دام برس:
اولآ: يجب التأكيد على أنه ليس هناك مايدعو للتفاؤل بشأن التقارب بالعلاقات السعوديه القطريه ، بما يخص مجمل الوضع العام بالاقليم، بسبب اختلاف وجهات نظر النظامين الحاكمين هناك حول مجمل ومجموعة قضايا تعيشها المنطقه بهذه المرحله ,,فلا رهان عليهم لأنهما يتبعان لمشروع واحد في المنطقه وهما ادأتان للمشروع الصهيو-امريكي بالمنطقه ,ومع هذا فمن الطبيعي أن نرئ بعض الخلافات تشتعل بين النظامين في مجموعة قضايا ,، سواء في العراق أو في سوريا، او في مصر او في اليمن ،،، والسبب بذلك تقاطع مصالح بين الاستراتيجية الإقليمية "لال سعود"والاستراتيجية الإقليمية "لال ثاني"،
وبالطبع هنا تجدر الاشاره الى ان هذا التقارب المرحلي سيتم دون التأثير على استراتيجية كل بلد في المنطقه،، وهذا بسبب أن هناك اختلافآ في سياسة تعاطي الدولتين في التعا مل مع الأزمة السورية والوضع العراقي الفوضوي بشكل خاص، والخلاف حول النظام المصري الجديد ,والوضع اليمني المضطرب ,,وهذا كله بالطبع لايمنع الزيارات المتبادله للجانبين والتنسيق الامني والتباد ل الاقتصادي، وووو، الخ،، فالعلاقات بمختلف الاطر تسير بين البلدين وفق أطر رسميه بالنهايه لما فيه مصلحة الدولتين،،
فاليوم مجمل الملفات وتعقيدها هو من جمع شمل "ال سعود " و "ال ثاني " من جديد فحقائق الواقع المصري والسوري واليمني والعراقي واحداث غزه الاخيره والتقارب الغربي –الايراني ليست هي وحدها من جمعت شمل الفرقاء من "ال سعود " "وال ثاني " من جد يد ، بل هناك اليوم حقائق جديده وخفايا بدأت تظهر على ارض الواقع وهذه الحقائق والخفايا تقول ان كلا النظامين اصبحا الان يعيشان بحاله من العزله الخارجيه،، وبوضع داخلي مضطرب نوعآ ما وما التغييرات الحاصله برأس الهرم القيادي وبالصف الاول للقيادات بجوقة "ال سعود " ما هو الا واقع مؤلم تعيشه العائله المالكه هناك بصراع خفي حول الادوار القياديه لكل شخص ضمن هذه الجوقه فالكل يبحث له عن موقع ضمن الصفوف الاماميه والكل عينه على كرسي "العرش "مع حديث عن دعم من بعض رجال "ال ثاني " لبعض رموز من ال سعود "خفيه " لايصالهم الى كرسي الحكم بالمملكه ,,
و في ذات السياق فلا يمكن لنظام "ال ثاني " في طبيعة الحال، أن يتبع نهج أقليمي جد يد يؤسس لحاله تخد م توفير حاله من الامن والاستقرار بالاقليم فهو في النهاية، نظام إخواني، ليس له فكرة أو أداة أو أرضية أو حاضنة، سوى التحشيد المذهبي والتأزيم الجيو سيا سي بالاقليم لضمان استمرار بقائه في سدة الحكم،في هذه البقعه الجغرافيه الضيقه الصغيره نسبيآ،
وهذه الحقائق المذكوره سابقآ لايمكن لأي شخص متابع لسيا سة "ال ثاني " في الاقليم بشكل عام أن ينكرها،،
فهذه الحقائق بمجملها قد أثرت على دور كلا النظامين بمختلف الصعد الاقليميه والدوليه،، فاليوم بات حلم قطربان تكون واحده من قوى المنطقه ودوله مرجعيه بألاقليم هو وهم اقرب الى الخيال منه الى الواقع وعلينا ان لاننسى بنفس الوقت ان نظام "ال سعود " بالفتره الاخيره بدأ يعاني هو الاخر عزلة إقليمية وضغوط دولية بعد فشل الرهان عليه باحداث سوريا والعراق وعدم حدوث أي اختراق في الدور المعطى لها ككيان وظيفي بالمنطقه له مجموعه من المهام بالملف السوري والعراقي تهدف بالنهايه الى اسقا ط الدوله السوريه والعراقيه بوقت واحد، وقطر كذلك فقد فشل الرهان عليها,, فهي كانت ومازالت تدعم من خلال دورها الوظيفي هي الاخرى مجموعات المرتزقه بسوريا,, والتي أصبح لها فيه نفوذ من خلال دعم المرتزقه على الارض السوريه وأحتضان ما يسمى بائتلاف الدوحه فوق اراضيها،،وكما فشل دور ال سعود بسوريا والعراق فشلت هي الاخرى كذلك والاسباب كثيره هنا ,,فليس أولها ولا اخرها الصمود السوري امام هذه الهجمه الصهيو –امريكيه –اعرابيه -,,
وهناك اليوم عامل جديد دخل الى معادلات كلا النظامين بالاقليم وهو الخوف من ارتداد الارهاب الذي مولاه ودعما حركته عسكريآ وماليآ بسوريا والعراق من الارتداد عليهما فالشواهد كثيره هنا وخصوصآ ما اعلنته بعض الجماعات التكفيريه بأن هدفها القادم بعد سوريا والعراق هو مملكة ال سعود وقطر ,,
ولهذا فقد اصبح كلا النظامين اليوم بين مطرقة مشغليهم وسندان تقويض دورهما الاقليمي بالمنطقه،والخوف من ارتداد الارهاب على كلا النظامين ، فملفا سوريا والعراق ومصرواليمن واحداث غزه الاخيره ,شكلت حالة احباط لكل النظامين بسبب فشلهم الذريع بالمهام المعطاه لهم ، وكل ذلك بسبب اختلاف وجهات نظر "النظامين "بسبل التعاطي مع طبيعة الازمه بجميع ملفات الاقليم مع تقارب بالاراء نوعآ ما بخصوص الملف اليمني والعراقي والسوري والخلاف حول الوضع الحالي المصري ، فهذه الملفات بشكل خاص وضعتا "ال سعود " و ال ثاني " بين حالة التناقض والتقارب لفتره من الزمن ولكن المرحله الحاليه ونظرآ لصعوبتها في الدولتين أجبرت كلا "النظامين " ان يكون هناك حاله من التقارب بين البلدين،ولو"مرحليآ" ,,
فهذه الملفات بمجملها د فعت كلا "النظامين " للبحث عن مهرب يعيد لها نوعآ من التوازن بالاقليم قد يعطي لها شيئآ من التوازن بالوضع الداخلي المتدهور,,وخصوصآ لال سعود لترتيب بيتهم الداخلي ,
وهنا وجدت عائلة "ال سعود " ضالتها عندما بدأت بالتقرب من الحليف الجديد والعدو القديم المتجدد وهو نظام "ال ثاني " ولو ظاهريآ "لأنهما بالنهايه يتبعان مشروع واحد بالمنطقه وهو المشروع الصهيو -امريكي"
وهذا التقارب يخدم الطرفين بهذه المرحله فكما "ال سعود " يبحثون لهم عن منقذ فكذلك " ال ثاني "يبحثون لهم عن صد يق وحليف للغرب يسهل لهم عملية التفاوض مع مشغليهم بالغرب لاحياء حلمهم القديم الجديد بلعب دور ما بالاقليم من جديد"
وهنا نستطيع القول ان هذا التقارب لم تكتمل معالمه بعد ولا نستطيع للأن اعطاء اي صفه جيوسياسيه لهذا التقارب، لسبب وجود تجارب تاريخيه "فاشله " لكلا النظامين بعلاقات التقارب فيما بينهما فقد سبق ان لامست حالة التقارب بين "النظامين "حد ودآ استراتيجية في التقارب ، وقد كانت حينها انموذجآ اقليميآ بحالة التقارب تلك وقد اعتقد البعض انها قد تؤسس لحلف اقليمي جد يد، ثم انهار كل ما تحقق على هذا الطريق مع أول خلاف دار حول الوضع السوري ، وانفتاح الشهية الا خوانيه والوهابيه للسيطرة على البلد الجريح ، وتحديدا من خلال التحريض المذهبي والإرهاب التكفيري,,وما تبع ذلك من خلافات حول مصر والشرعيه للنظام القديم وشرعية النظام الجديد ,والملف اليمني ,والملف العراقي ,,,ووو,الخ ,,
وهذا بطبيعته ما يخشى منه كلا "النظامين" حاليآ بحالة التقارب هذه تلك، فالخشيه ان يتكرر سيناريو خلاف التجارب السابقه ،، لذلك نرئ الان حاله من الشكوك المتبادله حول طبيعة هذا التقارب واطره المستقبليه،،
،، فالوقائع التاريخيه تقول ان السياسات القطريه –السعوديه تحمل العديد من نقاط التناقض وعدم التقارب،،،
، فرغم التقارب الجغرافي بين البلدين، الا ان مواقف البلدين من مجموعة ملفات عقائديه وجيو سياسيه بالمنطقه تصل الى حد التناقض، فلو نظرنا الى حقيقة طبيعة الانظمه الحاكمه بكلا البلدين لوجدنا اختلاف بالرؤى بشكل مطلق، فالسعوديه وهابيه "تكفيريه "وان حكمها بعض المتاأسلمين ,,والاخرى اي قطر اخوانيه "تكفيريه " وان بدت انها تحكمها عقيده أسلاميه،والوهابيه التكفيريه والاخوانيه التكفيريه لاتجمعهما اي علاقه عقائديه اسلاميه أبدآ بالمطلق بل تجمعهما معآ سيا سة الارهاب التكفيري فقط ،وكل واحدآ منها يسعى لاقصاء الاخر ،و بجانب اخر فالموقف من الازمه بمصر واليمن و بسوريا وبالعراق هو الاخر يصل الى حد التناقض بين البلدين، مع أن الموقف من وجود الكيان الصهيوني بالمنطقه هوموقف ثابت فهم أدوات لهذا الكيان بالمنطقه وهذا الكيان هو المظله الحافظه والحاميه لكلا النظامين للان ,, ومع هذا فالشواهد كثيره للتناقضات بسياسة ورؤية البلدين لمجموعة ملفات داخليه وخارجيه تحكم سياسة كل بلد من البلدين،
وبالنهايه هناك هذه الحقائق التي لايمكن انكارها أن كلا النظامين قد استفادتا أكثر من غيرهما من فوضى الربيع العربي، على اعتبار أنهما، وفي ظل غياب دور مصروسوريا والعراق التي كانت تلعب الدور المحوري في السيا سة العربية الخارجية، أصبحت كلا الدولتان ترغبان بتعبئة هذا الفراغ بالمنطقه العربيه، مما اعطى كلا البلدين حاله غير مسبوقه بحالة التمدد الاستراتيجي بالمنطقه على حساب الوضع العربي وحالة الفوضى الموجوده بالداخل العربي الان،،، ومع أن المراقبون يعتبرون أن نظام "ال سعود" يملك من الأوراق ما يجعله قادرآ على التفوق على دور قطر في أن تكون دوله محوريه بالمنطقه العربيه ،،، إلا أن مسار الأزمة السورية المستمرة إلى الآن، ودور مصر المستقبلي,,والوضع باليمن ,,وفرضيات المستقبل العراقي ,,هي بمجملها ستكشف، حسب المراقبين، مدى ثقل كل من "النظامين "وقدرتهما على التأثير في العلاقات المستقبليه بالمنطقه ، في تأكيد على أن التقارب في موازين القوى يحتم عليهما التعاون والتعامل بمنطق الند للند، للحفاظ على مصلحة البلدين، ولو إلى حين....
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com