دام برس:

ترسّخ في أذهان الجميع تقريبا أن كلمة "كوباني" هي التسمية الكردية لمدينة (عين العرب) السورية ، وما ساهم بترسيخ هذا الأمر وسائل الإعلام على مختلف مستوياتها باستثناء الإعلام الرسمي السوري !

ولعل إصرار بعض السياسيين الأكراد على استخدام كلمة (كوباني) زاد من قناعات الجميع بأنها فعلا المرادف الكردي لعين العرب.

بعض وسائل الإعلام المصنفة بـ "الحيادية" تستخدم عبارات من قبيل : مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) ، ووسائل أخرى تقتصر على التسمية كوباني فقط ..

وحدها وسائل الإعلام الحكومية تستخدم غالبا التسمية الرسمية : عين العرب .

في إحد البرامج السياسية على هواء فضائية سورية كانت المُحاوِرة حريصة على استخدام كلمة "عين العرب" في حين كان الضيف الكردي حريص أكثر على استخدام كلمة "كوباني" ، وانتظرتُ من المُحاوِرة ان تسأل ضيفها : لماذا تستخدم كلمة كوباني .. أو ماذا تعني كوباني؟.. لكنها لم تفعل !

وانتظرت من الضيف ان يبرر سبب استخدامه لكلمة كوباني بدلا من عين العرب .. لكنه ايضا لم يفعل!

المشكلة  ليست باستخدام تسمية كردية لمدينة سورية إذ توجد عشرات القرى والبلدان تحمل تسميات تعود لحضارات متعددة مثل العاصمة دمشق  .. الخ .

المشكلة أن كلمة "كوباني" ليس لها جذر كردي أي هي تسمية غير كردية .. وبالتالي فإن تعميم استخدامها من وسائل الإعلام الغربي والعربي وبعض الأكراد وتغييب تاريخها وهويتها العربية السورية يثير الشك والريبة وقد يخفي أهدافا سياسية بدأ تتكشف خفاياها وأسرارها تدريجيا خلال الأيام القليلة الماضية .

لقد سبق وزرت منطقة عين العرب ثلاث مرات في فترات متباعدة لم أسمع خلالها كلمة "كوباني" من سكانها ، مايؤكدان هذه التسمية مستجدة وأتت من الخارج !

واعترف انني صدقت بل واقتنعت بان كوباني هي التسمية الكردية لعين العرب .. إلى أن كشف أحد ضيوف برنامج الإعلامي عباس ضاهر ( من دمشق) أن كوباني هي شركة المانية !

وبالعودة إلى المعلومات المتاحة على "الإنترنت " تأكدت بأن لاجذرا كرديا لكلمة كوباني ، فهي ان لم تكن المانية فقد تكون تركية .. ولا احتمالات أخرى !

وتختلف الروايات بتسمية عين العرب "كوباني" ، فثمة رواية تعيد التسمية لشركة ألمانية تدعى "كومباني" قامت ببناء سكة حديدية في المنطقة وأقامت محطة صغيرة فيها عم 1912 ، فتداول السكان اسم المحطة، وتم تحويرها "بحذف حرف الميم"  لتتخذ الاسم الجديد: كوباني .

وهناك رواية أخرى تقول :

لقد أنشئت مدينة عين العرب منذ ما يقارب تسعين عاما وقبلها كانت قرية صغيرة ولم يكن للأكراد موضع قدم فيها وكان فيها نبع ماء ضخم "جف منذ أكثر من عشرين عاما" حيث كان العرب يقيمون بجانبه لسقاية مواشيهم وكان على مسافة عدة كيلو مترات منها قرى كردية ربما تفوقها حجما وكان الأكراد في ذلك الزمن يطلقون عليها تسمية  ( عرب بينار ) أي نبع العرب أو عين العرب وعندما جاء الاستعمار الفرنسي أسسوا فيها منطقة حضرية لعدة أسباب قربها من الحدود التركية وتوفر الماء فيها وبدأ الأكراد بالتوافد عليها لأن الفرنسيين كانوا يلعبون على وتر الاقليات وكانت محرمة على الأكراد قبلها وغيرهم من القبائل العربية لأن القبيلة التي تسكن بجانب النبع فبيلة قوية وتدافع عن الماء بشراسة لأنه أحد أسباب بقائها .. أما التركمان فكانوا يطلقون عليها "كوبان" نسبة للعرب الذين يرعون الأغنام في تلك المنطقة  ) وكوبان بالتركية تعني راعي أغنام ) ! 

الخلاصة :

إذا كان تاريخ عين العرب  يعود إلى عصور ماقبل الميلاد ويشهد على ذلك الآثار المكتشفة في عدد من قراها ومعظمها تعود الى الحضارتين الحثية والاشورية فهذا يعني انها ليست كردية بل هي نتاج عدد من المكونات الحضارية والثقافية التي يتميز بها المجتمع السوري .

وقد أطلقت كلمة عين العرب أول مرة على تلك المنطقة سنة 1937م ، واحتفظت البلدة من بعدها باسمها التاريخي ايضا (عرب بينار).

وإذا كان هناك من يصر على التسمية الكردية لعين العرب فليستخدم جذرها الكردي (عرب بينار) وليس جذرها الإنكليزي (كومباني) أو التركي (كوبان) !!