دام برس:
بعد أن استعملت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وبعض الدول العربية مختلف طرق الإرهاب، وأساليب الترغيب والترهيب والقتل والتدمير من أجل أسقاط الدولة السورية، وإجبارها على الرضوخ لرغبات الغرب وإسرائل، وفشلت في الوصول إلى أهدافها. وبعد أن أثبت الشعب السوري أنه قادر على التضحية والصمود في وجه أعتى القوى الإرهابية في العالم، وأنه سيستمر في مقاومة أي قوى تعتدي على أرضه وعلمه وسيادته واستقلالية قراره، وأنه قادر على إفشال جميع المخططات الإستعمارية المدعومة من دول - المفروض أنها شقيقة أو صديقة. لجأت الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها إلى اتخاذ "داعش" ذريعة من أجل التدخل بشكل عسكري في سورية، بحجة "محاربة الإرهاب" في العراق وسورية، محاولة إيهامنا بأنها ليست هي من صنع هذا الإرهاب، وسمح للدول الممولة بتمويله ليصبح بهذا الحجم الذي هو عليه الآن. وعملت على استصدار قرار من مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية.
بعد ذلك اخذت الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل "تحالف دولي" لمحاربة الإرهاب، متذرعة بقرار مجلس الأمن، ولكنها أخذت تقصي الدول التي لا توافقها في أهدافها مثل روسيا وإيران وسورية ذاتها وهي الدولة المعنية الأولى بهذا الموضوع. مما دل على ان الموضوع الذي تسعى إليه والولايات المتحدة الأمريكية ومن لف حولها، ليس محاربة الإرهاب ولا يمت إلى ذلك بصلة، وإنما هو مجرد ذريعة لإيجاد سبيل أو وسيلة لقلب نظام الحكم في سورية وتقسيمها إلى دويلات ضعيفة، وتسليم قيدة هذه الدويلات إلى حكومات موالية لها، أو ترك البلاد في الفوضى على غرار ليبيا.
إن هذا لا يخفى على الدول العظمى الأخرى في العالم. ولا استبعد أن أسمع في القريب العاجل أن روسيا والصين تسعيان إلى تشكيل تحالف دولي "لمحاربة الإرهاب" أيضاً، وعندها سيتكون هذا التحالف من دول بريكس ودول منظمة شنغهاي للتعاون، ودول منظمة اتفاقية الأمن الجماعي، إضافة إلى سورية وإيران ودول أخرى في العالم لا تنتمي إلى "التحالف الأمريكي".
عندها سيتضح بشكل جلي انقسام العالم إلى معسكرين متناقضين معسكر "التحالف الأمريكي" ومعسكر "التحالف الروسي الصيني" وسنعود إلى الحرب الباردة بشكل علني. وبذلك تكون الولايات المتحدة الأمريكية دفعت بيدها دول العالم إلى التحالف ضدها بشكل علني. وهذا سيكون – حكماً – من صالح سورية ومحور المقومة وقوى التحرر في العالم.
الدكتور غسان أحمد عبود
طشقند