Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 10:36:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب ؟ بقلم: فوزي بن يونس بن حديد

دام برس:

هل  هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟ خراب ودمار وقتل وتكفير، حرية ملطّخة بالدم، حرية لا تعرف إلا الضغط على الزناد والرمي بالرصاص والذبح بالسكين، هل ما نشاهده اليوم هو نتاج تلك الدكتاتورية التي كانت جاثمة على صدورنا أم أنه نوع من اللهو المباح كما تسميه الدول العظمى؟ من الرابح وراء هذا الدمار العربي العربي؟ من وضع السكين على الوريد ليقطعه وينهي مسلسل الحياة البديع؟  ماذا يريد الداعشيون أن يفعلوا بعد ما فتكوا بالبشر والحجر؟ وهل الخلافة قامت أو أنه بدأت في الانهيار، هل ما نشهده هو علامات قيام الساعة الكبرى كما جاء في الأحاديث حيث يكثر الهرج والمرج أو هو نتيجة لتجربة قامت بها الدول العظمى لتغيير بعض الأنظمة؟

كانت هناك شعوب مقهورة فعلا والتاريخ شاهد على ذلك غير أن الحرية كانت ضريبتها غالية بل وغالية جدا؟ وهل حقا يجب على كل الأنظمة أن تتغير وتسود الفوضى أو أننا ما نراه اليوم تحوّلٌ دراماتيكي في الحياة السياسية؟ كانت الشعوب تريد أن تتنفس الحرية دون أن تغتصب فرحتها، وتخسر مكانتها ودون أن تشوّه حركتها، كانت تعشق الحرية كما يعشقها كبار الشعراء الذين كتبوا عنها وتنفست كتاباتهم من خلالها، رأوا  أن الإنسان لا يستطيع أن يحيا سليما مع الحرية فلا بد من إراقة الدم حتى تحلو الحياة ولكن ما إن تحلو الحياة قليلا حتى يأتي من يعكر صفوها ويبدّل لونها ثم تُرَدّ إلى أسفل سافلين؟ كيف تم الأمر ومتى تدبّر وكيف اجتمع القوم ومتى انتصروا وكيف تسلّحوا وممّن الأموال التي حصلوا عليها، إني أكاد أجزم أن داعش ليست دولة إسلامية، وأتباعها لا يعرفون الإسلام على حقيقته بل هم جماعة من المافيا التي تسرق المال والنساء وتعتدي على الرجال يقتلون أبناءكم ويستحييون نساءكم ويعيثون في الأرض فسادا بغير حق، هؤلاء عصابات من المافيا تدعمهم مجموعة من أصحاب رؤوس الأموال مصاصي الدماء في العالم همّهم إثارة الفوضى والخراب واستغلال الوضع لتمرير بضاعتهم الكاسدة من السلاح والعتاد والمخدرات يعيشون على الهامش لا هم مسلمون ولا هم يحزنون.

هؤلاء يبرأ منهم الإسلام وما قولهم الشهادة عند قطع الرؤوس دون رحمة ولا شفقة إلا دليل على الوحشية القاتمة التي وصلوا إليها، ودليل قاطع أنهم يريدون تشويه سمعة الإسلام، يريدون ليطفؤوا نور الله بقطعهم الرؤوس بالسكاكين والله متمٌّ نوره ولو كره الداعشيون، هل هو بلاء كما جاء في القرآن الكريم أم أنها بداية لنهاية قد تكون مؤلمة لكثير من الناس، وما يثيرني فعلا أن إسرائيل بعيدة عن المشهد فلا تحاسِب ولا تحاسَب فهي لا يهمها داعش الطاعون الذي بدأ يضرب الدول العربية ويفتك بها ولا هي مهتمة بفيروسات جديدة ظهرت على السطح تصارع بقاء الإنسان في الوجود فلم يعد للحياة طعم ولا للحرية معنى كما يزعمون.

اجتمع العرب بداية وكأنهم دعاة للحرية واليوم يجتمعون وكأنهم حماة للحرية فمتى حقا نشم رائحتها دون حروب؟ أرادوا بداية أن يسيروا وراء رغبة الشعوب إلا أنهم وجدوا أنفسهم فجأة هو المهددون، كانوا يهددون من ظنوا أنهم يقتل شعبه فصاروا جميعا اليوم في موكب واحد يصدون المحتل الجديد الذي اسمه داعش، فهل هذه فعلا الحرية التي يريدون أم أن أقنعة الفساد ما زالت تتوسع في مجاري اللهو والمجون، كيف ننظر للمستقبل؟ والمستقبل قد دُمّر عن آخره، أطفال يعيشون المأساة بكامل معانيها ونساء أصبحن ملك يمين يستمتع بهن الداعشيون متى أرادوا مستغلين فتوى جهاد النكاح أو زواج المتعة.

لقد تغيّر وجه الحياة أيها الناس أم أنكم لا تعترفون، لقد بات الأمر مستنفِرا ألا تنهضون، لقد هُزمت الحرية وانتصر الرعب والخراب والأمية وجهاد النكاح أهذا فعلا ما نبغي وراء جهادنا نحو الحرية، حرية أو دكتاتورية اختر لنفسك ما تريد أو تعيش بين الأمْرين فقد تذوق الأمرَّين.

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz