Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 07 كانون أول 2024   الساعة 17:24:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
فوق كيد المعتدي .. بقلم : عفيف دلا
دام برس : دام برس | فوق كيد المعتدي .. بقلم : عفيف دلا

دام برس:

لا جديد في كون المجرم مجرماً والإرهابي إرهابياً .. بل هو في كثير من الأحيان توكيد معنوي لحقائق الأشياء .. والاعتداء الإرهابي لم يكن أبداً محصوراً بالناحية العسكرية بل كان سياسياً على الدوام واقتصادياً في كثير من الأحيان وقبل هذا وذاك كان فكراً وأيديولوجية ينطلق من فكرة العداء للآخر واغتصاب حقوقه من السيادة إلى الحياة حتى .
وفي قلب الصراع يصبح الإرهاب وسيلة قتال ولغة حرب وهذا ما عرفناه على امتداد عمر الصراع مع العدو الإسرائيلي وخاصة في السنوات الأخيرة .. حيث كان الاعتداء الإسرائيلي الهمجي على خصوصيتنا السورية بمفردات الطائفية البغيضة، وعلى وحدتنا وتماسكنا الاجتماعي والوطني من خلال مفاهيم المعارضة والتقسيم والتشرذم تحت ستار الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان ، وعلى خطنا القومي المقاوم من خلال طروحات القطرية والانعزال وانعدام جدوى مقاومة إسرائيل .. كل تلك الاعتداءات يضاف إليها الاعتداءات على الجغرافية بآلة حرب عسكرية تستهدف الحجر كما استهدفوا عقل البشر على مدى سنوات طوال .. فإذا ما كانوا فقدوا الأمل في تحقيق مبتغاهم في استهداف البشر وعقولهم هاهم يفرغون جام حقدهم على الحجر فيقصفون مبنى هنا ومنشأة هناك ..
لكن البناء أخرس جامد لا تسكنه روح فهي تستقر في أيدي من يعمر ويشيد البناء من أبناء شرفاء مخلصين ، ونحن لا نتحدث عن انعدام قيمة الحجر؛ ففي سورية كل ذرة تراب تساوي أرض العالم بأسره وكل حجر يستلقي على قارعة التاريخ يفوق قيمةً قصور العالم وتحفه .. لكن ما نريد قوله هو أن ما يكون قابلاً للتعويض ليس خسارة في ظروف المعركة فأي عدو يبحث في الحرب عن تكبيد خصمه خسارة إستراتيجية ، والخسارة الإستراتيجية هي تلك التي تكون غير قابلة للتعويض جزءاً أو كلاً أو تحتاج ربما لزمن طويل نسبياً كي تعوض علماً أن عوامل التعويض غالباً ليست في حالة وفرة .. وفي هذا السياق نجد أن سورية هي من كبدت العدو الإسرائيلي خسائر إستراتيجية أفقدته صوابه إلى حد التصرف بجنون الباحث عن أي شكل للتعويض حتى لو لم يكن ذو قيمة أو جدوى فعلياً .. فهو كالرصاص الخلبي لا يعدو كونه صوتاً في حين أن قضيباً من الخشب يكون أشد إيلاماً منه ..
نعم .. سورية من أوجعت أولاً وأوجعت أخيراً .. وإذا ما نظرنا إلى عمق الاعتداء الإسرائيلي الهمجي البارحة فسنجد أنه لم يحقق هدفاً منظوراً واحداً لا بل ولا حتى مستتراً سوى أنه أظهر هيستريا العدو الإسرائيلي حيال ما يجري في الأرض السورية من تقدم للجيش العربي السوري وتقهقر لجماعاته الإرهابية فرغم كل الدعم الإسرائيلي لها في الجنوب خصوصاً لم تستطع أن تحقق شيئاً ولا هو قادر على تحقيق شيء لا من خلالها ولا بنفسه .. فماذا يفعل سوى أن يظهر حقده وجنونه باعتداء على حجر في ريف دمشق .. ؟؟
بكل الأحوال المعكرة مستمرة وكل مؤشراتها تظهر من هو المنتصر الحقيقي ومن هو المهزوم الحقيقي وإن غداً لناظره قريب ..

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz