Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 01:40:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
رسالة أمريكية لتركيا والسعودية ...لا تفكروا أبداً في إسقاط الرئيس الأسد .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي
دام برس : دام برس | رسالة أمريكية لتركيا والسعودية ...لا تفكروا أبداً في إسقاط الرئيس الأسد .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي

دام برس:
إن تضافر ديناميكية الدبلوماسية الأميركية في التسوية النووية الإيرانية، والدبلوماسية الروسية في تفعيل المسار السياسي السوري، عبر ترتيب صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج لإجلاسها على مقاعد في مواجهة ممثلي النظام في موسكو وبناء قواعد للحل السياسي للأزمة والمبنية على تفاهمات سورية - سورية، يضع الرياض بين فكي عزلتين ويعكس كلاهما تراجع وزن المملكة الدبلوماسي في الملفين الأساسيين في المنطقة إزاء قطبي الغرب والشرق، "الولايات المتحدة وروسيا"، وإستمرار تهميش نفوذها، لذلك إتسمت السياسة الخارجية السعودية بالتخبط وأهم علامات هذا التخبط، أنها تتحالف مع الإستراتيجية الأمريكية من أجل خفض أسعار النفط كي تضرب الإقتصاد الروسي والإيراني الداعمين لحكم الرئيس الأسد في سورية، ولكنها بالمقابل تسعي للتقارب مع الروس نكاية في الأمريكان الذين يرفضون عزل الأسد ويفضلون تحديد حربهم في سورية والعراق على ضرب تنظيم داعش فقط.
يتحرك الأميركيون اليوم باتجاه إيران الذين بعثوا برسائل تطمين إلى النظام السوري، مفادها أن بقاء الرئيس الأسد، صار وراء ظهرهم، أي أنهم تجاوزوا الأمر، وهم معنيون بالبحث مع الروس وباقي الأطراف الإقليمية الفاعلة بتسوية تتيح إنعقاد مؤتمر جنيف مجدداً للخروج من الأزمة السورية المعقدة، وذهب البريطانيون حذو الأميركيين وأبلغوا كل الدول المنخرطة في إطار التحالف الدولي  ضد داعش إن خيار الغارات الجوية لن يكون كافياً لمنع تمدد تنظيم داعش ولا القضاء عليه، وبالتالي لا بد من عملية عسكرية برية خاطفة، لكن بشرط أن يكون النظام السوري شريكاً فيه، بمعنى أن الغرب وأمريكا يريدون من خلال هذه الرسائل ضمان إنخراط النظام بطريقة أكثر جدية وفاعلية في الحرب ضد داعش.
ووفقاً للوقائع التي أخذ يفرضها الميدان السوري، فإن واشنطن والغرب باشرا مرحلة حصر الأولويات، فبدأ همّهم يتحول إلى الحرب على الإرهاب، وسقوط شعارهم "إسقاط الأسد"، وهذا ما جعل السعودية في حالة من فقدان الإتزان والعقلانية، فوسّعت نطاق عداواتها من خلال الحث على إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية ، لكن هذا الهجوم السعودي لم يلقَ اهتماماً من دول الغرب، التي أخذت تتخوف من الموجات الإرتدادية للإرهاب على عواصمها، في وقت تتكشف وقائع مختلفة عن حجم الإنخراط السعودي والخليجي  والتركي في إحتضان تنظيم داعش وتمويله.
بعد الصراع الصامت بين السعودية وتركيا على ريادة الإقليم، مع الإتفاق بينهما على مواجهة إيران، بدأت العواصم الغربية ترصد تعاوناً بين الرياض وتركيا لإسقاط نظام الأسد رغماً عن واشنطن، وشهدت العلاقات بين البلدين تقاطعا على صعيد الإتفاق على ضرورة إسقاط النظام السوري بصرف النظر عن أن لكل دولة أوراقها في الميدان، إذ تصر الرياض وتركيا على أنه لا حل لأزمة تنظيم داعش وحدها دون إسقاط نظام الأسد وإن التدخل العسكري لا يجب أن يقتصر علي قصف أهداف داعش فقط ولكن قبول واشنطن بضرورة إسقاط الأسد أيضاً، هذا الأمر ما أدى لإتساع الفجوة بين أمريكا التي تضع على رأس أولوياتها تدمير الدولة الإسلامية، وأجهزة المخابرات في الخليج وتركيا، التي تشدد على إسقاط  النظام السوري كهدف في نهاية الحرب على تنظيم داعش، ويبدو أن الموقف الأمريكي مما يجري في سورية يغضب حلفائها في الخليج وفي تركيا على السواء، وأن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يتحركون وفقا لأجندات خاصة بهم تحقق أهدافهم ومصالحهم لا أهداف ومصالح واشنطن فقط، ولهذا بدأت الخلافات تدب بينهم وبين واشنطن، خاصة بعد استمرار تقدم قوات تنظيم داعش في المنطقة، ورغم هذا لا تزال هناك نقطة التقاء واحدة بين واشنطن وحلفائها في الخليج وتركيا هي تدريب مقاتلي المعارضة السورية في تركيا.
وفي إطار ما سبق لعل العامل الأكثر إثارة للأسئلة هو الموقف التركي من أحداث  سورية في ظل التمسك بشعار إسقاط النظام وإقامة المنطقة العازلة، من دون إغفال البصمات التركية الواضحة في أصل قيام دولة داعش على جزء من الأراضي العراقية والسورية، واذا كان ثمن جلوس هذا الطرف الإقليمي أو ذاك الى مائدة الحرب الدولية ضد داعش صار واضحاً الى حد كبير، فان الأتراك يعتبرون أن الأثمان المعروضة عليهم لا تفي بمنظومة مصالحهم، هم يطالبون بتلزيمهم الملفين السوري والكردي، ولكن الجواب من أكثر من عاصمة دولية وإقليمية أن هذا السلوك التركي سيؤدي الى إمتداد الحريق الى الداخل التركي وبدء العد العكسي لانتهاء الظاهرة الأردوغانية، لذلك فإن الأميركيون ينظرون بريبة الى ما يسمّونه تمرد أردوغان الذين  طلبوا من الفرنسيين أن يمارسوا نفوذهم لدى القيادة التركية من أجل تذليل شرطهم المتمثل بأن انخراطهم في أية حرب دولية ضد داعش يجب أن يكون جزءاً من إستراتيجية شاملة تستهدف أيضا إسقاط الأسد، وبالتالي فإن تركيا تتحرك في كل الاتجاهات بعد التطورات الأخيرة وتوجيه واشنطن لأنقرة ما يشبه الصفعة، برفض الأولى إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية مع سورية.

وأخيراً أختم بالقول لقد إنتهى زمن الحديث عن إسقاط النظام في سورية، وبدأ زمن إسقاط المعارضة، وإنطلقت مرحلة التسويات وليست واشنطن من فرض هذه النهاية لحرب أربع سنوات، بل الذين جعلوا أوهامهم بالرهان على الإرهاب سياسة رسمية لحلف الحرب على سورية، وسايرتهم واشنطن بعدم إستدراك مخاطر هذه الأوهام والرهانات قبل فوات الأوان، ولم تعد قضيتها الجواب عن سؤال وماذا عن إسقاط النظام فالذين يريدون المقايضة بين شراكتهم في الحرب على الإرهاب بسماع جواب واشنطن على هذا السؤال، يضعون أنفسهم خارج الحلف مع واشنطن وبإختصار شديد وإنطلاقاً مما سبقيمكنني التساؤل هل يبدأ أعداء سورية بمراجعة الحسابات، خاصة بعدما شعروا بارتفاع المعنويات عندما هدد الرئيس الأمريكي أوباما بضرب دمشق خلال عدة ساعات، لكنهم سرعان ما أُصيبوا بخيبة الأمل والإنزعاج، بعدما أدركو أن أوباما لن يقوم بذلك، خصوصاً بعد أن بدأ حزب الله وإيران وروسيا وسورية والعراق، يشكلون محور القوة والتصدي لأي عدوان خارجي يهدد أمنهم وإستقرارهم؟
Khaym1979@yahoo.com

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz