Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إيران وتركيا تناقض أم تقارب وهل سيطول غياب مصر وسورية .. بقلم : هشام الهبيشان
دام برس : دام برس | إيران وتركيا تناقض أم تقارب وهل سيطول غياب مصر وسورية .. بقلم : هشام الهبيشان

دام برس:

اولآ يجب التأكيد على  أنه ليس هناك مايدعو للتفاؤل بشأن التقارب  بالعلاقات الإيرانية التركية ، بما يخص مجمل الوضع العام بالاقليم ,, بسبب اختلاف وجهات نظر البلدين، سواء في العراق أو في سورية ,,او في مصرنوعآ ما ،,, والسبب بذلك  تقاطع مصالح بين الاستراتيجية الإقليمية الإيرانية والاستراتيجية الإقليمية التركية، وبالطبع هنا تجدر الاشاره الى ان هذا التقارب المرحلي  سيتم  دون التأثير على استراتيجية كل بلد في المنطقه ,, وهذا بسبب أن هناك اختلافآ في سياسة تعاطي الدولتين في التعا مل مع الأزمة السورية والوضع العراقي  الفوضوي بشكل خاص ،وهذا كله بالطبع  لايمنع الزيارات المتبادله للجانبين والتنسيق الامني والتباد ل الاقتصادي,و,الخ ,,فالعلاقات بمختلف الاطر تسير بين البلدين وفق أطر رسميه بالنهايه لما فيه مصلحة  الدولتين ,,

و في ذات السياق  لا يمكن  للحكومه التركيه  في طبيعة الحال ,,أن تتبع نهج  أقليمي جد يد يؤسس لحاله تخد م توفير حاله من الامن والاستقرار بالاقليم   فهي، في النهاية، حكومة إخوانية ،، ليس له فكرة أو أداة أو أرضية أو حاضنة، سوى التحشيد المذهبي والتأزيم الجيو  سيا سي  بالاقليم لضمان استمرار بقائها في سدة الحكم ,,

وهذه الحقائق المذكوره سابقآ لايمكن لأي شخص متابع لسيا سة حكومة اردوغان في الداخل التركي وفي الاقليم بشكل عام  أن ينكرها,,

  فهذه الحقائق بمجملها أثرت على دور تركيا بمختلف الصعد الاقليميه والدوليه ,,فاليوم بات حلم تركيا بان تكون واحده من اعضاء دول الاتحاد الاوروبي وهم اقرب الى الخيال منه الى الواقع وعلينا ان لاننسى ان تركيا بالفتره الاخيره بدأت تعاني عزلة إقليمية وضغوط دولية بعد فشل الرهان على الإخوان في مصر وعدم حدوث أي اختراق في الدور المعطى لها ككيان وظيفي بالمنطقه  له مجموعه من المهام  بالملف السوري تهدف بالنهايه الى اسقاط الدوله السوريه ,,وتدعم من خلال هذا الدور بالملف السوري  التي أصبح لها فيه نفوذ  من خلال دعم المرتزقه على الارض السوريه وأحتضان ما يسمى بائتلاف الدوحه فوق اراضيها,,


اما بالنسبه لايران فهي الاخرى اليوم اصبحت بين مطرقة الغرب وسندان تقويض دورها الاقليمي  بالمنطقه ,,فملفا سوريا والعراق ومصر ,,واخص الملف السوري والمصري رغم اختلاف وجهات نظر البلدين بسبل التعاطي مع طبيعة الازمه بكلا البلدين مع تقارب بالاراء نوعآ ما بخصوص الملف المصري ,,هذان الملفان بشكل خاص وضعا ايران وتركيا بين حالة التناقض والتقارب لفتره من الزمن  ولكن المرحله الحاليه وصعوبتها في الدولتين أجبرت كلا الدولتين ان يكون هناك  حاله من التقارب بين البلدين,,

فالملفان المصري والسوري ليسا وحدهما من جمعا أيران وتركيا ، بل ان الحقائق تقول ان حكومة اردوغان اصبحت الان تعيش بحاله من العزله الخارجيه  ,,وبوضع داخلي  مضطرب نوعآ ما فمؤشرات الاقتصاد التركي توحي بحاله من الركود ,,والوضع المجتمعي بشكل عام بالداخل التركي  بعد الكشف عن حالات الفساد وانتشار ظواهر التمرد على الدوله  وما يجري الان من احتجاجات بالداخل التركي والرد العنيف من حكومة اردوغان على المحتجين يوحي بأن هناك حاله من التمرد المجتمعي "المحق " نتيجة مجموعة ملفات اقليميه تورطت فيها تركيا يسمع صداها الان بالداخل التركي بشكل سلبي ,,

هذه الملفات بمجملها دفعت حكومة اردوغان للبحث عن مهرب يعيد لها نوعآ من التوازن بالاقليم قد يعطي لها شيئآ من التوازن بالوضع الداخلي المتدهور,,

وهنا وجدت حكومة اردوغان ضالتها عندما بدأت بالتقرب من الحليف الجديد ولو ظاهريآ وهي الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه ,,

وهذا التقارب يخدم الطرفين بهذه المرحله فكما تركيا تبحث لها عن منقذ فكذلك ايران تبحث لها عن صد يق وحليف للغرب يسهل لها عملية التفاوض حول ملفها النووي ووجدت ضالتها هي الاخرى عند الا تراك ,,

وهذا الامر بحد ذاته  هو الذي أحيا حلم تركيا سابقا بلعب دور سياسي في المفاوضات بين المتفاوضين بهذا الملف النووي ,،  فاقتراب انقرة من طهران مؤخرآ يشكل حدثا كبيرا في صياغة النموذج الجد يد للمنطقة  ((مرحليآ))، خصوصا بعد اختلاف العاصمتين على الملفين الأكثر سخونة، وهما ملفا العراق  وسوريا,,

   وهنا نستطيع القول ان هذا التقارب لم تكتمل معالمه بعد ولا نستطيع للأن اعطاء اي صفه جيوسياسيه لهذا التقارب ,, لسبب وجود تجارب تاريخيه للنظام التركي بعلاقات التقارب مع د ول الاقليم ,,وخير مثا ل على ذلك ,,انه سبق للعلاقات التركية السورية أن لامست حد
ودآ  استراتيجية في التقارب بين البلدين  ,,وقد كانت حينها انموذجآ اقليميآ بحالة التقارب تلك وقد اعتقد البعض انها قد تؤسس لحلف اقليمي جد يد ، ثم انهار كل ما تحقق على هذا الطريق مع أول فرصة لاحت لإسقاط النظام السوري، وانفتاح الشهية العثمانية للسيطرة على البلد الجريح، وتحديدا من خلال التحريض المذهبي والإرهاب التكفيري، ,,واصبحت تركيا هي ممر ومعبرأمن للمرتزقه لسوريا وقد نهبت وسلبت حلب وادلب وريف اللاذقيه  وحولت الرقه ودير الزور الى بؤرة ارهاب ,,كل ذلك حصل بتنسيق فيما بينها ومابين مرتزقتها بالداخل السوري ,,

وهذا بطبيعته ما يخشى منه النظام الايراني حاليآ بحالة التقارب تلك مع الاتراك ,,فالخشيه ان يتكرر سيناريو التجربه التركيه بما يخص الوضع السوري مع ايران ,,لذلك نرئ الان حاله من الشكوك المتبادله حول طبيعة هذا التقارب واطره المستقبليه ,,

,,فالوقائع التاريخيه تقول ان السياسات التركيه الايرانيه تحمل العديد من نقاط التناقض وعدم التقارب,,,
,فرغم  التقارب  الجغرافي بين البلدين ,,الا ان مواقف البلدين من مجموعة ملفات عقائديه وجيو سياسيه  بالمنطقه  تصل الى حد التناقض ،فلو نظرنا الى حقيقة  طبيعة الانظمه الحاكمه  بكلا البلدين لوجدنا اختلاف بالرؤى بشكل مطلق ,,فتركيا علمانيه وان حكمها بعض المتاأسلمين  والاخرى اي ايران تحكمها عقيده أسلاميه ,,,بجانب اخر الموقف من الازمه بسوريا وبالعراق هو الاخر يصل الى حد التناقض بين البلدين ,,والموقف من وجود الكيان الصهيوني بالمنطقه هو الاخر محط خلاف بين البلدين ,,,والشواهد كثيره للتناقضات بسياسة ورؤية البلدين لمجموعة ملفات داخليه وخارجيه تحكم سياسة كل بلد من البلدين ,,

فالحقائق التاريخيه تقول ان حالة التناقض بين البلدين لها أرث تاريخي ,,

يعود للإمبراطوريتين الفارسية في إيران والعثمانية في تركيا، والذي يظهر احيانآ ويختفي بأحيان اخرى وكل ذلك  بدافع  الرغبة في قيادة العالم الإسلامي من كلا البلدين ,,، غير أن الساسه بالبلدين انتهجوا مبدأ المصلحة لتشكيل ما يشبه التحالف ,, وهنا لنعود قليلآ للوراء ولنقرأ التاريخ الحديث، نلاحظ أنه في فترة ما قبل الثورة الإسلامية في إيران كانت تركيا وإيران حليفتان للولايات المتحدة والحلف الأطلسي، لكن تغيرت الأمور لاحقا بانسحاب إيران من هذا الحلف بعد الثوره الاسلاميه بايران ,,

وبالنهايه سأجمل بعض ملفات قد تجمع بين البلدين مرحليآ ولكن هي بالنهايه لن تخدم الوضع بالمحيط العربي ابدآ ,,وهذا التقارب يخدم فقط المصلحه المشتركه لكلا البلدين ,, فتسعى تركيا من خلال هذا التقارب لتكون الوسيط بين إيران والدول الغربية، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الذي تعتبره حقآ لإيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وإن كانت تخشى من نجاحه وتسعى لمن افسته، كما أن تركيا تعتبر المعبر للطاقة الإيرانية نحو أوروبا، وأحد المستفيدين من النفط والغاز الإيراني، غير أن هذا الانتفاع المتباد ل والتفاهم الظاهر لا يكاد يخفي التنافس بين البلدين على قيادة المنطقة,,,

والحقائق التي لايمكن  انكارها  أن كلا البلدين قد  استفادتا أكثر من غيرهما من فوضى الربيع العربي، على اعتبار أنهما، وفي ظل غياب دور مصروسوريا والعراق التي كانت تلعب الدور المحوري في السيا سة العربية الخارجية,أصبحت كلا الدولتان ترغبان بتعبئة هذا الفراغ بالمنطقه العربيه ,مما اعطى كلا البلدين حاله غير مسبوقه بحالة التمدد الاستراتيجي بالمنطقه على حساب الوضع العربي وحالة الفوضى الموجوده بالداخل العربي الان ,,, ومع أن المراقبون يعتبرون أن تركيا تملك من الأوراق ما يجعلها قادرة على التفوق على إيران في أن تكون الدولة المركزية في المنطقة،,, إلا أن مسار الأزمة السورية المستمرة إلى الآن,,ودور مصر المستقبلي  سيكشف، حسب المراقبين، مدى ثقل كل من إيران وتركيا وقدرتهما على التأثير في العلاقات الدولية، في تأكيد على أن التقارب في موازين القوى يحتم عليهما التعاون والتعامل بمنطق الند للند، للحفاظ على مصلحة البلدين، ولو إلى حين,,فالجميع الان ينتظر دور ما لمصروسوريا  بالمرحله المقبله يعيد نوعآ ما حالة التوازن بالاقليم وعليه سيتحدد مصير كل هذه التحالفات بالمنطقه  بالمستقبل القريب .............

*كاتب وناشط سياسي –الاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   تركيا   ,   إيران   ,   العراق   ,   مصر   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz