Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 26 نيسان 2024   الساعة 01:27:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عتب على امبراطوريات المعارضة .. بقلم : ياسر اكريّم

دام برس:

قامت فكرة هيئة العمل الوطني الديمقراطي لتوحيد الصف للمعارضة السورية الداخلية من داخل دمشق, ومن ثم التواصل مع المعارضة الخارجية لتوحيد الصف من أجل إعادة سورية إلى الوضع الطبيعي العالمي . وكانت ولله الحمد نتائجها جيدة فقد ضمت اكثر من 13 حزبا وهيئة وكثيرا من المعارضين المستقلين الذين ينشدون نهاية هذه الكارثة في سوريا بحل سياسي يخلص الشعب السوري من معاناته اليومية من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات والتي طالما صبر عليها لأكثر من ثلاثة أعوام , نسأل الله العظيم الرحمة لشهداء سوريا والشفاء للجرحى , والحرية للمعتقلين والمخطوفين .

نادينا بالحل السياسي في 2011 وكانت نتيجته ان اعتقلنا لدى طرفي الصراع , وقد اتهمنا الفريقان تارة بالخيانة وتارة بالتبعية , وذلك لأننا نملك فكرا مخالفا لما يرونه , مثلما قال فرعون " لاأريكم الا ما أرى "

هل صحيح أننا يجب أن نرى الأشياء من زاوية واحدة , ومن رآها من الزوايا الأخرى هو خائن أو مجنون , الحقيقة أن العاقل يؤمن أننا نعيش على كرة والتي لكثرة زواياها المتصلة يظن البسيط بأنها منبسطة ومستقيمة ولايمكن لمستقيماتها أن تلتقي .

بالحقيقة ما نادينا به النظام قبل سقوط أي شهيد , وقبل هدم أي بيت , وقبل تجاوز عدد المعتقلين عشرة , وقبل حدوث أي عملية خطف , هو ماينادي به العالم اليوم لحل الأزمة السورية .

وهنا نقول أن الطرح ربما كان صحيحا ولكن الزمن كان خاطئا , وبعد مرور ثلاث سنوات على هذه الكارثة التي سجلت رقما قياسيا بكوارث الكرة الارضية وجد العالم جميعا بكل اطيافه وولاءاته وايديولوجياته أن الحل الوحيد في سوريا هو الحل السياسي المبني على قواعد صحيحة وتشاركية علمية في الوطن الذي يعيش به الجميع , وليس حكرا على فئة أو جماعة أو فكر , بل سوريا بين دول العالم جميعها هي منبع انتشار جميع الرسالات والفكر والحضارات وقد بدأت بهذا النسيج ولا يمكن ان تحيى وتستمر بغيره , وربما أطالة الأزمة هو التعبير الوحيد الذي يثبت صحة هذه البديهية لمن يؤمن بعكسها .

تلقى الشارع السوري فكرة الحل السياسي بجنيف 1 بالترحيب الكامل  نتيجة انسداد الأفق لأي حل آخر ورغبته بالحل السياسي , وبعد خذلانه بجنيف 2  بسبب وقوف النظام عند ثوابت غير مقبولة للمعارضة ولاتعطي حلا للأزمة , وطرح  المعارضة  رؤية غير مقبولة بالنسبة للنظام وجد السوريون أنفسهم بدون حل , و تبين وظهر كذب ونفاق الوعود العالمية , فصار لابد لايجاد حل صادق ينطلق من أصحاب المشكلة وأصحاب الأرض اللذين كانوا شبه مهمشين على طاولات التفاوض والحلول .

ولابد ان نطرح تساؤلا للمعارضة السياسية السابقة , اذا لم تستطع ايجاد الحل السياسي الذي وجدت لأجله فلماذا تحتكر الحق بالقرار السياسي عن شعب كامل عانى الويلات في السنوات السابقة , وقد فشلت في ايجاد مخرج سياسي للأزمة في سوريا .

وهنا يبدأ العتب على امبراطوريات المعارضة السياسية الخارجية والداخلية التي نصبت نفسها وكيلا عن هذا الشعب ونقول ان لديكم ثلاث خيارات فقط :

أولا : أن تقدموا برنامجا واضحا لحل هذه الأزمة سياسيا , فأنتم لستم عسكريون لأنهائها عسكريا  , ولاجمعيات خيرية للقيام  بأعمال اغاثة .

ثانيا : أن لاتعطلوا من يرى حلا  لأنهاء هذه الأزمة , ولو كانت فكرته في الحل تعارض رؤيتكم أو فكركم , فالوطن أغلى من فكرة تم تبنيها , وصارت كأنها سجنا للعقل لايستطيع التفكير بغيرها , لايبالي بازدياد عدد الشهداء وبازدياد الفقر والجوع .

ثالثا : أن تكونوا جزءا من المشروع الوطني الذي يطلبه السوريون بعد الأزمة , وهو أن يكون الجميع يدا واحدة لطرد شبح الماضي القريب , والتفكير في سوريا موحدة تعمل بلغة العلم والحب والواقعية والمعايشة , لا لغة الانفراد بالرأي والهيمنة بالقوة أو السلطة أو القرار .

العتب موجه لامبراطوريات المعارضة الداخلية وخاصة هيئة التنسيق التي ترى في انضمامها لهذه الكتلة هو نقص من امبراطوريتها رغم اننا نعاني نفس المعاناة واهدافنا واحدة , وكذلك العتب على امبراطورية المعارضة السياسية الخارجية التي وجدت نفسها بقصد أو بغير قصد محصورة في مربع لاتملك قراره .  ​

نائب رئيس هيئة العمل الوطني الديمقراطي

ياسر اكريّم

الوسوم (Tags)

سورية   ,   المعارضة   ,   جنيف   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz