Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 16 نيسان 2024   الساعة 20:16:29
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
محور المقاومة والتّدحرج الإسرائيلي في غزة .. بقلم:الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | محور المقاومة والتّدحرج الإسرائيلي في غزة .. بقلم:الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

لا تزال غزة تعيش حرباً بعد أخرى، لتكون أشبه بحقل تجارب لإسرائيل، ما يحصل الآن من مجازر دموية إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ما هو إلا مؤامرة هدفها كسر يد المقاومة الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطيني، وبمباركة الصمت العربي المخيف الذي نراه حالياً، حيث وصل الوضع إلى قمة الخزي والعار، وتجرد من كل معاني القيم والمبادئ، فالذي يحدث في غزة، ليس حلقة من حلقات الصراع مع الإحتلال فحسب، لكنه أيضاً معركة فاصلة بين مسار المقاومة ومسار التسوية والإستسلام، فبعد أكثر من ثلاث سنوات راهن فيها الكثير على سقوط محور المقاومة، أو حتى محاولة إضعافه، ثبت أن مكونات هذا المحور خرجت أقوى مما كانت عليه، وبإمتحان فلسطين الآن نجحوا في البرهنة -كالعادة- أن فلسطين هي قلب وقبلة المقاومة.
ما يجري في غزة اليوم، لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سوريا، فالحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، ومن أجل غزة وقضية فلسطين إندلعت حرب سوريا لإستنزاف الجيش السوري، وكذلك حزب الله وإيران، واليوم يراد لها أيضاً أن تستنزف غزة، لكن الأمور جرت عكس ما خططوا له، وما حصل أن الدعم الإيراني في الحرب على "إسرائيل" جاهز فهي صنعت قاعدة إسناد إقليمية مؤثرة عبر دعم المقاومة الفلسطينية، وحزب الله الذي يراقب معركة غزة بإهتمام شديد ويراقب أدق تفاصيلها وهو مستعد للتقدم  في حال لزم الأمر، وبينما سوريا ترسل صواريخها إلى تل أبيب عبر غزة وذلك على الرغم من تعقيدات بالغة تمر بها أركان المحور الثلاثة، فمن الحصار الدولي على إيران، ومؤخراً إنفجار الوضع في العراق، إلى الحرب في سوريا التي إستنزفت الدولة، إلى حزب الله الذي يدافع عن لبنان إثر تمدد الإرهاب إليه.
في إطار ذلك إن المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على غزة، ومواجهة المقاومة الفلسطينية لها، و محور المقاومة يستجمع قواه ويعيد تشكيل المنطقة من جديد بعدما حاولت أميركا وحلفاؤها ملء فراغ تركته الأحداث التي جرت منذ ثلاث سنوات، وفي إطار ذلك فإن المقاومة تعبّر الآن عن آمال وتطلعات الشعوب التي وجهتها نحو فلسطين وهي نفسها التي تتوق إلى نيل الحرية والإستقلال، وبالتالي فإن سقوط المقاومة في غزة يعني دخول المنطقة برمتها في الزمن الإسرائيلي.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا بقوة، هل أن الحرب قادرة على إعادة تجميع قوى الممانعة في المنطقة؟ لا سيما أن محور المقاومة والممانعة هو كل لا يتجزأ، على المستوى الإستراتيجي، برغم كل الفروق التي قد تظهر خارج ميدان الصراع مع الإحتلال، وعليه يبدو واضحاً انه حتى لو قرر أحد أطراف هذا المحور أن يبتعد عن الآخرين، كما فعلت حركة حماس عند نشوب الأزمة السورية، فأن إسرائيل لا تميز بين أعدائها ولا تفصل بين هذا وذاك، بل هي تعتبر أن سورية وإيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها، تمثل في نهاية المطاف وجوهاً عدة لخطر واحد، وبالتالي فإن كل معركة تخوضها إحدى هذه الجهات لا بد من أن تنعكس بشكل تلقائي على الأضلاع الأخرى للمحور لذلك فإن دول المقاومة تنحّي الخلافات السياسية جانباً أمام القضية الفلسطينية لأن هناك حالة فرز في العالم وإعادة تشكيل دائمة لكل القوى، وفي الحالة الفلسطينية يجري التصنيف وفق الأطراف الداعمة للقضية ومن هم ضدها، فالحرب الجارية ستخلق تحولات جديدة، وستعمل على إعادة تموضع كل القوى، ومن المؤكد ستجمع فلسطين القوى الحليفة معها مهما كان حجم الإختلاف على القضايا الإقليمية، وهنا يمكنني القول إن إسرائيل متخوفة أكثر من أي وقت مضى على ضوء إخفاقها في تحقيق إنجازات كبيرة في مجال صدّ صواريخ المقاومة التي تضرب العمق الإسرائيلي، وبالتالي فإن المواجهة الصلبة في غزة ستكون لها تبعات كبيرة على الصعيد الإقليمي، ومن هنا يوجد اهتمام كبير من قوى الممانعة تجاه غزة وضرورة الإحتفاظ بخندقها، لذلك إذا ما تعرض خط الدفاع الأول للإنهيار فإن المحور كله سيتعرض لأزمة حقيقية، ومن الطبيعي أن تعيد القوى المختلفة حساباتها في التعامل مع المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى ما ستنتهي به الحرب، يتبين أن حماس على وجه الخصوص تعيد تأكيد إنتمائها إلى المحور المقاوم بالإشتراك في الأهداف المضادة للإحتلال، والنتيجة المنطقية أن نتائج الحرب ستعيد التحالف إلى سابق عهده وإن جرى ذلك بالتدريج.
كل المراقبين في الشرق والغرب يعترفون ويقرون بإنتصار المقاومة الفلسطينية على العدو الإسرائيلي الجبان الذي لم ينجح سوى في قتل المدنيين والأطفال في غزة، وفي نهاية المطاف لن نغفر ولن ننسى أبداً، لن نغفر جريمة واحدة، ولن ننسى أحداً من شهدائنا في فلسطين الجريحة المقاومة، لن نغفر جرائم قانا، وصابرا وشاتيلا، ودير ياسين، ولن نغفر للنازية الجديدة ما سفكته من دماء الفلسطينيين في جنين، وفي الضفة، وغزة، ونابلس، وحيفا، لن ننسى أن إسرائيل هي الدولة المزعومة الوحيدة في العالم التي لا تعلن عن حدودها، لأن حدودها مفتوحة بقدر أطماعها، ولن ننسى أن إسرائيل هي القاعدة العسكرية التي شاركت في ضرب العراق ونهب تراثه ومتاحفه، وشاركت في تقسيم السودان، وضربت لبنان، وإحتلت ومازالت أراضي فلسطين، والجولان، ومساحات من جنوب لبنان، لذلك لا بد أن نستمر في طريق النضال والكفاح، والدفاع عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني، من خلال مغادرة مسار المفاوضات العبثية، ولنبني إستراتيجية جدية تقوم على الصمود والمقاومة، إستراتيجية تعيد الإعتبار للمشروع الوطني، إستراتيجية تعيد ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، ومواصلة النضال بكل أشكاله الكفاحية من اجل حرية شعبنا وحقه في العودة وتقرير المصير على أرض وطنه فلسطين.
وأخيراً ربما أستطيع القول إنها معالم المعركة الكبرى التي سيكون للكيان الصهيوني النصيب الأكبر من نتائجها، إنها ملامح رسم شرق أوسط جديد يصنعه مقاومو غزة ولبنان ومعهم جنود الجيش العربي السوري في الميدان، إنها معركة الإرادة الواحدة والجبهة الواحدة في مواجهة عدو واحد وهجمة موحّدة.
Khaym1979@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

الشعب   ,   الفلسطيني   ,   المقاومة   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz