دام برس:
تـتعــالـى الأصـوات هنـا وهنـاك , وبطـريقــة مـلفتـــه للنظـر علـى امتـداد الجغـرافيـة العـراقيــة , داعيــة الـى تـقســيـم العـراق علـى اســاس مـشــروع ( بيكــر هـاملـتـون ) ســيء الصــيت , بـإعـتبـارة المخـرج الأنـسب للعـراقييـن مـِنْ دوامــة العـنـف والصـراعـات الســلطـويـة والاقــتـتـالات المذهـبيـة والأثـنيــة , التي تـعصـف بـالشــارع منـذ احـتلالــه 2003 , الـى اللحظـة الـتي تشهــد حـربـا علـى الارهـاب , يـرى فيهـا آخـريـن إنهـا حـربـا ضـد مكـون مجتمعـي بعـينــه , وبغـض النظـر عـن أصـوبيــة هـذا الادعـاء , او إنــه وسيلة لخـلط الأوراق , ومـن أجـل تصـويـب اســتنبـاط الدواعــي الحقيقيــة لهكـذا دعــوات , عـلينـا أن نتسـائـل اولا , عـن مـاهيــة هــذا الأنفصـال او التقســيـم , وهــل هـــو غــايـــة مـُـقـرره سـلـفـا عـنـد اهلهـــا , أموســيـلــة للعبـور مـن مـرحلــة تـاريخيـة الـى اخـرى أمـلا بإ نهـاء واقــع حـالمفـروض , لا يمكـن الخـروج مـن مسـتنقعــه إلا بـتقطيـع اوصــال وطــن ,حتى لـو كـان عمـره يمــتد آلاف الســنييـن فـي عمـق التــاريـخ ؟
اعتـبـارات الغـايــة قــد تـبـرر الـوسيلـة , التي يـراوح علـى عتبتهـا اصحـاب مشـروع تقـسـيـم النسـيج المجتمعـي والجـغـرافـي العـراقي علـى اسـسعـرقيه ومـذهـبـيه , فـيهـا الكثيـر مـِنْ المغـالطـات والتضليـل , لأنَ مـا مـِنْ غـايــة اخـلاقيــة تبــرر لخـطيئــة كفـريــه , حـيث تـقســيم الاوطـان وتفكيكهـا ,لست مجـرد وســيلـة بريئــه لوقف سفك دماء , وإنمـا خـطيئـة كفـريـةتـاريخيــة لا يمكـن لهـا أنْ تبـرر لنـفسهــا , خـصـوصـا اذا اخـذنـا فـي الحســبـان الأضـرار المســتقبليــة لنتـائجهـا , والتي ســتتعـدى بفعلهــا تحـديـات واقعهـا الفعـلـي الآنـي , و هـي لست بالتحدي المسـتحيـل التـوافق, و يمكـن تخـطيها عبـر الجـلـوس الجـدي لطـاولـة الحـوار الوطنـي ,والتأسيس لثـوابت وطنيــة واخـلاقيــة تضمـن حـقــوق الجميـع , مثلمـا تضعهـم امـام واجبـات والتـزامات وطنيـة وجـوبيـه , ثــم كـيف يضمـن لنـا اصحـاب رؤيــا التقسـيم هــذه , إنهـم قـادريـن علـى تطـويـع نتـائجـهاالكـارثيــة المسـتقبليــة لصـالح الاستقـرار ووقـف الاقـتتـال وسـفك الدم , خـصوصا وإن آليـات التقسـيم ذاتهــا ,هــي عـامل اضـافـي وعنصــر تثـويـري لـلأحـتـراب و بـوابــه لفـتح جبهـات نـوعيـة مسـتجـده , ومســببات تنـاحـريـة مضـافـه , نحـن فـي غنـى عنهـا , وهـي بحكـم الغـائبــة او معـدومـة الحضـور علـى ارض الواقـع اليـوم .
الـذي يـريــد اســتغـلال تضـارب المصالح السياسيـة والانحـرافـات المذهبيـة ,وتخـنـدقـات تـأثيـرات تغيـرات المنـاخ الأقليمـي والدولـي الذي يعـصـف بالمنطقــة , لـيمــرر غـايــة مـُقـرره ســـلفـا ومـرســومـة خـرائط جغـرافيتهـا ,عـليــه أنْ يمـتلك شـجـاعـة لتنظيـراتــه , ويخـرج مـن تحـت عبـاءة بكـائيـة قـلقــه وتخـوفـاتـه علـى نـزيـف الدم العـراقـي , ويـفصـح عـن نـوايــاه ويقــدم المعطيـات الحقيقـة التـي رسـم علـى اسـاسهـا دعـواتـه التقسيميـه , ويـثـبت صحتهـا وصـوابيـة نتـائجهـا , والأهـم مـن ذلـك كلــه , يعلـن عـن الجهــة التي خـولـته للتحـدث عـن لســان هـذة الطـائفـة او تـلك , ومـا هـو حجـم تمثيـلــه ,وقــوتــه علـى ارض الـواقــع التي تــدعـم دعـواتــه الأنفصـاليــه وتحـتضن مشــاريعــه واحـنـدتـــه , وإلا فـليلقــم فمــه حجـرا , ويـكـف عـن التحـدث بـالنيـابــه , والتنظيـر بمـا هـو اكبـر مـن حجمـة وحجـم الجهـات التي تــدفــع لــه ويبـوق لهـا .
كـاتب السـطـور لســت بصـدد الانكـار او القفــز علـى معـطيـات هــوة انحـدار الخطـاب الطـائفـي والمـذهـبي فـي الشــارع . عـن الخطـاب الـوطنـي الجمعـي , فمـا تعــودنـا التهـرب مـن الـواقــع , اوالتخـفـي وراء الأصـابـع .وبنـاء قصـور علـى اوهـام الشعـارات , ولـكـن فـي نـفس الـوقــت , لسنــا مـِمـَـن يقــر اقــرار الـذليــل , ويــعطـي اعطـاء العبيــد , فالتســليـم لـخـطيئــة الأمـر الـواقــع , والاســتسـلام امـام التحـديـات مهمـا كـان ســقفهـا , لا يمكـن أنْ يكــون مـدخــلا لأرتكـاب اكبـر جـريمــة بحـق التـراب الـوطنـي العـراقـي , والكفـر بدمـاء ابنـاءة التي اخـتلطـت معـا عبـر التـاريـخ ,مـن دون ان يفـرق بينهـا مـذهـب او عـرق او طـائفــة او ديـانـه , فالحــوار والتـوافـق المبنـي علـى الفهـم المعمـق لمســببـات التضـاد والتخـالف هـو الطـريـق الانجــع والأقـرب للـواقـع فـي حلحـلـة المعـضـلات , ورســم خـارطـة طـريق واضحـة المعـالـم ومـرقمـة الشــواخـص , علـى مبــدأ الشـراكـة الـوطنيــة التي لا تلـتفـت الـى الـوراء , وتـتخـلـى عـن عقليــة الالغـاء والتغييـب , التي اوصلتنــا لمـا نحـن عليــة , وتقفـز فــوق مخـلفـات الأمس , التي اشــتـرك الجميـع فـي تـرسـيـم خـطوط صـيرورتهـا , وصنعهـا كـل علـى طـريقتــهوالفضـاء الـذي كـان يحـلـق فيــه , والمســتقع الـذي وجـد نفســه فـي ضحـالتــه , بـأختيـاره او رغمـا عنـــه .
بكـل تـأكيــد ســينبـري لنـا احـدهـم مـُســتهجننـا مـن دعـوات الحـوار ورسـم خـرائط طـريق ومصـالحـات وطنيــة , معـللا اســتهجـانـة بعـدم جـديــة ونضـوج كـل المـؤتمـرات والحـوارات التصـالحيـة التي عقــدت طـوال الســنـوات العشــر , التي جـاءت بـوجـود قـوات الاحـتـلال او التي اعـقبتهـا ,ومـن هــذا التشــكيـك المشـروع فـي طبيعـة الحـال , نســتطيـع طـرح رؤيتنـا للحـوار والتـوافـق الـوطنـي الذي نـدعـو الــيه , ونـراهـن علـى خيـاره , فلـو عـدنـا بذاكـرتنـا الـى كل المـؤتمـرات والحوارات والتجـاذبات التي يتحـدث عنهـا المســتهجنين , نجـدهـا قــد حـصـلت بيـن الكتـل السـياسيـة الحـاكمـة والنخـب العشـائريـة والدينيـة التي نـصـبت نفسهـا وصيـا علـى ومتحـدثـاعـن الشـارع العـراقي , وانفـردت بـطـرح رؤيتهـا فـي صـيـاغـة الخـارطـة السياسيـة والمجتمعيـة العـراقيـة , مـن دون العـودة الـى نبض الشـارع وتـوجهـاتــه ومعـانـاته الحقيقيـة ورؤيتــه لطبيعـة الصـراع الذي يعـصـف بـه , وكنتيجـة حتميــة لهـذا الاسـتفـراد والتغييـب , جـاء ت هذة المـؤتمـراتبحـلـول سـطحيـة مـنفصـلة عـن واقعــهـا , ولا تسـاوي ثمـن الورق الذي كـتبت عليـة , ولا الأمـوال التي ســرقــت بـمعمـة التـرويـج والدعـايـة والتـطبيـل لهــا .
بكـل بساطـة ومـن دون صيـاغـات انشائيـة ومقـدمـات ثـوريــة , نضـع ابجـديــات رؤى نعتقــد انه يمكـن البنـاء عليهـا للشـروع بالتأسيس لـمشـروع وطنـي شــعبـي , نـرتقــي مـن خـلالـه الـى واقــع عـراقـي جـديـد , يحـلحـل امـراضيـات الســلطـة ومنـازعـاتهـا , ويقــدم البعـد الشعـبي الوطني علـى المصلحـة الفـرديـة الحـزبيـة والطـائفيـة والمنـاطقيـة .
•
إخــراج الـنخـب الســياسيـة المتـربعـه علـى عـروش كـراسي السلطـة واخـطـبوطـاتهـا المنتشـره فـي جســد النســيج المجتمعـي العـراقـي مـن اي مبـادرة تصـالحيـة وحـواريــة فـي الشـارع .
•
اســتبعـاد الـرؤوس العـشـائـريـة النفعيــة وشــيـوخ المـناقصـات والتعهـدات واللاهثيـن وراء الدولارات , حيث هـؤلاء مجـرد ادوات بيـد رجـالات السلطـة ومـوائدهـا , ولنـا بشـيوخ التسـعينـات الذيـن ولـد مـن رحمهـم شــيوخ مـرحلـة الاحـتلال ومـا تـلاهــا خيـر مثـال على انتهـازيـة هـؤلاءونفعيتهـم التي تـزكـم الانـوف وغيـر خـافيـة علـى الدانـي والقـاصي فـي الشـارع.
•
تحـيـييـد المـرجعيـات الدينيــة ورجـالات الديـن , والمتسـيـديـن علـى منـابـر التحشيـد المذهبي , والمصـادريـن لـرأي العـامــة فـي ظـل سلطــة الفتـاوي , التي لا تخـدم الشــارع بل العكس من ذلك , فهــي عـامـل تفـتيتي للنسيـج المجتمعـي وعنصـرتثـوير للعـامـل المذهـبي , عنـد اصحـاب العقـول المـُجهلــه ,والفـاقــدة لبصيرتهـا الفكـريــة .
•
فــتـح المجـال امـام الطـاقـات الشــبـابيـة الـواعيــة , بمنظمـاتهـا الجمـاهيـريـة الثقـافيــة والاجتمـاعيـة , والريـاضيـة والفنيــة ,والســيـاسيـة والنقـابيــة المهنيــة , ورفـدهـا بالدعـم الجمـاهيـري الشعـبي فـي الشــارع , والحـكومـي الرسميالمتـزن ,لتتحـمـل مســؤولياتهــا الوطنيـة والتـاريخيـة والاخـلاقيــة , في مـد جســور التقـاء وتـواصـل وحـوارات بيـن ذات الشــرائـح المجتمعيــة علـى امتـداد الجغـرافيـة العـراقيــة ,بعيــدا عـن التجـاذبـات والمضاددات السياسية السلطوية ,والدينيـة المذهبية , والعشـائريـة النفعيـة .
•
الارتقــاء بـالخطـاب الأعـلامــي الـرسـمـي , واخـراجــه مـن دائــرة المنـاكفـات والانحيـاز الأعمـى لسـلطـة الكـرسي , مـع وجـوبيــة الـتضـييـق علـى الفضـاء الاعـلامـي المتلفـز والمقـروء الـمحـرض علـى الشــحـن الطـائفـي ,والمتصـيــد بـالمـاء العكـر ,والمضـلل للمـواطـن والملـفق للخبـر , و مـواجهـتـه بفضـاء اعـلامـي مهنـي ووطني واخـلاقـي فـاضـح لــه , واتـاحـة الفـرص للنخـب الشــبابيـة المثقفــة للـخـروج اعـلاميـا والتثقـيف ببـرامحهـا الوطنيــة , بـدلا مـن سيطـرت ذات الـوجـوه الكـالحـة بفشلهـا ,على المنابر الاعلاميـة و اجتــرارهالخطـابهـا الذي اثـبتت الايـام قصـوره , ووصـوليــة القـائميـن عليــه .
•
أخــراج الســلطـة القضـائيــة مـن تحــت عـبــاءة الســلطــة الحاكمـة , والانتقـال بمـؤسستهـا الـى مســتوى البعـد عـن الشــبهـات والتشـكيكـات والاســقـاطـات , التي رافـقـت عملهـاطـوال الســنـوات المـاضيــة , وانهـاء حـالـة التحـاصص القضـائـي ,وابعـاد ســلطـة القـانـون ورجـالاتهـا عـن سـاحـات وحلبـات الصـراعـات السلطـويـة وتصفيــة الحسـابات الشخصيــة والحـزبيــة .
•
إبـقــاء الجـيش والمـؤسسـات العســكـريـة والأمـنيــة رمـزا للـوحــدة الـوطنيـة , وتجـريـم محـاولات الـزج بهـم بصـراعـات السـلطـة ونـزاعـاتهـا , او محـاولات التطـويـع لصـالح مكـون جتمعـي بعينــه , او تسـخيـر العمليـات العسـكريـة الدفـاعيـة والأمنيــة المتصـديـة للأرهـاب واجنـدتــه , لصـالـح جهـات سلطـويـة اوشـخصيـات سـيـاسيــة .
•
انهـاء خـطاب المتـاجـرة بمظـلوميـات الأمس واليـوم ,والاعـتـراف بـتحمـل الجميـع لمسـؤوليتهـا , واعتبـارهـا مـن المـاضـي المـوجـب الاعتذار للشارع العـراقي الجمعـي عنهـا , وعـن جميـع الممـارسـات السلطـويـة التي سـادت امس الشمـول وسـلطـويتـه , وحـاضـر اليـوم وتـداعيـات الفعـل الســلطـوي للقـائميـن علـى عمليتــه السـياسيـة بكـل مسميـاتهـم وجـذورهـم .
•
الأسـاس والمهـم فـي كـل مـا ذهبنـا اليــه , أنْ يكـون العنصـر الشبـابي الواعـي والطـيف المجتمعـي الشعـبي بمنظمـاتـه الجمـاهيـريـة ونقـاباتــه المهنيــة , صـاحب الدور الريـادي والـراعـي الأول والأخيــر للنشـاطـات التعبـويـة والمـؤتمـرات الحـواريـة والتصـالحيـة وإلا فـلا نتـائـج مـرجـوه مـن اشـراك ذات الـوجـوه والتوجهـات والنخـب التي تدعـي تمثيلهـا للشارع حـتى , وإن جـاءت عـن طـريق الانتخـابات , لأن الانتخـابات وصنـاديـق اقـتراعهـا ذاتهـا والطـرق الالتـوائيـة للتشرح لهـا والـوصـول الـى مقـاعـدهـا النيـابيـة غيـر متفـق على صحتهـا ونـزاهتهـا.