Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
خيوط اللعبة : هل يعود الجيش السوري إلى لبنان ؟ بقلم: سامي كليب
دام برس : دام برس | خيوط اللعبة : هل يعود الجيش السوري إلى لبنان ؟ بقلم: سامي كليب

دام برس:

رعى الرئيس ميشال سليمان، الأحد اليوبيل الذهبي للقديسة رفقا في لحظة مفصلية من تاريخ لبنان. في تلك اللحظة المفصلية، كان الشمال يغرق في حرب أهلية. كان شبح الحرب الأهلية يرخي بظلاله الثقيلة على الطريق الجديدة التي لم يعد فيها جديد سوى أعلام «جبهة النصرة». لو أضيف ذلك إلى ما يحصل في عرسال ومحيطها، وعند الحدود اللبنانية ــــ السورية، لفهم المرء أن لبنان بات في حاجة إلى معجزة القديسة رفقا وكل القدّيسين والأئمة كي ينجو من واقعه الأمني الصعب ومستقبله الأصعب.

هكذا يشارف عهد الرئيس على نهايةٍ كان لا شك يتمنى ألاّ تكون على هذه الحال. سقطت سياسة النأي بالنفس أسوأ سقوط. انتقلت الحرب السورية إلى الداخل اللبناني. انقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض للحكم السوري. دخل البازار العربي والدولي بقوة إلى لبنان. هكذا ينتهي عهد سليمان على خصومة مع دمشق وحزب الله وحلفائهما. هو يقول إنه يحمي استقلال لبنان، وخصومه يقولون إنه يسير تحت راية المحور الآخر لمصالح أخرى.

ماذا بعد؟

حين وصل وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إلى بيروت أحدث مفاجأتين: أولاهما أنه شرح كيف أن الأميركيين كانوا قد طلبوا من وزراء الخارجية العرب، قبيل إعلان العدوان على سوريا، أن يوافقوا على هذا العدوان. رفضت مصر آنذاك، فضغطت واشنطن على السعودية والإمارات. اتصل وزيرا خارجية الدولتين الخليجيتين بفهمي لإقناع القاهرة بالقبول بالعدوان. رفضت مصر. وثانية المفاجآت أن الوزير المصري جاء راغباً، أيضاً، بتحسين العلاقات مع إيران. يبدو أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، يؤدي حالياً هذا الدور. ثمة من يؤكد أن الوساطة التي أجراها سابقاً الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل لم تكن بتكليف رسمي. الآن الرغبة واضحة. يقال إن دور باسيل برعاية الجنرال عون سهّل لقاءات فهمي مع الوزير حسين الحاج حسن.

باتت إيران، الآن، محور الإهتمام. تفاهمها مع الغرب يسير على نحو جيد. صارت تتلقّى عروضاً جيدة من دول معنية بالملف السوري. قطر في الطليعة. في طهران وجهة نظر مهمة الآن مفادها أن أي حديث عن مستقبل لبنان، وخصوصاً الرئاسة فيه، يجب أن يكون ثمرة تفاهمات إقليمية. تريد القيادة الإيرانية أن تكون سوريا حاضرة وكذلك السعودية. في مثل هذا التفكير رسالة واضحة. إعادة سوريا على الخط، وبقوة، تعني أن كل الدول الغربية الراغبة بالدخول في البازار الرئاسي اللبناني يجب أن تفاوض دمشق أيضاً. هذا وحده كفيل برفع مستوى العلاقات الأمنية الحالية مع القيادة السورية إلى مستوى الحوار الدبلوماسي. فرنسا في طليعة المعنيين بالرسائل. باريس تؤدي دوراً بعيداً عن الأضواء بتكليف أميركي. منطق التحالف الحالي بين إيران وسوريا وحزب الله يفرض بقاء سوريا لاعباً أساسياً في الملف اللبناني مهما تغيّرت الأحوال. حتى الآن، طهران ودمشق متفقتان على إيلاء الملف اللبناني لحليفهما حزب الله. هما يقبلان بما يقرره السيد حسن نصرالله.

لنتصوّر الآن مستقبل الأشهر المقبلة.

الاشتباك الإرهابي مع الجيش اللبناني مرشح للتفاقم. كل من يهرب من سوريا عبر الحدود يتسلل صوب لبنان. وعلى الأراضي اللبنانية خلايا نائمة. يراها بعض المسؤولين نائمة ويمر بقربها كي لا يزعج نومها تعاطفاً. يلاحقها آخرون ليقبضوا عليها قبل أن تستيقظ. لا شيء يغيّر المعادلة سوى ضغط دولي كبير حالياً لجعل مكافحة الإرهاب أولوية من العراق إلى سوريا فلبنان. صار الإرهاب أهمّ من مستقبل الرئيس بشار الأسد. لا عجب، إذاً، أن يبدأ السفير الأميركي السابق روبرت فورد وقبله وزير الخارجية جون كيري بالترويج لبقاء الأسد. لا بأس أن يقول الباحث السعودي أنور عشقي إن باراك أوباما يأتي إلى السعودية لإقناع الملك ببقاء الأسد، بذريعة أن الرئيس السوري سيغيّر تحالفه مع إيران وحزب الله. عشقي، بالمناسبة، كان مستشاراً للأمير بندر بن سلطان حين كان الأخير سفيراً للمملكة في واشنطن. الأسد باقٍ. أميركا ستقبل. ماذا عن لبنان؟

منذ فترة صار الجيش السوري يخترق الحدود ملاحقاً مسلّحين يتهمهم بالإرهاب. الأمر سيتكرّر ويتوسّع. قرار القضاء على الإرهاب لا عودة عنه في دمشق. لعله صار يتمتع بضوء أخضر غير معلن من قبل المؤسسات العسكرية في الغرب. التعاون الأمني واضح، وربما أكثر مما يعتقد البعض. بعد فترة سيجد الجيش اللبناني نفسه أمام حالة إرهابية ستكبر. سيلاحق ويقاتل. ينجح في أماكن ويفشل في أخرى. الأكيد أن ثمة صعوبة كبيرة في أن يقضي وحده على كل الخلايا المنتشرة في لبنان. لا شك في أنه سيتعرّض للتفجير والسيارات المفخّخة والهجمات على الحواجز. الغرب يريد تجنيب لبنان كأس الإرهاب. يريد، أيضاً، رئيساً توافقياً للجمهورية، أو ــ على الأقل ــ رئيساً لإدارة الأزمة. سوريا ستحضر بقوة.

عند الحدود لا شيء سيمنع تعاون الجيشين اللبناني والسوري لاحقاً. هذا سيفرض نفسه، عاجلاً أو آجلاً. قد يصبح الأمر ضرورة في بعض الداخل اللبناني في المناطق الحدودية. سيصبح ضرورة.

لا رغبة لدى القيادة السورية بالتورط مجدداً في لبنان. يقول مسؤول كبير: «طوينا هذه الصفحة منذ زمن طويل، ولا نرغب مطلقاً بالعودة إلى مكان خرجنا منه بقرار استراتيجي». لكن لا رغبة، أيضاً، بإبقاء الحدود اللبنانية منطلقاً لضرب الداخل السوري. «لن نوفّر أي جهد لملاحقة الإرهاب عبر كل الحدود. الآخرون لم يحترموا الحدود حين سفكوا الدم السوري»، يقول المسؤول نفسه الذي يؤكد أن التعاون مع الجيش اللبناني ليس سيئاً في الوقت الراهن.

لم يحسن لبنان، في عهد الرئيس سليمان، إقامة علاقة واضحة مع القيادة السورية. ليس ذنبه. تحوّلات المنطقة أكبر من أن تستوعبها أطراف ضعيفة كلبنان. التقارير الغربية كانت تنهمر لدرجة اعتقد البعض أن سقوط النظام قد يتم قبل نهاية قراءة التقرير. المهم ألّا يُفاجأ اللبنانيون إذا جاءهم يوماً مسؤول أميركي محاولاً إقناعهم بالتعاون مع الجيش السوري. قد يحصل هذا. يبدو أنه سيحصل. في لبنان القديسة رفقا ملجأ الراغبين بمستقبل أفضل لا شك. لكن بين إيران والغرب وروسيا ترتسم ملامح مستقبل آخر.

المصدر:صحيفة "الأخبار" اللبنانية 

الوسوم (Tags)

الجيش   ,   وزير   ,   لبنان   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   شكرا&quot
سورية في شعبها وجيشها وقائدها ستبقى صامدة ومع المآمرة عليها ونشكر من كل قلوب السوريين إيران وروسيا والصين وحزب الله
برهان  
  0000-00-00 00:00:00   انجرار لبنان إلى الحرب
إذا بقي الحال كما هو في لبنان وجود إرهابين وعصابات والسلطة لا تتدخل فسوف تنتقل حرب أكبرمن الحرب السورية إلى لبنان
وليد جربا  
  0000-00-00 00:00:00   حماية لبنان
حماية لبنان تكون في ملاحقة الإرهابي والقضاء عليهم والقضاء على الخلاية الممولة هكذا تكون حمايته
ثائر حلوان  
  0000-00-00 00:00:00   لا ننسى
لولا حزب الله وقوى الجيش العربي السوري في سورية ودعم إيران وروسيا لكانت بلاد الشام في إيدي امريكا واسرائيل
تاج منصور  
  0000-00-00 00:00:00   تدمير لبنان
من يمد ويدعم الإرهابين في لبنان للقتال في سوريا فهو يريد دمار لبنان قبل سوريا
فداء لطفي  
  0000-00-00 00:00:00   شعب واحد
الشعب السوري والشعب اللبناني شعب واحد فهو يحمل تاريخ واحد ويوجد كثير من العائلات السورية لها قربى بعائلات لبنانية فمن الطبيعي جدا" أن يأخذ الشعب اللبناني موقف من أحداث سورية
وسيم طباع  
  0000-00-00 00:00:00   القضاء الإرهابين
الجيش السوري عندما يضرب الحدود اللبنانية ويقضي على الإرهابين فهو يحمي لبنان من وجود هؤلاء الإرهابين قبل حماية سوريا
سارة  
  0000-00-00 00:00:00   آمين
أننا ندعوا من الله ومن جميع القدسين والأنبياء والرسل بأن يتلطفوا بحالة وطننا العربي ويعيدوا السلام والمحبة إلى أهله
ساري وهبي  
  0000-00-00 00:00:00   لبنان الشقيق
نتمنى من كل قلبنا للجمهورية اللبنانية السلام كمان نتمنه لسورية الغالية لأنهم أشقائنا ويحملون دمنا
ميساء الخالدي  
  0000-00-00 00:00:00   معا&quot إلى النصر
سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد سيبقى ما دام شعبه يريد ومتمسك به وجيشه واقف معه رغما" عن أنوف أكبر القادة والملوك
هشام  
  0000-00-00 00:00:00   شيء يدعي للضحك
شيء يدعي للضحك شكرا" لأمريكا على طلبها من السعودية وتوسطة عند الملط لإبقاء الدكتور بشار حافظ الأسد
حسان وكيل  
  0000-00-00 00:00:00   الوعي مطلوب
كان يحب على الشعب اللبناني أن يكون أقوى من ذلك كي لا يعود إلى الحرب الأهلية مجددا"
صافي ناشد  
  0000-00-00 00:00:00   الضربة بتقوي
فعلا" على الجميع الخوف من سوريا أكثر بعد هذه الأزمة التي مرت عليها لأنها اصبحت أقوى من قبل لأن الضربة التي ما بتكسر بتقوي
عنان عيد  
  0000-00-00 00:00:00   أين هم ؟
الإرهابين يهربون من الجيش السوري ويسعفون جرحاهم إلى الأراضي اللبنانية وهناك طبعا" من يساعدهم ويمدهم بالسلاح والغذاء وبعلم السلطات اللبنانية ولكن لا أحد يوقفهم عند حدهم
زينة  
  0000-00-00 00:00:00   حق طبيعي
طبعا" من حق الجيش السوري ملاحقة الإرهابين إلى لبنان وضربهم لحماية أرضه وشعبه منهم لأن الجيش اللبناني لا يتحرك
صابر خلدون  
  0000-00-00 00:00:00   فاسدين
هناك الكثير من قادات الأحزاب والنواب في لبنان يدعمون الإرهاب في سوريا وفي اللبنان
بدر رشاد  
  0000-00-00 00:00:00   لماذا؟
الشعب اللبناني ومع احترامي الشديد له ينقسم في كل الأمور التي لا تخص لا من قريب ولا من بعيد وتحدث الخلافات بينهم
موسى عطية  
  0000-00-00 00:00:00   مكانة استراتيجية
سورية لها مكانتها الاستراتيجية في المنطقة وسلام المنطقة من سلام سورية وهذا أكبر دليل أحداث لبنان والأعمال الإرهابية التي تحدث فيها
سماح صفا  
  0000-00-00 00:00:00   هذه هي الحقيقة
أمان لبنان من أمان سورية هذه حقيقة لا أحد يستطيع إنكارها إذا كانت سورية بأمان كان اللبنان كذلك الأمر
داني عبيد  
  0000-00-00 00:00:00   التعاون
نعم على الجيش السوري والجيش اللبناني التعاون وهذا لحماية ومصلحة الدولتين
كمال عزوز  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz