعمل كل منا على إطفاء جذوة هذه الصراعات حتى يعيش الجميع بسلام واطمئنان.

abuadam-ajim4135@hotmail.com

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz