Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الصعود إلى الأسفل .. بقلم: عبد الرحمن إبراهيم
دام برس : دام برس | الصعود إلى الأسفل .. بقلم: عبد الرحمن إبراهيم

دام برس:

في زمن تبدلت فيه المفاهيم , لابد لي أن أواكب هذا الانقلاب , وأصعد مع من صعدوا إلى أسفل , وأنظر بنفسي إلى ما حققوه من الإنجازات المبطنة بالفشل والمكسوة ببريق التقدم والحرية والخلاص من عهود القهر والظلم والانقياد .
إن تقدم الأمم والشعوب ليس بالأمر السهل , فالتقدم له أسس ومقومات لابد من توافرها كي نسلك طريق التقدم ونلحق بمن سلكوه , وأولها التقدم في التعليم الذي يُولِّدُ فكراً ينتج تقدماً علمياً وبحثياً يؤدي إلى الاختراعات والاكتشافات والتقدم الصناعي والتقني والعسكري والطبي الذي يحقق روح المنافسة مع الأمم الأخرى , عندها نتخلص من التبعية والانقياد لمشيئات الدول المستعمرة التي طالما عشنا تحت رحمتها عقوداً من الزمن !

إن الأمم التي تسعى إلى مواكبة الشعوب , تبدأ بإصلاح ما من شأنه أن يعيق مسيرتها التطورية , وليس إلى هدم ما صلح بالماضي لتعود إلى الوراء عقوداً , ولا تحقق بعد هذا كله سوى إفساد ما كان صالحاً , فيعود ذلك بالوبال الكبير على الشعب بكل فئاته وأطيافه.

إن وضع الخخط الصحيحة والمدروسة جيداً , والتي تتجلى فيها تجارب الأمم المتقدمة هي خير وسيلة متبعة تضمن الوصول إلى الأهداف بأقرب الطرق والوسائل , بحيث تتجاوز هذه الخطط المطبات التي وقعت بها الأمم الأخرى قدرَ الإمكان , لكن عندما تبدأ مسيرة الإصلاح المزعومة بدون مخطط يضمن لنا الحفاظ على الصالح وإصلاح الفاسد , فإن الفشل هو أولى النتائج التي تجنيها مسيرات الشعوب , والتي تتوالى فيها المصائب واحدة بعد أخرى , وتصبح دولتنا ميداناً للصراعات الإقليمية والطائفية والاستعمارية , حيث نفقد كل ثمين ونفيس كنا قد بنيناه , ومن أولى ما نفقد الوطن والأمن والأمان ومؤسسات الدولة و مبانيها , ونخسر قوة جيشنا الذي بنيناه منذ عقود ليحفظنا من عدونا الأول , وهو إسرائيل ومن لف لفها , دون أن تضع هذه المؤسسة العسكرية بالحسبان أن تأتي الطعنة القاتلة من أعداء الداخل الذين حماهم طوال سنين بنائه !

ماذا جنى هؤلاء الذين صدحت أصواتهم وحناجرهم بالحرية والإصلاح ؟! ماذا قدموا للشعب السوري ؟! وماذا قدموا لأهلهم وأبنائهم ؟!
نعم قدموا لهم الموت والتهجير والجوع والدمار والخراب والاغتصاب والنخاسة وقلة الكرامة ! , وللأسف أنهم مازالوا يعتقدون أنهم وبعد كل هذه السنوات أنهم انتصروا وحققوا مكاسب على الأرض !! لكنهم لا يدركون حقيقتهم أنهم كأحجار الشطرنج التي يحركها داعموهم , وبالنهاية سوف يرمون بهم في مزبلة التاريخ .
إن ما عجز عنه أعداء سورية , حققه هؤلاء وقدموه على صحن من ذهب لإسرائيل ولحُماتها من أمريكا وأوربا .
للأسف هم يخططون لما  يحصل منذ زمن , لكننا أمة لاتقرأ , وإذا قرأنا لا نفهم , وإذا فهمنا لانطبق ولا نتعظ , لكننا للأسف فقط : ( نخوض مع الخائضين ) .
ولربما ترددت على ألسنتنا مقولة ( سورية الله حاميها ) وأقول نعم الله يحميها بهمة شعبها وبإرادتهم وعزيمتهم التي تصب في صالح سورية وشعبها , وليس بتلك الإرادة والعزيمة التي يوجهها المال والحقد الخارجي من المتأسلمين الذين يبنون حضارة أعدائنا بأموالهم ويعملون على تدمير ما يؤمرون به , بالدعم المادي وبدعم الإرهاب بحجة الوقوف مع السوريين والتخفيف من معاناتهم , ثم يذرفون عليهم دموع التماسيح , فأنت أيها السوري لست همهم ! بل همهم هو أن تبقى إسرائيل هي الدولة القوية , والتي تحيط بها مجموعةٌ من الدول التي أرهقتها الصراعات الطائفية والمذهبية والاقتتال الداخلي , وهنا تكون هي اليد الأقوى التي تتحكم بحكومات هذه الدول التي تسعى إلى تفصيلها على مقاسها , لتحمي حماها وتحافظ على أمنها !

فما حققته هذه الثورات عظيمٌ جداً لكن ليس للأمة العربية ولدول الربيع العربي بل هو عظيمٌ بالنسبة لإسرائيل وعملائها الذين صار بمقدورهم سرقة خيراتنا ومقدراتنا , وتوجيهنا ( بالرسن ) كيف شاؤوا وكيف أحبوا !
هنا تنطبق مقولة الصعود إلى أسفل , في قطار يركبه الأغبياء من الشعوب , في لعبة المغامرة التي أودت بهم إلى الموت والدمار.
لكن في النهاية لايصح إلا الصحيح , ولا ينتصر إلا الحق , فالله يمهل ولايهمل .

الوسوم (Tags)

سورية   ,   الشعوب   ,   الأمم   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz