Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مناورات لتبرير عودة المفاوضين لطاولة المفاوضات .. بقلم: د.إبراهيم أبراش
دام برس : دام برس | مناورات لتبرير عودة المفاوضين لطاولة المفاوضات .. بقلم: د.إبراهيم أبراش

دام برس:

للوهلة الأولى ، فإن من استمع إلى الخطاب الأخيرللسيد الرئيس أبو مازن قد يستنتج أن الرئيس قرركسر قواعد لعبة (مفاوضات بلا حدود) كإستراتيجية وحيدة لحل الصراع واعتماد بدلامنها إستراتيجية متعددة المسارات وردت في خطابه وهي :

1- مسار الاستمرار بالمفاوضات مع تحديد آجالها ومرجعيتها وأهدافها .

2- مسار الشرعية الدولية وقد صاحب كلام الرئيسعنها توقيع على طلبات انضمام لخمس عشرةمنظمة ، بغض النظر عن أهميتها وآليات الانضمام إليها .

3- مسار المصالحة الوطنية وقد أصدر الرئيس أمرا بسفر وفد لقطاع غزة ،مع أن المصالحة لا تتوقف على سفر وفد من الضفة لغزة .

4- مسار المقاومة الشعبية وهو حديث قديم جديد بدون رؤية أو إستراتيجية واضحة.

ولكن الغوص في بواطن الأمور والإدراك لخفاياالواقع الفلسطيني وخصوصا واقع النخبة السياسية المهيمنة على القرار الفلسطيني تجعلنانقف حذرين ومشككين بهذه الاستنتاجات ،لأن السياسة ليست مجرد تصريحات ومواقفوشعارات أو حتى قوانين ومبادئ بل أيضا موازين قوى واستراتيجيات عمل مدعومة بأدوات تنفيذية واستعدادات ميدانية الخ ،وبالتالي لا تتغير سياسيات الدول والحكومات بقرارات وتصريحات للقيادات والسياسيين فقط بل بإجراءات عملية يكون الشعب محركها وقوتها. أي مواقف وتصريحاتللقادة غير مدعومة بالوحدة الوطنية ولا تنبني علىقوة شعبية تبقى مجرد تصريحات أو فقاقيع هواءوغبار سرعان ما تنقشع وتنكشف بالحقائق التي يفرضها الواقع وموازين القوى.

لم تكن المشكلة طوال عشرين عاما من التسوية تكمن في مبدأ المفاوضات ، لأن لا سياسة بدونمفاوضات ،ولكن المشكلة كانت في تحويل المفاوضات من مجرد آلية لحل الصراع في إطار مرجعية واضحة لا تتعارض مع توظيفآليات أخرى كالمقاومة ووحدة الصف وشبكة التحالفات العربية والدولية ، إلى إستراتيجية وحيدة دون مرجعية واضحة ودون إسناد لا من الشعب ولامن شبكة تحالفات عربية ودولية ، حيث تفردت حركة فتح بالمفاوضات دون دعم شعبي وحزبي حتى من منظمة التحريرالفلسطينية، كما تفردت واشنطن برعاية المفاوضات. هذه المراهنة على المفاوضات فقط وعلى الوسيط الأمريكي فقط هو الذي شجع إسرائيل على توظيف المفاوضات لتواصل عملية الاستيطان بدون خوف من أي ردود فعل فلسطينية أو عربية أو دولية،

الأمر الذي كان يتطلب كسر هذه المعادلة البائسة،وهذا ما يبدو من خطاب الرئيس أبو مازن.

لهذا نتمنى من الرئيس أبو مازن إن كان يريد خوض معركة الإستراتيجية متعددة المسارات أن يحصن هذه الإستراتيجية بتحركات فعلية على أرض الواقع

وإشراك الشعب بكل فئاته في خوضمعاركها لأن كل منها معركة مع إسرائيل ولكل منها أدواتها ، والشعب الفلسطينيكله مستعد للالتفاف حول الرئيس وحمايته إن قرر قلب الطاولة بالفعل والعودة للشعب،

والشعب يدرك أن ما يقوم به الرئيس هو الحراك الوطني الوحيد الموجود ما دام الرئيس يؤكد على التمسك بالثوابت الوطنية ويعمل على انجازها عمليا ولو في إطار الشرعية الدولية .

نعم يجب العودة للشعب الذي تم تغييبهطوال سنوات ، فلا يمكن لإستراتيجية تعددالمسارات المتوافقة مع الشرعية الدولية والمنفتحةعلى كل الاحتمالات أن تنجح بدون التفاف شعبي وحزبي حولها . الواقع المزري لمنظمة التحرير ،وحالة العجز والارتهان لاتفاقية أوسلو التي تعيشها السلطة واحتمال تعرضها لمزيد من التضييق عليها إسرائيليا وربما أمريكيا، بالإضافة إلى حالة التي هوالانفلاش التي تعيشها كل الأحزاب والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني ، كل ذلك لا يجعلنا مطمئنين إلى نجاح الإستراتيجية الجديدة .

الحديث عن تغيير قواعد اللعبة أو عن إستراتيجية جديدة سيكون نوعا من اللغو إن لم يتم استنهاض منظمة التحرير الفلسطينية بما يسمح بإشراك كلالفصائل والأحزاب فيها كما نصت اتفاقية المصالحة أو استنهاضها حتى بدون حركة حماس ،واستنهاض كل الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح) التي بدونها لا يمكن استنهاض الحالة الوطنية،

ويجب الاشتغال على عملية الاستنهاض هذه اليوموليس غدا بغض النظر عما ستؤول إليه العملية السياسية حيث من المتوقع المرور بمرحلة أللاسلم وأللا حرب وهي مرحلة خطيرة بل قدتكون اخطر من مرحلة التسوية والمفاوضات بكل سلبياتها.

بالرغم مما يبدو من توجه رسمي فلسطينيلإستراتيجية تعدد المسارات أو هكذا نتمنى، إلا أنأمورا كثيرة غير واضحة وغير مفهومة – وأحيانانشعر

وكأن المفاوضين الفلسطينيين والنخبةالسياسية تلعب مع الشعب لعبة الثلاثورقات والشاطر يعرف ماذا يجري !– لذلك منرالسابق لأوانه الجزم بأن القيادة الفلسطينية قررتإلى غير رجعة تغيير قواعد اللعبة بالخروج منعملية التسوية الأمريكية والرعاية الأمريكية ،فهيرتسوية غير قابلة للفشل وواشنطن لن تسمح لهاربالفشل ، وما زال في الوقت بقية – حتى نهاية هذاالشهر – لنعرف القرار النهائي للقيادة الفلسطينيةرمن الاستمرار بعملية المفاوضات في إطار قواعدجديدة أو الخروج منها نهائيا ،

والرئيس كان واضحا عندما أكد عند توقيعه علىطلبات الانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية أنكل ما يجري لا يتعارض مع التزامه بخيارالمفاوضات ،وتصريحات كيري بالأمس 4 أبريل فيالمغرب حول نيته والإدارة الأمريكية إعادة النظر فيرالسياسة الأمريكية من عملية التسوية بينرالفلسطينيين والإسرائيليين تحمل رسالة تهديدرللفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين .

في ظني أن هناك حلقة مفقودة تتعلق بماجرى خلال اجتماع الرئيس أبو مازن معأوباما في البيت الأبيض في الثامن عشرمن الشهر المنصرم حيث لم يتسرب عما جرىتداوله في اللقاء إلا القليل

من الرئيس أبو مازن في خطابه في قمةالكويت،بينما لم يصدر بيان أو تصريح واضح منالبيت الأبيض أو الخارجية الأمريكية عما جرى ، بللا أحد يعرف إن كان هناك اتفاق إطار بالفعل أم لاوإن وجِد ما هي بنوده ؟. ولكن ، لقاء واشنطن كانيوم 18 من الشهر الماضي وخطاب الرئيس كانفي الثاني من الشهر الجاري ولم يصدر ما بينالتاريخين لا فلسطينيا ولا إسرائيليا ولا أمريكيا مايُفيد فشل المساعي الأمريكية ، بل راج حديث عنرتفاهمات في إطار مساعي كيري عن حل وسطتمهد الطريق لتمديد المفاوضات مقابل إطلاق سراحأسرى الدفعة الرابعة ومزيد من الأسرى بينهمرقيادات كالشوبكي وسعدات وربما البرغوثي،وتجميد هادئ للاستيطان ،مما يطرح تساؤلات هلأن الخطاب الغاضب للرئيس أبو مازن كان ردا علىما أقدمت عليه إسرائيل من خطوات تتعلق بالأسرىروالاستيطان وبالتالي من الممكن العودة لطاولةالمفاوضات إن أطلقت إسرائيل سراح أسرى الدفعةرالرابعة ؟ أو مناورة لتوظيف التحرك علىالمسارات الثلاثة – الانضمام لبعض المنظماترالدولية،الحديث عن المقاومةرالشعبية،رالمصالحة- لتبريرعودة المفاوضينرلطاولة المفاوضات، أو بمعنى آخر أنه تكتيكرسياسي أو تخريجة تأخذ طابع الصدامية والبطولةرهدفها الخروج من حرج تمديد المفاوضات، لتعودربعدها المفاوضات بقواعد جديدة ؟ أم هناك تحولراستراتيجي في السياسة الفلسطينية يقطع معمرجعية أوسلو نهائيا وهو ما نتمناه ؟
 

الوسوم (Tags)

الرئيس   ,   المفاوضات   ,   عباس   ,   أبو مازن   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   القضيه الفلسطينيه في خبر كان
القيادات الفلسطينيه ومن خلال سلام الشجعان أصبحت في سجن اسرائيلي محكم وهم محاصرون ومشلولون تماما كما حوصر عرفات من قبلهم ببساطه سلموا كل شيئ ولا يملكون اي شيئ وهم بفرقهم المختلفه الآن أوراق تافهه تشغل ضد الدول المقاومة كما فعلت حماس في إدارة حرب الأنفاق في سوريا وكما سلمت القياده الفتحاويه رئاسة الجامعه لقطر فماذا تريد إسرائيل أكثر من ذلك
سوري للعضم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz