دام برس:
رغم أنّ مشاعر الصدمة سيطرت على الولايات المتحدة على خلفية الفيديو الوحشي لعملية قتل الصحفي جيمس فولي، إلا أنه لم يكن يتعين علينا أن نشعر بالمفاجأة. فتنظيم "الدولة الإسلامية" مثلما تطلق على نفسها الجماعة الجهادية، قامت بعمليات قتل جماعي واغتصبت ومارست أشكال الوحشية وتجاوزت أخبارها حدود الشرق الأوسط باعتبارها أحدث تنظيم إرهابي في المنطقة.
ولا تعكس عملية قتل فولي إرهابية التنظيم ولكنها تثبت أيضا أنّه لو أرسلت الولايات المتحدة قوات على الأرض للقتال، فستكون بذلك قد منحت "داعش" فرصة لتشهد ذروة تجنيد. ولذلك فإنّ الرد الأمريكي يتطلب، ليس فقط سلسلة غارات جوية، وإنما حسابات استراتيجية مهمة.
فعلى الولايات المتحدة أن تبني ردا إقليميا منسّقا على مختلف الأصعدة الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، يعتمد على وجود قوات على الأرض تتشكل من الدول الحليفة والصديقة في المنطقة، مع دعم استخباراتي ولوجيستي ممكن من واشنطن وإسناد جوي منها. ولكنه لا يمكننا أن نخوض هذه الحرب من أجل أصدقائنا الإسلاميين في المنطقة.
ورغم ادعاءاته، إلا أن التنظيم ليس دولة حتى الآن. لقد كان في البدء جماعة من المقاتلين، تم تمويلهم وتسليحهم ومساعدتهم من قبل مجموعات وحكومات تعارض الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن دعوته لإقامة دولة خلافة تحكم بتأويل متشدد للشريعة وتحديدا يعكس الرؤية الوهابية ويستند إلى جذب الشباب اليافعين الساخطين والأكثر قابلية للتأثير عليهم.
وحتى الساعة، من الممكن أن يكون لدى "داعش" ما بين 20 ألفا و40 ألفا من المقاتلين وربما أكثر، وبعض المعدات والأسلحة الثقيلة وأموالا ونفطا وساكنة مهزومة ومصدومة يبلغ تعدادها ربما بضعة ملايين يعانون في ظل حكم الشريعة.
وهي حتى الساعة لا تمثل تهديدا عسكريا وجوديا لبغداد المتأهبة التي تدعمها إيران (وأيضا الولايات المتحدة) والأكراد المدعومين بالقوة الجوية الأمريكية.
ويبدو "داعش" الآن أكثر تركيزا على تمديد وتوسيع أراضيها شمال سورية، وزرع الفوضى في لبنان ومن المحتمل أنه يعدّ لتحركات أكثر جرأة لدول أخرى في المنطقة مثل الأردن.
ومن ضمن مقاتلي "داعش" ربما بضعة آلاف من الشباب النافر من المجتمعات الأوروبية ودول القوقاز وشمال أمريكا، ويمثلون تهديدا إرهابيا يتجاوز حدود الأراضي التي يسيطرون عليها.
وأصبحت الحكومات تقوم بعمليات تفتيش واسعة ومشددة تشمل المسافرين إليها وتعيش المطارات في حالة تأهب من أجل منع أو عزل هؤلاء الإرهابيين المحتملين عندما يغادرون سوريا. وهذا أمر صعب ولكن نظام أمننا الداخلي أصبح أقوى بكثير مما كان عليه قبل عقد من الزمان.
لكن السماح لداعش بأن يعزز من مكاسبه ويبني قواته وينشر إرهابه، فسيشكل ساعتها تهديدا خطيرا للبنان والأردن ولدول سنية رئيسة في المنطقة وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية.
وعلى السعودية أن تعترف بأنّها، في نهاية المطاف، ستكون الهدف الأساسي لتنظيم "داعش." وتتولى السعودية مسؤولية الإشراف على أكثر أماكن الإسلام قداسة، وبانخراطها في نشر وتصدير التأويلات المتشددة للإسلام، ستكون هي الأكثر عرضة، وبكيفية لا مثيل لها لمنظومة "داعش" الفكرية.
وشراء السلاح الغربي بكميات كبيرة، لن يفيد إلا في حال بقيت القوات المسلحة السعودية والسكان مخلصين للحكومة السعودية. هذه المرة، (لو حدث ذلك) لن يكون آمنا الاعتماد، بكيفية غير مباشرة، على خدمات آخرين من خارج المنطقة. وفي نهاية المطاف سيكون على الشعب السعودي، والأسرة الحاكمة والمؤسسات الدينية هناك أن توحد جهودها لدحر تهديد "داعش."
ينبغي أن لا يكون أي خطأ في هذا الصدد فتخيلوا حجم التهديد الذي يمكن أن تمثله سيطرة "داعش" على نفط وموارد وأسلحة السعودية المتطورة.
لذلك فإنّ تنسيق التحرك ضد "داعش" يبدو أمرا عاجلا. ولكن باعتبار أن القوة المحركة لهذا التنظيم هي دينية أساسا، وبسبب أن القوات الأمريكية غير مكيّفة جيدا لغويا وثقافيا على قتال مستمر في المنطقة، فإنه ينبغي أن نكون حذرين بشأن نشر قوات برية واسعة .
لقد تعلمت الولايات المتحدة بكيفية صعبة أنّ الجيوش الغربية تزيد من تأجيج المتشددين وقدراتهم على التجنيد. وبدلا من ذلك، يتعين على الدول الأخرى ولاسيما المملكة العربية السعودية ودولا سنية أخرى أن تنشر جنودها وتتحمل وطأة القتال.
ويمكن للولايات المتحدة أن تستخدم الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية كما يمكنها شنّ غارات جوية أو قواتها الخاصة لتعزيز جهود الحلفاء ولكن لا يمكننا الانخراط في حرب دينية وكلاء لأصدقائنا المسلمين في المنطقة.
ويقترب الشرق الأوسط الآن من لحظة الحقيقة التي تخصه وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية. فبنشرها وتصديرها أيدولوجيا دينية سنية متشددة، يتعين على السعودية أن تواجه التهديد الذي وضعته بنفسها وأكثر من ذلك النسل المتطرف. وعليها أن تستجمع الآن الشجاعة التي تستدعيها اللحظة قبل أن تزيد قوة تنظيم "داعش."
وبالنسبة إلى الولايات المتحدة لا يوجد شيء يمكن الفوز به في حال التأجيل حيث يتعين علينا التحرك بسرعة خلف الستار وفي الكواليس، لتشكيل رد إقليمي فعّال بالتنسيق مع أصدقائنا وحلفائنا الآن.
بقلم :ويسلي كلارك
(ويسلي كلارك هو جنرال أمريكي متقاعد وهو القائد السابق لقوات حلف الناتو في أوروبا وهو زميل أول في مركز بركل للعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا. كما أنه مستشار في شؤون الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية والطاقة والتكنولوجيا العضوية. ما يرد في مقاله يعبّر عن رأيه ولا يعكس وجهة نظر CNN)
2014-08-28 04:08:38 | حاربوا الارهاب |
حاربوا الفكر الوهابي الذي أصاب البشرية أولا" وامنعوا التجنيد الذي يخرج من عندكم ومن مطاراتكم ليلحق بالركب الكافر وكأنه ذاهب الى جنة الفردوس بالجهاد الكاذب هذا . | |
ميسون |
2014-08-28 04:08:52 | خطر |
مثلما هي داعش خطر علينا كذلك هي رعب لكم . تحالفوا ونقذوا العالم من خطر امتداد الفكر الوهابي في بلادكم وإلا لن تلحقوا أن تلمسوا على رؤوسكم حتى . | |
ميلاد الزين |
2014-08-28 04:08:08 | ماذا تنتظرون؟ |
ماذا تنتظرون لقتالها ؟ اتنتظرون فرج الله أم قتل المزيد من الجيش السوري , تعالوا وحاربوهم وكونوا عقلانيين لمرة واحدة في تاريخكم . | |
ياسر |
2014-08-28 04:08:03 | سوريا الحضارة |
مو لتم وسلحتم داعش ورسمتم لهم النهج نأمل ان يعودوا إليكم يآل سعود ،. لن تنعم الشعوب العربية بالاستقرار الا بزوالكم ، حا ربتم شهيد العروبة جمال عبد الناصر ، شاركتم في تدمير العراق ، دعمتم الإسرائيليين في حرب تموز ٢٠٠٦ لبنان ، شا ركتم فيحصار غزة ، ودعمتم كل الحروب ضدها وأين المساعدات لهذا الشعب البطل بينما أنفقتوا المليارات لتدمير سوريا الحضاره | |
ياسمين الشام |
2014-08-28 04:08:23 | المجتمع الصالح |
بناء المجتمع الصالح لايأتي الا ببناء الانسان الصالح, وهذا لا يمكن الا بتغيير القيم التي يبني الانسان ذاته عليها. فحل معضلة داعش يجب اصلاح الأزهر وجامعات الفتن في الرياض, واصلاح النجف واحياء دين الثقلين في الناس.وما ظهور دواعش اليهود في مجتمعهم ببعيد, | |
صالح |
2014-08-28 04:08:11 | داعش وخطرها |
داعش وحلفائها هم صناعة صهيوامريكية بايد عربية استغلوا الحقد الدفين في قلوب الجهلاء لياججوه نارا طائفية حاقدة على كل البشرية .لكن حين ينقلب السحر على الساحر بفضل صمود الجيش السوري ومساندة شرفاء وحكماء الامة وبواسل حزب الله اصبح من كان يبارك بالامس يولول اليوم. | |
فادي عسكر |
2014-08-28 04:08:23 | هم المسؤولون!! |
طبعاً خشية عربية وغربية من "داعش" لها مبرراتها ولكن السؤال البديهي لماذا صمتت تلك الدول وتورط بعضها في تمويل وتدريب وتهريب الجماعات المسلحة الى العراق وسورية؟ ولماذا يكرر هؤلاء أخطاء الثمانينات حين ساهموا في انشاء تنظيم القاعدة ومتفرعاته؟ والأهم هل ستُترجم الخشية من "داعش" بمساهمة فعالة لإنقاذ مجتمعات المنطقة من الابادة أم يقتصر الامر على الوقوف على التل والنظر الى حرائق الشرق الاوسط المدبرة في غرف واشنطن السوداء...؟؟؟ | |
ناصر |
2014-08-28 04:08:46 | تفحش داعش |
بيئة "داعش" الحاضنة أضحت واقعاً يُؤرق حكام المنطقة وبالاخص الدول الخليجية وهو ما ترجمته الصحافة في تلك البلدان وتحديداً السعودية التي تشن حملة واسعة ضد "داعش" محذرة من خطورة الفكر التكفيري أو ممن تصفهم السلطات السعودية "بالفئة الضالة" وهاقد أصبح الجميع يخاف من خطرها وتفحشها الزائد عن حدود المعقول . | |
سقراط |
2014-08-28 04:08:57 | آراء |
وبرأيه أيضا" أن : الشرق الأوسط يقترب الآن من لحظة الحقيقة التي تخصه وبصفة خاصة المملكة العربية السعودية ويتعين على السعودية أن تواجه التهديد الذي وضعته بنفسها وأكثر من ذلك النسل المتطرف. وعليها أن تستجمع الآن الشجاعة التي تستدعيها اللحظة قبل أن تزيد قوة تنظيم "داعش. | |
عماد |
2014-08-28 04:08:52 | خطر محدق |
"لا إفراط ولا تفريط" قاعدة قد تكون الامثل لتوصيف خطر الفكر التكفيري المتمثل بتنظيم "داعش" على مجتمعات وشعوب المنطقة التي زُجت في أتون فوضى مدبرة هدفها تدمير النفوس والعقول. | |
باسل الرعيدي |
2014-08-27 18:08:46 | الى السعوديه |
من الحكمة توجيه داعش وأخواتها الى السعوديه وقطر فهو الحل الوحيد للتخلص من المجرمين من آل سعود وآل ثاني وحتى لو تم احتلالهما من الامريكان فهو افضل لسوريه والعراق ولبنان وفلسطين وليرتاح العالم الاسلامي من كيدهما | |
سوري |