Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 13:20:13
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
خطاب القسم...لكن ما المطلوب منا !؟ بقلم: د. بسام أبو عبد الله
دام برس : دام برس | خطاب القسم...لكن ما المطلوب منا !؟ بقلم: د. بسام أبو عبد الله

دام برس:
كُتب الكثير حول خطاب الرئيس بشار الأسد بمناسبة أدائه اليمين الدستورية لولاية رئاسية أولى تنطلق صبيحة 17/7/2014 لسبع سنوات قادمة بموجب الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية، وما من شك فإن خطاب الرئيس بشار الأسد هو الأهم لرئيس سوري منذ جلاء المستعمر الفرنسي، والسبب في ذلك أن الظروف التاريخية التي تمر بها سورية أرضاً وشعباً هي الأكثر خطورة، ومصيرية منذ الاستقلال لجهة طبيعة العدوان الذي يُشن عليها، وأهدافه المتمثلة في تدمير وجود الدولة، والشعب، واجتثاث الهوية، وتغيير الدور، والأهم تفتيت سورية، وتحويلها إلى إمارات متناحرة يقودها شذاذ آفاق، وتكفيريون لا يملكون من الفهم والإدراك سوى أدنى درجاته، ولا يهمهم مصير الشعب ولا مستقبل الأجيال، ولا دور سورية الحضاري لأنهم موجة همجية اعتاد شعبنا على التصدي لها عبر التاريخ، أو لجهة القوى التي تقف خلف هذا العدوان، وهي قوى رجعية داخلية، ورجعية إقليمية متحالفة مع قوى الهيمنة العالمية، وعلى رأسها واشنطن خدمة لمصالح إسرائيل، واستمرار بقاء هذه المنطقة بثرواتها وشعوبها تحت بسطار الاستعمار، وهيمنته الفكرية، والثقافية المباشرة.
وإذا كان خطاب الرئيس الأسد قد وضع المعالم الإستراتيجية لسبع سنوات قادمة لمجابهة التحديات الكبيرة على الصعد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، فإن السؤال الكبير الذي يُطرح دائماً: هل مجابهة هذه التحديات هي مهمة السيد رئيس الجمهورية العربية السورية، كما حدث الأمر سابقاً مع قيادات سياسية جلست في الظل تُنظِرُ علينا في الإصلاح والديمقراطية وهي التي قضت سنوات طويلة في السلطة، ومفاصلها دون أن نرى شيئاً من هذه المواعظ لا تطبيقاً، ولا ممارسة، فتحول الأمر في لحظة الحقيقة إلى تهرب من مسؤولية مواجهة المخاطر التي عصفت بالوطن، وتعليق كل الأخطاء على مشجب الآخرين، دون جلسة نقد ذاتي للمرحلة، واستدراك للأخطاء الجسيمة التي ارتكبت من هذا المسؤول أو ذاك، أو تلك القيادة التي وجدناها في لحظة المعركة، والمواجهة تنسحب ملقية المسؤولية على رئيس الجمهورية - والقول (اذهب أنت وربك فقاتلا).
وإذا كانت المرحلة التي تمر بها سورية وطناً- وشعباً هي خطيرة ومفصلية، فإنه لا مجال أمامنا جميعاً إلا أن نتوحد خلف قيادة الرئيس بشار الأسد بنيات صادقة، مؤمنة كي نتمكن جميعاً من إنجاز التحولات الكبرى في وطننا، ولأجيالنا القادمة، وضمن هذا الإطار دعوني أركز على بعض المعطيات، والقيم المطلوبة منّا:
1. التخلي عن الفردية: تبدو الفردية قاتلة في الكثير من الأحيان، وإذا كانت طبيعة العقل السوري تبدو فردية على الرغم من إبداعه، وتميزه، فإن المطلوب في المرحلة القادمة التخفيف قدر الإمكان من هذه السلبية، وزج الطاقات الفردية في عمل جماعي يساعد في إنجاز الأفضل، والمأمول، وفي هذا المجال فإن الثقة عالية بشعبنا العظيم، وبوجود طاقات كامنة، وهائلة لا بد من توظيفها بشكل جماعي لتنتج تحولات نوعية، وخاصة طاقات الشباب والمرأة.
2. تحمل المسؤولية: وهي حالة تحتاج إلى الضمير والوجدان، إذ لا يجوز إلقاء المسؤولية على الآخرين دائماً، بل لا بد لكل منّا من أن يسأل نفسه قبل أن ينام هل أدى عمله بشكل كامل ضمن حيز وظيفته، وهل بإمكانه أن يبذل جهداً أكبر ولم يقم به، وهل ساعد في حل مشكلة صغيرة، ولم يبادر، وهل ساهم في نشر روح المحبة بين الناس، وعندما يتحمل كل إنسان مسؤوليته ضمن نطاقه الضيق حتى أعلى مستوى فإن المجتمع سيشعر بالقوة، والتعاضد بشكل أكبر، وأكثر اطمئناناً.
3. الصبر والصمود: وهو عنوان أساسي في المرحلة القادمة مصدره دماء الشهداء، وآلام الجرحى الذين هم القدوة لنا، فعندما ترى أماً لأربعة شهداء تقول بصبر- وصمود، وإيمان أن سورية هي الأهم، وأن الشهداء سقطوا من أجل وحدتها، وترابها- فإن ذلك يجب أن يشكل لنا دافعاً للإحساس بأن ما نقدمه هو ضئيل أمام تضحيات الشهداء وذويهم، والجرحى وآلامهم، ولا بد من الصبر والصمود للاستمرار- في مقاومة هذا العدوان الهمجي، وقد أكد الرئيس الأسد ذلك بالقول: (لولاهم جميعاً لما حمينا البلاد والدستور والقانون والمؤسسات، وبالتالي سيادة سورية، ولما كنا نتحدث هذا اليوم- منهم تعلمنا وما زلنا معاني البطولة والتضحية والثبات).
4. المقاومة عنوان أساسي: هي خلاصة لثلاث سنوات وعدة أشهر من عمر هذا العدوان على سورية، وبعد أن اتضحت خارطة التقسيم وإمارات الكذب والنفاق، وما آلت إليه أوضاع غيرنا، فإن المقاومة هي عنوان أساسي لنا في المرحلة القادمة، المقاومة بأشكالها العسكرية، والعلمية والثقافية والأخلاقية، وهذا مشروع متكامل يجب أن يبدأ بالشباب.
5. القرار بأن نكون أقوياء: هو شعار رفعه الصينيون قبل عقود من الزمن، وحققوا المعجزة الصينية، وقرره الإيرانيون وتحولوا لقوة إقليمية، ولأن العالم لا يحترم إلا الأقوياء فعلينا كسوريين أن نكون كذلك، وصمودنا دليل على إمكانية تحقيق ذلك- فلنسر بهذا الاتجاه- لأن التحديات كثيرة وعديدة.
وإذا كان هناك عناوين عديدة أخرى، فإن المساحة المتاحة هنا لا تسمح بأكثر من ذلك، ولهذا علينا بعد خطاب القسم أن نسأل جميعاً أنفسنا- ما المطلوب منّا للمستقبل، وأن نحشد الجهود الوطنية، ونُخفف من الأنانية والمطامح الشخصية والتي هي حق لكل إنسان ضمن إطار توظيفها الوطني، ولمصلحة الوطن والشعب.
دعونا نكون صريحين مع أنفسنا في المرحلة القادمة ليكون عنوانها البناء عبر المحبة، والتسامح، والمصالحة، والسوريون شعب عظيم قادر على كل هذا، ولنعتبر خطاب القسم نقطة البداية للانطلاق، في مواجهة تداعيات عدوان قل نظيره في التاريخ، ومواجهة سلبياته، والانتصار على ذاتنا، كما نحقق الانتصار تدريجياً على العدوان وأدواته.
خطاب الرئيس الأسد عبر كلمة- كلمة عما يجول في خاطرنا، وعما يعتمل في صدورنا، وعما نتمناه جميعاً، ولكن الأهم أن نسأل أنفسنا: ما المطلوب منّا.... لنبدأ التنفيذ؟ وهذا مشروع صعب، ولكن الشعوب العظيمة- ومنها الشعب السوري قادر على النهوض، وتقديم مشروعه الحضاري- الإنساني في مواجهة مشاريع الوهابية- والإخوان، مشاريع الفتنة والقتل والتدمير، مشاريع القطعان التي تريد تدمير كل ما هو مضيء- ومنير في هذه المنطقة لمصلحة أصحاب اللحى القذرة بزعامة الدكتور(عبد اللـه بن عبد العزيز آل سعود)!!!!
الوطن

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-07-20 09:07:37   مهد الحضارات
المطلوب منا ان نصلي لمهد الحضارات و اقدم العواصم من اجل استرجاع الامن و السلام لسوريانا
ظافر عيسى  
  2014-07-20 09:07:27   ان من
المطلوب منا ان نتوكل على الله في تقييم الامور
اسماعيل برهوم  
  2014-07-20 09:07:22   منا
المطلوب منا الا ننظر الى بعض بطائفيه و تخلف
كوثر بشير  
  2014-07-20 09:07:32   منا
المطلوب منا ان نكون صادقين مع انفسنا قبل الاخرين
مدين علي  
  2014-07-20 09:07:42   منا
المطلوب منا ان نحترم دولتنا و جيشنا و لا نستمع للاغراب
طلال حيدر  
  2014-07-20 09:07:47   منا
المطلوب منا ان نقدر قيمة هذا الوطن و نقدر خيراته التي تطول الجميع
جودت عثمان  
  2014-07-20 09:07:50   منا
المطلوب منا ان نؤمن بالله و الوطن
ايمان كاسو  
  2014-07-20 09:07:12   المطلوب منا
المطلوب منا يا دكتور بسام ان نحب بعضنا و نتسامح
سمير دكا  
  2014-07-20 09:07:18   مطلوب
مطلوب منا يا دكتور بسام الوعي و الحكمه
دانه الخير  
  2014-07-20 07:07:18   الرئيس بشار الاسد
الرئيس بشار الاسد هو قائد مسيرة التطوير و التحديث
خالد صبحي  
  2014-07-20 07:07:10   منصورة
سوريا بحكومتها و شبابها و بناتها و اطفالها تظل شامخة لا يؤثر عليها المتامرون و لا اجندات خارجية و كلنا يدا واحدة نحمي بلدنا
احمد ميهوب  
  2014-07-20 07:07:01   اللهم
يا رب تدمر كل من يريد افساد استقرارنا و امننا
نزار كفا  
  2014-07-20 07:07:58   يا رب
الله يحفظ سوريا من كيد المتامرين
لانا اليوسف  
  2014-07-20 07:07:43   ستبقى
سوريا ستبقى منطق ومكان العروبة الاصيل
مروان بعلبكي  
  2014-07-20 07:07:56   مع سوريا
كلنا مع سوريا
سوزان صالح  
  2014-07-20 07:07:44   براميل النفط
هؤلاء البراميل الفارغة التي لم تتفق يوما من الايام الا على تدمير سوريا اللهم اجعل كيدهم بنحرهم
تغريد خوؤري  
  2014-07-20 07:07:25   صمود سوريا
ان صمود سوريا الاسطوري الذي اطاح بجميع مؤامراتهم و تخاذلهم ضدها سوف يسقطون الواحد تلو الاخر
انس عباس  
  2014-07-20 07:07:50   ععندما توجد
عندما توجد الارادة و التصميم و الايمان فان المستحيل يصبح واقعا
مامون زينة  
  2014-07-20 04:07:10   اين الزياد للرواتب
الله محي سيادة الرئيس وبتمنى يعود الامن والامان الى ربوع سورية وسؤالي متى يصدر مرسوم زيادة الرواتب
سورية وطنية  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz