دام برس:

منذ بدء الأزمة السورية تحول اهتمامنا إلى مشاهدة الأخبار والبرامج السياسية بدلاً من متابعة المسلسلات ,والبرامج الأخرى حتى الرياضة التي كانت عشقنا أضحت آخر اهتمامنا,وذات الأمر في الانترنت والمواقع الالكترونية وغيرها.لكن الطريف في الأمر أن زوجتي من تتحكم بالريموت ونحن نتابع مايطيب لها رؤيته,ولاندري حتى اللحظة مالشيئ الذي ترغب بمشاهدته.لكنني أدركت جيداً تحولها إلى متابعة الأخبار والبرامج السياسية بدلاً من المسلسلات وخصوصاً تلك التي تدمي القلوب,وتدمع العيون,ومع ذلك لازالت تتنقل بين المحطات ذهاباً وإياباً وعيوننا تلاحق تنقلاتها لدرجة أننا لانرى إلا لمحات كأنه البرق,ولاندري حتى اللحظة متى نسمع الرعد ويهطل المطر.وأعني متى تستقر على محطة ونشاهد أي شيء مهما كان ذلك الشيء,لأن عيوننا قد تعبت من شدة الملاحقة والنعاس غلبنا والغفوة سيطرت علينا,فبدأنا نكبو ونصحو عسى ولعل أن نرى....لكن الأمر لازال مستمراً,ونسألها باستفزاز عما تبحثين؟؟!,وماذاتريدين!!,ونقولها بالعامية"دوختينا من كتر الشقلبة",فسرعان ماتغضب وترمي لنا بالريموت,وأبدأ أنا برحلة البحث كما هي كانت,فأنا أبحث عما يرضيها,ولازلت حتى اللحظة أبحث,فأعيد الريموت إليها وأذهب إلى فراشي خشية....هذا حالي والكثيرون مثلي.

لم تكن مقدمتي شكوى من زوجتي,بل تعمدت أن تكون بطلة مقالتي برحلة البحث التي استقرت بلقاء أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي على محطة .سي بي سي.فكان الرجاء بالإبقاء لمجرد سماعي كلمة سورية في ذلك اللقاء,وبالمتابعة كان اللقاء يتمحور حول الأزمة السورية والاتفاق الايراني مع الخمسة زائد واحد,قد يقول البعض ألا تخجل من ذكر اسم ذلك الرجل,والبعض والبعض...لكنني كما كل السوريين نسمي الأمور بمسمياتها ونتعامل بآداب الحديث حتى لو كان الآخر عرّاباً,ونحلل الأمور كما نراها على حقيقتها أو نستقي من جوهرها حقائق لايفصح عنها,قد نخفق أو نصيب,وقد نرى من يؤيد رأينا,ومن يتعارض معنا,والبعض قد يرى مانقدمه مترابطاً وشاملاً,والبعض الآخر يراه مفككاً.بالنتيجة كل الآراء تحترم مهما كانت,فنحن نحترم الجميع,وأمين عام الجامعة الذي افتقد الكثير من الدبلوماسية في لقائه رغم عدم احراجه وملخص حديثه:

-ضرورة الحل السلمي في سورية,ولابديل عن الحل السياسي.

-المعارضة السورية تحقق تقدماً ملموساً على الأرض.

-نعمل وفق ميثاق الجامعة وهيئة الأمم المتحدة.

-القرار للشعب السوري في اختيار الرئيس.

-نقدم الدعم للمعارضة السورية.

-عودة سورية إلى الجامعة العربية يتوقف على مؤتمر جنيف 2.

-الاتفاق الإيراني مع الخمسة زائد واحد مبدئي.

من ذلك أرى بأن أمين عام الجامعة لازال الناطق الرسمي بأطراف الحرب على سورية,ولاهم لديه إلا إرضاء أمريكا وغربها وأدواتها لما يمثل له ذلك من قيمة مادية ومعنوية,وفي ذلك تأكيد صارخ على تورطه مع الأدوات الأمريكية الأعضاء في الجامعة المتورطة في الحرب على سورية عندما يؤكد على دعم المعارضة وتحقيقها لانتصارات ملموسة وفق رؤيته علماً بأنه يدرك تماماً بأن الجيش والشعب يسحقون هؤلاء التكفيريين وقتلاهم بالمئات ,إلا إذا كان العربي قد تحدث عن إنجازات وانتصارات هؤلاء في قتل الأبرياء بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة أو قذائف هاون تسقط على بيوت المدنيين الآمنين.

وحديثه عن عودة سورية إلى الجامعة مرتبط بالنسبة إليه...وهذا حلم العربي ومن معه والاتفاق الإيراني مع الخمسة زائد واحد بسخرية عندما يؤكد على أنه مبدئي بمعنى سيعمل هو ومن معه على تعطيله,وهذا حلم العربي..كونه إنجاز أمريكي غربي أسهم في إنقاذهم من ورطتهم.

ومع كل ماجرى ومايجري لايزال العربي الذي افتقد العروبة كما افتقد النبل يتبجح لتطمين الأدوات الأمريكية وتحقيق المزيد من الإغداقات المالية والمصرفية ,فهو في سوق النخاسة يباع ويشترى مقابل تطمينات وتصريحات ستبقى أحلام وأوهام ومع انتهاء اللقاء ..سأحتفظ ماجرى لي من زوجتي فلن أبوح بسري حول ماجرى لي قولاً فقط.تخيلوا الموقف..وإلى اللقاء مع لقاء آخر دمتم ودامت سورية بألف خير.