دام برس:

ما إن اقترب موعد إعلان سيطرة الجيش العربي السوري على مدينة حلب ومحاصرة المسلحين فيها أو طردهم خارجها حتى بدأ ناقوس الخطروالهزيمة يدق بين تركيا والسعودية وأمريكا منذراً بقرب سقوط مدينة حلب بيد النظام كما يقولون ؛ فسارعت تلك الدول للاجتماع والتباحث و إرسال مبعوثها الأممي ستيفان دي ميستورا إلى دمشق بوجه مبتسم حاملاً رايته البيضاء وواضعاً نصب عينيه مدينة حلب وداعياً لتجميد القتال فيها بهدف حماية ما تبقى من المدينة الصامدة وسكانها من سيطرة داعش .

ما الذي يخبئه المبعوث الأممي في جعبته وأي نوايا يضمرها !!!! ونحن ما تعودنا يوماً أن يأتينا من الغرب ما يبشّر بالخير وخاصة أن للولايات المتحدة الأمريكية يداً طولا في ذلك .

دي ميستورا في دمشق ليس باستطاعته إلا أن يظهر حسن النوايا فصرّح وبالشرح المفصل أن " تجميد القتال هو مصطلح جديد في الأمم المتحدة وهو ليس وقفاً لإطلاق النار الذي يكون عادةً وفق شروط واتفاقيات محدودة لا يجوز اختراقها بل هو تجميد للعمليات القتالية دون ضمانات مكتوبة تتيح للراغبين بإلقاء السلاح أن يفعلوا ذلك أو أن يغادروا خارج المدينة أو حتى أن يسلموا أنفسهم وأسلحتهم للسلطات المحلية ."

لكن السؤال : لماذا تزامنت هذه المبادرة مع قرب سيطرة الجيش السوري على المدينة وخسارة المعارضة وداعميها كبرى المدن السورية والأكثر أهمية .

والسؤال الآخر : أين كان دي ميستورا والأمم المتحدة كلها خلال الأربع سنوات الماضية والإرهاب يضرب هذه المدينة الصناعية العريقة ويدمر تراثها ويقتل ويشرد أهلها ويسرق مصانعها إلى أحضان اللص التركي ...هل كان هذا الإرهاب معتدلاً برأيهم ..!!!!؟؟؟؟

القيادة السورية بحكمتها وحنكتها السياسية لا تترك للغرب أي ثغرة ، فمن موقع القوي رحبت بمبادرة المبعوث الأممي بهدف حقن دماء السوريين مع الحفاظ على السيادة ، ووضعت في ثلاجة دي ميستورا رسالة ضمنية كشرط مفاده تطبيق قراري مجلس الأمن /2170- 2178/ للعمل الجدي في محاربة الإرهاب ووقف تمويله ودعمه ومنع دخول وتسلل الإرهابيين إلى الأراضي السورية .

هي لعبة السياسة التي تتقنها القيادة السورية بحرفية ؛ رمت الكرة الثلجية بملعب المبعوث ومرسليه  موضحةً أن التجميد لا يصح على صفيح ساخن بل يحتاج إلى وسط بارد وهذا يتحقق أولاً بوقف الدعم الكامل عن التنظيمات الإرهابية بكافة فصائلها ما يعني قطع يد تركيا والسعودية باعتبارهما المنبع الرئيسي للإرهاب ودعمه .

مدينة حلب قريباً في قبضة الجيش السوري سواءً تم التجميد أم لم يتم ، وانتصارات الجيش العربي السوري رسائلٌ فصيحة وأوراق سياسية تخطو بها القيادة السورية خطواتها الثابتة في أي مفاوضات تدخلها .

فهل سيرجع المبعوث الأممي إلى أحضان الأمم المتحدة مبتسماً .. وكيف سينقل الرسائل السورية إلى أمريكا ..؟؟؟