Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحرب المقبلة ستكون داخل تركيا...فمتى تبدأ ساعة الصفر؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | الحرب المقبلة ستكون داخل تركيا...فمتى تبدأ ساعة الصفر؟ بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:
ما زالت حرب أمريكا وحلفاؤها على التنظيم الإرهابي تتراوح مكانها بسبب تردد الدول العربية والإسلامية، وهذا التردد ينبع من حقيقة أن بعض هذه الدول متورط حتى النخاع في صناعة المسخ الداعشي الذي يهدد أمنها الآن، وكان تقدم تنظيم الدولة الإسلامية  قد وضع أنقرة في الخط الأول للصراع في سورية، فقد حصل جيشها الأسبوع الماضي على موافقة البرلمان للتدخل في سورية والعراق، وأتساءل هنا عن دور تركيا التي تمتلك ثاني أكبر جيش في قوات الناتو في الأحداث التي تشهدها عين العرب "كوباني"، والتي يمكن رؤية علم تنظيم الدولة الإسلامية يرفرف على مرتفعاتها من داخل الحدود التركية.
إذا ما نظرنا لخارطة الشرق الأوسط، نجد أن معظم متطوعي داعش من غير العراقيين أو السوريين، ليس بإمكانهم الوصول عن طريق الدول المحيطة بالتنظيم، فقد أغلقت كل من الأردن وإسرائيل حدودهما، والنظام السوري وحزب الله يقاتلهم من الغرب، والنظام العراقي يقاتلهم من الشرق، والجيش السعودي على أهبة الإستعداد بالقرب من الحدود، أي أن الإختراق الرئيسي يتم عبر تركيا من الشمال، حيث تسمح تركيا لآلاف المتطوعين الجهاديين من كل أرجاء العالم بالمرور عبر حدودها إلى "الخلافة الإسلامية" المزعومة، ومن الواضح إن الرئيس أردوغان لا يمانع أن تدخل قوات الدولة الإسلامية الى عين العرب، وفي أفضل الأحوال أو أسوأها انه لا يريد أن يرسل قواته للتصدي لقوات الدولة التي على وشك إكمال الإستيلاء عليها، الأمر الذي قد يعرضه لمواجهات دموية مع أكراد تركيا، وينسف إتفاق السلام ووقف القتال الذي وقعه مع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني، والمظاهرات التي انطلقت في أكثر من مدينة تركية وفي عواصم عربية أخرى هي أحد المؤشرات على ذلك.
كثر الكلام عن أهمية عين العرب"كوباني" الإستراتيجية والعسكرية لملاصقتها للحدود التركية وغاب عن الكثيرين أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو في واقع الحال مُمسك بشريط حدودي طويل مع تركيا كما على معابر أهمها معبر تل أبيض، فالسيطرة على مدينة إضافية في هذا السياق لا يقدم ولا يؤخر ميدانياً، وإن كان من أهمية عسكرية لمنطقة عين العرب فهي تكمن في التخلص من "جيب عسكري معاد" يؤدي إلى غربي مناطق حلب وشرقي مناطق الرقة الواقعتين تحت سيطرة "الدولة الإسلامية"، لكن ما يفوت البعض هو أهمية المدينة المعنوية لطرفي الصراع، فكوباني بتسميتها الكردية هي في صلب الوجدان القومي الكردي، كما كانت في أواسط القرن الماضي في صلب الصراع ما بين تركيا وأقليتها الكردية، حيث عدد من كوادر "حزب العمال الكردستاني" يتحدرون من المدينة، وهذا الحزب أو الـ"بي. كيه. كيه" له اليد الطولي في إنشاء وتدريب "وحدات الدفاع الشعبي الكردية" التي يمتد قتالها اليوم من سورية إلى العراق التي تفوقت على البشمركة من حيث الفعالية والإندفاع في قتال "الدولة الإسلامية"، وبالتالي باتت كوباني مع إستفحال الصراع في سورية وتمدده للعراق في قلب المشروع الإستقلالي الكردي، ما يجعل سقوط قرى ومناطق كوباني ومن ثم وصول المعارك للمدينة نفسها ضربة قاسية للمشروع القومي الكردي ككل، وهنا تكمن أهمية المدينة الحقيقية بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يهدف لضرب المشروع القومي الكردي كما المشروع القومي العربي على حد سواء، في إطار ذلك ثمة إعتقاد متنام بين الأكراد بأن تركيا عازمة على السماح بسقوط عين العرب، ومن شأن ذلك من وجهة نظرهم أن يفسد محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني بقيادة عبدالله جول، إن ملاحظة الأكراد أن تركيا لم تسرع في مساعدتهم في عين العرب أحدث صدمة في عقول الأكراد، وسيكون من الصعب إسترداد الثقة بين الطرفين، وإنطلاقاً من ذلك يتعهد مقاتلو الحماية الشعبية في عين العرب، بالدفاع عن المدينة في حرب شوارع، ولا يعولون على طائرات تحالف واشنطن، التي يصفون ضرباتها بأنها إستعراضية، في إطار ذلك بالرغم من قوة ودور وموقع تركيا في حركة الصراع الدائرة الآن في سورية فإنّ تركيا في موقف صعب، فالتحالف الدولي لا يستطيع التعهد لها بإسقاط الأسد كما يحلم أردوغان كجائزة ترضية له على دخوله الحرب ضد داعش، والأكراد الذين يمثلون قوة إجتماعية وعسكرية لا يستهان بها يهددون تركيا بإستعادة الحرب التي عمل أردوغان على إطفائها على مدى عشر سنوات، وداعش لن توفر تركيا من عملياتها الإنتحارية إذا ما التحقت بالتحالف الدولي وساهمت الى جانبه في ضرب داعش.

الآن وعلى ضوء التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة ولا سيما في سورية والعراق، هل توشك تركيا أن تغزو سورية تحت عناوين وسيناريوهات مواجهة داعش؟هناك سيناريو يتحدث عن غزو تركي للأراضي السورية، والغزو التركي لسورية ليس فكرة جديدة بل هو سيناريو جرى الحديث عنه منذ بداية الأزمة السورية، فالبرلمان التركي صوّت على السماح للقوات التركية بالتدخل خارج الأراضي التركية، أي إمكانية دخول قوات تركية الى الأراضي السورية تحت عنوان منع سقوط عين العرب (كوباني) ما يعني محاولة ترجمة الحلم التركي بالإستيلاء على أراضٍ سورية جديدة، وهي تحاول الآن ضرب عدة عصافير بحجر واحد منها القضاء على فرصة قيام حكم ذاتي كردي في شمال سورية، والإستيلاء على أراضٍ سورية جديدة ومحاولة التأثير في الخارطة السياسية السورية.
وإنطلاقاً من ذلك يمكنني القول إن الإرتدادات المتوقعة في سورية والعراق، هي بحجم تغيير في التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، التي تصل إلى أبعاد إقليمية ودولية، غير أن هذه الإرتدادت، قد لا تتأخر في الوصول إلى الأراضي التركية، إذا إصطدمت تركيا بداعش، في إطار مشاركتها في عمليات تحالف واشنطن،  فالتقارير الرسمية، تؤكد وجود خلايا نائمة، وتعاطف بيئة حاضنة، لم تكن بعيدة عن الأجهزة الرسمية، فالإرتدادت الأكثر سخونة التي تنذر بعودة حرب العصابات في المدى المنظور، هي تهديد زعيم حزب العمال الكردستاني، بإعلان انتهاء عملية السلام مع الحكومة التركية، إذا سمحت باستيلاء داعش على عين العرب.
وأخيرا أختم مقالتي بالقول أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية التي أعلنت الحرب على داعش إستعراضياً، هو إستكمال للمخطط الإرهابي المسمى بالربيع العربي من خلال تأديب هذا التنظيم ، وهو مخطط يستهدف تدمير الدولة السورية، وتجزئتها ومن ثم الإنتقال إلى ساحات أخرى كلبنان، تحت غطاء محاربة داعش، وأن حصار عين العرب على مسمع وبصر طائرات التحالف، أكبر دليل على كذبة محاربة داعش، فهذا التنظيم هو غطاء لمخططات أمريكا وحلفائها لا أكثر، وبناءً على ذلك تبحث تركيا عن ثمن لمشاركتها أمريكا في الحرب الإستعراضية على داعش، وهذا الثمن، ربما قد حصلت عليه على هيئة حلول وتصريف لمشاكلها الداخلية في ساحات الدول الأخرى.

Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

تركيا   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   على الكرد الإنتماء للوطن
للأسف خرج الأكراد من المعادله في اللحظات الأولى من الحرب على سوريه ووقع أوجلان ربيب المقاومه السوريه اللبنانيه إتفاقاً تاريخياً كما سمي عندئذ وقال لهم الرئيس والمعلم إن أردوغان كاذب ولم يصدقوا واستمروا بالنأي بالنفس إلى أن وقعوا في الفخ تماماً مثلما فعل ميقاتي في لبنان وجعله مع صحبه الخونه من ١٤ آذار منصة للحرب على سوريه
سوري  
  0000-00-00 00:00:00   نحن سوريون أولاً
عندما كنا طلاباً ندرس في دولة أجنبيه وعندما كنا نسأل من أين أنتم كنا نجيب من سوريه مهد الحضاره و كان يجيب رفاقنا ومواطنينا الأكراد وبصوت عالِ نحن كرد وليس عربا ويبدأ السجال والشرح عن أصولهم الهندو اوروبيه وكأنهم أوروبيون ضاعوا في الشرق إنها الشوفينيه القوميه وعدم الإنتماء الى سوريه كدوله هذا هو أحد الأخطاء التاريخيه للأكراد لأنهم لاينتمون الى الدوله ببساطه ينتمون إلى جيوب لا مكان لها بين الدول في أيامنا هذه وما كوباني إلا مقبره للسوريين تماما كغيرها من المدن التي سقطت بيد الشرالمطلق المتأسلم
سوري كردي  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz