دام برس:
عندما تمر أيام السنه , يومآ بيوم, نبدأ بالبحث فيها عن مايصادف فيها من أحداث مأساويه كتبت بسجلات وقواميس وتواريخ ذاكرة ألالم العربي ,وفي ذاكرة مايصادف به هذه الايام من أحداث ونكبات وألام عربيه لايمكن للذاكره التاريخيه أن تمحوها، وهنا سنقرأ,عن ما تصادفه هذه الايام وبألم,عن "محرقة صبر وشاتيلا "، ففي  ذكرى السادس عشر من أيلول 1982,,حصلت هذه المحرقه ,والتي  ستبقى  ذكراها واحداثها الدمويه  وهذه الفاجعه والنكبه الكبرى محفورة عميقآ في ضمائر وعقول وسجلات ألالم لأبناء الشعوب العربية واخص منهم الشعب الفلسطيني واللبناني، فهذه المحرقه بكل تجلياتها  أثبتت في تلك المرحله  تناقض  مشاريع اللبنانيين  فمنهم من أختار مشروع النضال التحرري من الصهاينه كرمز للنضال في سبيل الحرية التي تعيد للبنانيين حريتهم وسيادتهم الوطنيه,،ومنهم من ذهب بعيد آ بعمالته لهذا المشروع الصهيوني بلبنان الشقيق,,


ففي هذه الذكرى نستذكر جميعآ كعرب ذكرى شهداء الحريه،، من الاخوه الفلسطينيين وبعض الاخوه اللبنانيين ,, ونستذكر معها حقد بعض الاحزاب والقوى اللبنانيه التي كانت ومازالت تمارس عمالتها لهذه المشروع الصهيوني بلبنان وخارجه ,,



وفي أطار عمالة بعض القوى اللبنانيه للمشروع الصهيوني بلبنان نقرأ,بالتفاصيل عن هذه المحرقه فهذه  المحرقه وقعت في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين "جنوب بيروت" وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من اغتيال الرئيس اللبناني  بشير الجميل,, وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيمًا للمليشيات اليمينية المتعاونة مع الكيان الصهيوني ,,ووقعت  في 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة,," بحزب الكتائب اللبناني,, وجيش لبنان الجنوبي" والجيش الصهيوني,,


وفي التفاصيل نقرأ ,أنه في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الصهيوني , الذي كان تحت قيادة"السفاحين الصهيونيان " ارئيل شارون- ورفائيل ايتان" أما قيادة القوات المحتلة فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ في لبنان حينها ,,وهنا نقرأ بألم  كيف قامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المحرقه التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدآ عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة  بكافة اشكالها  في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الصهيوني محصوره بقصف بعض المناطق و بألأامداد بالسلاح و بمحاصرة المخيم وإنارته ليلآ بالقنابل المضيئة,,



وفي تفاصيل المحرقه العمليه  نقرأ بألم ,كيف دخلت ثلاث فرق من مجموعات وقوى لبنانيه كانت متحالفه مع جيش الاحتلال الصهيوني بلبنان ,,وكيف انها دخلت إلى المخيم وكان كل منها يتكون من خمسين مسلح إلى المخيم بحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم وقامت بعض  المجموعات اللبنانيه "المسيحيه المتحالفه مع الاحتلال الصهيوني" بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلا بلا هوادة، أطفال في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذ بحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره،فكانت محرقه عمرها 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة التي تتطلقها قوات الاحتلال الصهيوني بسماء المخيم ليلآ ,,

وفي محيط المخيم أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاق كل مداخل الخروج والد خول إلى المخيم فلم يسمح للصحفيين ولا للوكالات الأخباريه بالدخول إلا بعد انتهاء المحرقه حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذ بحة لايعرف للأن ولكن اغلب التقديرات تحدثت عن تجاوزه3000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح,,


ففي أيام الخميس والجمعة والسبت "16و17و 18 "من شهر ايلوم عام 1982, استيقظ  العالم  كما أستيقظ  من بقي حيآ من لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، وفي التاريخ الانساني الحديث,, بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير,,


ففي تلك المحرقه تحالفت قوى التأمر والعماله اللبنانيه مع الصهاينه ,وهنا نقرأ بألم كيف أن، الجيش الصهيوني هو من " أنضم " إلى حزب الكتائب اللبناني بهذه المحرقه وليس العكس , ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في محرقه من كبرى المحارق التي تهدف لتصفية الفلسطينيين وإرغام أهل فلسطين الا جئين بلبنان على الهجرة من جديد,,


وبالنهايه ,,فلقد كانت هذه المحرقه ,,وصمة عار بجبين الانسانيه ككل ,ووصمة عار وخزي لبعض القوى اللبنانيه العميله للصهاينه ومشروعهم السرطاني بالمنطقه ,,وستبقى لعنة ضحايا محرقة صبرا وشاتيلا تلاحق كل من شارك بها ,,فمن شارون الى حبيقه,,وتصفية هؤلاء لبعضهم البعض ,,ستبقى هذه اللعنه ووصمة العار تلاحقكم جميعآ ,,ولكم "بشارون"عبره من هذه اللعنه فانتظرو دوركم جميعآ فلعنة شهداء صبراوشاتيلا ستلاحقكم جميعآ,,

*وهنا أقتبس بحضرة هذه الذكرى المؤلمه بكل تجلياتها ,,بعضآ من مفاصل قصيدة "مد يح الظل العالي-,صبرا – فتاة ٌ نائمهْ" للراحل محمود درويش:

"صبرا – بقايا الكف في جسدٍ قتيل
ودعت فرسانها و زمانها
واستسلمت للنوم ِ من تعب, ومن عرب ,رموها خلفهم
صبرا – وما ينسى الجنود الراحلون من الجليل "

"صبرا-تقاطع شارعين على جسد
صبرا-نزول الروح في حجر
صبرا-لا أحد
صبرا-هوية عصرنا حتى الأبد"

""واختم هنا بالقول "أن صبرا وشاتيلا هي هوية عصرنا, وقضيتنا الى الابد ,,الى الابد ""

  * كاتب وناشط سياسي -الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com