Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
لا تخافوا على سورية .. بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | لا تخافوا على سورية .. بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

نريد وطناً آمن ومستقر كي ننعم ونعيش فيه .. فهل يسمح العملاء لنا بهذا ! بعد أن أصبحت رصاصات الموت والغدر والإغتيال تترصدنا بعناية، وفزاعات الموت كالإغتيال والعنف والخوف والرعب، لا تفارقنا أبداً ، شياطين الأرض " أميركا وإسرائيل" جمعتهم المصالح المشتركة لينصّب تركيزهم على سورية لأنها مفتاح الشرق الأوسط وكان ينقصهم شركاء ليستغلوهم في تنفيذ هذا المخطط فتسابق العرب و الغرب لتقديم فروض الطاعة لهم، وهم هناك يجتمعون يتناقشون ويتعارضون وبعد ذلك يتخاصمون ويتكاشفون ومن ثم يتفقون ويقتسمون غنائم الوطن فيما بينهم.
واليوم نتذكر كيف جندت الدول الغربية آلتها العسكرية، وأسقطت النظام الليبي وإغتالت العقيد معمر القذافي، ونتذكر أيضاً إنهم فعلوا هذا من دون أي تفويض دولي، وتحت دعاوى مساعدة الشعب الليبي في التحرر، ولكن في الحقيقةأصبحت ليبيا مقسمة ومجزأة عملياً، حيث أن الميلشيات والجماعات الإرهابية هي التي تحكم ليبيا الآن ، بذلك تحولت الى أكبر معسكر مفتوح للجماعات الإرهابية، ومن أراضيها يتدفق السلاح ويتدفق الإرهابيون الى سورية ومصر ودول أخرى، ومع بشاعة ما تشهده سورية من تدمير وقتل، لا تريد أمريكا ولا يريد الغرب أن يتحرك أحد أو يفعل أي شيء لإيقاف عملية الإبادة بحق الشعب السوري، التي لا يظهر على الأفق القريب أي عملية سياسية ولا أي حل سياسي يسعون إليه كما يزعمون، هم لا يريدون هذا الحل أصلاً أياً كان، فقرار أمريكا والغرب اليوم هو ترك عملية إبادة سورية لتمضي الى نهايتها المنشودة على النحو الذي يريدون، الى أن يتم القضاء على الجيش السوري وتقسيم سوريا والقضاء عليها كقوة عربية كي لا يصبح هناك أمل في الأفق لتنهض من جديد، هذا التدمير المنظم لسورية هو جوهر إستراتيجية إعادة رسم خريطة المنطقة، والذي يراد بها إعادة تشكيل المنطقة برمتها سياسياً وحتى جغرافياً، بحيث لا يصبح هناك وجود لشيء إسمه سورية العروبة، وبحيث تصبح مقدرات المنطقة برمتها بيد قوى غير عربية.
في إطار ذلك يمكنني القول أن سيناريوهات الحرب على سورية تعددت وإتخذت أشكالاً متعددة، وإنخرطت فيها إستخبارات عربية ودولية بما فيها الموساد الصهيوني، وفي كل حلقة من حلقات هذه المؤامرات كان الفشل يلاحق المجموعات التخريبية المسلحة وقبلها الدول الراعية والداعمة التي لم تترك وسيلة وتخطيطاً وإجراماً لتغيير المعادلة الميدانية التي رسمها الجيش العربي السوري ودولته الوطنية بالتضحية والفداء، فالحقائق التي كشفها الميدان السوري تثبت أن من يخوض الحرب على سورية هو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والآخرون، من بعض الدول العربية، إلى تركيا، إلى التنظيمات التكفيرية، ليست سوى أدوات، تأتمر بأمر سيدها في واشنطن أو تل أبيب، وهي ما عليها سوى أن تموّل هذه الحرب القذرة، وأن توفر الدعم بالعناصر التكفيرية الذين تستجلبهم من كل بقاع الأرض.
في هذا المشهد بات تقدم الجيش السوري من جديد هو المعادل الطبيعي لفكرة الأمان وإسترجاع الإستقرار الراسخ الذي كان ميزة يتباهى بها السوريون في كل مكان وإنتصار الدولة الوطنية على الحرب الكونية بات مرادفاً لخلاص سورية وشعبها من المعاناة ولتثبيت الوحدة الوطنية للشعب والأرض كما هو يعني صون السيادة والإستقلال وتثبيت خيار العروبة المقاومة الذي إستنتدت إليه قوة سورية الإقليمية وتبلور عبره ثقلها النوعي في المنطقة.
بالرغم من كل ما يحصل ستبقى سورية موحدة بشعبها وحدودها وجميع طوائفها لأنها نموذج فريد للعيش المشترك، ولولا هذه اللحمة لما صمدت سورية، صحيح أنه لا يخلو بيت من قتيل أو جريح، لكن من إستمع إلى أم الشهيد التي تحتضن صورة ابنها وتقول:" مات فداءً لسورية كي نحيا نحن وتبقى سوريةً"، يعرف أن كل أم شهيد بألف أم خارج الوطن،  وكل عامل يخاطر بروحه ليعمل ويطعم عائلته يوازي مئات رجال الأعمال الذين تنصلوا من مسؤولياتهم تجاه وطنهم وحزموا أمتعتهم ورحلوا، وكل طبيب يتراكض لإسعاف الجرحى المدنيين ضحايا الهاون، يساوي مئات  الأطباء الذين اضطروا للسفر بحثاً عن وطن آخر.
مما سبق أقول إن المهمة الرئيسة الملقاة اليوم على كاهل كل سوري إنما تتمثل في حشد كل الطاقات والقوى والإمكانات للدفع بالجميع إلى طاولة الحوار الوطني، والتوصل الى إتفاقات وطنية مشرفة كفيلة بحمل سورية الى مستقبلها المشرق والموعود الذي تستحق،  وبهذا يكون السوريون قد فوتوا الفرصة على كل من لا يريدون الخير لسورية وعلى من هم ماضون بوهم الحل العسكري، سواء كانوا في الداخل أو من المحيط العربي أو الإقليمي أو الدولي .
وأخيراً.....هل نستيقظ  من غفلتنا ونصلح من شأننا ثم ندرك هول ما يُخطّط لنا ونعمل على إجهاضه قبل فوات الأوان ؟! هذا مرهون بوعينا وقدرتنا على الصمود في المرحلة المقبلة.
Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   إسرائيل   ,   الغربية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz