Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 07 كانون أول 2024   الساعة 17:24:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
زيارة أوباما ... فارغة المضمون ومحاولات تجميلية فاشلة!!بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | زيارة أوباما ... فارغة المضمون ومحاولات تجميلية فاشلة!!بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

شهدت المنطقة العديد من التطورات التي بدأت بما يعرف بثورات الربيع العربي، فسقوط نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 2011، أثر كثيراً على العلاقات الأمريكية السعودية، حيث فوجئت المملكة بشدة من موقف واشنطن التي إستغنت بسهولة عن حليفها المهم مبارك، بالإضافة الى الموقف الأمريكي من سوريا والتقارب الأمريكي الجديد تجاه طهران، الخصم الأكبر للسعودية، كلها أمور تركت آثارها على العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، إذ ولدت شعوراً لدى الجانب السعودي بأنه ربما لا يمكنه الإعتماد بشكل كامل على الحليف الأمريكي القوي.
واليوم تأتي زيارة أوباما للسعودية لإسترضائها ومحاولة لردم هوة الخلافات والتوتر الذي عبَّرت من خلاله السعودية عن غضبها لسياسات أوباما، مؤخراً فيما يتعلق بتعاطيها مع الملف الإيراني وتدخلاتها في المنطقة العربية، بالإضافة إلى إظهار إهتمام الولايات المتحدة بالمخاوف الخليجية، بمعنى أن الرئيس أوباما يريد طمأنة السعودية بشأن السياسات الأميركية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، ومن ثم فإن هذه الزيارة هي لإعادة التأكيد على دور واشنطن المهيمن في المنطقة.
وفي سياق متصل يحمل الجانب الاقتصادي أهمية كبيرة في علاقة الولايات المتحدة مع السعودية لاسيما في هذه الفترة التي تضطرب فيها المنطقة بالكامل، لذلك فليس من مصلحة أمريكا أن تشهد السعودية تطورات مشابهة لما حدث في دول الربيع العربي لأن هذا سيؤدي لمزيد من الصراعات والفوضى في البلاد وبالتالي إضعاف نفوذ وتأثير الولايات المتحدة في المنطقة برمتها.
فالحقيقة التي يجب أن ندركها أن أميركا ستستمر في النظر إلى أمن دول الخليج بإعتباره مصلحة وطنية أساسية، فخطط أميركا لبيع أسلحة إلى دول الخليج كمجموعة تسير نحو طريق مسدود ما لم تعد علاقة الرياض والدوحة إلى طبيعتها من جديد، فحصر أميركا علاقتها مع دولة خليجية واحدة في الوقت الراهن، وعدم وجود إجتماع مماثل مع مسؤولين من دول خليجية أخرى وإلغاء قمة محتملة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس أوباما تعد مؤشراً سلبياً يظهر ضعف قدرة واشنطن على لعب دور لجمع دول مجلس التعاون معاً.
وفي إطار ذلك فليس من المستحيل أن يتعهد الرئيس أوباما للسعوديين بأنه سيقرن أقواله المتكررة حول ضرورة إتخاذ موقف حاسم من الصراع الدائر في سورية، كما لا يستطيع بالتأكيد التعهد بممارسة الضغط على إسرائيل للتوصل الى تسوية سلمية للصراع مع الفلسطينيين، ومن ناحية أخرى لا يستطيع أن يرأب الصدع الذي أصاب وحدة مجلس التعاون الخليجي من جراء سحب السعودية والإمارات والبحرين سفراءها لدى دولة قطر، ولن يتمكن أن يهدأ من مخاوف الرياض إزاء المفاوضات الجارية مع إيران والتي تسمح لطهران بالإستمرار في طموحها النووي للأغراض السلمية.
وأخيراً ربما يمكنني القول إن أمريكا تدرك جيداً الدور المهم للسعودية في المنطقة، وأهمية الدعم السياسي والمالي الذي تقدمه للعديد من دول المنطقة، إذ ظلت المملكة السعودية تاريخياً شريكاً إستراتيجياً لأميركا بإعتبارها أكبر خزان للنفط في العالم، ولذلك أرى إن العلاقة بينهما على ما يبدو لن تتغير على الرغم من الخلافات على المدى القصير حول الإنقلاب العسكري في مصر، والمفاوضات النووية مع إيران والنزاع حول تسليح المعارضة السورية، وفي نهاية المطاف أعتقد إنه سيتمكن الجيش المصري من تعزيز سلطته في البلاد، وأن المفاوضات النووية ستؤدي إلى توجه الغرب نحو إيران، بينما ستواصل السعودية تمويل وتسليح المعارضة السورية رغم اعتراضات واشنطن.
Khayam1979@yahoo.com

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz