Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هزيمة الإرهاب مرهونة بصمود المصريين .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي
دام برس : دام برس | هزيمة الإرهاب مرهونة بصمود المصريين .. بقلم: الدكتور خيام الزعبي

دام برس:

لن تكون سلسلة التفجيرات الإجرامية التي وقعت في العاصمة المصرية القاهرة أول أو آخر عمليات العنف بل أراها إحياء لأسلوب الإرهاب وتقسيم مصر وإنهاك الجيش المصري والإنتقام من الذين نختلف معهم، إذ تتعرض اليوم أجهزة الأمن المصرية وبشكل شبه متكرر، إلى عمليات تفجير وإشتباكات تسفر عن قتلى وجرحى في صفوف الجنود، وذلك خلال الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
إن ما شهدته مصر خلال الأيام الماضية من عمليات إرهابية، يدق ناقوس الخطر من جديد، ويلفت الإنتباه إلى مآلات الفكر المتطرف الذي يهدم المجتمعات، ويضرب إستقرار الشعوب، فتزامن هذه التفجيرات مع الإحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، جاءت لتلوينها بالدم ومنع المصريين من الفرحة بثورتهم وإستكمال خارطة الطريق، ولتؤكد عدوانية وسوداوية التطرف، ودموية الإرهاب الذي ترتكبه هذه التنظيمات، وإرباك المشهد السياسي في مصر، وما يجعل هذه الحالة الإرهابية مستمرة بل ومتزايدة، وجود من يزعمون أنهم مشايخ دين أو علماء وفقهاء، لكنهم في الحقيقة علماء فتنة يتاجرون بالفتاوى، ويتطاولون على الدول، بتحريضهم على العنف والفوضى، وتأجيجهم للتوتر في مختلف أنحاء البلاد.
إن تصاعد هذه الأعمال في الوقت الذي تتجه فيه مصر إلى إستكمال بناء الدولة الحديثة القائمة على الحرية والديمقراطية التي نص عليها الدستور، إنما تأخذ المشهد السياسي والأمني المصري إلى حافة خطرة، وتهدد الحياة اليومية للمواطنين المسالمين، إضافة إلى أن هذه الأفعال الإجرامية لا تتسبب في قتل المواطنين وترويعهم فحسب، وإنما تدمر المنازل والمتاجر والمنشآت العامة والخاصة.
فالحرب لم تعد حرباً على مصر الوطن فقط، بل تحولت الى حرباً للنيل من تاريخها وعراقتها وسلب إرثها الحضاري والثقافي وهو أغلى ما تملك، فضلاً عن وجود حملات مسعورة تشوه تاريخها العظيم ومن ثم إزكاء روح الطائفية التي تشجع على ضرب كل طرف للآخر وكأننا أمام تقسيم جغرافي يعقب التقسيم الثقافي الذي نعيشه.
وفي سياق متصل إرتبط تصاعد موجة الإرهاب في مصر بمتغير إستراتيجي من خلال دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لتيار الإسلام السياسي، اعتقاداً بأنه الأقوى والأقدر على إستيعاب العناصر المتطرفة، طبعاً الهدف منه توطين تلك التنظيمات والعناصر المتطرفة في دولها بعيدة عن المصالح والأهداف الأمريكية والغربية على مناطق شاسعة من العالم.
وبموازاة ذلك لا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية ودول جوار لا يسرها وصول مصر الشقيقة إلى حالة من الأمن والاستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية والإزدهار، حيث ترعى هذه الأطراف الإرهاب والتطرف وتمده بالمال وبكل أدوات القتل والدمار لنشر الإرهاب والفوضى في ربوع مصر، وهي تعلم جيداً أنه إذا وقعت مصر ضحية للعنف والفوضى فإن بقية حبات مسبحة العالم العربي حتماً ستكّر واحدة تلوه الأخرى.
وفي نفس السياق إن إستمرار القتل والعنف والفوضى في مصر هو مصلحة أمريكية إسرائيلية يريدونها مقسمة وملغاة من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي حتى ينجح مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي والقضاء على فكرة القومية العربية وإبقاءها خاضعة للهيمنة الصهيوأمريكية.
وبالتالي فإن محاولات ترويع وإرهاب شعب مصر بتلك التفجيرات الإرهابية لن تكسر عزيمة المصريين أو يثنيهم عن إرادتهم وعزيمتهم، بل سوف تزيده توحداً وعزماً وإصراراً على مواجهة هذا الإرهاب الأسود والقضاء عليه وإقتلاعه من جذوره الخبيثة من أرض مصر، التي تعتبر أرض الإسلام والحضارة، وأرض المحبة والسلام.
وفي إطار ذلك إن ما تشهده مصر من أعمال عنف وتفجيرات، يجب أن يدفع كل الدول التي تؤكد أنها ضد الإرهاب، إلى القيام بخطوات إيجابية عملية منشودة في مواجهة ثقافة القتل الوحشي واللاأخلاقي واللاإنساني، فالأمر يتطلب عدم الاكتفاء بالإدانة اللفظية، بل ترجمة الأقوال إلى أفعال، لدحر الفكر المتطرف، وإنقاذ المجتمعات من براثينه وظلاميته.
إذن فإن الأولوية في هذه المرحلة هي الحفاظ على مصر الدولة والشعب والمجتمع بكل أطيافها، مسلمين ومسيحيين، والحفاظ على مصر المؤسسات بقضائها وجيشها وشرطتها وأزهرها وكنائسها ومؤسساتها المنتخبة مع الإصلاح الفعال لها، والحفاظ على الإنسان المصري وإعداده لمواجهة الحرب على الجهل والفقر والمرض والظلم والإرهاب، هذا طريق إجبارى، والفشل فيه ليس بديلاً، إلا إذا كان الثمن ضياع مصر، لذا لا بد للمصريين إيجاد حل سريع للتوتر المتصاعد في أنحاء المناطق المصرية لتفادي إنزلاق البلد نحو حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق، من خلال القيام بالمبادرات الوطنية من أجل الوطن، وتوحيد الصفوف وتحقيق المصلحة العامة التي تهدف الى رقي الوطن وتقدمه، والتعاون والعمل كفريق واحد ونبذ كل التفرق والخلافات التي تجر الى التخلف عن ركب التقدم والتحضر، وإشاعة روح التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الديانات والمذاهب المتعددة، فضلاً عن نشر القيم الإيجابية بين الناس كالتعايش والمشاركة والألفة والتعدد.
لكننا على ثقة تامة أن الشعب المصري قادر على تجاوز وتخطي أزمته ومحنته الراهنة بفضل تماسكه ووحدته الوطنية، لأنه يدرك جيداً دوره في المنطقة العربية من خلال عودته لتبوأ موقعه ومكانته العروبية والقومية في مواجهة كل المشاريع الإمبريالية في المنطقة العربية الرامية الى تجزئة وتقسيم الأقطار العربية وتفتيت وحدة الإنسان العربي من المحيط الأطلسي حتى الخليج العربي.
وأخيراً أختم مقالتي بالقول إن الإرهاب لن يفلح يوماً في إسقاط الدول، ولم يشهد العالم طوال تاريخه بلداً سقط جراء الإرهاب، فالقتل والترويع لن يغير حلم المصريين وتطلعاتهم إلى وطن مستقر آمن خال من التطرف، فالشعب المصري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها.
Khaym1979@yahoo.com

الوسوم (Tags)

مصر   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz