Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بل كان يعرف ماذا يفعل !! بقلم: علي عبود

دام برس:

بعد أن كانت خجولة وشبه غائبة .. بدأنا نسمع ونقرأ إنتقادات قاسية لسياسات الفريق الإقتصادي في حكومة المهندس محمد ناجي عطري خلال السنوات 2005 ـ 2010 .

ويوحي من يطلق هذه الإنتقادت من "المحللين الإقتصاديين الجدد" وكأنه أول من اكتشف خطر السياسات الليرالية الإقتصادية المتوحشة ـ ومافعلته في المجتمع السوري ـ التي أمعن الفريق الإقتصادي  لحكومة عطري على تنفيذها بوتيرة متسارعة غير مسبوقة في أي بلد !!

وما لفت نظرنا في إنتقادت المحللين الجدد ترديد بعضهم لأكثر من مرة بأن هذا الفريق الإقتصادي "لم يكن يعرف مايفعل" كونه تجاهل أن سورية دولة مواجهة مع العدو الصهيوني يجب أن يعتمد اقتصادها على "الإكتفاء الذاتي" من السلع والمواد الأساسية وبخاصة الغذائية تجنبا لأي حصار غربي!

يبدو أن هؤلاء المحللين لم يتابعوا المقالات التي نشرتها صحفنا المحلية ، ولا تقارير اتحاد نقابات العمال واتحاد الفلاحين ولا آراء بعض اساتذة الإقتصاد في الجامعات السورية .. والتي كانت جميعها تنتقد بشدة وتحذر من النتائج الكارثية المستقبلية لسياسات الفريق الإقتصادي الليبرالية "اللإجتماعية" في حكومة المهندس عطري . 

وكان اتحاد العمال الأكثر جرأة بانتقاد سياسات الحكومة بتقاريره العلنية الموثقة ، وكشف أكثر من مرة أن النمو الذي تحقق في السنوات 2005 ـ2010 كان ناجما عن "نمو في قطاعات هامشية على حساب الاقتصاد المنتج وبأن الاقتصاد السوري الذي أريد له أن يكون اقتصادا منتجاً متنوعا على قاعدة التعددية الاقتصادية ودعم الصناعة والزراعة .. بات أقرب مايكون إلى كونه اقتصادا ريعيا يعتمد على قطاع الإنتاج الخدمي كالسياحة و المصارف والتأمين وأن النمو الذي تحقق ـ إن كان تحقق فعلا ـ لايخدم أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا يعالج مشكلتي الفقر والبطالة المتفاقمتين" ..

مثل هذه الإنتقادات تعود لعام 2008 .. وليس إلى عام 2013 ..وبالتالي فتجاهلها من قبل الفريق الإقتصادي واستمراره بسياساته الليبرالية المتوحشة يؤكد أنه كان يعرف ماذا يفعل !!

مثال آخر : يعرف الكثيرون أن سورية كانت منذ مطلع تسعينات القرن الماضي تنتج أكثر من استهلاكها من القمح، بل وكانت تتمتع بفائض كبير من القمح ، وهذا ما أكده المهندس عطري  في أول اجتماع له مع المعنيين في وزراة الزراعة يوم 27/10/2003 أي بعد شهر من ممارسته لمهامه كرئيس للحكومة  بقوله "سورية أعطت أمثولة رائعة في تطبيق الأمن الغذائي وأصبح لدينا الآن مايقارب من 6.5 ملايين طن من القمح نسوّق قسما منه ونخزّن مايكفينا وبطرق حديثة "!!

هذه "البحبوحة" من القمح السوري كانت تُزعج أمريكا ، والدليل أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس ردت غاضبة مستنكرة على سؤال للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن أسباب فشل الضغوط على سورية : ولكن سورية لاتستورد القمح!!

حدث هذا في عام 2006 .. نعم في 2006 أبان الحرب الصهيوأمريكية على المقاومة اللبنانية !

ولكن .. سياسات الفريق الإقتصادي لحكومة عطري واستبدالها  شعار "الأولوية للزراعة" إلى شعار الأولوية لاقتصاد سوق كبار رجال الأعمال " .. حولت  سورية إلى بلد مستورد لاينتج احتياجاته من القمح منذ عام 2008 !

وهذا يؤكد أن هذا الفريق كان يعرف تماما .. ماذا يفعل!!!
 

الوسوم (Tags)

الاقتصاد   ,   الحكومة   ,   المهندس   ,   رجال الأعمال   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz